مصر تستعد لإعادة إعمار سوريا والعراق وليبيا.. تعرَّف على حجم هذه الاستثمارات وتوقيتها

دمَّرت الصراعات الدائرة في دول ما يعرف بـ"الربيع العربي"، مدناً بأكملها، ما يلزم إعادة بنائها من جديد، بالتعاون مع الدول المجاورة لها، خاصة بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، حسبما أوضحت كل من العراق وسوريا، في شهر ديسمبر/كانون الأول 2017.

ودفع إعلان انتهاء الحرب في العراق وسوريا، الالتفات إلى إعادة بناء وتعمير المدن المهدَّمة، حيث تقدَّر التكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار الأولي بنحو 100 مليار دولار، حسبما أوضح رئيس الوزراء العراقي، حيدر البغدادي، بينما بلغت تكلفة الإعمار في سوريا نحو 500 مليار دولار، و400 مليار دولار في ليبيا، و100 مليار دولار في اليمن.

تكاليف ضخمة لإعادة الإعمار

نقيب المهندسين المصريين طارق النبراوي كشف لـ"هاف بوست عربي"، أن تكلفة إعادة الإعمار في العراق وسوريا وليبيا تتجاوز الأرقام التي تذكرها التقارير الدولية، وذلك لأن تلك المدن سوف تبنى من جديد، بداية من البنية التحتية مثل محطات الكهرباء والماء وشبكات الصرف الصحي والطرق والكباري، والمصانع، والمشاريع السكانية".

وأضاف أن النقابة بادرت منذ العام الماضي، بدعوة من نقابة المهندسين في سوريا، إلى القيام بزيارات ميدانية، للتعرف على طبيعة المشاريع التي تحتاجها هناك، قائلاً "دعَوْنا مجالسَ نقابات سوريا والعراق، لحضور مؤتمر إعادة الإعمار في القاهرة، لعرض ومناقشة الأفكار وخطط الإعمار التي تحتاجها كل دولة، من قبل المهندسين الاستشاريين المصريين".

طفرة في الاستثمار وحجم العمالة

نقابة المهندسين المصريين كما يشير نقيبها تواصلت مع نحو 100 مكتب للاستشارات الهندسية، استعداداً لحضور مؤتمرات إعادة الإعمار، التي سوف تنظم بداية من شهر فبراير/شباط، وذلك بهدف فتح أسواق جديدة للعاملين في مجال البناء والتعمير خارج مصر، الذي سوف يؤثر بشكل كبير على الشركات العاملة في مواد البناء والمقاولات، التي سوف تشهد طفرة استثمارية كبيرة.

بهذا الخصوص يؤكد حمدي إمام، رئيس شعبة إلحاق العمالة بالخارج، لـ"هاف بوست عربي"، أن الغرف تتوقع إرسال نحو مليون عامل في أول عامين للعراق، متابعاً، أن سوريا لم تكن في السابق سوقاً للعمالة المصرية، لكن الغرفة مهتمة بتوفير العمالة المدربة، سواء للشركات المصرية أو غير المصرية، التي سوف تشارك في عملية الإعمار، سواء في العراق أو سوريا أو ليبيا.

نشاط مصري مكثف

رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية أحمد الوكيل، أكد في تصريحات صحفية، أن الغرفة سوف تشارك في ثلاثة معارض متعلقة بعملية الإعمار في العراق وسوريا وليبيا "البداية ستكون في مؤتمر الكويت للجهات المانحة لإعمار العراق، يوم 13 فبراير/شباط، ثم معرض إعادة إعمار سوريا والمنتجات المصرية، يوم 4 أبريل/نيسان بدمشق، ثم معرض مثيل لإعادة إعمار ليبيا، يوم 7 مايو/أيار في بنغازي".

 <h4>بغداد أولاً </h4> بعد انتهاء انتخابات الرئاسة في مصر، سوف تبدأ الشركات المصرية في العمل في مدينة بغداد، ثم باقي المدن العراقية، لأنها الأكثر استقراراً أمنياً حالياً، حسبما يؤكد نقيب المهندسين المصريين، وذلك بعد خلاصات مؤتمر الكويت، التي بيَّنت أن "مصر تمتلك قدرة تنفيذية عالية، خاصة لمشروعات البنية التحتية". نفس الشيء يؤكده، حمدي إمام، وذلك لأن سوق العمالة في العراق معروف بالنسبة للمصريين، ومستعد حالياً لاستقبال العمالة، بخلاف سوريا وليبيا. ولفت إمام إلى أن "العراق، متعطشة حالياً، لكافة العمالة المدربة، سواء في مجال البناء أو التجارة أو الطب وغيرها". <h4>العوائد الاقتصادية </h4> العائد الاقتصادي لمصر من عملية إعادة الإعمار في الدول التي دمرت خلال السنوات الماضية، سوف يكون كبيراً جداً، وذلك حسب الدراسات التي أعدّتها نقابة المهندسين خلال الفترة الماضية، إذ سوف تصل إلى نحو 30% من إجمالي عملية الإعمار، حسب استعداد الشركات المصرية الراغبة في المشاركة بعملية الإعمار. ووفقاً للنسبة التي أوضحها النبراوي، سوف يكون نصيب مصر من إعمار العراق نحو 30 مليار دولار، وسوريا نحو 125 مليار دولار، وليبيا نحو 120 مليار دولار. من جانبه، أكد عبد الستار عشرة، المستشار الاقتصادي للغرف التجارية في مصر، لـ"هاف بوست عربي"، أن مصر تسعى من خلال مؤتمرات إعادة الإعمار، التي سوف تنطلق بداية من هذا الأسبوع في الكويت، في الحصول على أكبر حجم ممكن من حصة الاستثمارات التي ستقام في العراق وسوريا وليبيا، مستهدفة نسبة مشاركة تتراوح ما بين 30 إلى 50%. وحسب المستشار الاقتصادي فإن مصر تهدف خلال الفترة القادمة إلى استعادة الأسواق التي فقدتها بسبب الحروب والحصار، الذي تعرضت له بعض الدول العربية، وفتح المجال أمام كافة الشركات المصرية سواء العاملة في مجال البناء أو الصناعات الغذائية أو صناعة الأثاث وغيرها من الصناعات.