سرُّ مواقف ترامب المتناقضة تجاه قطر يكمن في إدارته التي لم يعين سوى ثلث موظفيها حتى الآن
يبدو تباين المواقف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته واضحاً حيال الأزمة في الخليج والموقف من قطر، وذلك في وقت يستكمل فيه ترامب ملء الفراغ في إدارته التي لا تزال كثير من المناصب فيها شاغرة.
في حين أن المسؤولين الحاليين الذين يعملون مع ترامب يعانون من التخبط ويجدون أنفسهم في مواقف حرجة خصوصاً وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي يجد نفسه محتاراً بين تصعيد اللهجة الكلامية لترامب ضد القطر، وبين جهوده لتسوية الخلافات في دول الخليج وموقف البنتاغون الذي يؤكد على أهمية الدوحة ويشيد بها على استضافتها لقاعدة عسكرية أميركية يصفها بالمهمة للغاية.
ويأتي هذا التناقض في السياسة الأميركية نحو قطر وأزمة الخليج، بينما ينصب اهتمام ترامب على توظيف المزيد من المسؤولين في إدارته، فمن بين 588 منصباً لإدارة ترامب تتطلب موافقة مجلس الشيوخ، تم ترشيح 123 منصباً فقط لشغلها أو الموافقة عليهم، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الجمعة 9 يونيو/حزيران 2017.
ويعد وزير الخارجية الأميركي تيلرسون واحداً من أبرز المسؤولين بالإدارة الأميركية الذين يعانون حالياً مع الرئيس ترامب، ففي تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" نشرته، أمس الجمعة، أشارت إلى الموقف العصيب لـ تيلرسون بسبب ترامب وموقفه من الأزمة الخليجية.
وذهبت الصحيفة إلى القول: "تعليقات ترامب لا يمكن التنبؤ بها كالعادة، فقد بدا أنَّه يُقوِّض مساعي وزير خارجيته ريكس تيلرسون، الذي بدأ جهوداً للتوصُّل إلى تسويةٍ للخلاف الحاد بين قطر وعدد من جيرانها، وعلى رأسهم السعودية".
فبعد ظهر أمس الجمعة، دعا تيلرسون إلى "حوارٍ هادئ ومُعمَّق" من أجل حل الخلاف الآخِذ في التعمُّق بين البلدان الإسلامية السُنّيّة في منطقة الخليج. وبعد ساعةٍ تقريباً، ذهبت تصريحات ترامب في اتجاهٍ مختلفٍ تماماً. فقد اتَّهم قطر بأنَّها "مُموِّلةٌ للإرهاب بمستوى عال".
وكادت جهود تيلرسون الأولى في إقامة مفاوضات تُهدَم بسبب ترامب، إذ أدخل الأخير أنفه في النزاع بتغريدات على تويتر، فُهِم منها أنَّ الولايات المتحدة تقف إلى صف السعودية تماماً.
وأعلنت السعودية والإمارات والبحرين، اليوم السبت 10 يونيو/حزيران 2017، ترحيبها بتصريحات ترامب، التي دعا خلالها قطر إلى "وقف تمويل الإرهاب"، الأمر الذي نفته الأخيرة مراراً في أوقات سابقة.
وفي الوقت الحالي لا تزال بعض الإدارات فارغة بالكامل من الموظفين السياسيين ما دون مستوى المناصب الوزارية في إدارة ترامب، كما أن ترامب تخلى عن عدد من أفراد طاقمه إما بعزلهم، أو دفعهم للاستقالة بدءاً من مستشار الأمن القومي الأول لديه مايكل فلين بسبب الاتصالات مع روسيا، ومدير اتصالاته مايكل دوبك، والأشهر هو مدير FBI جيمس كومي والذي أخبر الجميع في شهادته يوم الخميس أنه علم بأسباب إقالته من التلفاز.
ويعود السبب في بقاء الكثير من المناصب شاغرة في إدارة ترامب إلى أن عدداً من المرشحين للمناصب العليا تعثروا في عملية الفحص، لكن "نيويورك تايمز" تشير لحقيقة أخرى، وتقول إن "ترامب لا يبدو أنه يعمل بجد لملء هذه المناصب. لكن أيضاً لأن الناس أصبحوا مقتنعين بشكل واضح بأن ترامب الذي يتعامل بعدائية مع مستنقع واشنطن كما يصفه، أصبح أسوأ مدير في واشنطن وهو ما يفقدهم شهية العمل معه".
وأصبح من الواضح أن هناك حالة جديدة من الحذر تسود الأجواء بعد تسرب قصص عن معاملة الرئيس الشاذة والسيئة لطاقمه، وكذلك مشاكله القانونية المتزايدة، حتى أن عدداً من المرشحين رفضوا تولي مناصب شديدة الجاذبية، من بينهم على الأقل أربعة مرشحين رفضوا تولي منصب السيد كومي قبل أن يتم إعلان اختيار كريستوفر واري للمنصب يوم الأربعاء الماضي.
وتشير الصحيفة الأميركية إلى أنه بالنظر إلى إجابات أشخاص تولوا سابقاً مناصب في الإدارة الأميركية، فإنهم يتوقعون أن تبقى مناصب في إدارة ترامب شاغرة لوقت أطول.
وتصف صحيفة "نيويورك تايمز" متاعب العمل كوزير للخارجية تحت قيادة ترامب، فتقول: "هناك وزارة الخارجية ستتاح لك فرصة ممارسة الدبلوماسية تحت حكم رئيس غير مهتم بالممارسة من الأساس".
وتضيف الصحيفة أن هنالك أيضاً فريق الأمن القومي الذي أُجبر قائده ماكماستر على الدفاع عن البيت الأبيض، بعد أن سرب ترامب معلومات استخبارية حساسة للسفير الروسي، ثم بعد ذلك وكما أفاد تقرير لصحيفة "بوليتكو" مؤخراً، صُعق بلغة ترامب الفظة تجاه الناتو بعيداً عن الخطاب المتفق عليه.
ويقول مايكل ماكفول السفير السابق للولايات المتحدة في روسيا في عهد الرئيس أوباما بهذا الخصوص: "الناس الذين أعرفهم ينظرون إلى ما حدث لماكماستر ويفكرون، حسناً، إذا كنت مستشار الأمن القومي ولا تستطيع حتى أن تتدخل في هذه الجملة، وهي إنجاز قريب من اليد، لماذا يفترض أحدهم أنك ستحوز أي قدر من السيطرة على قرارات السياسة الخارجية الكبرى؟".
وتشير الصحيفة الأميركية إلى المسؤولين الأميركيين الذين تم تعيينهم في إدارة ترامب، أو أولئك الذين تمت دعوتهم إلى الانضمام للإدارة يشعرون الآن بقلق أكبر بكثير.
ويعتقد ماكفول أن الأشخاص الذين مازالوا راغبين في تولي المناصب السياسية في الأغلب هم الأكثر وظيفية وفي العديد من المناصب هم الأكثر تأدلجاً. وأضاف: "من المرجح أن يكونوا الأكبر في السن كذلك. أما الأشخاص الأصغر سناً في الغالب سينتظرون رحيل الإدارة كلها".
في حين أن المسؤولين الحاليين الذين يعملون مع ترامب يعانون من التخبط ويجدون أنفسهم في مواقف حرجة خصوصاً وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي يجد نفسه محتاراً بين تصعيد اللهجة الكلامية لترامب ضد القطر، وبين جهوده لتسوية الخلافات في دول الخليج وموقف البنتاغون الذي يؤكد على أهمية الدوحة ويشيد بها على استضافتها لقاعدة عسكرية أميركية يصفها بالمهمة للغاية.
ويأتي هذا التناقض في السياسة الأميركية نحو قطر وأزمة الخليج، بينما ينصب اهتمام ترامب على توظيف المزيد من المسؤولين في إدارته، فمن بين 588 منصباً لإدارة ترامب تتطلب موافقة مجلس الشيوخ، تم ترشيح 123 منصباً فقط لشغلها أو الموافقة عليهم، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الجمعة 9 يونيو/حزيران 2017.
ويعد وزير الخارجية الأميركي تيلرسون واحداً من أبرز المسؤولين بالإدارة الأميركية الذين يعانون حالياً مع الرئيس ترامب، ففي تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" نشرته، أمس الجمعة، أشارت إلى الموقف العصيب لـ تيلرسون بسبب ترامب وموقفه من الأزمة الخليجية.
وذهبت الصحيفة إلى القول: "تعليقات ترامب لا يمكن التنبؤ بها كالعادة، فقد بدا أنَّه يُقوِّض مساعي وزير خارجيته ريكس تيلرسون، الذي بدأ جهوداً للتوصُّل إلى تسويةٍ للخلاف الحاد بين قطر وعدد من جيرانها، وعلى رأسهم السعودية".
فبعد ظهر أمس الجمعة، دعا تيلرسون إلى "حوارٍ هادئ ومُعمَّق" من أجل حل الخلاف الآخِذ في التعمُّق بين البلدان الإسلامية السُنّيّة في منطقة الخليج. وبعد ساعةٍ تقريباً، ذهبت تصريحات ترامب في اتجاهٍ مختلفٍ تماماً. فقد اتَّهم قطر بأنَّها "مُموِّلةٌ للإرهاب بمستوى عال".
وكادت جهود تيلرسون الأولى في إقامة مفاوضات تُهدَم بسبب ترامب، إذ أدخل الأخير أنفه في النزاع بتغريدات على تويتر، فُهِم منها أنَّ الولايات المتحدة تقف إلى صف السعودية تماماً.
وأعلنت السعودية والإمارات والبحرين، اليوم السبت 10 يونيو/حزيران 2017، ترحيبها بتصريحات ترامب، التي دعا خلالها قطر إلى "وقف تمويل الإرهاب"، الأمر الذي نفته الأخيرة مراراً في أوقات سابقة.
إدارة فارغة
وفي الوقت الحالي لا تزال بعض الإدارات فارغة بالكامل من الموظفين السياسيين ما دون مستوى المناصب الوزارية في إدارة ترامب، كما أن ترامب تخلى عن عدد من أفراد طاقمه إما بعزلهم، أو دفعهم للاستقالة بدءاً من مستشار الأمن القومي الأول لديه مايكل فلين بسبب الاتصالات مع روسيا، ومدير اتصالاته مايكل دوبك، والأشهر هو مدير FBI جيمس كومي والذي أخبر الجميع في شهادته يوم الخميس أنه علم بأسباب إقالته من التلفاز.
ويعود السبب في بقاء الكثير من المناصب شاغرة في إدارة ترامب إلى أن عدداً من المرشحين للمناصب العليا تعثروا في عملية الفحص، لكن "نيويورك تايمز" تشير لحقيقة أخرى، وتقول إن "ترامب لا يبدو أنه يعمل بجد لملء هذه المناصب. لكن أيضاً لأن الناس أصبحوا مقتنعين بشكل واضح بأن ترامب الذي يتعامل بعدائية مع مستنقع واشنطن كما يصفه، أصبح أسوأ مدير في واشنطن وهو ما يفقدهم شهية العمل معه".
وأصبح من الواضح أن هناك حالة جديدة من الحذر تسود الأجواء بعد تسرب قصص عن معاملة الرئيس الشاذة والسيئة لطاقمه، وكذلك مشاكله القانونية المتزايدة، حتى أن عدداً من المرشحين رفضوا تولي مناصب شديدة الجاذبية، من بينهم على الأقل أربعة مرشحين رفضوا تولي منصب السيد كومي قبل أن يتم إعلان اختيار كريستوفر واري للمنصب يوم الأربعاء الماضي.
وتشير الصحيفة الأميركية إلى أنه بالنظر إلى إجابات أشخاص تولوا سابقاً مناصب في الإدارة الأميركية، فإنهم يتوقعون أن تبقى مناصب في إدارة ترامب شاغرة لوقت أطول.
وتصف صحيفة "نيويورك تايمز" متاعب العمل كوزير للخارجية تحت قيادة ترامب، فتقول: "هناك وزارة الخارجية ستتاح لك فرصة ممارسة الدبلوماسية تحت حكم رئيس غير مهتم بالممارسة من الأساس".
وتضيف الصحيفة أن هنالك أيضاً فريق الأمن القومي الذي أُجبر قائده ماكماستر على الدفاع عن البيت الأبيض، بعد أن سرب ترامب معلومات استخبارية حساسة للسفير الروسي، ثم بعد ذلك وكما أفاد تقرير لصحيفة "بوليتكو" مؤخراً، صُعق بلغة ترامب الفظة تجاه الناتو بعيداً عن الخطاب المتفق عليه.
ويقول مايكل ماكفول السفير السابق للولايات المتحدة في روسيا في عهد الرئيس أوباما بهذا الخصوص: "الناس الذين أعرفهم ينظرون إلى ما حدث لماكماستر ويفكرون، حسناً، إذا كنت مستشار الأمن القومي ولا تستطيع حتى أن تتدخل في هذه الجملة، وهي إنجاز قريب من اليد، لماذا يفترض أحدهم أنك ستحوز أي قدر من السيطرة على قرارات السياسة الخارجية الكبرى؟".
وتشير الصحيفة الأميركية إلى المسؤولين الأميركيين الذين تم تعيينهم في إدارة ترامب، أو أولئك الذين تمت دعوتهم إلى الانضمام للإدارة يشعرون الآن بقلق أكبر بكثير.
ويعتقد ماكفول أن الأشخاص الذين مازالوا راغبين في تولي المناصب السياسية في الأغلب هم الأكثر وظيفية وفي العديد من المناصب هم الأكثر تأدلجاً. وأضاف: "من المرجح أن يكونوا الأكبر في السن كذلك. أما الأشخاص الأصغر سناً في الغالب سينتظرون رحيل الإدارة كلها".
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/06/10/story_n_17029344.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات