الأحد، 11 فبراير 2018

"يمكن لأي كلب أو قطة أن يترشح".. سياسيون أميركيون خائفون من ترشح "أطفال" لمنصب سيادي حساس!

"يمكن لأي كلب أو قطة أن يترشح".. سياسيون أميركيون خائفون من ترشح "أطفال" لمنصب سيادي حساس!

استلهم طلاب أميركيون في مرحلة المراهقة من تجربة نجاح رئيس بلادهم دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية بصورة غير متوقعة، وقرروا خوض السباق الانتخابي للفوز بمنصب حاكم ولاية كانساس الأميركية، وسط أوصاف قاسية من سياسيين على غرار "يمكن لأي كلب أو قط الترشح"!

هؤلاء المرشحون الـ6 الذين تقدموا لشغل المنصب، أصبحوا خطراً حقيقياً على سياسيي الولاية المخضرمين، مثل سكرتير الدولة في الولاية كريس كوباش وحاكم الولاية جيف كولير، واستغلوا ثغرة عدم وجود معيار كحد أعلى أو أدنى للفئة العمرية التي يحق لها الترشح، وضعف شعبية السياسيين، وعدة مشكلات تعاني منها الولاية، خاصة في قطاع التعليم للوصول إلى المنصب الرفيع.

ويواجه المرشحون عديمو الخبرة السياسية الآن حسب تقرير لـ NY Times صعوبات رافقت اهتمام العامة بترشحهم في هذه السن الصغيرة، مما دفع بعض المُشرِّعين في الولاية إلى المطالبة بتعديل شروط الأهلية للترشح.

مجلس الولاية طرح مطلع الأسبوع الثاني، من شهر فبراير/شباط من عام 2018، مشروع قانون في لجنته التشريعية يقتضي تحديد أهلية المرشح لمنصب الحاكم وفقاً لمعيارين: أن يكون مؤهلاً للتصويت في الولاية، وأن يكون مقيماً فيها لمدةٍ لا تقل عن أربع سنوات.

ويقول المُشرِّع بليك كاربنتر، الذي يدعم مشروع القانون في مقابلةٍ: "أنا لا أُثبط عزيمتهم. لقد سَمِعتُ الناس يقولون إنَّ أي كلب أو قط يمكنه الترشُّح".

وأكمل "لكن فور بلوغهم الـ18 عاماً، في حال ما إذا رَغِبوا في الترشح إلى المجلس التشريعي، يُمكنهم المُضي في ذلك متى شاؤوا"، ثم أضاف أنَّه "ليس متيقناً من موعد موافقة المجلس بأكمله على القانون".

ولكن نظراً إلى أنَّ القانون قد لا يدخل حيز التنفيذ، حتى يناير/كانون الثاني من العام 2019، فيمكن للمراهقين الذين يخوضون السباق حالياً تولِّي المنصب إذا ما انتُخِبوا.





مناخ سياسي مخيب للآمال ساهم في نجاح المراهقين







pic





أحد هؤلاء الطلاب المرشحين يدعى آرون كولمان، وهو حسب وصف تقرير NY Times ذو فرصٍ ضئيلةٍ في الفوز وليس له سابقُ عهدٍ بالسياسة، ولم تلاحظه سوى قلةٌ قليلة من الأشخاص، حين أعلن خوض السباق الانتخابي على منصب حاكم ولاية كانساس الأميركية يوليو/تموز من العام الماضي 2017.

وأكد التقرير أن أحداً لم يأخذ الأمر على محمل الجد، فهو لم يتمكَّن حتى من التصويت في الانتخابات الأخيرة!

ولكن في كانساس كما أسلفنا، لا توجد قيودٌ على الحد الأدنى للسن لدخول السباق الانتخابي على منصب حاكم الولاية، وفي عمر الـ17 عاماً يُعدُّ كولمان واحداً من بين ستة مراهقين أعلنوا ترشُّحهم لمنصب الرئيس التنفيذي للولاية.

وقد قدَّم خمسة من المرشحين المراهقين الذين أُجريت معهم مقابلات: كولمان، وجوزيف توتيرا، وتيلر روزيتش، ودومينيك سكافوزو، وإيثان راندلاس أوراقهم للجنة الأخلاقيات الحكومية بولاية كانساس.

ولم يعقد هؤلاء المرشحون أي فعاليات رسمية لحملاتهم الانتخابية حتى الآن، لكنَّهم قالوا إنَّهم مشغولون بالحديث إلى وسائل الإعلام والمنتديات.

وفي مناخٍ سياسي، حيث يشعر الكثيرون بخيبة الأمل، يعتقد كولمان الذي يعيش في مدينة أوفرلاند بارك أنَّ خوض السباق قد يُمثِّل فرصةً لجعل الشباب يهتمون بالسياسة و"تعزيز صوت الشباب".


وقال كولمان إنَّه يعمل حالياً في اختبار تطوير التعليم العام ويدرس في كليةٍ مجتمعية محلية: "إذا نظرت حقاً إلى الوضع، تجد أنَّ جيلنا يُعامَل بإجحافٍ بالغ. يمكن لذلك أن يوَّعي الناخبين. فقد يؤمن الناخبون بقدرته على الترشُّح مثلي. في الواقع، يتعلَّق الأمر بدفع مزيدٍ من الناس إلى المشاركة".

ويُعلِّق المرشح توتيرا، 16 عاماً، الذي يخوض الانتخابات مرشحاً عن الحزب الجمهوري، آمالاً حقيقية على جهوده ليصبح مرشح الحزب، في أغسطس/آب من عام 2018، ضد سياسيين مخضرمين مثل سكرتير الدولة في الولاية كريس كوباش، وحاكم الولاية جيف كوليرالذين رافضاً التعليق على الأمر.

وقال توتيرا الطالب في مدرسة روخيرست الثانوية بمدينة كانساس في ولاية ميزوري: "إنَّ اليوم الذي يفوز فيه مرشح يبلغ من العمر 17 عاماً بمنصب الحاكم في أي ولاية أميركية سيكون اليوم الذي تتحقق فيه رابع المستحيلات. لكنَّنا هنا، ونؤمن بأفكارنا".




ماذا يقول المرشحون الصغار؟














ويعتقد روزيك، 17 عاماً، الطالب في مدرسة شوني ميشن نورث الثانوية غرب مدينة كانساس سيتي، الذي يخوض السباق مرشحاً عن الحزب الجمهوري أيضاً، أنَّه من الظلم بحقه وحق المرشحين الجمهوريين الآخرين من الشباب ألَّا يكونوا قادرين على المشاركة في مناقشات الحزب. (إذ تنص اللوائح على ضرورة أن يكون المرشحون قد صوتوا في انتخابات 2014 ليكونوا مؤهلين).

وقال روزيك الذي يعتقد أنَّ المدارس العامة في كانساس أصبحت تُمثِّل حَرَجاً قومياً، ويجب إصلاحها: "يعاني الحزب الجمهوري أزمةً كبيرة مع شبابه. فالحزب لا يتواصل معهم".

وهناك كذلك جاك بيرغيسون المرشح السادس الذي يخوض السباق مرشحاً عن الحزب الديمقراطي، لكنَّه لم يكن متاحاً للتعلِّيق على ترشحه.

وبالفعل، تعلَّم كثيرٌ من المرشحين الشباب الاستفادة من المناخ السياسي المُثير للانقسام. وقال المرشحون الخمسة، إنَّ براونباك أساء إدارة ميزانية الولاية بشدة في أثناء فترة توليه المنصب. وصحيحٌ أنَّ راندلاس، 18 عاماً، أُعجَب بفكرة خفض الضرائب، لكنَّه أيد حاكم الولاية السابق في طريقة تعامله.

وقال راندلاس الذي يخوض السباق بصفته مرشحاً ليبرالي، والطالب في السنة الأخيرة في مدرسة ويتشيتا هايتس الثانوية: "عندما تخفض الإيرادات، فعليك خفض الإنفاق أيضاً، وإلَّا فلن ينجح الأمر".

وأشار إلى أنَّ صدق نيَّات بعض المُرشَّحين مثل رون بول وراند بول، وباري غولدووتر، والشخصيات السياسية الشعبوية الأخرى كان محل شك. وكانت فرص الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه ضئيلةً في الفوز بانتخابات 2016 الرئاسية، ولم يكن أحدٌ يعتقد أنَّه قد يفوز.

وقال: "لم يكن لديهم أي خبرة. أريد أن أكون كذلك، أن أكون شخصاً من خارج اللعبة يُحدث فرقاً فيها. والسياسة ليست مهنتي".

ومع ذلك، قال سكافوزو، 18 عاماً، الطالب في السنة الأخيرة بمدرسة روخيرست الثانوية الذي يخوض السباق مرشحاً عن الحزب الجمهوري، إنَّه يعتقد أنَّ إضافة حد أدنى لسن الترشح كشرط من شروط الأهلية قد يكون خطوةً ذكية.

لكنَّ ذلك لا يعني أنَّه غير جاد في ترشحه للمنصب، إذ قال: "أحاول الفوز بكل تأكيد. فإذا لم تكن تحاول الفوز، لن يكون هناك هدف من فعل ذلك".




المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/02/11/story_n_19212004.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات