تحُط طائرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الولايات المتحدة الأميركية، غداً الإثنين 19 مارس/آذار 2018، وتشمل الزيارة عدة مدن أميركية، بهدف إجراء مباحثاتٍ تجارية ومالية.
وأشار موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، في تقرير نشره، السبت 17 مارس/آذار 2018، إلى أن 4 قضايا كبرى رئيسية تنتظر بن سلمان خلال زيارته للولايات المتحدة.
وتتزامن زيارة بن سلمان لأميركا مع ما كشفته وكالة رويترز هذا الأسبوع، عن إجراء مسؤولين سعوديين مباحثات سلام مع خصومهم الحوثيين المدعومين إيرانياً في اليمن، في محاولة لإنهاء الحرب.
وقال الموقع البريطاني إن ذلك لم يُهدئ بشكلٍ كامل المخاوف في واشنطن حول حصيلة القتلى المدنيين الناجمة عن الحملة العسكرية، التي تشنها الرياض منذ ثلاث سنوات على اليمن.
ويُروِّج السيناتور اليساري بيرني ساندرز وآخرون لمشروع قانون بسحب الدعم الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية، وهو ما قد يحرم الرياض من الدعم الاستخباراتي الأميركي وإعادة تزويد طائراتها التي تقصف أهداف الحوثيين بالوقود.
وأوضح جيرالد فايرستاين، السفير الأميركي السابق لدى اليمن، أنَّ هناك "احتمالات معقولة لتمرير مشروع القانون، حتى على الرغم من أنَّ الدعم العسكري الأميركي للحرب ثانوي، ووقفه لن يجبر التحالف على الانسحاب".
وأضاف فايرستاين في تصريح لموقع "ميدل إيست آي": "لكن عشية زيارة ولي العهد، يجب النظر إلى قانون مجلس الشيوخ، باعتباره تحذيراً للإدارة الأميركية والسعوديين، بأنَّ الصبر ينفد على الحرب المتواصلة في اليمن وتبعاتها الإنسانية".
واعتبر السفير السابق أنه "ليس لدى السعوديين مصدرٌ كبير للدعم أو التعاطف للاستفادة منه هنا (في أميركا)".
وسيدخل بن سلمان الجناح الغربي بالبيت الأبيض، الذي شهد الأسبوع الفائت تغييرات كبيرة، إذ أقال ترامب وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بصورة غير رسمية عبر تويتر، فيما يواجه مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر مصيراً مشابهاً.
وفي هذه الأثناء، جُرِّد كوشنر من تصريحه الأمني السري الرفيع، فيما يُحقِّق المُحقِّق الفيدرالي فيما إذا كانت مباحثات كوشنر مع مسؤولين ورجال أعمال من قطر والإمارات وبلدان أخرى قد تركت أيَّ تأثير لاحق على سياسة البيت الأبيض.
وقال موقع "ميدل إيست آي"، إنه يتعيَّن على بن سلمان خوض طريقه عبر هذه المتاهة الجيواستراتيجية.
وكان تيلرسون قد عمل لوقت طويل على ملف الأزمة الخليجية، حيث فرضت السعودية، والإمارات، والبحرين، حصاراً على قطر، بعدما وجهت لها اتهامات بـ"الإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة مراراً.
ولا يزال غير واضح كيف سيؤثر رحيل تيلرسون على الأزمة الخليجية، وما الذي سيفعله الوزير الجديد، مايك بومبيو.
وقال بروس ريدل، المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لموقع "ميدل إيست آي": "السعوديون مطمئنون إلى حدٍّ كبير من انتقال بومبيو إلى وزارة الخارجية، فهم يعرفونه وهو مُتشدِّد تجاه إيران".
وأضاف: "خلف اللقاءات والبيانات الرسمية يحاول السعوديون بهدوءٍ تقييم مستقبل فريق ترامب. وتجريد جاريد كوشنر من تصريحه الأمن السري الرفيع والأخطار القانونية المتزايدة المحيطة به تُعرِّض أكثر ركائز الأمير قيمةً للخطر".
وستكون شركة النفط السعودية العملاقة ضمن أجندة الزيارة، بحسب الموقع البريطاني.
ونقل الموقع تصريحات أدلى بها مديرون تنفيذيون في بورصة نيويورك، بأنهم كانوا يعملون بجهدٍ كبير لإقناع المسؤولين السعوديين لإدراج شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط في بورصة وول ستريت، بدلاً من بورصات منافسة في لندن وهونغ كونغ وأماكن أخرى.
ويُخطِّط بن سلمان لبيع 5% من أرامكو السعودية وجمع نحو 100 مليار دولار لتمويل خطة الإصلاح، لكن من المفهوم أن لديه هواجس إزاء المنظمين الأميركيين والتعرُّض إلى قضايا مكلفة على خلفية كل الموضوعات محل الخلاف بدءاً من تغير المناخ، وصولاً إلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.
وخاطب أليكس إبراهيم، رئيس أسواق رأس المال في بورصة نيويورك، مخاوف الرياض، قائلاً لموقع "ميدل إيست آي"، إن بورصة وول ستريت هي المكان الوحيد القادر على إتمام "التعاملات الكبيرة للغاية والمُعقَّدة"، مثل الطرح العام الأولى المزمع لأرامكو.
وعلى الأرجح فإن أي تصريح سيدلي به بن سلمان عن الطرح العام الأولي لأرامكو أثناء زيارته سيُحرِّك الأسواق.
بغضِّ النظر عن الأحاديث بشأن التقارب بين إسرائيل والسعودية، فإنَّ قليلاً من ذلك ظهر عندما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة الأميركية أوائل هذا الشهر، وحثَّ ترامب على عرقلة خطط بيع مفاعلات نووية للرياض.
وبلا شك زادت تعليقات بن سلمان بشأن تطوير ترسانة نووية مماثلة لأخرى إيرانية، مخاوف واشنطن من أنَّ ضغط الرياض لامتلاك قدرات نووية لأغراض سلمية كان يفاقم احتمالات حدوث سباق تسلح في الشرق الأوسط.
ولكي تمضي صفقة الولايات المتحدة قدماً، قد حثَّت واشنطن الرياض على توقيع ما يسمى بالاتفاق النووي 123، وبموجبه لا تُخصِّب الرياض اليورانيوم المستخدم في المفاعلات النووية، والذي يمكن أيضاً تخصيبه بصورة أكبر لبناء أسلحة نووية.
وسيتابع مراقبو الشأن النووي لقاء ترامب مع بن سلمان، ترقُّباً لأي تطور هناك. وجهَّزت إلينا روز ليتنين، الرئيسة الجمهورية للجنة الفرعية المختصة بشؤون الشرق الأوسط في مجلس النواب الأميركي، خططها الخاصة لتسليط الضوء على الصفقة.
وقالت ليتنين في بيانٍ لها، إنَّ لقاءً سيُعقَد، الأربعاء 21 مارس/آذار، سيُمثِّل "فرصةً لتقييم وضع الخطط النووية السعودية، والتداعيات التي ستحدث إذا ما وافقت الولايات المتحدة على صفقةٍ وفق ما يُسمَّى المعيار الذهبي، والخيارات التشريعية لزيادة رقابة الكونغرس".
وقبل وصول بن سلمان إلى أميركا، ستُبَث، الأحد 18 مارس/آذار، مقابلةً أجراها برنامج "60 Minutes" مع بن سلمان.
وفي مقتطفاتٍ ترويجية من المقابلة، شبَّه بن سلمان المرشد الإيراني الأعلى بأدولف هتلر، وقال إنَّ السعودية ستحصل سريعاً على قنبلةٍ نووية إذا ما طوَّرت إيران قنبلتها النووية الخاصة.
وأحدث تقريرٌ نشرته شبكة "إن بي سي نيوز" نفس القدر من الصدمة، بعدما أفاد أنَّ بن سلمان -الذي يُنظَر إليه على نطاقٍ واسع باعتباره القوة المحركة خلف عرش أبيه الملك سلمان- منع والدته من رؤية أبيه الملك (82 عاماً)، خوفاً من أنَّها قد تعيق صعوده إلى السلطة. وذُكِر أنَّه في مرحلةٍ ما احتجزها داخل أحد القصور.
ومنذ صعوده إلى السلطة وتوليه منصب ولي العهد، أنفقت الرياض الملايين على آلتها الدعائية من أجل إقناع الخبراء والمُشرِّعين، أنَّ ن سلمان شخصٌ إصلاحي.
وركَّزت الآليات الدعائية للرياض على دور بن سلمان في رفع الحظر عن دور السينما، وقيادة النساء للسيارات، في الوقت الذي يتصدى فيه للتعصب الديني ويُقلِّص اعتماد المملكة على احتياطياتها النفطية المتراجعة.
ورأى موقع "ميدل إيست آي"، أن الزيارة لا تهدف لتحسين الصورة فحسب. فقد يلتقي بن سلمان برواد الأعمال في وادي السيليكون، وعمالقة السينما في لوس أنغلوس، وأباطرة صناعة النفط في هيوستن، ومستثمري نيويورك من أجل حشد الدعم والأموال لجدول أعمال رؤيته 2030 في السعودية.
ولتحقيق هذا، لا بد أن يُقنِع ولي العهد المستثمرين الأميركيين بأنَّه ليس ورقة عديمة القيمة، وأنَّ احتجاز العشرات من كبار المسؤولين ورجال الأعمال بفندق ريتز كارلتون الرياض في حملة تطهيرٍ ضد الفساد لم تؤدِ لظهور نقاط ضعف في سيادة القانون بالسعودية.
وبحسب ريدل المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، لن يكون الأمر سهلاً. وقال إن "الأمير سيتعين عليه أن يستفيد من علاقاته الشخصية مع صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر وآخرين، لتعزيز أهدافه في ظل إدارةٍ مضطربة".
وأضاف ريدل: "الاستراتيجية السعودية تجاه الولايات المتحدة مبنية على العلاقات مع عائلة ترامب، وجماعات الضغط المُكلِّفة، وانتقاد إيران. ولدى الأمير خبرة محدودة في تعقيدات السياسة الأميركية، التي أصبحت في عصر ترامب أعقد من أي وقتٍ مضى".
وأشار موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، في تقرير نشره، السبت 17 مارس/آذار 2018، إلى أن 4 قضايا كبرى رئيسية تنتظر بن سلمان خلال زيارته للولايات المتحدة.
اليمن
وتتزامن زيارة بن سلمان لأميركا مع ما كشفته وكالة رويترز هذا الأسبوع، عن إجراء مسؤولين سعوديين مباحثات سلام مع خصومهم الحوثيين المدعومين إيرانياً في اليمن، في محاولة لإنهاء الحرب.
وقال الموقع البريطاني إن ذلك لم يُهدئ بشكلٍ كامل المخاوف في واشنطن حول حصيلة القتلى المدنيين الناجمة عن الحملة العسكرية، التي تشنها الرياض منذ ثلاث سنوات على اليمن.
ويُروِّج السيناتور اليساري بيرني ساندرز وآخرون لمشروع قانون بسحب الدعم الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية، وهو ما قد يحرم الرياض من الدعم الاستخباراتي الأميركي وإعادة تزويد طائراتها التي تقصف أهداف الحوثيين بالوقود.
وأوضح جيرالد فايرستاين، السفير الأميركي السابق لدى اليمن، أنَّ هناك "احتمالات معقولة لتمرير مشروع القانون، حتى على الرغم من أنَّ الدعم العسكري الأميركي للحرب ثانوي، ووقفه لن يجبر التحالف على الانسحاب".
وأضاف فايرستاين في تصريح لموقع "ميدل إيست آي": "لكن عشية زيارة ولي العهد، يجب النظر إلى قانون مجلس الشيوخ، باعتباره تحذيراً للإدارة الأميركية والسعوديين، بأنَّ الصبر ينفد على الحرب المتواصلة في اليمن وتبعاتها الإنسانية".
واعتبر السفير السابق أنه "ليس لدى السعوديين مصدرٌ كبير للدعم أو التعاطف للاستفادة منه هنا (في أميركا)".
الأزمة مع قطر
وسيدخل بن سلمان الجناح الغربي بالبيت الأبيض، الذي شهد الأسبوع الفائت تغييرات كبيرة، إذ أقال ترامب وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بصورة غير رسمية عبر تويتر، فيما يواجه مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر مصيراً مشابهاً.
وفي هذه الأثناء، جُرِّد كوشنر من تصريحه الأمني السري الرفيع، فيما يُحقِّق المُحقِّق الفيدرالي فيما إذا كانت مباحثات كوشنر مع مسؤولين ورجال أعمال من قطر والإمارات وبلدان أخرى قد تركت أيَّ تأثير لاحق على سياسة البيت الأبيض.
وقال موقع "ميدل إيست آي"، إنه يتعيَّن على بن سلمان خوض طريقه عبر هذه المتاهة الجيواستراتيجية.
وكان تيلرسون قد عمل لوقت طويل على ملف الأزمة الخليجية، حيث فرضت السعودية، والإمارات، والبحرين، حصاراً على قطر، بعدما وجهت لها اتهامات بـ"الإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة مراراً.
ولا يزال غير واضح كيف سيؤثر رحيل تيلرسون على الأزمة الخليجية، وما الذي سيفعله الوزير الجديد، مايك بومبيو.
وقال بروس ريدل، المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لموقع "ميدل إيست آي": "السعوديون مطمئنون إلى حدٍّ كبير من انتقال بومبيو إلى وزارة الخارجية، فهم يعرفونه وهو مُتشدِّد تجاه إيران".
وأضاف: "خلف اللقاءات والبيانات الرسمية يحاول السعوديون بهدوءٍ تقييم مستقبل فريق ترامب. وتجريد جاريد كوشنر من تصريحه الأمن السري الرفيع والأخطار القانونية المتزايدة المحيطة به تُعرِّض أكثر ركائز الأمير قيمةً للخطر".
بيع أرامكو
وستكون شركة النفط السعودية العملاقة ضمن أجندة الزيارة، بحسب الموقع البريطاني.
ونقل الموقع تصريحات أدلى بها مديرون تنفيذيون في بورصة نيويورك، بأنهم كانوا يعملون بجهدٍ كبير لإقناع المسؤولين السعوديين لإدراج شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط في بورصة وول ستريت، بدلاً من بورصات منافسة في لندن وهونغ كونغ وأماكن أخرى.
ويُخطِّط بن سلمان لبيع 5% من أرامكو السعودية وجمع نحو 100 مليار دولار لتمويل خطة الإصلاح، لكن من المفهوم أن لديه هواجس إزاء المنظمين الأميركيين والتعرُّض إلى قضايا مكلفة على خلفية كل الموضوعات محل الخلاف بدءاً من تغير المناخ، وصولاً إلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.
وخاطب أليكس إبراهيم، رئيس أسواق رأس المال في بورصة نيويورك، مخاوف الرياض، قائلاً لموقع "ميدل إيست آي"، إن بورصة وول ستريت هي المكان الوحيد القادر على إتمام "التعاملات الكبيرة للغاية والمُعقَّدة"، مثل الطرح العام الأولى المزمع لأرامكو.
وعلى الأرجح فإن أي تصريح سيدلي به بن سلمان عن الطرح العام الأولي لأرامكو أثناء زيارته سيُحرِّك الأسواق.
الأسلحة النووية
بغضِّ النظر عن الأحاديث بشأن التقارب بين إسرائيل والسعودية، فإنَّ قليلاً من ذلك ظهر عندما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة الأميركية أوائل هذا الشهر، وحثَّ ترامب على عرقلة خطط بيع مفاعلات نووية للرياض.
وبلا شك زادت تعليقات بن سلمان بشأن تطوير ترسانة نووية مماثلة لأخرى إيرانية، مخاوف واشنطن من أنَّ ضغط الرياض لامتلاك قدرات نووية لأغراض سلمية كان يفاقم احتمالات حدوث سباق تسلح في الشرق الأوسط.
ولكي تمضي صفقة الولايات المتحدة قدماً، قد حثَّت واشنطن الرياض على توقيع ما يسمى بالاتفاق النووي 123، وبموجبه لا تُخصِّب الرياض اليورانيوم المستخدم في المفاعلات النووية، والذي يمكن أيضاً تخصيبه بصورة أكبر لبناء أسلحة نووية.
وسيتابع مراقبو الشأن النووي لقاء ترامب مع بن سلمان، ترقُّباً لأي تطور هناك. وجهَّزت إلينا روز ليتنين، الرئيسة الجمهورية للجنة الفرعية المختصة بشؤون الشرق الأوسط في مجلس النواب الأميركي، خططها الخاصة لتسليط الضوء على الصفقة.
وقالت ليتنين في بيانٍ لها، إنَّ لقاءً سيُعقَد، الأربعاء 21 مارس/آذار، سيُمثِّل "فرصةً لتقييم وضع الخطط النووية السعودية، والتداعيات التي ستحدث إذا ما وافقت الولايات المتحدة على صفقةٍ وفق ما يُسمَّى المعيار الذهبي، والخيارات التشريعية لزيادة رقابة الكونغرس".
ما قبل الزيارة
وقبل وصول بن سلمان إلى أميركا، ستُبَث، الأحد 18 مارس/آذار، مقابلةً أجراها برنامج "60 Minutes" مع بن سلمان.
وفي مقتطفاتٍ ترويجية من المقابلة، شبَّه بن سلمان المرشد الإيراني الأعلى بأدولف هتلر، وقال إنَّ السعودية ستحصل سريعاً على قنبلةٍ نووية إذا ما طوَّرت إيران قنبلتها النووية الخاصة.
وأحدث تقريرٌ نشرته شبكة "إن بي سي نيوز" نفس القدر من الصدمة، بعدما أفاد أنَّ بن سلمان -الذي يُنظَر إليه على نطاقٍ واسع باعتباره القوة المحركة خلف عرش أبيه الملك سلمان- منع والدته من رؤية أبيه الملك (82 عاماً)، خوفاً من أنَّها قد تعيق صعوده إلى السلطة. وذُكِر أنَّه في مرحلةٍ ما احتجزها داخل أحد القصور.
ومنذ صعوده إلى السلطة وتوليه منصب ولي العهد، أنفقت الرياض الملايين على آلتها الدعائية من أجل إقناع الخبراء والمُشرِّعين، أنَّ ن سلمان شخصٌ إصلاحي.
وركَّزت الآليات الدعائية للرياض على دور بن سلمان في رفع الحظر عن دور السينما، وقيادة النساء للسيارات، في الوقت الذي يتصدى فيه للتعصب الديني ويُقلِّص اعتماد المملكة على احتياطياتها النفطية المتراجعة.
ورأى موقع "ميدل إيست آي"، أن الزيارة لا تهدف لتحسين الصورة فحسب. فقد يلتقي بن سلمان برواد الأعمال في وادي السيليكون، وعمالقة السينما في لوس أنغلوس، وأباطرة صناعة النفط في هيوستن، ومستثمري نيويورك من أجل حشد الدعم والأموال لجدول أعمال رؤيته 2030 في السعودية.
ولتحقيق هذا، لا بد أن يُقنِع ولي العهد المستثمرين الأميركيين بأنَّه ليس ورقة عديمة القيمة، وأنَّ احتجاز العشرات من كبار المسؤولين ورجال الأعمال بفندق ريتز كارلتون الرياض في حملة تطهيرٍ ضد الفساد لم تؤدِ لظهور نقاط ضعف في سيادة القانون بالسعودية.
وبحسب ريدل المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، لن يكون الأمر سهلاً. وقال إن "الأمير سيتعين عليه أن يستفيد من علاقاته الشخصية مع صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر وآخرين، لتعزيز أهدافه في ظل إدارةٍ مضطربة".
وأضاف ريدل: "الاستراتيجية السعودية تجاه الولايات المتحدة مبنية على العلاقات مع عائلة ترامب، وجماعات الضغط المُكلِّفة، وانتقاد إيران. ولدى الأمير خبرة محدودة في تعقيدات السياسة الأميركية، التي أصبحت في عصر ترامب أعقد من أي وقتٍ مضى".
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/03/18/story_n_19372486.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات