يملك بافل جرودنين شبهاً كبيراً من ستالين، رغم أن له شارباً أقل سُمكاً منه. وقد سبق أن أعرب جرودنين عن إعجابه الشديد بالأب الصغير للشعوب، الذي وصفه بـ"الرجل العظيم الذي استطاع الفوز بالحرب بفضل إرادته الحديدية".
حسب تقرير صحيفة le point الفرنسية، تتطابق مواصفات جرودنين، البالغ من العمر 57 سنة، مع الصورة النمطية للمرشح الشيوعي، حيث يتمحور برنامجه الانتخابي حول إجراء موجة من عمليات التأميم، وتجميد الأسعار، وانسحاب البلاد من منظمة التجارة العالمية، فضلاً عن الحدّ من الاستثمار الأجنبي.
تتمثل إحدى هواياته المفضلة في إدارة مزرعة حكومية سابقة، يُطلق عليها اسم "سوفخوز لينين"، المتخصصة في إنتاج الفراولة، وتقع جنوب موسكو. ويبدو أن جرودنين يشعر بالحنين إلى عهد اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية.
في المقابل، يملك بافل جرودنين وجهاً آخر، يتجلى في الدور الذي يلعبه بمجال الأعمال التجارية، بصفته من أحد المضاربين الذين جنوا أموالاً طائلة، انطلاقاً من إيجار وبيع الأراضي، وصولاً إلى محلات السوبر ماركت، وضمن ذلك الموزع الفرنسي "أوشان"، وفق صحيفة le point الفرنسية.
في البداية، كان بافل جرودنين لا يملك بطاقة عضوية في الحزب الشيوعي. لكنه منذ أوائل الألفية الثانية، انضم إلى حركة تدعم فلاديمير بوتين، تطلق على نفسها اسم "روسيا الموحدة". ومن ثم، استطاع الاستفادة من هذه العضوية للحصول على مبتغاه. ومنذ ذلك الحين، أصبح من ضمن الممولين الدائمين للحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية.
يربط جرودنين علاقات مع زعيم الحزب الشيوعي، غينادي زوغانوف، البالغ من العمر 73 سنة، والذي يعد من الديناصورات السياسية، حيث ترشَّح للانتخابات الرئاسية 4 مرات. ويبدو أن هذه العلاقات سوف تخدم مصالحه. وتجدر الإشارة إلى أنه كان من المتوقع أن يرشح زوغانوف نفسه في هذا السباق الرئاسي، إلا أن الكثير من استطلاعات رأي تنبأت له بهزيمة مهينة أخرى.
بناء على ذلك، قرر زوغانوف الاستقالة شريطة أن يحافظ على سيطرته على الحزب، الذي من المحتمل أن يُنصَّب ابن أخيه، نيكولاي، زعيماً له، في وقت لاحق. ومع ذلك، يحتاج زوغانوف إلى شخص آخر غريب، يُستحسن ألا يكون أصغر منه سنّاً؛ لأنه لا يرغب في أن تهب رياح التغيير على الحزب.
حيال هذا الشأن، قال أستاذ العلوم السياسية قسطنطين كوستين، الذي تجمعه بالكرملين علاقات مقربة، إن "زوغانوف سعى للحصول على مرشح لا يحظى بمؤهلات سياسية عالية".
في الواقع، يبدو أن هذا الوضع هو ما شجَّع جرودنين على المشاركة في سباق الحملة الانتخابية الرئاسية، وفق صحيفة le point الفرنسية. ولكن، لم تسِر الأمور كما خطط لها زوغانوف؛ نظراً إلى أن جرودنين حظي بدعم الناخبين، وبدأت قاعدته الشعبية تتنامى بسرعة. فقد كشف آخر استطلاع للرأي أن جرودنين حصل على 8% من نوايا التصويت، والتي تعد نسبة بعيدة جداً عن تلك التي حققها سيد الكرملين، ولكنها في الوقت ذاته كانت ضعف توقعات زوغانوف.
يُعارض جرودنين الخطاب المسيَّس للبيت الشيوعي. فقد كان يستهدف رئيس الدولة بصفة علنية في الكثير من خطاباته، قائلاً إنه "لا يمكن القضاء على الفساد إلا إذا بدأ الرئيس بنفسه وأصدقائه". لذلك، حذّر جرودنين من الخلط بين برنامجه الانتخابي وأي برنامج آخر يضعه الكرملين.
تمكن جرودنين من تحقيق نجاح آخر يتمثل بالمزرعة المملوكة للدولة في السابق، والتي تمت خصخصتها سنة 1995، حيث بلغ معدل إيراداتها نحو 56 مليون يورو. وتقدم هذه الشركة العديد من الخدمات المجانية لموظفيها؛ مثل: الحضانة، والمدرسة، والرعاية الصحية، والأمومة. فضلاً عن ذلك، يعد متوسط راتب موظفيها، البالغ عددهم 350 موظفاً، ضعف المرتبات التي تقدَّم في جميع الشركات الأخرى.
إلى جانب ذلك، يقدم جرودنين الشقق إلى السكان بأسعار أقل من سعرها الحقيقي ودون أن يأخذ منهم أي فائدة. وفي هذا الصدد، وصف زوغانوف شركة جرودنين بأنها "مكان للتفاؤل الاجتماعي". وتتسم كل هذه الامتيازات برائحة زكية من عطر بسيط، يفوح من فراولة عملاقة توجد عند المدخل الرئيسي للشركة، التي تحتوي على أعمدة إنارة على شكل فاكهة حمراء.
بالنسبة للسلطات الروسية، يتسم جرودنين بصفات مثالية؛ لذلك هي تشعر بالقلق من أن يستقطب هذا المليونير، صاحب شركة الفراولة، فئات أخرى غير أولئك الناخبين التقليديين. في هذا الإطار، أوضح رئيس مركز التحليل السياسي، أليكسي موخين، أن "جرودنين لن يحظى بدعم تلك الأصوات الداعمة لبوتين؛ بل بمساندة تلك الأصوات الساخطة والمعارضة للنظام الحالي".
كشفت اللجنة الانتخابية عن وجود 13 حساباً مصرفياً و5 كيلوغرامات من الذهب في بنك سويسري باسم بافل جرودنين. ولكن، يبدو أن ما توصلت إليه اللجنة الانتخابية لن يُجبره على الانسحاب. ويوم 18 مارس/آذار 2018، سوف تُعرض ملاحظة في مراكز الاقتراع، تهدف إلى تذكير الناخبين بأن المرشح الشيوعي لا يمتثل للقواعد المتعلقة بالمرشحين الرئاسيين... ما سيتيح لبوتين تحقيق النصر مرة أخرى.
حسب تقرير صحيفة le point الفرنسية، تتطابق مواصفات جرودنين، البالغ من العمر 57 سنة، مع الصورة النمطية للمرشح الشيوعي، حيث يتمحور برنامجه الانتخابي حول إجراء موجة من عمليات التأميم، وتجميد الأسعار، وانسحاب البلاد من منظمة التجارة العالمية، فضلاً عن الحدّ من الاستثمار الأجنبي.
تتمثل إحدى هواياته المفضلة في إدارة مزرعة حكومية سابقة، يُطلق عليها اسم "سوفخوز لينين"، المتخصصة في إنتاج الفراولة، وتقع جنوب موسكو. ويبدو أن جرودنين يشعر بالحنين إلى عهد اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية.
في المقابل، يملك بافل جرودنين وجهاً آخر، يتجلى في الدور الذي يلعبه بمجال الأعمال التجارية، بصفته من أحد المضاربين الذين جنوا أموالاً طائلة، انطلاقاً من إيجار وبيع الأراضي، وصولاً إلى محلات السوبر ماركت، وضمن ذلك الموزع الفرنسي "أوشان"، وفق صحيفة le point الفرنسية.
انضمَّ إلى حركة تدعم بوتين
في البداية، كان بافل جرودنين لا يملك بطاقة عضوية في الحزب الشيوعي. لكنه منذ أوائل الألفية الثانية، انضم إلى حركة تدعم فلاديمير بوتين، تطلق على نفسها اسم "روسيا الموحدة". ومن ثم، استطاع الاستفادة من هذه العضوية للحصول على مبتغاه. ومنذ ذلك الحين، أصبح من ضمن الممولين الدائمين للحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية.
شعبية متنامية
يربط جرودنين علاقات مع زعيم الحزب الشيوعي، غينادي زوغانوف، البالغ من العمر 73 سنة، والذي يعد من الديناصورات السياسية، حيث ترشَّح للانتخابات الرئاسية 4 مرات. ويبدو أن هذه العلاقات سوف تخدم مصالحه. وتجدر الإشارة إلى أنه كان من المتوقع أن يرشح زوغانوف نفسه في هذا السباق الرئاسي، إلا أن الكثير من استطلاعات رأي تنبأت له بهزيمة مهينة أخرى.
بناء على ذلك، قرر زوغانوف الاستقالة شريطة أن يحافظ على سيطرته على الحزب، الذي من المحتمل أن يُنصَّب ابن أخيه، نيكولاي، زعيماً له، في وقت لاحق. ومع ذلك، يحتاج زوغانوف إلى شخص آخر غريب، يُستحسن ألا يكون أصغر منه سنّاً؛ لأنه لا يرغب في أن تهب رياح التغيير على الحزب.
حيال هذا الشأن، قال أستاذ العلوم السياسية قسطنطين كوستين، الذي تجمعه بالكرملين علاقات مقربة، إن "زوغانوف سعى للحصول على مرشح لا يحظى بمؤهلات سياسية عالية".
في الواقع، يبدو أن هذا الوضع هو ما شجَّع جرودنين على المشاركة في سباق الحملة الانتخابية الرئاسية، وفق صحيفة le point الفرنسية. ولكن، لم تسِر الأمور كما خطط لها زوغانوف؛ نظراً إلى أن جرودنين حظي بدعم الناخبين، وبدأت قاعدته الشعبية تتنامى بسرعة. فقد كشف آخر استطلاع للرأي أن جرودنين حصل على 8% من نوايا التصويت، والتي تعد نسبة بعيدة جداً عن تلك التي حققها سيد الكرملين، ولكنها في الوقت ذاته كانت ضعف توقعات زوغانوف.
فراولة عملاقة وخدمات رعاية أمومة مجانية
يُعارض جرودنين الخطاب المسيَّس للبيت الشيوعي. فقد كان يستهدف رئيس الدولة بصفة علنية في الكثير من خطاباته، قائلاً إنه "لا يمكن القضاء على الفساد إلا إذا بدأ الرئيس بنفسه وأصدقائه". لذلك، حذّر جرودنين من الخلط بين برنامجه الانتخابي وأي برنامج آخر يضعه الكرملين.
تمكن جرودنين من تحقيق نجاح آخر يتمثل بالمزرعة المملوكة للدولة في السابق، والتي تمت خصخصتها سنة 1995، حيث بلغ معدل إيراداتها نحو 56 مليون يورو. وتقدم هذه الشركة العديد من الخدمات المجانية لموظفيها؛ مثل: الحضانة، والمدرسة، والرعاية الصحية، والأمومة. فضلاً عن ذلك، يعد متوسط راتب موظفيها، البالغ عددهم 350 موظفاً، ضعف المرتبات التي تقدَّم في جميع الشركات الأخرى.
إلى جانب ذلك، يقدم جرودنين الشقق إلى السكان بأسعار أقل من سعرها الحقيقي ودون أن يأخذ منهم أي فائدة. وفي هذا الصدد، وصف زوغانوف شركة جرودنين بأنها "مكان للتفاؤل الاجتماعي". وتتسم كل هذه الامتيازات برائحة زكية من عطر بسيط، يفوح من فراولة عملاقة توجد عند المدخل الرئيسي للشركة، التي تحتوي على أعمدة إنارة على شكل فاكهة حمراء.
5 كيلوغرامات من الذهب في أحد البنوك السويسرية
بالنسبة للسلطات الروسية، يتسم جرودنين بصفات مثالية؛ لذلك هي تشعر بالقلق من أن يستقطب هذا المليونير، صاحب شركة الفراولة، فئات أخرى غير أولئك الناخبين التقليديين. في هذا الإطار، أوضح رئيس مركز التحليل السياسي، أليكسي موخين، أن "جرودنين لن يحظى بدعم تلك الأصوات الداعمة لبوتين؛ بل بمساندة تلك الأصوات الساخطة والمعارضة للنظام الحالي".
كشفت اللجنة الانتخابية عن وجود 13 حساباً مصرفياً و5 كيلوغرامات من الذهب في بنك سويسري باسم بافل جرودنين. ولكن، يبدو أن ما توصلت إليه اللجنة الانتخابية لن يُجبره على الانسحاب. ويوم 18 مارس/آذار 2018، سوف تُعرض ملاحظة في مراكز الاقتراع، تهدف إلى تذكير الناخبين بأن المرشح الشيوعي لا يمتثل للقواعد المتعلقة بالمرشحين الرئاسيين... ما سيتيح لبوتين تحقيق النصر مرة أخرى.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/03/16/story_n_19371674.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات