الأربعاء، 12 يوليو 2017

مشاحنات في البيت الأبيض بسبب محامية روسية.. هل يتم التضحية بمحامي ترامب لإنقاذ نجله الذي نشر رسائل خاصة؟

مشاحنات في البيت الأبيض بسبب محامية روسية.. هل يتم التضحية بمحامي ترامب لإنقاذ نجله الذي نشر رسائل خاصة؟

هل تكون روسيا سبباً في عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب؟ فقد طرح أعضاء في الكونغرس الأميركي، ينتمون إلى الحزب الديمقراطي، مبادرة لعزل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب؛ بحجة عمله على عرقلة سير التحقيق في التهم المنسوبة إليه بشأن صلات له مع روسيا.

ونقل موقع "آر تي" العربي عن وكالة "تاس" الروسية، أن المشرعَين الديمقراطيين، بريد شيرمان وإل غرين، طرحا مسألة عزل ترامب للنقاش؛ "لعرقلته سير العدالة خلال التحقيق فيما يُنسب إليه هو وأعضاء حملته الانتخابية بوجود علاقات تربطهم مع روسيا".


وأشارت "تاس" إلى أن شيرمان كان قد عمم البيان الأربعاء 12 يوليو/تموز 2017، و جاء فيه أنه "وفقاً لقانون المساءلة بموجب التشريع الأميركي، تم طرح (مسألة) عزل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب؛ بسبب جريمة خطيرة".

وأضاف البيان أنه (ترامب) "حنث اليمين الرئاسية فيما يتعلق بحماية الدستور.. (على وجه الخصوص) واستغل وظيفته للضغط على التحقيق في التدخل الروسي".

من جانبها، ذكرت وكالة "نوفوستي" أن عضوي الكونغرس يعتقدان أن تدخل ترامب هذا أدى إلى إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي.

ومن المعروف أن روسيا نفت مراراً، مزاعم محاولة التأثير على الانتخابات في أي بلد، فيما قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن "هذه (المزاعم) لا أساس لها إطلاقاً".




خلافات داخلية






طريقة معالجة هذه القضية أثارت خلافات داخل الفريق الأميركي، وفقاً لما ورد في تقرير لـ"نيويورك تايمز" الأميركية.

إذ قالت الصحيفة إنه مع عودة الطائرة الرئاسية من أوروبا، السبت 8 يوليو/تموز 2017، تجمَّع كادر صغير من مستشاري ترامب بمقصورةٍ؛ للمساعدة في صياغة بيانٍ لأكبر أبناء الرئيس، دونالد ترامب الابن؛ كي يدلي به لـ"نيويورك تايمز" ويُوضِّح فيه سبب لقائه الصيف الماضي محاميةً مرتبطة بالحكومة الروسية.

وبحسب أشخاصٍ مُطَّلعين على المسألة، فقد تجادل المشاركون على متن الطائرة وداخل الولايات المتحدة بشأن مدى الشفافية التي يجب أن يُصَاغ بها البيان.

وفي النهاية، كما قال هؤلاء الأشخاص، وافق الرئيس على بيانٍ غير مكتملٍ من دونالد ترامب الابن لصحيفة نيويورك تايمز، حتى إنَّه تطلَّب بعد ذلك بياناتِ متابعةٍ يوماً بعد يوم، كان كلٌ منها أكثر كشفاً عن سابقه.

وتُوِّج هذا الثلاثاء، 11 يوليو/تموز 2017، بنشر رسائل بريدٍ إلكتروني توضح أنَّ نجل ترامب كان يعتقد أنَّ المحامية الروسية تسعى للاجتماع به؛ لتُقدِّم له معلومات تدين هيلاري كلينتون كـ"جزءٍ من دعم روسيا وحكومتها لترامب".

وقال النجل الأكبر للرئيس دونالد ترامب لقناة فوكس نيوز الأميركية، إنه لم يبلِّغ والده بشأن اجتماعه بمحامية روسية العام الماضي، لتعرض عليه -كما يبدو- المساعدة في حملة الانتخابات الرئاسية، حسبما ورد في تقرير لـ"بي بي سي".

وقال ترامب الابن لـ"فوكس نيوز"، إن اللقاء "لم يكن ذا شأن"، ولكنه أقر بأنه كان ينبغي أن يتعامل معه بطريقة مختلفة.

ودافع الرئيس الأميركي عن نجله الذي ثار جدل بشأن اجتماعه مع محامية روسية خلال الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية، ووصفه في تغريدة بحسابه على تويتر بأنه "منفتح، وشفاف، وبريء".


وكان ترامب الابن قد نشر تفاصيل رسائل بريدية تُظهر موافقته على تلقي معلومات من قانونيٍّ روسيٍّ تحتوي معلومات حساسة ومضرَّة بالمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الماضية هيلارى كلنتون.

لقد أصبحت قصة روسيا هي كتلة الأشواك التي لا يستطيع الرئيس، على ما يبدو، الهروب منها. فقد هيمنت على رحلته إلى أوروبا الأسبوع الماضي، وبعدما يغادر ترامب، مساء الأربعاء 12 يوليو/تموز، إلى فرنسا لبضعة أيام، فإنَّها ربما تهيمن على هذه الرحلة أيضاً.

ففي كل مرة يحاول ترامب فيها وضع الفضيحة وراء ظهره، تُعيدها المزيد من الكشوفات الجديدة مرةً أخرى إلى جدول أعمال واشنطن.

وينخرط الأشخاص المُقرَّبون من الرئيس ومن فريقه القانوني في خِلافاتٍ داخلية، ويلوم كلٌ منهما الآخر على قرارات الأيام القليلة الماضية.





هل سارع بنشرها قبل فضح الأمر ؟








وتضعف رسائل البريد الإلكتروني، التي نشرها دونالد ترامب الابن بعدما علم أنَّ صحيفة نيويورك تايمز قد حصلت على نسخٍ منها وكانت على وشك نشرهها، الخط الدفاعي للرئيس في تحقيق روسيا.

فعلى مدى أشهر، رفض ترامب الشكوك حول التواطؤ بين روسيا وفريقه باعتبارها "أخباراً زائفة" و"خداعاً كاملاً".

وقد أكَّد نجله الأكبر سابقاً أنَّ الحديث حول التواطؤ أمرٌ "مثيرٌ للاشمئزاز" و"كاذب تماماً". وقال دونالد ترامب الابن، في مقابلةٍ مع محطة فوكس نيوز، إنَّه سيقوم بالأشياء بطريقةٍ مختلفة لو عاد به الزمن إلى الوراء، لكنَّه أصرَّ على أنَّه لم يقم بشيءٍ خاطئ.

غير أنَّ رسائل البريد الإلكتروني تُبيِّن، على الأقل، أنَّ دونالد ترامب الابن لم يكن مستعداً لقبول المساعدة التي يُروَّج لها على أنَّها قادمة من الحكومة الروسية فحسب؛ بل وكان حريصاً أيضاً على ذلك. فقد كتب: "أحب ذلك".

وكان من انضم إليه بعد ذلك في اللقاء مع المحامية الروسية في يونيو/حزيران 2016 هم: غاريد كوشنر زوج شقيقته والمستشار البارز الآن في البيت الأبيض، وبول مانافورت مدير حملة ترامب الانتخابية آنذاك والناشط السياسي المُخضرم الذي يتمتع بعلاقاتٍ ممتدة مع أحد الأحزاب الموالية لروسيا في أوكرانيا.

وقال كلٌ من دونالد ترامب الابن والمحامية الروسية، ناتاليا فيسلنيتسكايا، في الأيام الماضية، إنَّه في الواقع لم يجرِ تناقل أية معلومات تدين هيلاري كلينتون حقاً في أثناء اللقاء الذي جرى ببرج ترامب؛ بل ناقشت ناتاليا العقوبات الأميركية المفروضة على منتهكي حقوق الإنسان الروس.

وقال دونالد ترامب الابن، في المقابلة التي أجراها مع محطة فوكس نيوز مساء الثلاثاء 11 يوليو/تموز 2017، إنَّ كوشنر قد غادر اللقاء بعد دقائق قليلة من بدايته.

وفي حين كان دونالد ترامب الابن هو محور التركيز في هذا الجدل؛ لأنَّه قام باللقاء، يواجه كوشنر مشكلةً مُحتَمَلَة؛ لأنَّه يعمل الآن في البيت الأبيض وتغاضى عن ذكر اللقاء في النماذج التي ملأها من أجل فحص الخلفية المطلوب للحصول على التصريح الأمني لشغل المنصب.

وبحسب أشخاصٍ مُطَّلعين على التطورات، والذين كغيرهم رفضوا الكشف عن هُوياتهم؛ بسبب المسائل السياسية والقانونية الحساسة المتضمنة، فقد اكتشف الفريق القانوني لكوشنر رسائل البريد الإلكتروني في الأسابيع الأخيرة بينما كانوا يراجعون الوثائق، وقد عدَّل الفريق استمارات تصريح كوشنر؛ للكشف عن تلك الرسائل.

وبحسب الأشخاص المُطَّلعين على المسألة، فقد ذكر مانافورت مؤخراً، وعلى نحوٍ مشابه، ذلك اللقاء لمُحقِّقي الكونغرس الذين يبحثون في احتمالية وجود تواطؤ.











وترك هذا الكشف عن رسائل البريد الإلكتروني البيت الأبيض من جديد في وضعية الدفاع، مع زيادة التوتُّر داخل دائرة الرئيس. ويشعر الرئيس ترامب بالإحباط.

وبناءً على طلب مستشاريه، لم يُدلِ بأي شيءٍ علني دفاعاً عن نجله حتى يوم الثلاثاء؛ حين أصدر بياناً من جملةٍ واحدةٍ. وقال ترامب فيه: "ابني شخصيةٌ من طرازٍ رفيع، وأنا أشيد بشفافيته". وبعد ذلك بساعات، أضاف على تويتر أنَّ ابنه "شخصٌ عظيم يحب بلاده".

وقال مستشارون إنَّ الرئيس لم يكن غاضباً للغاية من نجله بقدر ما كان غاضباً من عناوين الصحافة. غير أنَّ 3 أشخاص مُقرَّبين من الفريق القانوني قالوا إنَّه قد صبَّ غضبه على مارك كاسويتز، محاميه منذ فترةٍ طويلة، والذي يقود فريق المحامين الخاصين الذين يُمثِّلونه.

وذكر هؤلاء الأشخاص أنَّ ترامب، الذي كثيراً ما يُنفِّس عن نفسه بالتعبير عن غضبه على مستشاريه في أوقات المشكلات، يشعر بخيبة أملٍ من استراتيجية كاسويتز.

غير أنَّ التوتُّر موجود على كلا الجانبين؛ فقد شعر كاسويتز وزملاؤه بإحباطٍ عميق من الرئيس. فبحسب شخصٍ آخر على دراية بالفريق القانوني، شكا كاسويتز وزملاؤه من أنَّ كوشنر كان يهمس في أذن الرئيس بشأن تحقيقات وقصص روسيا، في حين يبقى المحامون خارج تلك الحلقة.

لكنَّ شخصاً على دراية بتفكير كاسويتز قال إنَّ محامي الرئيس يرون كوشنر باعتباره عقبةً يعمل لحساب نفسه وينشغل بحمايتها أكثر من صهره، ترامب. وفي حين لم يُقدَّم أي إنذارٍ نهائي، فقد أخبر المحامون زملاءهم بأنَّهم لا يستطيعون الاستمرار في العمل بتلك الطريقة؛ الأمر الذي يثير احتمالية استقالة مارك كاسويتز، محامي الرئيس ترامب.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/07/12/story_n_17467106.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات