الأربعاء، 12 يوليو 2017

علاقة ليلى علوي بالتنظيم الطليعي الجديد في مصر

علاقة ليلى علوي بالتنظيم الطليعي الجديد في مصر

كم أنا أكره الزيارات العائلية، في مساء الأمس كنت على موعد مع زيارة عائلية ذهبت إليها مرغماً بحجة علنية هي صلة الرحم، وسبب عميق وهو توطيد المصالح بين أبي وصديقه القريب البعيد، فهو قريب من حيث المال والأعمال، وبعيد من حيث صلة القرابة، فقلت لنفسي ليكن.. طالما هناك دائماً مساومة ومقابل لعملي المُشرف لأسرتي، وعلى رأسها أبي الذي يفضل قربي منه في اللقاءات العائلية؛ كي أتدارس خبرات الحياة العميقة كما يقول، ومن وجهة نظري كانت هذه الزيارة خطوة جيدة كي أقابل سيادة اللواء.

بلغة يفوح منها الكِبر سألني عمي اللواء: أين أنت الآن يا كابتن عبد الرحمن؟ فما منّي أن أجبت بكلمات مقتضبة كما وصّاني أبي، أنا بدرس الإعلام يا عمي ومتواجد دائماً في البلد بحكم دراستي وعملي، وعلى ما أعتقد أنه أعجب بتواجدي في المنظومة الإعلامية داخل دولتنا النامية، فخلع نظارته الكبيرة ذات العدسات الطبية الضخمة في الحجم لا السُّمك، وأخذ يحرك رقبته يميناً وشمالاً كأنه على وشك أن يستجوب جندياً عنده في الكتيبة، أكل فرخة كاملة من التعيين المخصص للجنود، فقال لي وعلى وجهه ابتسامة خليفة عباسي يتلمس من شاعره النفاق دائماً: أنت إذاً فارس جديد سوف ينزل إلى أرض الميدان كي يحارب الإرهاب بقلمه في الصحف أو بأفكاره الوطنية التي يلقنها للجمهور على الشاشة؛ كي يوعيهم بالمخاطر التى تحدق بالبلد من قِبل الدول المعادية والكيانات المتطرفة.

حينما سمعت كلامه المقتضب هذا انفرجت شفتاي لتعلنا عن ابتسامة جيفارا التى تعقبها ثورات الغضب، استرقت نظرة سريعة إلى أبي لأجده يحدق فيَّ كأنه يعرف ما أنا مقدم عليه، فأسند ظهره إلى الكرسي الذي يجلس عليه، وأسند رأسه إلى الوراء كي يفكر في كيفية إصلاح ما سوف أفسده في الدقائق القليلة القادمة، أو كان يفكر فيما سيفعله فيّ عندما نعود إلى منزلنا.

تعرف يا عمي ما هي وظيفة الإعلامي؟.. نحن يجب علينا أن نوعي الجماهير بما يجب أن يعرفوه، نعطيهم الحقيقة الكاملة عما يدور حولهم، فليس واجبنا أن نحسن صورة أحد على حساب الآخر، وليس لنا الحق في أن نكون كلاباً تنبح من أجل من يؤويها بسلطاته أو مَن يرمي لها العظمة كي تأكل منكسة الرأس تحت الأقدام، فنحن لسان حال الشعب الفقير المريض الجاهل المغيب بيد فاعل واحد معروف، هل تعرف هذا الفاعل يا عمي؟

فعدل الرجل من جلسته، وبدأ الدم يتطاير على صفحة وجهه ذات المقاس الكبير، وبدأ صوته في البداية كأنه مسجون داخل زنزانة حربية لم ترَ النور منذ عهد عبد الناصر، ليقول لي: مَن الفاعل يا سعادة الباش كاتب؟

إنها السلطات الفاسدة يا سيادة اللواء، وقبل أن تقاطعني، أنا لا أتكلم عن دولة بعينها، بل أتحدث في العموم، والعموم يوجب عليَّ أن أقول لك إن ما نعاني منه اليوم في عالمنا العربي المغيب هو بسبب الحط من قيمة الشعب، وتشويه الرموز، واعتقال الحريات ومحاباة المقربين، وبالتالي نحن الآن على طريق النهاية القريبة، ولكن هذه النهاية لن تكون عادية، فسوف نرى العجائب في هذه النهايات.

وما يجعلني واثقاً من قرب النهاية هي حالة الوعي الشبابي الكبيرة، فإن عدنا إلى أيام عبد الناصر لضحكنا حتى ذُرفت الدموع من أعيننا من الكوميديا التي كانت تُذاع على الراديو، أو كانت تُكتب في مذكرات التنظيم الطليعي، لا أعتقد أننا كنا لنصدق فيما كان يحدث، بل كنا سنقابله كما نفعل في أيامنا هذه، نضحك ونتعجب من صبر الشعوب.

بدأ الوضع يزداد حدةً بيني وبين سيادة اللواء، ولكن بخبرة السنين الطويلة التي لديه هدأ وأمرنا بأسلوب لبق كي نكمل عصير المانجا المزروعة لديه في عزبته، وبالتأكيد سوف نأخذ منها عند مغادرتنا كي نشرب عصيراً يذكرنا بأهمية القرابة من أصحاب العِزب، وبينما كنت أشرب آخر ما في الكوب وجَّه رجل الخبرات الطويلة سؤالاً ذا طابع فكاهي ناصري؛ حيث قال: هل تتحدث بهذه الطريقة في الجامعة أو مع زملائك في كافتيريا الكلية؟ (ولا أعرف لماذا ذكرها بالذات)، فقلت له: نعم أتحدث بما أراه يمثل الحق من وجهة نظري.

فتقمص دور العم مؤكداً عليَّ كي لا أفعل ذلك؛ لأن التنظيم الطليعي عائد وبقوة، ونصحني أن أتحدث عن ليلى علوي وطلّتها المبهرة في الإعلانات والمسلسلات، وأن أذاكر مُجمل أعمالها كنوع من بناء المعلومات على الوثائق، وهو موضوع مهم جداً ويشغل فئات ضخمة من الجمهور.

وعندما هممنا بالرحيل أخذ يربت على كتفي ويؤكد عليَّ عدم الانضمام لأي تيار سياسي أو حزب أو جماعة، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، فأسرعت بالرد: إنني لا أنضم إلى الخونة، فبتسم وأكد على كلامي بأنهم خانوا الوطن والشعب وباعوا البلد، فأكملت كلامي سريعاً: لا يا سيادة اللواء، إنهم لم يخونوا سوى الشباب في إحدى جُمع أكتوبر/تشرين الثاني عام 2011م؛ حيث خرجوا في ميدان التحرير قائلين: "حط الدقن على الجلبية.. حكم العسكر ميَّة مية".





ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/abdelrahman-hussien-yadem/story_b_17427208.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات