البوابة العربية للأخبار التقنية البوابة العربية للأخبار التقنية
ركزت أعمال اليوم الثاني من مؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرين على مستقبل صناعة الطاقة، وتضمنت قائمة الموضوعات الرئيسية التي تمت مناقشتها، دوافع التحول نحو الطاقة المستدامة، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في حل مشكلات الطاقة ومستقبل النفط.
وشهد الحدث الذي يقام في أبوظبي تداول أبرز القضايا الأساسية مع حضور الآلاف من المتحدثين والمشاركين، ومن بينهم عدد من الوزراء وكبار الشخصيات وممثلي مؤسسات الطاقة العالمية وذلك خلال الجلسات النقاشية التي دارت خلال اليوم الثاني للمؤتمر حول موضوع “تداول الأعمال: فرصة للتغيير”.
وشهد الحدث البارز الذي يقام كل ثلاث سنوات مشاركة أبرز صانعي القرار ورواد الأعمال والخبراء العالميين، والذين استمعوا إلى الكلمات التي ألقاها المتحدثون من الإمارات ومختلف أرجاء العالم، وذلك ضمن الكلمات الست التي ألقيت على مدار اليوم.
وتضمنت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الذي تقام فعالياته في مركز أبوظبي الوطني للمعارض إلقاء مجموعة من الكلمات والخطابات.
وقالت فخامة كرستي كالجوليد، رئيسة جمهورية إستونيا، ضمن فعاليات مؤتمر الطاقة العالمي: إن ممارسات الطاقة المستدامة والصديقة للبيئة يجب أن تتماشى مع السياسات الاقتصادية الوطنية والعالمية في سبيل تحقيق التأثير المطلوب، وسيتحقق قدر أكبر من الفوائد الاقتصادية في حال تطبيق جميع التقنيات الخضراء على مستوى العالم، وإذا حدث ذلك، فمن الممكن أن نكون من مستخدمي الطاقة الخالية من الكربون خلال فترة أسرع بمقدار 5 أو 10 أو 20 سنة.
وأضافت “بالنسبة لي، فأنا أفضل قوى السوق التي تحركها عمليات وضع السياسات الذكية والفضاء القانوني والعمل بسرعة لتبعدنا عن الخيارات البديلة، ولقد أثبتت جميع الدول التي نجت من الفقر ووصلت إلى مصاف الدول المتقدمة، ومنها استونيا في السنوات الثلاثين الماضية، أن هذا الأمر لا يمكن أن يحدث سوى في حال تحقيق المواءمة بين الاحتياجات المجتمعية، وفي هذه الحالة، فإن الاعتماد على المصادر الخضراء المناسبة للبيئة، يصب في مصلحة السوق”.
وألقى كل من معالي عويضة المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، وسعادة سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي هيئة كهرباء ومياه دبي، كلمتين رسميتين تحدثا خلالهما عن خبرات دولة الإمارات العربية المتحدة، والتجارب التي شهدتها الدولة، وكيفية تعاملها مع التحديات التي فرضتها قضايا الطاقة.
وناقش معالي المهندس عويضة المرر أهمية دمج مصادر الطاقة المتجددة مع الأنواع الأخرى المتنوعة للطاقة، فيما تحدث سعادة سعيد محمد الطاير، الذي يعد من الشخصيات الرائدة فيما يتعلق بالتخطيط لمستقبل الطاقة في دبي والإمارات، عن إنجازات دبي المتواصلة في توليد الطاقة المتجددة وتوزيعها.
وقال سعادة الطاير: رغم امتلاكها أحد أكبر احتياطيات النفط في العالم، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة مستعدة لما بعد تسليم آخر برميل نفط، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: بدأنا في خطواتنا الأولى واستعداداتنا المبكرة لاستدامة مواردنا لوداع آخر قطرة نفط، وتقود دولتنا في الوقت الحالي الجهود العالمية في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال استراتيجياتها واستثماراتها.
وأضاف “تهدف استراتيجية الطاقة 2050 في الإمارات إلى زيادة مساهمة الطاقة النظيفة ضمن إجمالي أنواع الطاقة إلى 50٪ بحلول عام 2050، في حين ستعمل استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 على توفير 75٪ من إجمالي الطاقة في دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050”.
وأوضح سعادة الطاير كيفية تنفيذ هيئة كهرباء ومياه دبي مجموعة من مشاريع الطاقة المبتكرة، ومنها محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية التي تنتج 250 ميجاوات في حتا وتعد الأولى من نوعها في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، ومشروع الهيدروجين الأخضر الذي يستخدم الطاقة النظيفة لإنتاج الهيدروجين الأخضر الذي سيتم تخزينه وتوظيفه لاستخدامات متنوعة.
وأضاف الطاير “تولي قيادتنا الحكيمة أهمية كبرى للبيئة. لذلك فإننا سنواصل إطلاق مبادرات تهدف إلى ترشيد الاستهلاك، وخفض الانبعاثات الكربونية، وتشجيع أفراد المجتمع على إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في المباني وربطها بشبكة هيئة كهرباء ومياه دبي، واستخدام السيارات الكهربائية، والمساهمة في المبادرات والبرامج الأخرى التي تهدف إلى الحد من انبعاثات الكربون وتعزيز الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر في دبي”.
وبعد ذلك صعد أمين ناصر، رئيس شركة أرامكو السعودية، إلى المنصة ليوجه الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة ومؤتمر الطاقة العالمي لاستضافة هذا الحدث الضخم وتداول مواضيع تحظى بأهمية فائقة في كل مكان حول العالم.
وقال ناصر: إن تلبية احتياجات المجتمع من الطاقة المستدامة سيتطلب أن تكون منتجات الطاقة نظيفة إلى حد أبعد، وأن يتم تقديمها بطريقة جديدة ومبتكرة وفقًا لمتطلبات المعنيين والمجتمع والمستهلكين على أوسع نطاق.
وتحدث أيضًا عن عمل شركة أرامكو السعودية على مجموعة من التقنيات التي تتمتع بمزايا عديدة لا تقتصر على صناعة النفط والغاز مثل أنظمة وقود المحركات المتكاملة والمتطورة والتي تضمن كفاءة أكبر وتطلق انبعاثات أقل ويتمثل هدفها في أن تكون الشركة رائدة عالمياً في مجال التقاط الكربون وتخزينه وتحويل ما كان ينظر إليه في السابق باعتباره منتج للنفايات إلى شيء ذي قيمة.
كما أوضح جان برنارد ليفي، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي في شركة إليكتريك دي فرانس، كيف أن الموضوع الرئيسي لهذا اليوم يعبر بإيجاز عن التحديات الماثلة أمامنا.
وقال: بالنسبة إلى قطاع الطاقة، فإن الأسلوب المتعاد في تنفيذ الأعمال لا يعد خيارًا، فقد شهدنا على مر السنين حدوث تحولات عديدة في مجالات الصناعة، وتغييرات هائلة، حتى أننا تلقينا بعض الصدمات.
وأضاف “المناخ بلا شك يعد قضية واضحة. ولكن هل علينا أن نلتزم بالعمل على خفض الاحتباس الحراري العالمي درجتين إلى الأدنى كما يخبرنا العلم واتفاق باريس، أم أننا سنظل على المسار الحالي الذي يقودنا إلى 3 درجات أو ربما أكثر، ومن الواضح أننا جميعًا ملتزمون ببذل قصارى جهدنا لتحقيق الانخفاض بدرجتين أو مستوى أقل. ومع ذلك، فإن التحدي الملقى أمامنا هائل ويتطلب إحداث تغييرات ضخمة في كيفية إنتاج الطاقة ونقلها وتوزيعها واستهلاكها، ولكن علينا ألا نقع في الخطأ، فالعمل كالمعتاد ليس خيارًا”.
ابتكارات ترسم ملامح مستقبل الطاقة
وفي سلسلة من الجلسات الموازية، جرت مناقشات بين المشاركين حول الأوضاع الآنية في قطاعات الطاقة المختلفة وما قد يحمله المستقبل لكل قطاع، وقدم سعادة المهندس محمد إبراهيم الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، خبراته خلال جلسة حوارية بعنوان “الطاقة الجديدة لأفراد المجتمع: تحفيز التحول نحو الطاقة المستدامة”.
فيما شهدت الجلسة العامة الافتتاحية نقاشًا هامًا يتعلق بالتأثيرات الناتجة عن تغيير طرق تفاعل المستهلكين مع أنظمة الطاقة في المدن والمجتمعات.
وخصصت واحدة من الجلسات الخمسة عشر الموازية، التي شهدتها فعاليات مؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرين في اليوم الثاني، لمناقشة تكنولوجيا البلوك تشين من حيث فرصها ومخاطرها، فيما خصصت جلسة أخرى لقضية الأمن السيبراني بعنوان “الأمن السيبراني: 3 خطوات من الانهيار”، وجلسة حول “دور الغاز في التحول العالمي للطاقة”.
وكانت هيئة كهرباء ومياه دبي قد استعرضت في جناحها في القاعة الرئيسية في مؤتمر الطاقة العالمي، نموذجًا لمجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية في دبي، والذي تخطط هيئة كهرباء ومياه دبي لتوسيعه وتطويره حتى يصبح أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم.
فيما تمكن الزائرون القادمون إلى جناح الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء من الاطلاع على معلومات مفصلة حول محطة غليلة لتحلية المياه في رأس الخيمة، والتي ستنتج 150 مليون جالون من المياه يوميًا، والخطط لإضافة 37 منفذًا مجانيًا لشحن السيارات الكهربائية في أبوظبي وعجمان وراس الخيمة والفجيرة وأم القيوين.
وشهد اليوم الثاني من مؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرين الإعلان الرسمي عن الفائزين في مبادرة “لاند آرت جنرايتر” (LAND ART GENERATOR)، وهي مسابقة للتصميم تهدف إلى تسليط الضوء على البنية التحتية للطاقة المتجددة.
وأقيمت مسابقة “لاند آرت جنرايتر” أبوظبي 2019 بالاشتراك مع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل تحت شعار “العودة إلى المصدر”، حيث كان على الفرق المتنافسة تقديم مشاريع تصاميم لأعمال فنية ضخمة قادرة على توليد الطاقة النظيفة وتزويد شبكة الكهرباء في مدينة مصدر بها، وذلك باستخدام تقنيات طاقة نظيفة، مثل الطاقة الشمسية؛ وطاقة الرياح.
وقُدمت الجوائز من قبل سعادة المهندسة فاطمة الفورة الشامسي، الرئيس التنفيذي للجنة التنظيمية لمؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرين والوكيل المساعد لشؤون الكهرباء والماء وطاقة المستقبل بوزارة الطاقة والصناعة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ووقع الاختيار على “ستارليت ستراتوس” للفنان شانغي بارك المقيم في نيويورك للفوز بجائزة أفضل تصميم البالغة 40 ألف دولار أمريكي.
واُعتبر المشروع مثالاً حياً على الطرق الحديثة المستخدمة في تصميم المدن، حيث يستخدم العمل الفني الفائز مجموعة متنوعة من ألواح الطاقة الشمسية التي تغير مظهرها طوال اليوم وتتحول إلى أجرام سماوية متوهجة في الليل.
ومن المنتظر أن يزود هذا المشروع في حال تنفيذه شبكة الكهرباء في مدينة مصدر بزهاء 2484 ميجاواط ساعي من الطاقة النظيفة سنوياً.
وجاء مشروع “صن فلاور” من تصميم ريكاردو سولار ليزاما وفيكتوريا كوفاليفا وأرماندو سولار في المركز الثاني فائزا بجائزة قدرها 10 آلاف دولار أمريكي، وهو عبارة عن هيكل على شكل وردة لها بتلات مثبت عليها ألواح للطاقة الشمسية، حيث يتم استخدام الطاقة الحركية الكامنة في الهيكل لتخزين الطاقة الشمسية التي يتم تجميعها أثناء فترة النهار.
ويتضمن المشروع قيام البتلات بعرض فني مع كل غروب للشمس، ويساهم هذا المشروع في حال تنفيذه بتزويد شبكة الكهرباء في مدينة مصدر بزهاء 1400 ميجاوط ساعي من الطاقة النظيفة سنوياً.
وكانت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل هي الراعي الرسمي لمسابقة مبادرة “لاجي أبوظبي 2019” المقامة بالشراكة مع المؤتمر العالمي للطاقة الرابع والعشرين، وقد تقدم للمسابقة نحو 300 مشاركة من 65 دولة، وتمت تصفية العدد لقائمة قصيرة من 28 فريقًا قبل اختيار القائمتين الفائزتين.
وقال يوسف باصليب، المدير التنفيذي لإدارة التطوير العمراني المستدام في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل: إنه كان من الطبيعي أن تدعم مدينة مصدر الرائدة في أبوظبي عاصمة الاستدامة المسابقة.
وأضاف “المسابقة تنسجم مع أهداف المدينة الشاملة في مجال التطوير العمراني والتي تجسد ركائز الاستدامة المتمثلة في الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية”.
محادثات هامة بين وزراء الطاقة الآسيويين وقادة قطاع الطاقة العالميين
شهد اليوم الثاني من المؤتمر انعقاد محادثات مهمة في الاجتماع الثامن لوزراء الطاقة الآسيويين التابع للمنتدى الدولي للطاقة، وبناءً على آخر اجتماع لوزراء الطاقة في مجموعة العشرين، فقد جرت سلسلة من المناقشات حول العمل الدولي المشترك ومواجهة تغير المناخ، كما عقدت “القمة العالمية لقادة قطاع الطاقة” والتي حضرها عدد من كبار المديرين التنفيذيين.
نقاشات اليوم الثالث من المؤتمر
يستأنف مؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرون أعماله اليوم الأربعاء بجدول مكثف، حيث تجري مناقشة موضوع “الازدهار الشامل: الحاجة لسياسات جديدة”، ويشتمل برنامج اليوم الثالث على 13 جلسة متوازية وتقديم كلمتين.
البوابة العربية للأخبار التقنية مؤتمر الطاقة العالمي يشجع إطلاق المبادرات والابتكارات التكنولوجية
تعبيراتتعبيرات