دبي: البوابة العربية للأخبار التقنية
يتتبع عمالقة التكنولوجيا جهاز حفظ التوازن أو حفظ الاتجاه المستخدم لقياس الاتجاه أو المحافظة عليه ضمن أجهزة المستخدمين، إلى جانب قيامهم بمسح الرسائل وإعطاء بيانات المستخدمين لشركات طرف ثالث، وهذه الأمور هي جزء فقط مما يوافق عليه المستخدم عند الاشتراك في تطبيقات ومواقع شركات التكنولوجيا، وذلك وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، والتي توصلت إلى نتيجة مفادها أن فهم الأسلوب المستخدم في سياسات وشروط الخصوصية يتطلب الحصول على تعليم جامعي.
وتظهر عملية التنقيب أسفل المصطلحات بعض الحقائق المفاجئة حول كيفية استخدام بيانات العملاء، مثل تعقب موقع المستخدم حتى لو لم يسمح بذلك، إذ تطلب العديد من التطبيقات الإذن لتتبع الموقع الجغرافي الدقيق للمستخدم من خلال نظام تحديد المواقع العالمي GPS الخاص بالهاتف، والذي يمكن للمستخدمين رفضه، ولكن حتى لو رفض المستخدم منح التطبيق إذن، فإنه لا يزال بإمكانه رؤية الموقع الجغرافي.
ويقوم موقع فيسبوك على سبيل المثال بجمع المعلومات المتعلقة بالموقع الجغرافي بخلاف نظام تحديد المواقع العالمي الخاص بالهاتف، ويتتبع المكان الذي يتواجد فيه المستخدم عبر عناوين بروتوكول الإنترنت IP أو من خلال ميزة تسجيل الدخول Check-in أو الأحداث التي يحضرها المستخدم، كما تتطلب منصة تويتر معلومات حول موقع المستخدم الحالي، والتي تحصل عليها من خلال العديد من الإشارات مثل عنوان بروتوكول الإنترنت IP الخاص بالمستخدم أو إعدادات الجهاز، وذلك في سبيل إعداد الحساب والحفاظ عليه بشكل آمن وموثوق.
وتعمد الشركات إلى تمرير بيانات المستخدمين إلى الشركات الأخرى، إذ عند الموافقة على الشروط والأحكام، فإن المستخدم لا يعطي بياناته فقط للتطبيق المحدد، بل هناك الكثير من عمليات مشاركة البيانات داخل المجموعة، وعلى سبيل المثال تتم مشاركة البيانات التي يجمعها تطبيق Tinder مع أعضاء آخرين في مجموعة Match، والتي تتضمن المواقع الأخرى OkCupid و Plenty of Fish و Match.com.
ويقول تطبيق Tinder إنه يقوم بذلك من أجل صيانة وخدمة العملاء والتسويق والإعلانات المستهدفة وإزالة المستخدمين الذين ينتهكون شروط الاستخدام الخاصة به، ووفقًا لسياسة الخصوصية الخاصة بشبكة لينكدإن LinkedIn، التي تم الاستحواذ عليها من قبل شركة مايكروسوفت في عام 2016، فإنها تحصل على بيانات حول المستخدم عند استخدام بعض الخدمات الأخرى التي تقدمها أو الشركات التابعة لها، بما في ذلك مايكروسوفت.
كما يعد المستخدم ملتزمًا بشروط الجهات الخارجية، إذ ينبغي عليه قراءة شروط شركة التكنولوجيا العملاقة نفسها إلى جانب قراءة الشروط الخاصة بالشركات الأخرى التي تتعامل مع بياناته، وتقول أمازون إنها قد تشارك معلومات المستخدم مع أطراف ثالثة، إذ بالإضافة إلى شروطها الخاصة، يجب على المستخدم مراجعة بيانات الخصوصية الخاصة بالشركة وشروط الاستخدام الأخرى بعناية.
أما في حال كان المستخدم يستعمل منتجات آبل، فسوف تتم مشاركة بياناته الشخصية مع الشركات التي تقدم خدمات مثل معالجة المعلومات وبطاقات الائتمان لتقييم اهتمامه بمنتجاتها وخدماتها، ولا تأمر تشريعات اللائحة العاملة لحماية البيانات ضمن الاتحاد الأوروبي GDPR، والتي دخلت حيز التنفيذ في شهر مايو/أيار، الشركات بإدراج هذه الأطراف الثالثة وفق شروطها.
ومن ناحية أخرى، فإن موسوعة ويكيبيديا Wikipedia لا تشارك معلومات المستخدم الشخصية مع أي طرف ثالث لأغراض التسويق، وتوضح شروطها أنها لا تسمح بتعقب المستخدم بواسطة مواقع ويب تابعة لجهات خارجية لم يقم المستخدم بزيارتها.
وتقول أيليده كالاندر Ailidh Callander، الموظفة القانونية في مؤسسة الخصوصية الدولية Privacy International، إن لهذا الأمر تبعات مقلقة، حيث يعني هذا أن الشركات مثل وسطاء البيانات قادرة على استخدام موقعك واهتماماتك وجهات الاتصال الخاصة بك وأكثر من ذلك بكثير من أجل إنشاء ملف تعريفي لك، ومن المهم حقًا أن تأخذ الوقت الكافي للنظر في البيانات التي يتم جمعها ولماذا يتم جمعها، بالإضافة إلى الانتباه حول من هي الشركات التي يتم مشاركتها بالبيانات ولأية أغراض يتم مشاركتها”.
ويتجاوز جمع المعلومات في بعض الأحيان الأسم والعمر والموقع الجغرافي، إذ يوضح تطبيق Tinder أنه يجمع البيانات من مقياس التسارع الخاص بقياس الحركة في الهاتف، كما يجمع البيانات من أجهزة حفظ الاتجاه التي تقيس الزاية التي يمسك بها المستخدم هاتفه، ومن البوصلة، إلا أنه لا يقول بالضبط ما هي تلك البيانات المستخدمة.
وتحتفظ منصة فيسبوك بعمليات البحث المحذوفة، إذ بالرغم من توفير المنصة خيار حذف عمليات البحث من السجل، مما يمنح المستخدم انطباعًا بأن سجل عمليات البحث الخاصة به قد تم مسحها، لكن المشكلة أن الأمر ليس كذلك، إذ تنص سياسة البيانات على أنه يمكن حذف سجل البحث في أي وقت، إلا أن الحذف الفعلي لسجل البحث يتم بعد 6 أشهر.
كما تتبع منصة فيسبوك ما يفعله المستخدم حتى لو كان خارج التطبيق، أو لم يقم بتسجيل الدخول إليه، أو عندما لا يكون لديه حساب ضمن الشبكة، إذ وفقًا لسياسة البيانات الخاصة بها فإنها تعمل مع المعلنين ومطوري التطبيقات والناشرين الذين يمكنها إرسال معلومات لهم حول أنشطة المستخدم خارج فيسبوك، وذلك من خلال ما يسمى أدوات فيسبوك للأعمال.
ويقدم هؤلاء الشركاء معلومات عن أنشطة المستخدم خارج فيسبوك، بما في ذلك معلومات حول الجهاز المستخدم ومواقع الويب التي يزورها وعمليات الشراء التي يجريها والإعلانات التي يشاهدها، بينما تقوم منصة لينكدإن وفقًا لسياسة الخصوصية الخاصة بها بفحص رسائل المستخدم الخاصة عن طريقة تقنية المسح التلقائي، وتقول الشركة إنها تقوم بذلك لتوفير الحماية من المواقع الضارة أو البريد العشوائي ولاقتراح الردود التلقائية.
وتنص بنود شركة آبل على أنه يجب على الأطفال دون سن الرشد مراجعة الاتفاقية مع أحد الوالدين أو الوصي عليهم للتأكد من فهم الطفل وأولياء الأمور أو الوصي القانوني عليه لمضمونها، ومع ذلك فإن قراءة سياسة الخصوصية الخاصة بشركة آبل وشروطها يتطلب وسطيًا أكثر من 40 دقيقة بالنسبة للشخص البالغ.
رابط الموضوع من المصدر: ما الذي يفعله عمالقة التكنولوجيا ببيانات المستخدمين
تعبيراتتعبيرات