الاثنين، 26 يونيو 2017

في ذكرى معركة رياشويلو.. تحية إلى القوة البحرية البرازيلية العاملة في لبنان

في ذكرى معركة رياشويلو.. تحية إلى القوة البحرية البرازيلية العاملة في لبنان

عجيب أمري.. هل أنا الوحيد الذي يحمل قلبين؟

تركتُ قلبي الأول في بلدي الثاني "البرازيل" وقلبي الثاني في بلدي الأول "لبنان".. فتاهَ عقلي في فضاء الحنين، وامتزج قلبي الأثيري بجماليات الكون وإبداعات الخالق.

ولأن الله جميل يحب الجمال، فقد اختار لبنان وطناً له، ووهب هذه الأرض عبير القداسة والسلام والإيمان، وهناك في النصف الثاني من الكرة الأرضية لم يستطِع قلبي أن يستقر إلا في البرازيل، ولشدة محبته لأرض البرازيل فقد وضع الله نصف جمال العالم فيها والنصف الآخر فرقه على باقي العالم، وأنزل الطيبة على قلوب سكانها، هكذا، قد ميَّز الله لبنان والبرازيل عن باقي دول العالم، فشكراً لك يا الله!

وما بين لبنان والبرازيل بحرٌ لا متناهٍ، ومياه نسجت قصص اغتراب وقهر وهجرة، المياه تشهد على السفن التي ركبها المهاجر اللبناني منذ القدم، وأبحر بعيداً سعياً وراء الأمن والاستقرار؛ فلم تشأ البرازيل إلا أن تكون أول المستقبلين للبناني الذي وجد فيها كل ما يبحث عنه، وهو بدوره أوجد في كل ضيعة برازيلية مصغرة عن لبنان، وبدأت رحلة النجاح ولمع نجم المغترب اللبناني في السماء البرازيلية.

اليوم، وفي ذكرى معركة "رياشويلو" البحرية، تحية إلى كل جندي برازيلي، وتحية خاصة إلى القوة البحرية البرازيلية التابعة لليونيفيل والعاملة في لبنان.

11 يونيو/حزيران 1865 تاريخ عز ومجد حُفِرَ على جبين البرازيل، ففي مثل هذا اليوم شهدت أميركا الجنوبية أشرس معركة بحرية في تاريخها، معركة انتصرت فيها الإمبراطورية البرازيلية على الباراغواي في نهر البارانا، ولأن البرازيل هي أرض القداسة فقد كان الله إلى جانب البرازيل خلال تلك المعركة، فغدر الباراغواي قوبل بتعطل سفينة من سفنهم في وسط البحر، وتشكّل الضباب الكثيف، الأمر الذي دفع بقائد الباراغواي لتغيير الخطة الهجومية، وهكذا كانت النهاية بانتصار البرازيل، أجمل انتصار.

"الوفاء" و"الإخلاص" من طباع وشيم البحر، ولأن اللبناني استعان بهما للإبحار إلى البرازيل خوفاً من الظلم وسعياً وراء مستقبل أفضل، ها هو اليوم البحر نفسه يرسل للبنان خيرة من الشباب البرازيلي عبر نفس الطريق الذي سلكه اللبناني عندما ترك وطنه، رداً للجميل الذي قام به اللبناني من خلال المساهمة في نهضة وإعمار البرازيل، ها هي البرازيل تكلل شواطئ لبنان وتسهم في الحفاظ على أمن واستقرار هذا الوطن، ففي 24 فبراير/شباط 2011 سلَّم القائد العام لليونيفيل اللواء ألبيرتو أسارتا كويباس قيادة قوة اليونيفيل البحرية إلى الأميرال البرازيلي لويس هنريك كارولي، لحفظ السلام في لبنان.

النصر الدائم للبرازيل.. السلام الدائم للبنان.. تحية إلى قوة اليونيفيل البحرية البرازيلية العاملة في لبنان.. طريقنا واحد ودائم.. يحيا لبنان.. تحيا البرازيل.





ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/mohamad-youssef-zreik/-_12129_b_17195744.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات