لا يدرك الأطفال في الأغلب ما يدور حولهم من قصف ودمار وحصار للغوطة، التي تُقصف من قوات النظام السوري وحلفائه منذ أسابيع، ولكن هؤلاء الصغار حملوا ما يحبون معهم من لعب ودمى، خوفاً من الصواريخ التي تنهال عليهم.
ورصدت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، الجمعة 2 مارس/آذار 2018، في تقريرٍ، 3 قصص لأطفال سوريين عاشوا تحت القصف في الغوطة، وحملوا معهم مقتنياتهم التي يفضلونها.
وبحسب الصحيفة الأميركية جلبت مايا (5 أعوام) معها عرائسها، ودميتها المُفضِّلة القطة المحشوة بالقطن، تيكي، خوفاً من أن تأخذ الصواريخُ التي تهدِّد حياتها حياةَ عرائسها أيضاً. آخرون جلبوا معهم ألواح رسم، وألعاب ألواح مثل مونوبولي، وسيارات صغيرة، ليلعبوا، بينما يجمع البالغون الحطب للمواقد، ويحاولون إطعام أطفالهم الذين يعانون من سوء التغذية.
هذه هي قصص الأطفال الذين خادعوا الموت، نعرفها جزئياً من خلال ما حملوه إلى مخابئهم، وما تركوه وراءهم، كما حكاها آباؤهم، عبر الهاتف وتطبيقات إرسال الرسائل عبر الإنترنت.
وبحسب الصحيفة الأميركية أمسكت مايا بعرائسها بقوة، وركَّزَت عيونها البنية العميقة على وجوه هذه العرائس. التقطت أمها نيفين حوتري، صورةً لها.
قالت نيفين (38 عاماً): "طبعاً كل عروسة لها اسم خاص، وهي تحبها جميعاً. عندما طلبت منها أن تبقيها في البيت، رفضت وطلبت إحضارها معنا في القبو".
عندما انتزعت نيفين، الأسبوع الماضي، أطفالها وحاجياتها، قلَّدَت مايا أمها وجمعت عرائسها.
وكتبت نيفين: "كانت مسؤوليتي هي حماية أطفالي من القصف. وهي أصرَّت على حماية أطفالها أيضاً، لكنني لا أستطيع إخبارها أنَّ عرائسها سوف تظل آمنة".
وُلِدَت مايا بعد عامين من الحرب، وقد تحدَّدت حياتها بالصراع الجاري من حولها. وقالت نيفين إنَّ مايا وأخاها البالغ من العمر 11 عاماً، ويدعى قصي، يفهمان ما يحدث حولهما، لكنهما لا يفهمان السبب، بحسب الصحيفة الأميركية.
وهما الآن يُركِّزان على عالمهما الخاص: قبو مزدحم بالجيران. وبينما كانت مايا جالسةً على حصيرة تعزلها عن برد الأرضية الخرسانية، حضرت "العشاء" بأدوات مطبخها البلاستيكية.
وكتبت نيفين: "ربما تحاول أن تُعوِّض الحرمان الذي تعيشه عبر إعطاء الآخرين. أنا سعيدة للغاية أنها وجدت طريقة لتحدي الضعف والخوف والتكيُّف مع الموقف".
وبحسب الصحيفة الأميركية بكى أحمد في أحد الأقبية في البلدة، وترجى أمه أن تحضر له سياراته اللعبة من منزله.
لأيام، لم تستطع أمه، مرام (24 عاماً) استعادة هذه السيارات دون المخاطرة بالموت. وقالت مرام، التي طلبت عدم الكشف عن اسم عائلتها لمخاوف أمنية، إنها لم تفكر في جلب السيارات أول الأمر، إذ افترضت أنه لن يكون ثمة وقت ولا مكان للألعاب عندما يتشارك 150 شخصاً مساحة تخلو من النوافذ. لكنَّ أطفالها كانوا يزدادون شعوراً بالملل.
وكذا فقد أمضى أحمد، وأخوه ذو الثمانية أشهر، عُمر، أياماً محبوسين، بينما كانت الطائرات تمر فوق رأسيهما.
وعلاوة على ذلك، فإنَّ آلام تسنين عمر قد جعلته عصبياً. وقد لاحظت أمه ظهور سنه الأولى من بين لثته بينما كانوا مختبئين.
توقَّفَت الضربات الجوية، بعد أكثر من أسبوع تحت الأرض، وجعلت مرام استعادة الألعاب أولوية لها.
كانت قذيفة قد حطَّمَت نافذة بيتهم وأضرت بأبوابه. لكنها وجدت السيارات، والملابس النظيفة للولدين، ومُسكِّناً لعمر بينما تنمو سنه.
ومع ذلك، فالتَّسنين والألعاب هما آخر ما تخشاه. كيف ستُطعِم أولادها؟ كيف يمكنها حمايتهما من الأمراض في ملجأ مزدحم بلا حمام؟
غامرت الأسرة بالصعود للأعلى عدداً من المرات لاستخدام الحمام في محل قريب. لكنَّ ندرة الطعام هي أكبر المخاوف. فأحمد قليل الوزن، ومرام ترعى عمر لكنَّ لبن صدرها ليس كافياً، ولذا فهي تُطعِمه من زجاجات هي خليط من الدقيق والمياه والسكر، بحسب الصحيفة الأميركية.
وقالت مرام: "لا أعرف ما الذي يمكنني تقديمه لهم، فليس لدينا فيتامينات ولا طعام جيد".
كل المحلات مغلقة، حتى قبل الحصار الأخير، لم يكن لدى هذه المحالّ الكثير على رفوفها.
وقالت مرام: "الأطفال يبكون، إنهم يريدون بسكويتاً فحسب".
لم يفلت أصغر سكان الغوطة الشرقية من أهوال الحرب، حتى في الوقت الذي كان يسعى فيه آباؤهم في غرس نوع من الحياة الطبيعية. فكان مروان حبق وطفلته ياسمينا، يقضيان ساعاتٍ في البيت يشاهدان فيها سمكهما وهو يسبح في دوائر في حوضٍ بالمنزل، بحسب نيويورك تايمز.
وكان حبق قد اشترى السمك قبل الحرب. ومع تناقص الإمدادات، صار الحصول على طعام السمك أصعب، لكنَّ تسع سمكات نجت.
وقال حبق: "أنا وياسمينا نحب السمك، لكنَّ زوجتي كانت تشعر بالغيرة لأننا كنا نهتم بالسمك أكثر من اهتمامنا بها".
وتحب ياسمينا أيضاً عروستها المحشوة قطناً، وهي عبارة عن نحلة حمراء فاقعة اشتراها والدها.
وقال حبق: "عادةً ما يتفاعل الأطفال مع الأشياء المُلوَّنة، وكذا فعلت ياسمينا".
وعندما زاد القصف، أخذ حبق وزوجته طفلتهما وفرّا إلى القبو، تاركين حوض السمك والنحلة المحشوة في الأعلى.
في الـ23 من شهر فبراير/شباط تعرَّضَ منزلهما للقصف. تحشرج صوت حبق وهو يصف الحطام.
قال حبق: "كان كل ركن في البيت عزيزاً لدي، لكنَّ أشياء ياسمينا كانت هي الأغلى". وجد حبق النحلة نصف محروقة.
أما فيما يتعلَّق بحوض السمك، فقد قال: "وجدت سمكةً واحدة محترقة تحت الركام، أما البقية فقد أصبحت ركاماً".
ورصدت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، الجمعة 2 مارس/آذار 2018، في تقريرٍ، 3 قصص لأطفال سوريين عاشوا تحت القصف في الغوطة، وحملوا معهم مقتنياتهم التي يفضلونها.
وبحسب الصحيفة الأميركية جلبت مايا (5 أعوام) معها عرائسها، ودميتها المُفضِّلة القطة المحشوة بالقطن، تيكي، خوفاً من أن تأخذ الصواريخُ التي تهدِّد حياتها حياةَ عرائسها أيضاً. آخرون جلبوا معهم ألواح رسم، وألعاب ألواح مثل مونوبولي، وسيارات صغيرة، ليلعبوا، بينما يجمع البالغون الحطب للمواقد، ويحاولون إطعام أطفالهم الذين يعانون من سوء التغذية.
هذه هي قصص الأطفال الذين خادعوا الموت، نعرفها جزئياً من خلال ما حملوه إلى مخابئهم، وما تركوه وراءهم، كما حكاها آباؤهم، عبر الهاتف وتطبيقات إرسال الرسائل عبر الإنترنت.
مايا.. 5 سنوات
وبحسب الصحيفة الأميركية أمسكت مايا بعرائسها بقوة، وركَّزَت عيونها البنية العميقة على وجوه هذه العرائس. التقطت أمها نيفين حوتري، صورةً لها.
قالت نيفين (38 عاماً): "طبعاً كل عروسة لها اسم خاص، وهي تحبها جميعاً. عندما طلبت منها أن تبقيها في البيت، رفضت وطلبت إحضارها معنا في القبو".
عندما انتزعت نيفين، الأسبوع الماضي، أطفالها وحاجياتها، قلَّدَت مايا أمها وجمعت عرائسها.
وكتبت نيفين: "كانت مسؤوليتي هي حماية أطفالي من القصف. وهي أصرَّت على حماية أطفالها أيضاً، لكنني لا أستطيع إخبارها أنَّ عرائسها سوف تظل آمنة".
وُلِدَت مايا بعد عامين من الحرب، وقد تحدَّدت حياتها بالصراع الجاري من حولها. وقالت نيفين إنَّ مايا وأخاها البالغ من العمر 11 عاماً، ويدعى قصي، يفهمان ما يحدث حولهما، لكنهما لا يفهمان السبب، بحسب الصحيفة الأميركية.
وهما الآن يُركِّزان على عالمهما الخاص: قبو مزدحم بالجيران. وبينما كانت مايا جالسةً على حصيرة تعزلها عن برد الأرضية الخرسانية، حضرت "العشاء" بأدوات مطبخها البلاستيكية.
وكتبت نيفين: "ربما تحاول أن تُعوِّض الحرمان الذي تعيشه عبر إعطاء الآخرين. أنا سعيدة للغاية أنها وجدت طريقة لتحدي الضعف والخوف والتكيُّف مع الموقف".
أحمد.. سنتان
وبحسب الصحيفة الأميركية بكى أحمد في أحد الأقبية في البلدة، وترجى أمه أن تحضر له سياراته اللعبة من منزله.
لأيام، لم تستطع أمه، مرام (24 عاماً) استعادة هذه السيارات دون المخاطرة بالموت. وقالت مرام، التي طلبت عدم الكشف عن اسم عائلتها لمخاوف أمنية، إنها لم تفكر في جلب السيارات أول الأمر، إذ افترضت أنه لن يكون ثمة وقت ولا مكان للألعاب عندما يتشارك 150 شخصاً مساحة تخلو من النوافذ. لكنَّ أطفالها كانوا يزدادون شعوراً بالملل.
وكذا فقد أمضى أحمد، وأخوه ذو الثمانية أشهر، عُمر، أياماً محبوسين، بينما كانت الطائرات تمر فوق رأسيهما.
وعلاوة على ذلك، فإنَّ آلام تسنين عمر قد جعلته عصبياً. وقد لاحظت أمه ظهور سنه الأولى من بين لثته بينما كانوا مختبئين.
توقَّفَت الضربات الجوية، بعد أكثر من أسبوع تحت الأرض، وجعلت مرام استعادة الألعاب أولوية لها.
كانت قذيفة قد حطَّمَت نافذة بيتهم وأضرت بأبوابه. لكنها وجدت السيارات، والملابس النظيفة للولدين، ومُسكِّناً لعمر بينما تنمو سنه.
ومع ذلك، فالتَّسنين والألعاب هما آخر ما تخشاه. كيف ستُطعِم أولادها؟ كيف يمكنها حمايتهما من الأمراض في ملجأ مزدحم بلا حمام؟
غامرت الأسرة بالصعود للأعلى عدداً من المرات لاستخدام الحمام في محل قريب. لكنَّ ندرة الطعام هي أكبر المخاوف. فأحمد قليل الوزن، ومرام ترعى عمر لكنَّ لبن صدرها ليس كافياً، ولذا فهي تُطعِمه من زجاجات هي خليط من الدقيق والمياه والسكر، بحسب الصحيفة الأميركية.
وقالت مرام: "لا أعرف ما الذي يمكنني تقديمه لهم، فليس لدينا فيتامينات ولا طعام جيد".
كل المحلات مغلقة، حتى قبل الحصار الأخير، لم يكن لدى هذه المحالّ الكثير على رفوفها.
وقالت مرام: "الأطفال يبكون، إنهم يريدون بسكويتاً فحسب".
ياسمينا.. 6 أشهر
لم يفلت أصغر سكان الغوطة الشرقية من أهوال الحرب، حتى في الوقت الذي كان يسعى فيه آباؤهم في غرس نوع من الحياة الطبيعية. فكان مروان حبق وطفلته ياسمينا، يقضيان ساعاتٍ في البيت يشاهدان فيها سمكهما وهو يسبح في دوائر في حوضٍ بالمنزل، بحسب نيويورك تايمز.
وكان حبق قد اشترى السمك قبل الحرب. ومع تناقص الإمدادات، صار الحصول على طعام السمك أصعب، لكنَّ تسع سمكات نجت.
وقال حبق: "أنا وياسمينا نحب السمك، لكنَّ زوجتي كانت تشعر بالغيرة لأننا كنا نهتم بالسمك أكثر من اهتمامنا بها".
وتحب ياسمينا أيضاً عروستها المحشوة قطناً، وهي عبارة عن نحلة حمراء فاقعة اشتراها والدها.
وقال حبق: "عادةً ما يتفاعل الأطفال مع الأشياء المُلوَّنة، وكذا فعلت ياسمينا".
وعندما زاد القصف، أخذ حبق وزوجته طفلتهما وفرّا إلى القبو، تاركين حوض السمك والنحلة المحشوة في الأعلى.
في الـ23 من شهر فبراير/شباط تعرَّضَ منزلهما للقصف. تحشرج صوت حبق وهو يصف الحطام.
قال حبق: "كان كل ركن في البيت عزيزاً لدي، لكنَّ أشياء ياسمينا كانت هي الأغلى". وجد حبق النحلة نصف محروقة.
أما فيما يتعلَّق بحوض السمك، فقد قال: "وجدت سمكةً واحدة محترقة تحت الركام، أما البقية فقد أصبحت ركاماً".
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/03/03/story_n_19363898.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات