الخميس، 8 فبراير 2018

أكاذيب حول البخاري

أكاذيب حول البخاري

شاع في الأيام الأخيرة فيديو بعنوان "حقائق صادمة عن البخاري" نشَره موقع "أصوات مغاربية" وشاركه موقع "قناة الحرة"، وهو ما أثار عددًا من التساؤلات دفعت بعضهم إلى طلب توضيحات علمية حول محتوى الفيديو. يدور محتوى الفيديو على خمس مسائل رئيسة سأوضحها ثم أبين ما فيها.


المسألة الأولى: يُظهر الفيديو أن نَسَب البخاري يُحيل إلى أنه "ليس عربيًّا" في إشارة مبطَّنة إلى موقف عنصريّ من موقع يدّعي على صفحته أن مهمته إيصال "صوت الأقليات"، وهذا الوعي القومي مُحدَثٌ؛ لأن الإسلام شكّل لقرون طويلة ثقافة شعوب متنوعة الأعراق والثقافات من العرب والترك والفرس وغيرهم، ففكرة تعريف علماء الإسلام (ما قبل الدولة القومية) بأعراقهم هو إسقاط لمشاكل الحاضر على تاريخ رحب وشاسع، فسيبويه إمام العربية لم يكن عربيًّا بهذا المعنى القومي الضيّق!


الطريف أن الفيديو يحكي عن البخاري أنه "عاش في أوزبكستان وهي منطقة على الهامش بعيدة عن المراكز الدينية في تلك المرحلة"، وهذا القول يكشف عن جهل مُعدّي الفيديو بتاريخ بخارى التي تنتمي إلى (تركستان) التي كانت جزءًا من ولاية (خراسان) زمن الأمويين والعباسيين وغَدَت بعد الفتح الإسلامي من أهم الحواضر الإسلامية، وخرج منها الكثير من الفلاسفة والفقهاء والمحدّثين من أشهرهم البخاري وابن سينا، وفي 1924 قُسِّمت "جمهورية بخارى" بين طاجكستان وأوزبكستان وتركمانستان وباتت مدينة بخارى إحدى المدن المهمة في جمهورية أوزبكستان. ولأهمية بخارى خَصَّها عدد من المؤرخين بكتب مستقلة من أقدمها "تاريخ بخارى" لأبي بكر بن جعفر النرشخي (ت348هـ)، ومن أحدثها كتاب "تاريخ بخارى منذ أقدم العصور حتى العصر الحاضر" للمستشرق المجري أرمينيوس فامبري كتبه سنة (1872م).




المصدر : http://www.huffpostarabi.com/moataz-al-khatib/story_b_19183142.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات