مثّلت الزيارة الأخيرة للعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، التي قام بها إلى روسيا قبل أيامٍ، أهميةً كبرى للعلاقات بين عمّان وموسكو، وللدور الذي يمكن أن يلعبه كل طرف لخدمة الطرف الآخر، وخاصة فيما يتعلق بالقضية المحورية في الشرق الأوسط؛ وهي القدس.
واعتبر موقع Lobe Log، المتخصص في التحليلات الاستراتيجية، أن هذا الزيارة تعد الأهم بالنسبة للعاهل الأردني؛ بسبب الموقف المتأزم الذي تتعرض له عمّان، لموقفها الرافض لما يعرف بـ"صفقة القرن".
وزار الملك عبد الله، ملك الأردن، موسكو في الخامس عشر من فبراير/شباط 2018؛ لإجراء مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولفيف من كبار المسؤولين الروس، فضلاً عن لقائه بعض رجال الدين.
وبحسب Lobe Log، تأتي هذه الزيارة في وقت يشعر فيه الأردن بعزلة كبيرة بسبب قضية القدس، وغيرها من الأزمات الإقليمية، بالإضافة إلى قلقه بشكل أساسي تجاه مسألتين متعلقتين بالحرب الأهلية السورية المشتعلة.
المسألة الأولى، أن عمّان لا تريد أن تتحول إلى منطقة جذب للجماعات المتطرفة والإرهابية. فقد كانت فحوى الرسالة التي وجهها الملك إلى بوتين، أن يُترك الأردن بعيداً عن الصراع قدر الإمكان. أما الأمر الثاني، أن عمّان لن تتحمل المزيد من تداعيات الصراع السوري، ولن تسمح لمزيد من تدفق اللاجئين على أراضيها.
وقد صرح الملك عبد الله، خلال مقابلة أُجريت معه مؤخراً، قائلاً: "أشعر فعلاً بأن المجتمع الدولي قد تخلى عن شعبنا، فقد دفعت بلادنا وأخذت على عاتقها مسؤولية 20% من أعداد اللاجئين السوريين".
يُعد سعي إدارة ترامب، إلى جانب جهود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وبالطبع مع وجود بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في القلب من ذلك، إلى تمرير ما يُعرف بـ"صفقة القرن" على حساب الأردنيين والفلسطينيين؛ ما دفع الأردن إلى التساؤل عن أسباب توافقها وانسجامها مع واشنطن وتل أبيب والرياض؛ إذ يتطلع الأردن، في الوقت الراهن، إلى موسكو وأنقرة؛ لدعم موقفه الرافض لاعتراف ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل، بحسب Lobe Log.
زار الملك عبد الله الثاني روسيا 19 مرة منذ تربعُّه على عرش المملكة عام 1999. إلا أن أهمية الزيارة الأخيرة تنبع من الوفد المرافق للملك، والذي تضمن رئيس هيئة الأركان المشتركة، محمود فريحات، الذي يُعد أيضاً مستشار الملك للشؤون العسكرية، وعدنان الجندي مدير جهاز المخابرات العامة، بالإضافة إلى مقرر مجلس السياسات الوطنية، الأمير غازي بن محمد. وقد ركزت المباحثات على مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب. وبالنظر إلى عدد المقاتلين الروس الذي تتراوح أعدادهم بين 2000 إلى 5 آلاف، والموجودين بالفعل على الأرض السورية، وكذلك بالنظر إلى المعلومات الجيدة التي لدى الأردن عن هذه الجماعات- فإن البلدين لهما مصالح كبيرة في تعاون أوسع على المستوى المخابراتي.
وشهد التعاون العسكري الثنائي بين البلدين تقدماً ملحوظاً منذ عام 1999، تخلَّله عدد من الصفقات العسكرية، مثل أنظمة "كورنيت" الصاروخية المضادة للدبابات، ونظام صواريخ "إيغلا" أرض-جو المحمولة. بالإضافة إلى بدء إنتاج روسيا قاذفات "آر بي جي" بالفعل في الأردن. وتشير مصادر مقربة من الحكومتين، الأردنية والروسية، إلى أن عام 2018 سيكون مميزاً لكلا البلدين، بمناسبة الذكرى الـ55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، بحسب Lobe Log.
وقد أشاد الملك بدور روسيا الداعم لتسوية سلمية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وللمرة الأولى، يشعر الملك بالقرب من روسيا أكثر من أي قوة عالمية أخرى؛ إذ يسعى الأردن -في الوقت الراهن- إلى مساندة عسكرية روسية جنوب سوريا؛ وذلك للحفاظ على تلك المنطقة ملاذاً آمناً، وتجنُّب أي تصعيد آخر بين الجيش الأردني والقوات الإسرائيلية، مثل ما حدث في وقت سابق من الشهر الجاري (يناير/كانون الثاني 2018)، وأسفر عن إسقاط طائرة "إف-16" إسرائيلية.
ويرى Lobe Log أن ثمة قلقاً يساور الأردن، يتعلق بالجهود الإيرانية في بسط نفوذها بلبنان، والعراق، وسوريا. وبما أن إيران تُعتبر حليفاً روسيّاً، تأمل عمّان أن تضغط موسكو على الإيرانيين من أجل الابتعاد عن الحدود الأردنية، وتجنّب الصدام مع الجيش الأردني، أو مع القوات الإسرائيلية.
وانطلاقاً من هذه النقطة بالتحديد، فإن الأردن لا يريد مزيداً من التدهور الأمني على حدوده؛ لما يمثله من مخاوف أمنية واقتصادية داخلية. وكان هذا هو السبب الرئيسي في وقف إطلاق النار بجنوب سوريا، والذي توسطت فيه كل من واشنطن وموسكو صيف عام 2017، وهو القضاء على القلق الذي انتاب عمّان وتل أبيب بسبب الوجود العسكري الإيراني في المناطق المجاورة للأردن وإسرائيل.
ويسعى الملك عبد الله الثاني أيضاً إلى دعمٍ روسي أكبر لوصاية بلاده على الأماكن المقدسة في القدس الشرقية. من أجل ذلك، التقى مع فلاديمير غوندياييف، بطريرك موسكو وسائر الأراضي الروسية؛ لمناقشة التعايش السلمي بين الأديان. وقد أكد الطرفان الحوار بين الأديان الذي ينادي به الأردن منذ زمن طويل.
والتقى الملك أيضاً الشيخ راوي عين الدين، رئيس مجلس الفتوى في روسيا، بالإضافة إلى عدد من العلماء المسلمين، أكد خلال ذلك، الدور الهام الذي تلعبه المساجد في تعزيز الروح السمحة للإسلام، والتي تنبذ العنف والكراهية.
يمكن للأردن أيضاً أن يلعب دوراً هاماً داخل المجتمع المسلم في روسيا؛ وذلك لما تتمتع به المملكة من روابط قوية جداً مع الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز. وقال الملك عبد الله: "من واجبنا التمسك بالصورة الحقيقية لتسامح الإسلام"، بحسب الموقع.
يركز الأردن وروسيا على بناء مصالحهما المشتركة في الوقت الراهن. فموسكو تحتاج إلى شريك عملي بالمنطقة يساعد روسيا على اكتساب دور أكثر تأثيراً في العالم الإسلامي. بينما تعتبر عمّان موسكو وسيطاً نزيهاً، يستطيع التوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين لحل الأزمة بينهما. كما يُعد قرار روسيا إشراك الأردن في مفاوضات السلام السورية بأستانا بكازاخستان، دليلاً آخر على توطد العلاقات بين البلدين، كما يُعد إشارة على جهود الأردن في تحفُّظه المتنامي حول رهانه على الولايات المتحدة الأميركية.
واعتبر موقع Lobe Log، المتخصص في التحليلات الاستراتيجية، أن هذا الزيارة تعد الأهم بالنسبة للعاهل الأردني؛ بسبب الموقف المتأزم الذي تتعرض له عمّان، لموقفها الرافض لما يعرف بـ"صفقة القرن".
وزار الملك عبد الله، ملك الأردن، موسكو في الخامس عشر من فبراير/شباط 2018؛ لإجراء مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولفيف من كبار المسؤولين الروس، فضلاً عن لقائه بعض رجال الدين.
مسألتان بخصوص سوريا
وبحسب Lobe Log، تأتي هذه الزيارة في وقت يشعر فيه الأردن بعزلة كبيرة بسبب قضية القدس، وغيرها من الأزمات الإقليمية، بالإضافة إلى قلقه بشكل أساسي تجاه مسألتين متعلقتين بالحرب الأهلية السورية المشتعلة.
المسألة الأولى، أن عمّان لا تريد أن تتحول إلى منطقة جذب للجماعات المتطرفة والإرهابية. فقد كانت فحوى الرسالة التي وجهها الملك إلى بوتين، أن يُترك الأردن بعيداً عن الصراع قدر الإمكان. أما الأمر الثاني، أن عمّان لن تتحمل المزيد من تداعيات الصراع السوري، ولن تسمح لمزيد من تدفق اللاجئين على أراضيها.
وقد صرح الملك عبد الله، خلال مقابلة أُجريت معه مؤخراً، قائلاً: "أشعر فعلاً بأن المجتمع الدولي قد تخلى عن شعبنا، فقد دفعت بلادنا وأخذت على عاتقها مسؤولية 20% من أعداد اللاجئين السوريين".
يُعد سعي إدارة ترامب، إلى جانب جهود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وبالطبع مع وجود بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في القلب من ذلك، إلى تمرير ما يُعرف بـ"صفقة القرن" على حساب الأردنيين والفلسطينيين؛ ما دفع الأردن إلى التساؤل عن أسباب توافقها وانسجامها مع واشنطن وتل أبيب والرياض؛ إذ يتطلع الأردن، في الوقت الراهن، إلى موسكو وأنقرة؛ لدعم موقفه الرافض لاعتراف ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل، بحسب Lobe Log.
19 زيارة لموسكو
زار الملك عبد الله الثاني روسيا 19 مرة منذ تربعُّه على عرش المملكة عام 1999. إلا أن أهمية الزيارة الأخيرة تنبع من الوفد المرافق للملك، والذي تضمن رئيس هيئة الأركان المشتركة، محمود فريحات، الذي يُعد أيضاً مستشار الملك للشؤون العسكرية، وعدنان الجندي مدير جهاز المخابرات العامة، بالإضافة إلى مقرر مجلس السياسات الوطنية، الأمير غازي بن محمد. وقد ركزت المباحثات على مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب. وبالنظر إلى عدد المقاتلين الروس الذي تتراوح أعدادهم بين 2000 إلى 5 آلاف، والموجودين بالفعل على الأرض السورية، وكذلك بالنظر إلى المعلومات الجيدة التي لدى الأردن عن هذه الجماعات- فإن البلدين لهما مصالح كبيرة في تعاون أوسع على المستوى المخابراتي.
وشهد التعاون العسكري الثنائي بين البلدين تقدماً ملحوظاً منذ عام 1999، تخلَّله عدد من الصفقات العسكرية، مثل أنظمة "كورنيت" الصاروخية المضادة للدبابات، ونظام صواريخ "إيغلا" أرض-جو المحمولة. بالإضافة إلى بدء إنتاج روسيا قاذفات "آر بي جي" بالفعل في الأردن. وتشير مصادر مقربة من الحكومتين، الأردنية والروسية، إلى أن عام 2018 سيكون مميزاً لكلا البلدين، بمناسبة الذكرى الـ55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، بحسب Lobe Log.
وقد أشاد الملك بدور روسيا الداعم لتسوية سلمية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وللمرة الأولى، يشعر الملك بالقرب من روسيا أكثر من أي قوة عالمية أخرى؛ إذ يسعى الأردن -في الوقت الراهن- إلى مساندة عسكرية روسية جنوب سوريا؛ وذلك للحفاظ على تلك المنطقة ملاذاً آمناً، وتجنُّب أي تصعيد آخر بين الجيش الأردني والقوات الإسرائيلية، مثل ما حدث في وقت سابق من الشهر الجاري (يناير/كانون الثاني 2018)، وأسفر عن إسقاط طائرة "إف-16" إسرائيلية.
لماذا يقلق الأردن؟
ويرى Lobe Log أن ثمة قلقاً يساور الأردن، يتعلق بالجهود الإيرانية في بسط نفوذها بلبنان، والعراق، وسوريا. وبما أن إيران تُعتبر حليفاً روسيّاً، تأمل عمّان أن تضغط موسكو على الإيرانيين من أجل الابتعاد عن الحدود الأردنية، وتجنّب الصدام مع الجيش الأردني، أو مع القوات الإسرائيلية.
وانطلاقاً من هذه النقطة بالتحديد، فإن الأردن لا يريد مزيداً من التدهور الأمني على حدوده؛ لما يمثله من مخاوف أمنية واقتصادية داخلية. وكان هذا هو السبب الرئيسي في وقف إطلاق النار بجنوب سوريا، والذي توسطت فيه كل من واشنطن وموسكو صيف عام 2017، وهو القضاء على القلق الذي انتاب عمّان وتل أبيب بسبب الوجود العسكري الإيراني في المناطق المجاورة للأردن وإسرائيل.
ويسعى الملك عبد الله الثاني أيضاً إلى دعمٍ روسي أكبر لوصاية بلاده على الأماكن المقدسة في القدس الشرقية. من أجل ذلك، التقى مع فلاديمير غوندياييف، بطريرك موسكو وسائر الأراضي الروسية؛ لمناقشة التعايش السلمي بين الأديان. وقد أكد الطرفان الحوار بين الأديان الذي ينادي به الأردن منذ زمن طويل.
والتقى الملك أيضاً الشيخ راوي عين الدين، رئيس مجلس الفتوى في روسيا، بالإضافة إلى عدد من العلماء المسلمين، أكد خلال ذلك، الدور الهام الذي تلعبه المساجد في تعزيز الروح السمحة للإسلام، والتي تنبذ العنف والكراهية.
يمكن للأردن أيضاً أن يلعب دوراً هاماً داخل المجتمع المسلم في روسيا؛ وذلك لما تتمتع به المملكة من روابط قوية جداً مع الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز. وقال الملك عبد الله: "من واجبنا التمسك بالصورة الحقيقية لتسامح الإسلام"، بحسب الموقع.
يركز الأردن وروسيا على بناء مصالحهما المشتركة في الوقت الراهن. فموسكو تحتاج إلى شريك عملي بالمنطقة يساعد روسيا على اكتساب دور أكثر تأثيراً في العالم الإسلامي. بينما تعتبر عمّان موسكو وسيطاً نزيهاً، يستطيع التوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين لحل الأزمة بينهما. كما يُعد قرار روسيا إشراك الأردن في مفاوضات السلام السورية بأستانا بكازاخستان، دليلاً آخر على توطد العلاقات بين البلدين، كما يُعد إشارة على جهود الأردن في تحفُّظه المتنامي حول رهانه على الولايات المتحدة الأميركية.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/02/20/story_n_19279032.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات