يعقد مجلس الأمن، الخميس 22 فبراير/شباط 2018، جلسةً يصوت خلالها على الأرجح، على مشروع قرار يطالب بوقف لإطلاق النار في سوريا لـ30 يوماً، لإفساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والمصابين.
يأتي ذلك في وقت دعت فيه الأمم المتحدة، الأربعاء 21 فبراير/شباط، إلى وقف فوري للقتال في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، التي وصف الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش الوضع فيها بأنه "جحيم على الأرض".
وأفادت البعثة السويدية في الأمم المتحدة، أن ستوكهولم والكويت اللتين أعدَّتا مشروع القرار طالبتا بأن يتم التصويت "بأسرع ما يمكن"، مضيفة أنه سيجري الخميس، وفق ما ذكرت الوكالة الفرنسية.
لكن لا يُعرف ما إذا كانت روسيا ستلجأ إلى حقها في النقض لاعتراض مشروع القرار. وأمل دبلوماسيون في أن تكتفي موسكو بالامتناع عن التصويت.
وجدَّدت قوات النظام السوري، الأربعاء، غاراتها وقصفها بالبراميل المتفجرة والصواريخ لمدن وبلدات في الغوطة الشرقية.
مئات القتلى والجرحى
وارتفعت حصيلة القصف على الغوطة الشرقية، الأربعاء، إلى 50 قتيلاً مدنياً، بينهم 8 أطفال، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن إلى العثور على ثمانية مدنيين، بينهم 4 أطفال، جميعهم من عائلة واحدة تحت الأنقاض في بلدة حزة.
وبلغت حصيلة القتلى منذ الأحد أكثر من 320 مدنياً، بينهم 76 طفلاً، وفق المرصد.
وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأربعاء، بالسماح لها بدخول الغوطة الشرقية للمساعدة في علاج مئات الجرحى، مع تعرّض مستشفيات للقصف في اليوم الرابع من التصعيد العنيف لقوات النظام، ضد المعقل الأخير للفصائل المعارضة قرب العاصمة.
ويفاقم التصعيد العسكري معاناة المدنيين والكوادر الطبية التي تعمل بإمكانات محدودة نتيجة حصار محكم منذ 2013، ويتوافد إليها حالياً مئات الجرحى يومياً. ولم تسلم المستشفيات من القصف، ما أدى إلى خروج بعضها عن الخدمة.
وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ماريان غاسر "يبدو أن القتال سيتسبب بمزيد من المعاناة في الأيام والأسابيع المقبلة، ويجب أن يُسمح لفرقنا بدخول الغوطة الشرقية لمساعدة الجرحى".
وأضافت "الضحايا من الجرحى يلقون حتفهم فقط بسبب عدم تلقيهم العلاج في الوقت المناسب".
ولفتت اللجنة الدولية إلى أن الطواقم الطبية في الغوطة تقف "عاجزة عن التعامل مع العدد الكبير للإصابات. ولا يوجد بالمنطقة ما يكفي من الأدوية والإمدادات، لا سيما بعد ورود أنباء عن إصابة المرافق الطبية".
وقال غوتيريش أمام مجلس الأمن الأربعاء "أوجه نداء إلى كل الأطراف المعنيين من أجل تعليق فوري لكل الأعمال الحربية في الغوطة الشرقية، لإفساح المجال أمام وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها".
واعتبر أن القصف العنيف للغوطة حوّلها "جحيماً على الأرض".
وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"هدنة في الغوطة الشرقية بهدف التأكد من إجلاء المدنيين، وإقامة كل الممرات الإنسانية التي لا بد منها، في أسرع وقت".
وأجرى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الأربعاء، محادثات مع غوتيريش، طالَبَه خلالها بـ"وقف فوري للأعمال العدائية"، وبـ"تبنِّي قرار لمجلس الأمن" يُتيح إعلان "هدنة إنسانية لمدة 30 يوماً"، وإنشاء "آلية مراقبة متينة"، و"استئناف العملية السياسية في إطار الأمم المتحدة".
ودعت روسيا، التي طالما عطَّلت قرارات تُدين النظام السوري، إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الأربعاء، إن هذا الاجتماع سيتيح لجميع الأطراف "عرض رؤيتهم و(كيفية) فهمهم للوضع، واقتراح وسائل للخروج من الوضع الراهن".
وفي مستشفى دار الشفاء في مدينة حمورية، الذي طاوله القصف، قال الطبيب أحمد عبدالغني لفرانس برس، إن "النظام يدّعي أنه يستهدف الجماعات المسلحة والإرهابيين، والحقيقة أنه لا يستهدف سوى المدنيين".
وتساءل "نحن مستشفى نقوم بمعالجة المرضى المدنيين، لماذا يستهدفنا؟".
وأضاف عبدالغني، الذي يعمل أيضاً في مستشفى في عربين جرى استهدافه، "نحن لسنا مستشفيات عسكرية، ولا نتبع لأحد، نحن مدنيون فقط".
وفي المستشفى، انهار جدار داخل إحدى الغرف، وطالت الأضرار أقسام العيادات والعمليات والحواضن ورعاية الأطفال.
في طابق تحت الأرض، شاهد مراسل فرانس برس بقعاً من الدماء تغطي الأرضية وبعض المقاعد، فيما تجمَّع المرضى والمصابون خشية من القصف. كما أشار إلى وجود جثث عدة مجهولة الهوية.
واستهدف القصف، الأربعاء، أيضاً مستشفى مدينة سقبا. وقال الطبيب بكر أبو إبراهيم لفرانس برس "تعرض المشفى للقصف اليوم للمرة الثانية، وبات خارج الخدمة نهائياً"، مشيراً إلى أنهم يحاولون إجلاء عشرات الجرحى ونقلهم إلى مستشفيات أخرى.
وأضاف "لم نستطع الخروج حتى الآن من شدة القصف. ليساعدنا الله، لقد ظُلمنا كثيراً".
وحمَّل "جيش الإسلام"، أبرز فصائل الغوطة الشرقية، روسيا مسؤولية التصعيد الأخير.
وقال في بيان مساء الأربعاء "نحمِّل روسيا المسؤولية المباشرة عن سفك دماء الأبرياء في الغوطة الشرقية إلى جانب إيران"، مؤكداً مشاركة الطيران الروسي في الحملة العسكرية.
وأضاف "نطالب الدول التي ترعى حقوق الإنسان بالتحرك الفوري لإيقاف هذه الحملة (...) والوقوف في وجه سياسة روسيا الإجرامية".
موسكو تنفي
ونفت موسكو الأربعاء ضلوعها في القصف، بعدما كان المرصد السوري قال إن طائرات روسية استهدفت الثلاثاء مستشفى في عربين.
ويعتري الخوف أيضاً سكان دمشق، خصوصاً في الأحياء القريبة من الغوطة الشرقية، جراء القذائف العشوائية التي تطلقها الفصائل المعارضة، وتسببت الأربعاء بإصابة 18 مدنياً بجروح، وفق حصيلة أوردتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وقالت غاسر "يعيش الناس في دمشق في ذعر دائم من سقوط أطفالهم ضحايا لقذائف الهاون".
ويثير التصعيد خشية الأمم المتحدة على مصير نحو 400 ألف شخص محاصرين بالغوطة الشرقية.
على جبهة أخرى في شمالي سوريا، دخلت دفعة ثانية من القوات الموالية للنظام الأربعاء إلى منطقة عفرين، لدعم الأكراد في التصدي للهجوم التركي المستمر ضد المنطقة منذ أكثر من شهر، وفق ما أفاد المرصد والإعلام الرسمي.
ودخلت الثلاثاء دفعة أولى من هذه القوات، ووصفها الإعلام السوري الرسمي بـ"القوات الشعبية"، فيما تحدثت الوحدات الكردية عن "وحدات عسكرية" للحكومة السورية ستنتشر في المنطقة الحدودية مع تركيا.
وحذَّر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، من أن "كل دعم لوحدات حماية الشعب الكردية يضع من يقدمه في المصاف نفسه لهذه المنظمة الإرهابية ويجعله هدفاً مشروعاً لنا".
يأتي ذلك في وقت دعت فيه الأمم المتحدة، الأربعاء 21 فبراير/شباط، إلى وقف فوري للقتال في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، التي وصف الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش الوضع فيها بأنه "جحيم على الأرض".
وأفادت البعثة السويدية في الأمم المتحدة، أن ستوكهولم والكويت اللتين أعدَّتا مشروع القرار طالبتا بأن يتم التصويت "بأسرع ما يمكن"، مضيفة أنه سيجري الخميس، وفق ما ذكرت الوكالة الفرنسية.
لكن لا يُعرف ما إذا كانت روسيا ستلجأ إلى حقها في النقض لاعتراض مشروع القرار. وأمل دبلوماسيون في أن تكتفي موسكو بالامتناع عن التصويت.
وجدَّدت قوات النظام السوري، الأربعاء، غاراتها وقصفها بالبراميل المتفجرة والصواريخ لمدن وبلدات في الغوطة الشرقية.
مئات القتلى والجرحى
وارتفعت حصيلة القصف على الغوطة الشرقية، الأربعاء، إلى 50 قتيلاً مدنياً، بينهم 8 أطفال، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن إلى العثور على ثمانية مدنيين، بينهم 4 أطفال، جميعهم من عائلة واحدة تحت الأنقاض في بلدة حزة.
وبلغت حصيلة القتلى منذ الأحد أكثر من 320 مدنياً، بينهم 76 طفلاً، وفق المرصد.
وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأربعاء، بالسماح لها بدخول الغوطة الشرقية للمساعدة في علاج مئات الجرحى، مع تعرّض مستشفيات للقصف في اليوم الرابع من التصعيد العنيف لقوات النظام، ضد المعقل الأخير للفصائل المعارضة قرب العاصمة.
ويفاقم التصعيد العسكري معاناة المدنيين والكوادر الطبية التي تعمل بإمكانات محدودة نتيجة حصار محكم منذ 2013، ويتوافد إليها حالياً مئات الجرحى يومياً. ولم تسلم المستشفيات من القصف، ما أدى إلى خروج بعضها عن الخدمة.
وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ماريان غاسر "يبدو أن القتال سيتسبب بمزيد من المعاناة في الأيام والأسابيع المقبلة، ويجب أن يُسمح لفرقنا بدخول الغوطة الشرقية لمساعدة الجرحى".
وأضافت "الضحايا من الجرحى يلقون حتفهم فقط بسبب عدم تلقيهم العلاج في الوقت المناسب".
عاجزة عن التعامل مع الإصابات
ولفتت اللجنة الدولية إلى أن الطواقم الطبية في الغوطة تقف "عاجزة عن التعامل مع العدد الكبير للإصابات. ولا يوجد بالمنطقة ما يكفي من الأدوية والإمدادات، لا سيما بعد ورود أنباء عن إصابة المرافق الطبية".
وقال غوتيريش أمام مجلس الأمن الأربعاء "أوجه نداء إلى كل الأطراف المعنيين من أجل تعليق فوري لكل الأعمال الحربية في الغوطة الشرقية، لإفساح المجال أمام وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها".
واعتبر أن القصف العنيف للغوطة حوّلها "جحيماً على الأرض".
وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"هدنة في الغوطة الشرقية بهدف التأكد من إجلاء المدنيين، وإقامة كل الممرات الإنسانية التي لا بد منها، في أسرع وقت".
وأجرى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الأربعاء، محادثات مع غوتيريش، طالَبَه خلالها بـ"وقف فوري للأعمال العدائية"، وبـ"تبنِّي قرار لمجلس الأمن" يُتيح إعلان "هدنة إنسانية لمدة 30 يوماً"، وإنشاء "آلية مراقبة متينة"، و"استئناف العملية السياسية في إطار الأمم المتحدة".
ودعت روسيا، التي طالما عطَّلت قرارات تُدين النظام السوري، إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الأربعاء، إن هذا الاجتماع سيتيح لجميع الأطراف "عرض رؤيتهم و(كيفية) فهمهم للوضع، واقتراح وسائل للخروج من الوضع الراهن".
"المدنيون فقط"
وفي مستشفى دار الشفاء في مدينة حمورية، الذي طاوله القصف، قال الطبيب أحمد عبدالغني لفرانس برس، إن "النظام يدّعي أنه يستهدف الجماعات المسلحة والإرهابيين، والحقيقة أنه لا يستهدف سوى المدنيين".
وتساءل "نحن مستشفى نقوم بمعالجة المرضى المدنيين، لماذا يستهدفنا؟".
وأضاف عبدالغني، الذي يعمل أيضاً في مستشفى في عربين جرى استهدافه، "نحن لسنا مستشفيات عسكرية، ولا نتبع لأحد، نحن مدنيون فقط".
وفي المستشفى، انهار جدار داخل إحدى الغرف، وطالت الأضرار أقسام العيادات والعمليات والحواضن ورعاية الأطفال.
في طابق تحت الأرض، شاهد مراسل فرانس برس بقعاً من الدماء تغطي الأرضية وبعض المقاعد، فيما تجمَّع المرضى والمصابون خشية من القصف. كما أشار إلى وجود جثث عدة مجهولة الهوية.
واستهدف القصف، الأربعاء، أيضاً مستشفى مدينة سقبا. وقال الطبيب بكر أبو إبراهيم لفرانس برس "تعرض المشفى للقصف اليوم للمرة الثانية، وبات خارج الخدمة نهائياً"، مشيراً إلى أنهم يحاولون إجلاء عشرات الجرحى ونقلهم إلى مستشفيات أخرى.
وأضاف "لم نستطع الخروج حتى الآن من شدة القصف. ليساعدنا الله، لقد ظُلمنا كثيراً".
وحمَّل "جيش الإسلام"، أبرز فصائل الغوطة الشرقية، روسيا مسؤولية التصعيد الأخير.
وقال في بيان مساء الأربعاء "نحمِّل روسيا المسؤولية المباشرة عن سفك دماء الأبرياء في الغوطة الشرقية إلى جانب إيران"، مؤكداً مشاركة الطيران الروسي في الحملة العسكرية.
وأضاف "نطالب الدول التي ترعى حقوق الإنسان بالتحرك الفوري لإيقاف هذه الحملة (...) والوقوف في وجه سياسة روسيا الإجرامية".
موسكو تنفي
ونفت موسكو الأربعاء ضلوعها في القصف، بعدما كان المرصد السوري قال إن طائرات روسية استهدفت الثلاثاء مستشفى في عربين.
ويعتري الخوف أيضاً سكان دمشق، خصوصاً في الأحياء القريبة من الغوطة الشرقية، جراء القذائف العشوائية التي تطلقها الفصائل المعارضة، وتسببت الأربعاء بإصابة 18 مدنياً بجروح، وفق حصيلة أوردتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وقالت غاسر "يعيش الناس في دمشق في ذعر دائم من سقوط أطفالهم ضحايا لقذائف الهاون".
ويثير التصعيد خشية الأمم المتحدة على مصير نحو 400 ألف شخص محاصرين بالغوطة الشرقية.
على جبهة أخرى في شمالي سوريا، دخلت دفعة ثانية من القوات الموالية للنظام الأربعاء إلى منطقة عفرين، لدعم الأكراد في التصدي للهجوم التركي المستمر ضد المنطقة منذ أكثر من شهر، وفق ما أفاد المرصد والإعلام الرسمي.
ودخلت الثلاثاء دفعة أولى من هذه القوات، ووصفها الإعلام السوري الرسمي بـ"القوات الشعبية"، فيما تحدثت الوحدات الكردية عن "وحدات عسكرية" للحكومة السورية ستنتشر في المنطقة الحدودية مع تركيا.
وحذَّر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، من أن "كل دعم لوحدات حماية الشعب الكردية يضع من يقدمه في المصاف نفسه لهذه المنظمة الإرهابية ويجعله هدفاً مشروعاً لنا".
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/02/22/story_n_19292042.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات