الاثنين، 26 يونيو 2017

إلى متى سنظل نظلم الحمار؟

إلى متى سنظل نظلم الحمار؟

الحمار لطالما كانت وما زالت أكثر الشتائم استخداماً في عالمنا، فهي أكثر الكلمات التي تستخدم لوصف أي تصرف غبي أو سيئ، ولكن هل استخدامنا لهذا المصطلح صحيح، أم أننا أثبتنا أننا مفتقرون للثقافة، وظلمنا الحمار.

قد تم القيام بالقليل من الدراسات حول الحمار، وفي كل هذه الدراسات العلمية القليلة أثبت الحمار فيها جميع الصفات الحسنة، يظهر الحمار فيها، ذكياً، حذراً، حميمياً، لعوباً، ومتعلماً متحمساً، مما يجعله صديق الأحصنة لطبيعته الهادئة مقابل عصبية الحيوانات الأخرى من الفصائل القريبة، وبالتجربة، إذا وضع حصان جوار حمار ومهر، فسيتوجه الحصان للحمار بعد أن يبتعد عن أمه الفرس.

من أكثر الصفات الحسنة في الحمار هي الإخلاص، فتكفي ثقة الحمار بصاحبه، لكي يكون المعين المخلص، كما تسمح بريطانيا ببقاء الحمار، فقط من بين الحيوانات، طليقاً في حدائقها.

ومن أكثر الصفات حسناً وذكاءً ونخوة مشاركة الحمار في القضية الفلسطينية؛ ليكون فيها عنصراً مؤثراً أكثر من الكثير من المسؤولين المهمين الذين لا علاقة لهم بصفات الحمار؛ حيث تم استخدام الحمار بواسطة الفلسطينيين في اشتباكاتهم مع الإسرائيليين حين قاموا بحمل الطوب والبلور الصغير والأسلحة ونقلها إلى الرماة، وأحياناً يقوم الحمار بهذا بمفرده ويعود لصاحبه بمفرده، أيضاً ليعيد التحميل ومن ثَم توصيل شحنة جديدة، فكم نظلم الحمار عندما نشتم باسمه!


للحمار دور مهم في الاقتصاد والطب، فهو كائن منتج جداً، وإنتاجه لم يقتصر حتى على المنشطات الجنسية؛ حيث اكتشف خبراء صينيون إمكانية الاستفادة من جلود الحمير المصرية في مجالات اقتصادية وطبية أيضاً؛ حيث أثبتت الدراسات العلمية أنه يمكن استخلاص عقاقير ومنشطات جنسية من جلود الحمير دون أية آثار جانبية.

معلومة عابرة: تسمى أنثى الحمار أتاناً وصغير الحمار يسمى جحشاً.

لطالما كان للحمار دور مهم في الحضارات السابقة، فلا يمكن إنكار الدور المهم للحمار عبر التاريخ، حيث من حوالي 4000 سنة ق.م، أصبح الحمار أهم أداة لحضارات الشرق الأوسط القديمة؛ حيث يمكن للحمار تحمل من 20 إلى 30% من وزنه، كما استعمل لبنه أيضا كغذاء.

معلومة عابرة: خلال 1800 سنة ق.م، وصل الحمار للشرق الأوسط، وسميت دمشق التجارية بمدينة الحمير، في الكتابات المسمارية.

معلومة عابرة أخرى: اقترن الحمار بالنسبة لليونانيين بإله الخمرة ديونيسوس، كما قدس الرومان أيضاً الحمار، مستعملين إياه في قداساتهم التطهيرية.

قدرة الحمار على التحمل وذكاؤه حيث يوصف الحمار كدليل في سلوك الطرقات الوعرة تحديداً، التي مشى فيها ولو مرة واحدة، كما يتمتع بحدة سمع وقدرة تحمل تفوق الحصان بالنظر لحجمه.

أهم صفة حسنة في الحمار هي ثباته على موقفه وإصراره على إرادته وتحقيق طموحاته وثقته بقدراته؛ حيث للحمار شهرة بعناده؛ لأن الحمار يستعمل حدسه الطبيعي للبقاء، فمن الصعب إرغام أو تهديد الحمار على فعل شيء ما ضد رغبته.

ففي المحصلة وبعد كل إنجازات الحمار على مر العصور، نقوم نحن كل يوم بإهانة الحمار وتشبيهه بما لا يليق به من الصفات، فعذراً منك أيها الحمار فجهلنا بك أدى إلى هذا.





ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/hamzeh-khalil/story_b_17212588.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات