الجمعة، 16 فبراير 2018

هل بدأت بالفعل؟ الفلسطينيون وحدهم في مواجهة "صفقة القرن" وانقسام فتح وحماس يسهل تمريرها

هل بدأت بالفعل؟ الفلسطينيون وحدهم في مواجهة "صفقة القرن" وانقسام فتح وحماس يسهل تمريرها

غموض واضح بات يحيط بما يسمى "صفقة القرن"، لكن متابعين للقضية الفلسطينية رأوا أن التحركات العسكرية المصرية في شبه جزيرة سيناء، بالإضافة إلى المساعدات الأميركية الإضافية للأردن توحي بأن هذه الصفقة بدأت بالفعل.

في هذا السياق قال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل في ندوة سياسية، رداً على سؤال لمراسل "هاف بوست عربي"، إن الفلسطينيين وحدهم سيكونون في مواجهة صفقة القرن.

وأكد أن الطرف الأقوى الذي يعطل هذه الصفقة هو الرئيس الفلسطيني محمود عباس، موضحاً أن الموقفين القطري والتركي الممانع للصفقة أيضاً "لن يكون له تأثير قوي لإيقاف الصفقة مقارنة بموقف الدول العربية الداعم للصفقة خصوصاً مصر والإمارات والسعودية".

ولم نتمكن من العثور على مواقف رسمية تركية أو قطرية قوية معارضة لصفقة القرن، فيما يضعف تأثيرهم على تعطيل مسار الصفقة، باستثناء موقف الرئيس التركي أردوغان الحاسم لرفض قرار ترامب حول القدس، وقد يضع الموقف القطري الضعيف تساؤلات حول أسباب الأزمة القطرية الخليجية والدعوة لمحاصرة قطر.

وأضاف مشعل: "بالرغم من العقوبات التي يفرضها عباس على غزة وحماس، إلا أن أنسب الحلول هو دعم موقفه الرافض للصفقة والوقوف في صفه".

وقال "لن تمر الصفقة ما دام الفلسطينيون لا يريدونها بأي حال من الأحوال، وموقف الصمت الذي تلتزمه الدول العربية الموافقة عليها يجب كشفه".

وكشف مشعل في سياق حديثه، أن صفقة القرن قدمها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للإدارة الأميركية، نقلاً عن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان.

يذكر أن الجيش المصري يقوم الآن بحملة أمنية واسعة في سيناء، تتضمن إقامة منطقة آمنة حول مطار العريش، تشمل 25 كيلومتراً مربعاً. وطبقاً لما ذكره الإعلامي المصري يسري فودة على قناة دويتشه فيله، فإن هذه المنطقة ستلتئم مع امتدادات المنطقة العازلة على حدود غزة في عام 2014، بطول 13 كيلومتراً وعمق 1500 متر، لإيجاد مساحة 600 كم فارغة لبناء مدن فلسطينية وإقامة ميناء بحري ومطار دولي.





وتضاربت التصريحات بشأن نتائج لقاء المخابرات المصرية مع وفد حماس، خصوصاً في موضوع المصالحة الفلسطينية، ففي الوقت الذي أعلن فيه عزام الأحمد أنه لا ترتيبات لحوارات مع حركة حماس بشأن المصالحة الفلسطينية، أشار عضو الوفد المشارك في اجتماعات القاهرة عن حماس، خليل الحية، أن لقاء المخابرات العامة المصرية بحضور الوزير عباس كامل ناقش ملفات مهمة، منها قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس، وملف المصالحة الفلسطينية، وأزمات قطاع غزة، ومعبر رفح.

وعلم مراسل "هاف بوست عربي" من مصدر خاص، أن النقطة المركزية التي دار حولها حوار القاهرة بين المخابرات المصرية وحركة حماس هي الملف الأمني وتأمين حدود غزة، لمنع دخول أفراد الجماعات المسلحة المتطرفة في سيناء لغزة.

وفي سياق متصل أثارت تصريحات القيادي في حماس موسى أبو مرزوق الأخيرة، على صفحته عبر تويتر الرأي الفلسطيني العام، إذ قال: "هناك من غضب لوصفي واقع المصالحة كما هو، فانظروا ماذا قال أبو مازن للأستاذ فريح أبومدين –رئيس سلطة الأراضي السابق في عهد الرئيس عرفات- على حماس أن تفهم ما يلي: إن أرادت المصالحة أن تتخلى بالمطلق عن حكم غزة، وأن تتمكن الحكومة من السيطرة على كل شيء من المال، حتى السلاح، وأن يعاد ترتيب أوضاع غزة من جديد. إذن القضية ليست تمكين الحكومة".




وفي الوقت الذي تمر فيه القضية الفلسطينية على مفترق طرق هام يستدعي توحد حماس وفتح ضد مشروع التصفية الذي يطال قضايا الحل النهائي من القدس واللاجئين والحدود، تكثر الخلافات بين الطرفين، ما يضعف الموقف الموحد لمواجهة التحديات.

ويطرح هنا تساؤل مهم حول جدية مصر في إتمام المصالحة الفلسطينية من عدمها، فهي تركز على البعد الأمني للحدود مع غزة، وتغلق معبر رفح، وغير راغبة في الضغط على السلطة لإتمام المصالحة، مع أنها أقرت من قبل بمرونة حماس في المصالحة ومساعيها الكاملة لتمكين عمل الحكومة في غزة.

وأشار الباحث في العلاقات الإقليمية والدولية الفلسطينية محمد أبو سعدة، أن حركة فتح وحماس تعلمان بوجود أنظمة عربية مؤيدة لصفقة القرن، وتخشى من حدوث خلافات معهما، في حين أن صفقة القرن نافذة بغض النظر عن الموقف الفلسطيني منها.

وقال أبو سعدة لـ"هاف بوست عربي"، إن غياب الثقة بين حركتي حماس وفتح جراء استمرار الانقسام الفلسطيني لفترة زمنية طويلة، جعلت كل طرف منهما يسعى لتقديم نفسه للمنظومة الإقليمية والدولية على أنه البديل عن الآخر، حتى وإن كان على حساب القضية الفلسطينية، وقد استغلت أميركا وإسرائيل هذا الخلاف جيداً.

وسيعود وفد حماس من القاهرة مع وفدٍ أمني مصري، قيل إنه لمراقبة الأوضاع في غزة ومتابعة المصالحة، في حين تتخذ فتح موقفاً مضاداً من استكمال المصالحة، وبالرغم من أن حماس وفتح متفقان على تعطيل صفقة القرن بأي شكل من الأشكال إلا أنهما مختلفان تماماً على أرض الواقع، ما يجعل الصفقة تمر على بساط خلافاتهما.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/02/16/story_n_19247808.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات