يُقدر الجميع الأفعال اللطيفة، لكن التساؤل عن سبب الأفعال المتسمة بهذه الصفة، يدفع الناس لاختيار أحد موقفين.
فيعتقد البعض أن اللطف صفة نابعة من نكران تام للذات، وأننا نمارسها من باب الحب والاهتمام، بينما يعتقد آخرون أنها محض أداة نستخدمها بدهاء لنزداد شعبية ونجني ثمار ذلك، وفق ما ذكره موقع Science Alert.
إلا أن الأبحاث تشير إلى أن اللطف تجاه الآخرين يزيد من سعادتنا بطرق عدة. نعلم أن اتخاذ قرار بالتعاون مع الآخرين، أو ممارسة الكرم تجاههم، يُنشط منطقة من الدماغ تُدعى "الجسم المخطط أو النواة المخططة".
ومن المثير للاهتمام أن هذه المنطقة تستجيب للأشياء التي نشعر بأنها تكافئنا، مثل الطعام اللذيذ أو حتى المخدرات. سُمي هذا الشعور الجيد، الناتج عن المساعدة، "التوهج الدافئ"، ومن المرجح أن النشاط الظاهر في النواة المخططة هو الأساس البيولوجي لذلك الشعور.
بالطبع، ليس عليك مسح الأدمغة لمعرفة أن للطف منافعه؛ إذ أظهرت أبحاث علم النفس رابطاً بين اللطف والعافية مدى الحياة، بدءاً من سن صغيرة.
في الحقيقة، فإن مجرد التفكير في الأوقات التي قام فيها المراهق بأفعال لطيفة في الماضي، من شأنه أن يحسن مزاجه.
ووجدت الأبحاث أيضاً أن إنفاق المزيد من المال على الآخرين قد يكون أكثر تأثيراً على زيادة السعادة مقارنة بإنفاقه على صاحبه.
ولكن، لِمَ يُشعرنا اللطف بهذا القدر من السعادة؟ هناك عدد من الآليات المختلفة المشاركة في ذلك، كما يعتمد مدى تأثيره على سعادتنا على أنماط شخصياتنا على الأرجح.
1. الابتسام المُعدي
على الأرجح، سيتسبب لطفك في رسم البسمة على وجه شخص ما، وإن رأيت ذلك، فقد تبتسم كذلك.
تفيد إحدى النظريات الجوهرية في علم الأعصاب حول كيفية فهم الناس بعضهم لبعض، بأن رؤية شعور ما على وجه شخص آخر، يُنشط من المناطق الدماغية نفسها لدينا وكأننا مررنا بهذه المشاعر بنفسنا.
قد تجد نفسك بموقف ينتابك فيه الضحك بسبب ضحك شخص آخر، إذن لِم لا نبدأ تسلسل المشاعر السعيدة بمفاجأة لطيفة لشخص ما؟
2. تصحيح الخطأ
إن الآلية نفسها التي تجعلنا نشعر بالتعاطف مع الآخرين عندما تخيِّم عليهم المشاعر السلبية، هي التي قد تجعلنا نشعر بالإحباط، وقد يكون هذا الأمر صحيحاً جزئياً مع أصدقائنا المقربين وعائلتنا المقربة؛ إذ إن احتياجاتهم العقلية تتوافق مع احتياجاتنا نفسها.
إن القيام بفعل لطيف لانتشال شخص ما من الشعور بالحزن، يُشعرنا بأننا أفضل، ويرجع ذلك جزئياً إلى أننا نشعر بالتحسن نفسه الذي شعر به، ولأننا فعلنا شيئاً صائباً وجيداً.
وعلى الرغم من أن هذا التأثير أكثر فاعلية وقوة بشكل خاص مع المقربين منا، فإنه يمكن تطبيقه مع المشاكل الإنسانية، مثل الفقر وتغيُّر المناخ.
إن الانخراط مع الجمعيات الخيرية التي تعالج هذه القضايا، يمدُّنا بشعور إيجابي يُحسن من حالتنا المزاجية في المقابل.
3. التواصل
إن تحلِّيك باللطف تجاه شخص ما، يفتح مختلف الأبواب لبدء وتحسين التواصل الاجتماعي معه. الأفعال اللطيفة، مثل التخطيط لشراء هدية لشخص أو حتى تقديم كوب من القهوة، تقوي أواصر الصداقة معه؛ وهو ما يؤدي أيضاً إلى تحسين حالتك المزاجية.
وعلى نحو مماثل، تقدم أفعال الخير الفرصة للتواصل مع أشخاص آخرين في الجانب الآخر من هذا العالم، عبر التبرع لتحسين حياتهم. ويفتح التطوع ذاته دوائر جديدة للأشخاص، سواء من نتواصل معهم من المتطوعين أو من نُقدم لهم يد العون.
4. هوية لطيفة
يرغب الكثير من الناس في التفكير بأنفسهم كأشخاص لطفاء؛ لذا تساعدنا أفعال اللطف في إثبات تحلِّينا بصفات إيجابية تُشعرنا بالفخر بأنفسنا.
وفي واحدة من الدراسات الحديثة، صرح الأطفال في السنوات الأولى من المرحلة الإعدادية، بأن اللطف يجعلك تشعر بأنك شخص جيد وأكثر كمالاً؛ مما يؤدى إلى الشعور بالسعادة.
ويكون هذا التأثير أكثر قوة عندما يكون اللطف مُتسقاً مع جوانب شخصيتنا الأخرى، وربما يخلق إحساساً بنّاء أكثر بداخلنا.
على سبيل المثال، يمكن لمحبى الحيوانات إنقاذ عصفور، ويمكن لمحبي الفن التبرع لمعرض فني أو استئجار معلّم يمكنه التطوع للتدريس لمجموعة ما بعد المدرسة. ويقترح الباحثون أنه كلما تطابقت هوية الشخص مع هوية المنظمة التي يتطوع بها كان أكثر إحساساً بالرضا.
5. اللطف يعود مرة أخرى لصاحبه
تُظهر الدراسات النفسية المتعلقة باللطف أن واحدة من ضمن مجموعة الدوافع التي تدفع شخصاً ما إلى اللطف، هي الرد بالمثل، وقد يحدث ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.
ربما يتذكر شخص ما أنك ساعدته يوماً؛ ومن ثم يريد أن يساعدك في المستقبل. ومن الممكن أيضاً أن يدفع لطفُ شخص ما في المجموعة، الآخرين إلى أن يكونوا أكثر لطفاً؛ إذ يرفع ذلك معنويات الجميع.
تخيل أنك خبزت كعكاً للعاملين بالمكتب وقد نال إعجاب الجميع وقرر شخص ما أن يصنعه كل شهر، فهذا يعني أن عدد مرات حصولك على الكعك تفوق المرة التي قدمته فيها للآخرين .
إن الحديث بشأن هذا الأمر لم ينتهِ بعدُ، فاللطف مع الآخرين يدعم حالتك المزاجية، وأكدت الأبحاث أيضاً أن تمتُّعك بمزاجٍ حسنٍ يساعدك أكثر على التحلي باللطف تجاه للآخرين، مما يجعلها علاقة رائعة تسير في اتجاهين وتحتفظ بقيمة العطاء.
جو كوتلر، مرشح للحصول على درجة الدكتوراه في علم النفس من جامعة ساسكس، وروبن بانيرجي أستاذ علم النفس التنموي، بجامعة ساسكس.
فيعتقد البعض أن اللطف صفة نابعة من نكران تام للذات، وأننا نمارسها من باب الحب والاهتمام، بينما يعتقد آخرون أنها محض أداة نستخدمها بدهاء لنزداد شعبية ونجني ثمار ذلك، وفق ما ذكره موقع Science Alert.
إلا أن الأبحاث تشير إلى أن اللطف تجاه الآخرين يزيد من سعادتنا بطرق عدة. نعلم أن اتخاذ قرار بالتعاون مع الآخرين، أو ممارسة الكرم تجاههم، يُنشط منطقة من الدماغ تُدعى "الجسم المخطط أو النواة المخططة".
ومن المثير للاهتمام أن هذه المنطقة تستجيب للأشياء التي نشعر بأنها تكافئنا، مثل الطعام اللذيذ أو حتى المخدرات. سُمي هذا الشعور الجيد، الناتج عن المساعدة، "التوهج الدافئ"، ومن المرجح أن النشاط الظاهر في النواة المخططة هو الأساس البيولوجي لذلك الشعور.
بالطبع، ليس عليك مسح الأدمغة لمعرفة أن للطف منافعه؛ إذ أظهرت أبحاث علم النفس رابطاً بين اللطف والعافية مدى الحياة، بدءاً من سن صغيرة.
في الحقيقة، فإن مجرد التفكير في الأوقات التي قام فيها المراهق بأفعال لطيفة في الماضي، من شأنه أن يحسن مزاجه.
ووجدت الأبحاث أيضاً أن إنفاق المزيد من المال على الآخرين قد يكون أكثر تأثيراً على زيادة السعادة مقارنة بإنفاقه على صاحبه.
ولكن، لِمَ يُشعرنا اللطف بهذا القدر من السعادة؟ هناك عدد من الآليات المختلفة المشاركة في ذلك، كما يعتمد مدى تأثيره على سعادتنا على أنماط شخصياتنا على الأرجح.
1. الابتسام المُعدي
على الأرجح، سيتسبب لطفك في رسم البسمة على وجه شخص ما، وإن رأيت ذلك، فقد تبتسم كذلك.
تفيد إحدى النظريات الجوهرية في علم الأعصاب حول كيفية فهم الناس بعضهم لبعض، بأن رؤية شعور ما على وجه شخص آخر، يُنشط من المناطق الدماغية نفسها لدينا وكأننا مررنا بهذه المشاعر بنفسنا.
قد تجد نفسك بموقف ينتابك فيه الضحك بسبب ضحك شخص آخر، إذن لِم لا نبدأ تسلسل المشاعر السعيدة بمفاجأة لطيفة لشخص ما؟
2. تصحيح الخطأ
إن الآلية نفسها التي تجعلنا نشعر بالتعاطف مع الآخرين عندما تخيِّم عليهم المشاعر السلبية، هي التي قد تجعلنا نشعر بالإحباط، وقد يكون هذا الأمر صحيحاً جزئياً مع أصدقائنا المقربين وعائلتنا المقربة؛ إذ إن احتياجاتهم العقلية تتوافق مع احتياجاتنا نفسها.
إن القيام بفعل لطيف لانتشال شخص ما من الشعور بالحزن، يُشعرنا بأننا أفضل، ويرجع ذلك جزئياً إلى أننا نشعر بالتحسن نفسه الذي شعر به، ولأننا فعلنا شيئاً صائباً وجيداً.
وعلى الرغم من أن هذا التأثير أكثر فاعلية وقوة بشكل خاص مع المقربين منا، فإنه يمكن تطبيقه مع المشاكل الإنسانية، مثل الفقر وتغيُّر المناخ.
إن الانخراط مع الجمعيات الخيرية التي تعالج هذه القضايا، يمدُّنا بشعور إيجابي يُحسن من حالتنا المزاجية في المقابل.
3. التواصل
إن تحلِّيك باللطف تجاه شخص ما، يفتح مختلف الأبواب لبدء وتحسين التواصل الاجتماعي معه. الأفعال اللطيفة، مثل التخطيط لشراء هدية لشخص أو حتى تقديم كوب من القهوة، تقوي أواصر الصداقة معه؛ وهو ما يؤدي أيضاً إلى تحسين حالتك المزاجية.
وعلى نحو مماثل، تقدم أفعال الخير الفرصة للتواصل مع أشخاص آخرين في الجانب الآخر من هذا العالم، عبر التبرع لتحسين حياتهم. ويفتح التطوع ذاته دوائر جديدة للأشخاص، سواء من نتواصل معهم من المتطوعين أو من نُقدم لهم يد العون.
4. هوية لطيفة
يرغب الكثير من الناس في التفكير بأنفسهم كأشخاص لطفاء؛ لذا تساعدنا أفعال اللطف في إثبات تحلِّينا بصفات إيجابية تُشعرنا بالفخر بأنفسنا.
وفي واحدة من الدراسات الحديثة، صرح الأطفال في السنوات الأولى من المرحلة الإعدادية، بأن اللطف يجعلك تشعر بأنك شخص جيد وأكثر كمالاً؛ مما يؤدى إلى الشعور بالسعادة.
ويكون هذا التأثير أكثر قوة عندما يكون اللطف مُتسقاً مع جوانب شخصيتنا الأخرى، وربما يخلق إحساساً بنّاء أكثر بداخلنا.
على سبيل المثال، يمكن لمحبى الحيوانات إنقاذ عصفور، ويمكن لمحبي الفن التبرع لمعرض فني أو استئجار معلّم يمكنه التطوع للتدريس لمجموعة ما بعد المدرسة. ويقترح الباحثون أنه كلما تطابقت هوية الشخص مع هوية المنظمة التي يتطوع بها كان أكثر إحساساً بالرضا.
5. اللطف يعود مرة أخرى لصاحبه
تُظهر الدراسات النفسية المتعلقة باللطف أن واحدة من ضمن مجموعة الدوافع التي تدفع شخصاً ما إلى اللطف، هي الرد بالمثل، وقد يحدث ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.
ربما يتذكر شخص ما أنك ساعدته يوماً؛ ومن ثم يريد أن يساعدك في المستقبل. ومن الممكن أيضاً أن يدفع لطفُ شخص ما في المجموعة، الآخرين إلى أن يكونوا أكثر لطفاً؛ إذ يرفع ذلك معنويات الجميع.
تخيل أنك خبزت كعكاً للعاملين بالمكتب وقد نال إعجاب الجميع وقرر شخص ما أن يصنعه كل شهر، فهذا يعني أن عدد مرات حصولك على الكعك تفوق المرة التي قدمته فيها للآخرين .
إن الحديث بشأن هذا الأمر لم ينتهِ بعدُ، فاللطف مع الآخرين يدعم حالتك المزاجية، وأكدت الأبحاث أيضاً أن تمتُّعك بمزاجٍ حسنٍ يساعدك أكثر على التحلي باللطف تجاه للآخرين، مما يجعلها علاقة رائعة تسير في اتجاهين وتحتفظ بقيمة العطاء.
جو كوتلر، مرشح للحصول على درجة الدكتوراه في علم النفس من جامعة ساسكس، وروبن بانيرجي أستاذ علم النفس التنموي، بجامعة ساسكس.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/03/05/story_n_19364714.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات