الأحد، 11 فبراير 2018

مَن يقابله يعلم أنه حان وقت العناق الحار.. رئيس وزراء الهند الرجل الذي يضم الزعماء إلى صدره لإيصال رسالة واحده لشعبه

مَن يقابله يعلم أنه حان وقت العناق الحار.. رئيس وزراء الهند الرجل الذي يضم الزعماء إلى صدره لإيصال رسالة واحده لشعبه

عندما يتردد اسم رئيس الوزراء الهندي نارندا مودي في عالم السياسة، يتبادر إلى الأذهان ما اشتُهر به من تبادله للعناق الحار مع زعماء العالم الذين يلتقيهم، بداية من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وحتى ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان الذي التقى مودي أمس السبت، 10 فبراير/شباط 2018.

وعند الذهاب إلى موقع جوجل وكتابة "Modi hug memes" ستظهر الكثير من الصور لـمودي وهو داخل في عناق شديد مع شخصيات التقاها، إلا أن هذا العناق تحول لدى كثيرين إلى تصميمات ساخرة، لكن ذلك لم يثنِ رئيس الوزراء الهندي الذي يواصل معانقة الجميع، بحسب ما ذكرته صحيفة "thecitizen"، الهندية.

narendra modi

ولم يُفاجئ عناق مودي المراقبين في الهند فقط، بل وعلى الصعيد الدولي أيضاً، إذ يتبادل زعماء العالم عادةً مصافحة سريعة باليد فقط، إلا أن عناق مودي جعله يتصدر عناوين الصحف.

وتشير الصحيفة الهندية إلى أنه لا يُعرَف عن الهنود أنَّهم منفتحون كثيراً على التلامس الجسدي، لدرجة أن كثيرين منهم أصيبوا بالصدمة، عندما عانق الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو رئيسة الوزراء الهندية السابقة إنديرا غاندي، في قمةٍ رئاسية عُقدت بمدنية نيودلهي الهندية عام 1983.

ولم تكن غاندي، حسبما كتب كاتب السير الذاتية الهندي براناي غوبتي، شخصاً يحب العواطف الظاهرة قط، وحاولت فض العناق بشكلٍ واضحٍ وابتسمت ابتسامة مهذبة مقتضبة في إطار المجاملات الدبلوماسية.

لكنَّ مودي على النقيض من ذلك تماماً. فلا يتبادل الأحضان فقط، بل ويبادر إليها! وكان آخر مشهد عناق ظهر لرئيس الوزراء الهندي، أمس السبت، عندما التقى ولي عهد أبوظبي، بن زايد.

ونشر الحساب الرسمي لابن زايد على موقع "تويتر" صورة لعناق ولي العهد مع مودي، وكُتب في التغريدة: "ببالغ التقدير.. نرحب بضيف البلاد.. والصديق العزيز رئيس وزراء الهند معالي ناريندرا مودي الذي يسعدنا تواجده في الإمارات، التي ترتبط بالهند بعلاقات تاريخية راسخة ومستقبل مشترك مشرق.. زيارة هامة تضيف إلى بنيان مسيرة الصداقة والتعاون المشترك".




ونقل مقالٌ نُشِر على موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" على لسان المحلل السياسي الهندي نيلانجان موخوبادهياي -كاتب السيرة الذاتية لمودي- وصفه رئيس الوزراء بأنَّه رجلٌ ودود وحنون، وأنَّ لغة جسده تثير العواطف.

لكن بعد ذلك بوقتٍ طويل، حينما أصبح رئيساً لوزراء ولاية غوجارات، كان مودي فاتراً ومنعزلاً عن أقرانه في الاجتماعات، حيث يتصافح باليدين وربما يربت على كتف أحدهم إذا كان يعرفه جيداً.

وقال موخوبادهياي: "لكنَّ هذا الاستمتاع بالعناق مختلف. لم يكن مودي قط صريحاً للغاية ومُبادِراً في إظهاره للعاطفة علناً. الهدف من عناقه الحار هو توصيل رسالة بأنَّه يمثل أكثر من مليار مواطن هندي. إنَّه يقول: لديّ نفوذ ديموغرافي، ويبعث برسالةٍ إلى وطنه بأنَّه يحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم؛ لذا أظهروا احترامكم لي وامنحوني أصواتكم في الانتخابات. إنَّها وسيلة فعالة في التأثير".

وينقل المقال نفسه على لسان عالم الاجتماع الهندي شيف فيسفاناثان قوله إنَّ مودي لديه ثلاثة جماهير أساسية، هم: الشتات الهندي، والزعماء الأجانب، والمواطنون الهنود.

1

ويرى فيسفاناثان أن مودي يتحدث إلى الجماهير الهندية من مسافةٍ بعيدة، ومع الشتات الهندي يتحدث بحسٍ من التعايش. أما مع زعماء العالم، فيغيِّر مودي لغة جسده ويمنحهم عناقاً حاراً.

وأضاف قائلاً: "يُعد جهد مودي واضحاً للغاية؛ إنَّه يحاول إخبار العالم أنَّه رصينٌ وصديقٌ وأنَّه حنونٌ للغاية. إنَّه مؤدٍّ بارع. وفي الوقت ذاته، أصبح مودي نسخةً زائفة من شخصيته، وهذا يقلقني؛ لأنَّني أود أن يتمتع قائد بلادي بثقةٍ أكبر".

وتُعلق الصحيفة الهندية على تصرفات رئيس الوزراء، وقالت سواء أحببنا ذلك أم لا، فإنَّ "رئيس الوزراء الهندي مودي يؤمن بالتأكيد بالقول المأثور عناقٌ دافئ قوي يمكنه حل كل المشكلات".


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/02/11/story_n_19211158.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات