قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، الأربعاء 21 فبراير/شباط 2018، إن الحرب الدائرة في سوريا منذ 7 سنوات ذات تعقيد وتشابك؛ بسبب دخول القوات التركية إلى عفرين، وكذلك قيام مقاتلين شيعة تابعين لنظام الأسد بالذهاب إلى المدينة الكردية لمواجهة الأتراك.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن الحرب الفوضوية في سوريا أصبحت أكثر فوضوية بعد دخول ميليشيات موالية للنظام منطقة عفرين التي تشهد حالةً من الصراع، وتخضع لحصارٍ من القوات التركية التي هاجمت سوريا الشهر الماضي (يناير/كانون الثاني 2018). وبدا أنَّ وحدات النظام تُعزِّز الفصائل الكردية التي تُسيطر على المنطقة قرب الحدود التركية، الأمر الذي أغضب تركيا كثيراً.
وتُهدِّد المعارك في عفرين باشتعال نزاعٍ أوسع نطاقاً، حيث تنظُر تركيا إلى المجموعة الكردية السورية المسلحة الرئيسية، وحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، باعتبارها وكيلاً مباشراً لحزب العمال الكردستاني (PKK) المحظور، الذي ينشط داخل تركيا وتعتبره أنقرة وواشنطن تنظيماً إرهابياً. لكنَّ الولايات المتحدة تدعم وحدات حماية الشعب الكردية، وتعتمد على مقاتليها للمساعدة في محاربة مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ودفع دور واشنطن المُلتبِس في الحرب -إلى جانب قرارها تجنُّب التورُّط عميقاً في المصادمات الدائرة بعفرين- الميليشيات الكردية السورية للجوء إلى بشار الأسد من أجل المساعدة.
وقال نوري محمود، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، للصحفيين يوم الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2018: "استجابت الحكومة السورية لنداء الواجب، وأرسلت وحدات عسكرية هذا اليوم (الثلاثاء)؛ وذلك للتمركز على الحدود، والمشاركة في الدفاع عن وحدة الأراضي السورية وحدودها"، بحسب الصحيفة الأميركية.
وفي هذه الأثناء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنَّ تركيا ستبدأ هجوماً مُكثَّفاً على مركز مدينة عفرين في الأيام المقبلة. ووصف خطوة الحكومة السورية بأنَّها عمل "الإرهابيين"، وأعلن أنَّ المدفعية التركية دفعت القوات الموالية للأسد للعودة مرةً أخرى. وقالت مصادر سورية إنَّ القصف فقط أجَّل تقدُّم القوات الموالية للأسد فترة قصيرة.
مع ذلك، يُعَد وصول القافلة منعطفاً جيوسياسياً جديداً في حربٍ تتعقَّد أكثر من أي وقتٍ مضى. فالميليشيات الموالية للأسد، التي يُفتَرَض أنَّها جاءت لنجدة الأكراد السوريين، على الأرجح لديها مجموعة أخرى من الولاءات؛ فبحسب لويزا لافلوك، الصحفية في "واشنطن بوست": "يبدو أنَّ المقاتلين الذين يَصِلون... ينتمون إلى شبكةٍ من الوحدات المدعومة إيرانياً، والتي عزَّزت في كثيرٍ من الأحيان جهود جيش الأسد".
واتضح أن القوات الموالية للنظام التي دخلت عفرين، الثلاثاء، هي ميليشيات شيعية مدعومة إيرانياً، وفقاً لمُحلِّلين. وقد يشير ذلك إلى اتفاقٍ جرى تحت إشراف إيران، وليس روسيا، الداعم الرئيسي للأسد، بحسب الصحيفة الأميركية.
وأضافت "واشنطن بوست": "إن كان الأمر كذلك، فإنَّنا نشهد إذاً استعداد تركيا وحلفائها من المعارضة، ربما لمواجهة الميليشيات الموالية للأسد المرتبطة بإيران وتعمل جنباً إلى جنب مع الوحدات الكردية السورية الصديقة للولايات المتحدة، التي بدورها تعارض كلاً من حكومة الأسد والحضور الإيراني في سوريا. وذلك النوع من التشابك المُربِك هو الذي يُميِّز الصراع الطاحن الدائر منذ 7 سنوات وكوكبته من الأطراف المتحاربة ومجموعات مصالحها المتشابكة".
وقالت وكالة الأناضول التركية على حسابها بـ"تويتر"، مُرفِقةً بعض الصور لمتظاهرين يرفعون الأعلام التركية وأعلام الثورة السورية: "السوريون في عفرين يُظهِرون الدعم لحملة الجيش التركي. متظاهرون يُعبِّرون عن أملهم في أن تسمح لهم عملية غصن الزيتون التركية أخيراً بالعودة إلى ديارهم".
ونشرت منصة "آل سورة" الصحفية، التي تُركِّز على الشرق الأوسط، تغريدةً أرفقت بها مقطع فيديو لأشخاصٍ يرتدي بعضهم زياً عسكرياً ويبدو أنَّهم موالون للأسد، إلى جانب بعض الأشخاص الذين يرفعون عَلم وحدات حماية الشعب الكردية، وكتبت: "عاجل: الصور الأولى لوحدات حماية الشعب الكردية الموجودة في عفرين مع القوات السورية التي نُشِرَت لإيقاف عملية غصن الزيتون التركية. أسقطت تركيا قذيفتين مُوجَّهتين قرب القافلة كتحذير، لكن تجاهلهما المقاتلون السوريون".
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنه من وجهة النظر الإيرانية، لم تكن العملية التركية في عفرين محل ترحيب. واستنكر القادة الإيرانيون، ومن ضمنهم الرئيس حسن روحاني، الهجوم، الذي عكَّر صفو المحادثات الأخيرة التي عقدتها روسيا وتركيا وإيران حول مستقبل سوريا السياسي. ووفقاً لموقع المونيتور المهتم بشؤون الشرق الأوسط، ضغط المسؤولون الإيرانيون على نظرائهم الأتراك؛ لتجنُّب حرب استنزافٍ فوضوية في سوريا.
وكتبت غونول تول، الزميلة بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن: "كانت تركيا تأمل أن تدخل عفرين، وأن يشيح شركاؤها بوجوههم في الاتجاه الآخر. اعتقدت أنقرة أنَّها حصلت على ما ترغب فيه حين منحت روسيا، التي تسيطر على الأجواء في عفرين، الضوء الأخضر أخيراً لتوغُّل الجيش التركي إلى المنطقة الكردية. لكن التطورات الأخيرة على الأرض تشير إلى أنَّ الطريق إلى الأمام قد لا يكون بمثل هذه السلاسة، وأنَّ الشراكة مع روسيا وإيران قد لا تكون بمثل تلك القوة التي كانت تأملها أنقرة"، بحسب "واشنطن بوست".
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنه خارج عفرين، ليست رقعة الشطرنج السورية أقل ازدحاماً؛ إذ تتقاتل مجموعات المعارضة الإسلامية في محافظة إدلب فيما بينها، بينما تشارك أيضاً مع القوات التركية ضد النظام السوري وحلفائه. وأدَّت الحرب الجوية الأميركية في سوريا، المُوجَّهة أساساً ضد داعش، إلى سقوط قتلى من المرتزقة الروس. وتواصل حكومة الأسد، بدعمٍ روسي، سحق مناطق سيطرة المعارضة بلا رحمة. وشنَّت إسرائيل، التي تشعر بالقلق من الحضور الإيراني المُترسِّخ في سوريا، مؤخراً، ضرباتٍ جوية ضد مواقع يُشتبه في أنَّها إيرانية. ويتحدث المسؤولون الإسرائيليون علناً عن احتمال الدخول في حربٍ إقليمية أكثر حدّة.
وترى "واشنطن بوست" أن الواقع أمام أنقرة صعب؛ إذ لا يوجد أمامها سوى خياراتٍ جيدة قليلة؛ حيث وضعت المشاعر المتصاعِدة المناوئة للولايات المتحدة في تركيا مقرونةً بالدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية الولايات المتحدة نوعاً ما على خلافٍ مع حليفتها بالناتو. ولا يبدو أنَّ هناك طرفاً آخر مستعدٌ للتدخُّل في الأمر. فكتب نيكولاس دانفورث، الخبير في الشؤون التركية بمركز سياسة الحزبين بواشنطن: "لا روسيا ولا إيران -وكلتاهما يُصوِّرهما الساسة الأتراك أحياناً كبديلين عن الولايات المتحدة- تبدوان متحمستين كثيراً لاستيعاب المصالح التركية".
بالنسبة للأميركيين أيضاً، هناك طريقٌ صعب ماثِل أمامهم. فكتبت منى يعقوبيان، باحثة السياسة البارزة بمعهد السلام الأميركي: "قدرة واشنطن على تشكيل التطورات في سوريا التي يسيطر عليها النظام، ضعيفة على نحوٍ لا يمكن إنكاره. وفي حين لا يزال الأسد بالسلطة، ربما أفضل ما يمكن للولايات المتحدة أن تأمله، هو الاستمرار في التصدي لسلوك النظام الفظيع دون إشعال الصراع أكثر".
لكنَّ ذلك لا يعني تصفية الحسابات مع نظامٍ لا يزال مذنباً بقتل العشرات من شعبه. ففي يوم الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2018، وفيما اشتدت المعركة بعفرين، دكَّ النظام الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في ضواحي دمشق؛ ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص، فيما وصفته وكالات الإغاثة بأنَّه واحدٌ من أكثر الأيام دموية في الحرب السورية. وأصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بياناً به أسطر فارغة كثيرة، يذكر أنَّه "ليست هناك كلمات بإمكانها أن تُنصف الأطفال القتلى". وكانت تلك صرخة أخرى من الغضب واليأس، في صراعٍ لم تبلغ الوحشية فيه منتهاها بعد.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن الحرب الفوضوية في سوريا أصبحت أكثر فوضوية بعد دخول ميليشيات موالية للنظام منطقة عفرين التي تشهد حالةً من الصراع، وتخضع لحصارٍ من القوات التركية التي هاجمت سوريا الشهر الماضي (يناير/كانون الثاني 2018). وبدا أنَّ وحدات النظام تُعزِّز الفصائل الكردية التي تُسيطر على المنطقة قرب الحدود التركية، الأمر الذي أغضب تركيا كثيراً.
التهديد بحرب أوسع
وتُهدِّد المعارك في عفرين باشتعال نزاعٍ أوسع نطاقاً، حيث تنظُر تركيا إلى المجموعة الكردية السورية المسلحة الرئيسية، وحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، باعتبارها وكيلاً مباشراً لحزب العمال الكردستاني (PKK) المحظور، الذي ينشط داخل تركيا وتعتبره أنقرة وواشنطن تنظيماً إرهابياً. لكنَّ الولايات المتحدة تدعم وحدات حماية الشعب الكردية، وتعتمد على مقاتليها للمساعدة في محاربة مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ودفع دور واشنطن المُلتبِس في الحرب -إلى جانب قرارها تجنُّب التورُّط عميقاً في المصادمات الدائرة بعفرين- الميليشيات الكردية السورية للجوء إلى بشار الأسد من أجل المساعدة.
وقال نوري محمود، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، للصحفيين يوم الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2018: "استجابت الحكومة السورية لنداء الواجب، وأرسلت وحدات عسكرية هذا اليوم (الثلاثاء)؛ وذلك للتمركز على الحدود، والمشاركة في الدفاع عن وحدة الأراضي السورية وحدودها"، بحسب الصحيفة الأميركية.
وفي هذه الأثناء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنَّ تركيا ستبدأ هجوماً مُكثَّفاً على مركز مدينة عفرين في الأيام المقبلة. ووصف خطوة الحكومة السورية بأنَّها عمل "الإرهابيين"، وأعلن أنَّ المدفعية التركية دفعت القوات الموالية للأسد للعودة مرةً أخرى. وقالت مصادر سورية إنَّ القصف فقط أجَّل تقدُّم القوات الموالية للأسد فترة قصيرة.
مع ذلك، يُعَد وصول القافلة منعطفاً جيوسياسياً جديداً في حربٍ تتعقَّد أكثر من أي وقتٍ مضى. فالميليشيات الموالية للأسد، التي يُفتَرَض أنَّها جاءت لنجدة الأكراد السوريين، على الأرجح لديها مجموعة أخرى من الولاءات؛ فبحسب لويزا لافلوك، الصحفية في "واشنطن بوست": "يبدو أنَّ المقاتلين الذين يَصِلون... ينتمون إلى شبكةٍ من الوحدات المدعومة إيرانياً، والتي عزَّزت في كثيرٍ من الأحيان جهود جيش الأسد".
واتضح أن القوات الموالية للنظام التي دخلت عفرين، الثلاثاء، هي ميليشيات شيعية مدعومة إيرانياً، وفقاً لمُحلِّلين. وقد يشير ذلك إلى اتفاقٍ جرى تحت إشراف إيران، وليس روسيا، الداعم الرئيسي للأسد، بحسب الصحيفة الأميركية.
تركيا تستعد للمواجهة
وأضافت "واشنطن بوست": "إن كان الأمر كذلك، فإنَّنا نشهد إذاً استعداد تركيا وحلفائها من المعارضة، ربما لمواجهة الميليشيات الموالية للأسد المرتبطة بإيران وتعمل جنباً إلى جنب مع الوحدات الكردية السورية الصديقة للولايات المتحدة، التي بدورها تعارض كلاً من حكومة الأسد والحضور الإيراني في سوريا. وذلك النوع من التشابك المُربِك هو الذي يُميِّز الصراع الطاحن الدائر منذ 7 سنوات وكوكبته من الأطراف المتحاربة ومجموعات مصالحها المتشابكة".
وقالت وكالة الأناضول التركية على حسابها بـ"تويتر"، مُرفِقةً بعض الصور لمتظاهرين يرفعون الأعلام التركية وأعلام الثورة السورية: "السوريون في عفرين يُظهِرون الدعم لحملة الجيش التركي. متظاهرون يُعبِّرون عن أملهم في أن تسمح لهم عملية غصن الزيتون التركية أخيراً بالعودة إلى ديارهم".
Syrians in Afrin show support for Turkish army campaign
— ANADOLU AGENCY (ENG) (@anadoluagency) February 20, 2018
Demonstrators voice hope that Turkey's Operation Olive Branch will eventually allow them to return to their homeshttps://t.co/fuFuUbkQ6c pic.twitter.com/WmLLnFmML1
ونشرت منصة "آل سورة" الصحفية، التي تُركِّز على الشرق الأوسط، تغريدةً أرفقت بها مقطع فيديو لأشخاصٍ يرتدي بعضهم زياً عسكرياً ويبدو أنَّهم موالون للأسد، إلى جانب بعض الأشخاص الذين يرفعون عَلم وحدات حماية الشعب الكردية، وكتبت: "عاجل: الصور الأولى لوحدات حماية الشعب الكردية الموجودة في عفرين مع القوات السورية التي نُشِرَت لإيقاف عملية غصن الزيتون التركية. أسقطت تركيا قذيفتين مُوجَّهتين قرب القافلة كتحذير، لكن تجاهلهما المقاتلون السوريون".
#BREAKING - First footage #Kurdish #YPG held #Afrin city with #Syrian forces deployed to stop #Turkish #OliveBranch operation. #Turkey dropped 2 guided bombs near convoy as warning but was ignored by Syrian fighters. Turkish media incorrectly claims Syrian fighters left Afrin pic.twitter.com/Xpj4qTyVQp
— SURA (@AlSuraEnglish) February 20, 2018
إيران غير مرحِّبة بالعملية
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنه من وجهة النظر الإيرانية، لم تكن العملية التركية في عفرين محل ترحيب. واستنكر القادة الإيرانيون، ومن ضمنهم الرئيس حسن روحاني، الهجوم، الذي عكَّر صفو المحادثات الأخيرة التي عقدتها روسيا وتركيا وإيران حول مستقبل سوريا السياسي. ووفقاً لموقع المونيتور المهتم بشؤون الشرق الأوسط، ضغط المسؤولون الإيرانيون على نظرائهم الأتراك؛ لتجنُّب حرب استنزافٍ فوضوية في سوريا.
وكتبت غونول تول، الزميلة بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن: "كانت تركيا تأمل أن تدخل عفرين، وأن يشيح شركاؤها بوجوههم في الاتجاه الآخر. اعتقدت أنقرة أنَّها حصلت على ما ترغب فيه حين منحت روسيا، التي تسيطر على الأجواء في عفرين، الضوء الأخضر أخيراً لتوغُّل الجيش التركي إلى المنطقة الكردية. لكن التطورات الأخيرة على الأرض تشير إلى أنَّ الطريق إلى الأمام قد لا يكون بمثل هذه السلاسة، وأنَّ الشراكة مع روسيا وإيران قد لا تكون بمثل تلك القوة التي كانت تأملها أنقرة"، بحسب "واشنطن بوست".
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنه خارج عفرين، ليست رقعة الشطرنج السورية أقل ازدحاماً؛ إذ تتقاتل مجموعات المعارضة الإسلامية في محافظة إدلب فيما بينها، بينما تشارك أيضاً مع القوات التركية ضد النظام السوري وحلفائه. وأدَّت الحرب الجوية الأميركية في سوريا، المُوجَّهة أساساً ضد داعش، إلى سقوط قتلى من المرتزقة الروس. وتواصل حكومة الأسد، بدعمٍ روسي، سحق مناطق سيطرة المعارضة بلا رحمة. وشنَّت إسرائيل، التي تشعر بالقلق من الحضور الإيراني المُترسِّخ في سوريا، مؤخراً، ضرباتٍ جوية ضد مواقع يُشتبه في أنَّها إيرانية. ويتحدث المسؤولون الإسرائيليون علناً عن احتمال الدخول في حربٍ إقليمية أكثر حدّة.
العلاقات بين أميركا وتركيا
وترى "واشنطن بوست" أن الواقع أمام أنقرة صعب؛ إذ لا يوجد أمامها سوى خياراتٍ جيدة قليلة؛ حيث وضعت المشاعر المتصاعِدة المناوئة للولايات المتحدة في تركيا مقرونةً بالدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية الولايات المتحدة نوعاً ما على خلافٍ مع حليفتها بالناتو. ولا يبدو أنَّ هناك طرفاً آخر مستعدٌ للتدخُّل في الأمر. فكتب نيكولاس دانفورث، الخبير في الشؤون التركية بمركز سياسة الحزبين بواشنطن: "لا روسيا ولا إيران -وكلتاهما يُصوِّرهما الساسة الأتراك أحياناً كبديلين عن الولايات المتحدة- تبدوان متحمستين كثيراً لاستيعاب المصالح التركية".
بالنسبة للأميركيين أيضاً، هناك طريقٌ صعب ماثِل أمامهم. فكتبت منى يعقوبيان، باحثة السياسة البارزة بمعهد السلام الأميركي: "قدرة واشنطن على تشكيل التطورات في سوريا التي يسيطر عليها النظام، ضعيفة على نحوٍ لا يمكن إنكاره. وفي حين لا يزال الأسد بالسلطة، ربما أفضل ما يمكن للولايات المتحدة أن تأمله، هو الاستمرار في التصدي لسلوك النظام الفظيع دون إشعال الصراع أكثر".
لكنَّ ذلك لا يعني تصفية الحسابات مع نظامٍ لا يزال مذنباً بقتل العشرات من شعبه. ففي يوم الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2018، وفيما اشتدت المعركة بعفرين، دكَّ النظام الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في ضواحي دمشق؛ ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص، فيما وصفته وكالات الإغاثة بأنَّه واحدٌ من أكثر الأيام دموية في الحرب السورية. وأصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بياناً به أسطر فارغة كثيرة، يذكر أنَّه "ليست هناك كلمات بإمكانها أن تُنصف الأطفال القتلى". وكانت تلك صرخة أخرى من الغضب واليأس، في صراعٍ لم تبلغ الوحشية فيه منتهاها بعد.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/02/21/story_n_19288710.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات