الأربعاء، 12 يوليو 2017

لماذا غاب الولي وولي عهده عن قمة العشرين؟

لماذا غاب الولي وولي عهده عن قمة العشرين؟

حالة من الزوبعة طغت على الفضاء العربي المشحون بالأزمات المستعصية عقب تصريحات المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، بشأن غياب العاهل السعودي عن قمة مجموعة العشرين التي عقدت في مدينة هامبورغ الألمانية.

وتناقش القمة تعزيز وحماية النمو الاقتصادي العالمي في حين يعاني قرابة 795 مليون شخص في العالم من سوء التغذية، وأكثر من 60 مليون شخص نازح.

حضور وزير المالية الجدعان عوضاً عن الملك وابنه ولي العهد، صاحب رؤية 2030، فتح باب الكثير من التساؤلات والتكهنات، خصوصاً أن دولاً عظمى وكبرى عالمية كأميركا وروسيا والصين والبرازيل ستحضر برؤسائها؛ ليجدوا أنفسهم يتعاملون مع موظف مالي لا صلاحيات لديه على اتخاذ القرارات.

تفريط الملك وولي عهده في حضور قمة كهذه بالغة الأهمية ترى من خلالها المملكة مكانتها الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط والعالم، يعود لعدة أسباب يمكن تفسيرها ما يلي:

أولاً: تدهور الوضع الصحي للملك سلمان، وهذا يمكن ربطه بغياب الملك مؤخراً عن المشهد السعودي، وكان ظهوره الأخير خلال أداء صلاة العيد بمعية الرئيس اليمني... ولكن هذا التفسير قد يراه البعض مناقضاً مع الترتيبات الجارية لإجازة الملك منتصف الشهر الجاري إلى مدينة طنجة، شمالي جمهورية المغرب.

ثانياً: انشغال الملك بتطورات الأزمة الخليجية وتفاقمها، والتلويح بعقوبات إضافية، خصوصاً مع انتهاء مهلة العشرة أيام المقدمة من دول الحصار لقطر، في ظل انسداد طرق التوصل للحل رغم رحلات الكويت المكوكية ودعوات الموقف الغربي والأوروبي إلى سرعة إعادة ترتيب البيت الخليجي.

لنفترض أن هذا التفسير هو الأرجح، الذي قام البعض بترويجه على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه ليس سبباً لإلغاء المشاركة في القمة.

ثالثاً: الاضطرابات السياسية الداخلية على خلفية قرار تجريد الرجل القوي في مواجهة الإرهاب ومهندس الأجهزة الأمنية، ويحظى بقبول واحترام إقليمي ودولي الأمير محمد بن نايف من منصب ولي العهد ووزير الداخلية، وتنصيب الملك سلمان المفاجئ لابنه محمد، وزير الدفاع، ولياً للعهد.

القرار أو الأمر المتبّع بإجراءات صارمة أثار حراكاً داخلياً في أوساط بعض أجنحة الأسرة الحاكمة، وهذا ما جاء في صحيفتي "الغارديان" البريطانية و"نيويورك تايمز" الأميركية، أنه ممنوع عليه مغادرة قصره في مدينة جدة.

رابعاً: وجود أسباب سياسية يُمَهد من خلالها لإجراءات على هيئة قنبلة تحدث ارتجاجاً في الوسط الإقليمي والدولي، من بينها استكمال ترتيب نقل الحكم لولي العهد، أو اتخاذ إجراءات بحق قائد الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله الشخصية التي يراها الكثيرون أنها ما زالت تمثل تهديداً لسلطة بن سلمان.. وهذا ما برهنته تغريدة المغرد الإماراتي المزروعي الثلاثاء الماضي: "وداعاً يا متعب بن عبد الله".

ويبلغ قوام الحرس الوطني أكثر من 150 ألف شخص، مزودين بأسلحة ثقيلة ومتوسطة حديثة ومتطورة.


حضر أو لم يحضر الملك، فالضجيج وارد لا محالة، سواء على صعيد استكمال ترتيب مؤسسات الحكم في المملكة، أو على مستوى قمة العشرين التي فيها سيكون أول لقاء مباشر بين زعيمين مشاكسين، ساديين (ترامب وبوتين)، فلن تخلو منها الخلافات نتيجة المصالح المتضاربة، وتعدد الهياكل السياسية والاقتصادية فيها.





ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/mazen-fares-almajidi/-_12417_b_17423856.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات