بتلك الكلمات أطلقت الرقابة الإدارية لحكومة الانقلاب في مصر إعلاناتها التوعوية التي تدعي للقضاء على الفساد، والمحسوبية، والإهمال، والرشوة والسرقة التي تتميز وتبرع بها المؤسسات الحكومية والخاصة داخل الدولة المصرية.
(الشيطان يعظ) كلمتان لخصت بهما في ذهني تلك الحملة الإعلانية، ومن الصدف أن تجدهما عنواناً لفيلم روائي مصري مأخوذ من قصة للأديب نجيب محفوظ وأخرجه أشرف فهمي عام 1981.
تدور قصة الفيلم حول عالم الفتوات في الحواري المصرية القديمة؛ حيث تبدأ القصة بموافقة الفتوة الأكبر على انضمام شاب إلى أتباعه، لكنه يطلب منه البحث عن أجمل فتيات الحارة، وعندما يعثر عليها الشاب يقع في حبها ويتزوجها ويطلب الحماية من فتوة آخر معادٍ لفتوة حارته، لكنه يغتصب امرأته لأنها كانت مخطوبة للفتوة الآخر قبل زواجها من الشاب انتقاماً منه، وفي النهاية يعود الشاب معتذراً إلى فتوة حارته، وتحدث معركة تنتهي بمقتل فتوة الحارة الأخرى على يد الشاب، ثم يُقتل الشاب على يد أحد أتباع الفتوة المقتول.
لربما قصة الفيلم تلخص بالحرف حال الدولة المصرية من همجية وظلم وجهل وبربرية ومكائد وكذب واستجداء وجشع، ولكن حتى لا نحيد عن مضمون المقال، بداية دعونا نحدثكم يا سادة عن هيئة الرقابة الإدارية التي إحدى أهم أذرعها مصطفى عبد الفتاح السيسي، نجل قائد الانقلاب العسكري في مصر، تلك الصدف بالطبع ليست من باب المحسوبية، حاشا لله، الذي يتم تلميعه في كل قضايا الهيئة حتى إن الأغلبية لا تعلم من هو محمد عرفان جمال الدين رئيس هيئة الرقابة الإدارية لعلو نجم نجل السيسي.
من الناحية الإعلامية تعجبت كثيراً لتلك الحملة الإعلانية المريضة العنصرية الفاشية التي تتمثل في أربعة إعلانات استهدفت شرائح اعتاد النظام التعامل معها بلا مبالاة واستعلاء كأنهم مواطنو الدرجة الثالثة أو قُل السابعة.
وصفت تلك الإعلانات حال أربع هيئات فقط، ولا عزاء لأي جهة طالما لا تمس أي جهة سيادية.
موظف حكومي بسيط، ممرضة، مدرس، بائع تموين.
اعتقاداً من أصحاب الحملة الإعلانية أن بداية التغيير تأتي من هنا، لخصت كمّ الفساد في مصر بالتسليط الإعلامي على أفقر أربع شرائح في مصر.
دون إباحة الفساد، لكن ما أسباب تلك الممارسات من طبقات تعيش على فتات الفتات، أقل أجر مدرس في العالم تجدونه يا سادة في مصر.
تتهمونهم بكره الوطن، فماذا قدّم الوطن ليعشقوا ترابه؟
أين الفساد الحقيقي؟
ماذا عن فساد قائد الانقلاب.. الداخلية.. الجيش.. القضاء.. النيابة.. مجلس النواب.. الحكومة.. الإعلام؟.. إلخ.
تلك الجهات السيادية التي هي أساس تركيع مصر.
تلك الجهات المسؤول الأساسي في خراب مصر.
تلك الجهات التي واجهت ديمقراطيتنا بالقتل والسلاح والأحكام الجائرة وبيع الوطن وتقسيم الشعب.
تلك الجهات التي تكالبت على الثورة المصرية وعلى شرفاء الوطن.
تلك الجهات التي آوت الظلمة وتصالحت مع رموز الفساد على حساب دماء الشهداء.
تلك الجهات التي تسببت في سرطنة الطعام وتفشي الأمراض والبطالة وتدني التعليم وانتشار الجهل والظلم والمحسوبية والتدني الأخلاقي والحرب على الهوية.
تلك الهيئات صانعة القرار التي جعلت مصر تحتل المركز الـ88 عالمياً في مؤشر الفساد الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية، كما احتلت المركز الـ136 عالمياً في مؤشر الحرية، طبقاً لمؤسسة فريدريش نيومان، والـ158 في مؤشر حرية الصحافة، وفقاً لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، فضلاً عن احتلالها المركز الـ108 في مؤشر الديمقراطية، الصادر عن مؤسسة جلوبال ديموكراسي رانكينغ.
كما تحتل مصر المركز الـ110 عالمياً في مؤشر السلاح، والـ139 إفريقياً في مؤشر القدرة التنافسية، والـ119 عالمياً، وعن احتلال مصر المركز 129 عالمياً في مؤشر السعادة، وفق تقارير الأمم المتحدة، والـ13 عالمياً في مؤشر التأثر بالإرهاب.
تلك الهيئات التي وضعت قواعد الحياة في مصر لنجد ابن المستشار قاضياً وابن اللواء ضابطاً وابن الفقير مغترباً.
تلك الهيئات التي خصخصت كافة الهيئات والشركات والمستشفيات.
"لو بصينا في المراية تبقى هي دي البداية" - نص من الإعلان - أتمنى أن تبدأ هيئة الرقابة الإدارية نفسها بالنظر في المرآة كلها حتى تتسنى لها الفرصة في بداية مختلفة للنظر في الأمور، ولكن للأسف دائماً مرآة الظالم منكسرة ومعتمة.
(الشيطان يعظ) كلمتان لخصت بهما في ذهني تلك الحملة الإعلانية، ومن الصدف أن تجدهما عنواناً لفيلم روائي مصري مأخوذ من قصة للأديب نجيب محفوظ وأخرجه أشرف فهمي عام 1981.
تدور قصة الفيلم حول عالم الفتوات في الحواري المصرية القديمة؛ حيث تبدأ القصة بموافقة الفتوة الأكبر على انضمام شاب إلى أتباعه، لكنه يطلب منه البحث عن أجمل فتيات الحارة، وعندما يعثر عليها الشاب يقع في حبها ويتزوجها ويطلب الحماية من فتوة آخر معادٍ لفتوة حارته، لكنه يغتصب امرأته لأنها كانت مخطوبة للفتوة الآخر قبل زواجها من الشاب انتقاماً منه، وفي النهاية يعود الشاب معتذراً إلى فتوة حارته، وتحدث معركة تنتهي بمقتل فتوة الحارة الأخرى على يد الشاب، ثم يُقتل الشاب على يد أحد أتباع الفتوة المقتول.
لربما قصة الفيلم تلخص بالحرف حال الدولة المصرية من همجية وظلم وجهل وبربرية ومكائد وكذب واستجداء وجشع، ولكن حتى لا نحيد عن مضمون المقال، بداية دعونا نحدثكم يا سادة عن هيئة الرقابة الإدارية التي إحدى أهم أذرعها مصطفى عبد الفتاح السيسي، نجل قائد الانقلاب العسكري في مصر، تلك الصدف بالطبع ليست من باب المحسوبية، حاشا لله، الذي يتم تلميعه في كل قضايا الهيئة حتى إن الأغلبية لا تعلم من هو محمد عرفان جمال الدين رئيس هيئة الرقابة الإدارية لعلو نجم نجل السيسي.
من الناحية الإعلامية تعجبت كثيراً لتلك الحملة الإعلانية المريضة العنصرية الفاشية التي تتمثل في أربعة إعلانات استهدفت شرائح اعتاد النظام التعامل معها بلا مبالاة واستعلاء كأنهم مواطنو الدرجة الثالثة أو قُل السابعة.
وصفت تلك الإعلانات حال أربع هيئات فقط، ولا عزاء لأي جهة طالما لا تمس أي جهة سيادية.
موظف حكومي بسيط، ممرضة، مدرس، بائع تموين.
اعتقاداً من أصحاب الحملة الإعلانية أن بداية التغيير تأتي من هنا، لخصت كمّ الفساد في مصر بالتسليط الإعلامي على أفقر أربع شرائح في مصر.
دون إباحة الفساد، لكن ما أسباب تلك الممارسات من طبقات تعيش على فتات الفتات، أقل أجر مدرس في العالم تجدونه يا سادة في مصر.
تتهمونهم بكره الوطن، فماذا قدّم الوطن ليعشقوا ترابه؟
أين الفساد الحقيقي؟
ماذا عن فساد قائد الانقلاب.. الداخلية.. الجيش.. القضاء.. النيابة.. مجلس النواب.. الحكومة.. الإعلام؟.. إلخ.
تلك الجهات السيادية التي هي أساس تركيع مصر.
تلك الجهات المسؤول الأساسي في خراب مصر.
تلك الجهات التي واجهت ديمقراطيتنا بالقتل والسلاح والأحكام الجائرة وبيع الوطن وتقسيم الشعب.
تلك الجهات التي تكالبت على الثورة المصرية وعلى شرفاء الوطن.
تلك الجهات التي آوت الظلمة وتصالحت مع رموز الفساد على حساب دماء الشهداء.
تلك الجهات التي تسببت في سرطنة الطعام وتفشي الأمراض والبطالة وتدني التعليم وانتشار الجهل والظلم والمحسوبية والتدني الأخلاقي والحرب على الهوية.
تلك الهيئات صانعة القرار التي جعلت مصر تحتل المركز الـ88 عالمياً في مؤشر الفساد الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية، كما احتلت المركز الـ136 عالمياً في مؤشر الحرية، طبقاً لمؤسسة فريدريش نيومان، والـ158 في مؤشر حرية الصحافة، وفقاً لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، فضلاً عن احتلالها المركز الـ108 في مؤشر الديمقراطية، الصادر عن مؤسسة جلوبال ديموكراسي رانكينغ.
كما تحتل مصر المركز الـ110 عالمياً في مؤشر السلاح، والـ139 إفريقياً في مؤشر القدرة التنافسية، والـ119 عالمياً، وعن احتلال مصر المركز 129 عالمياً في مؤشر السعادة، وفق تقارير الأمم المتحدة، والـ13 عالمياً في مؤشر التأثر بالإرهاب.
تلك الهيئات التي وضعت قواعد الحياة في مصر لنجد ابن المستشار قاضياً وابن اللواء ضابطاً وابن الفقير مغترباً.
تلك الهيئات التي خصخصت كافة الهيئات والشركات والمستشفيات.
"لو بصينا في المراية تبقى هي دي البداية" - نص من الإعلان - أتمنى أن تبدأ هيئة الرقابة الإدارية نفسها بالنظر في المرآة كلها حتى تتسنى لها الفرصة في بداية مختلفة للنظر في الأمور، ولكن للأسف دائماً مرآة الظالم منكسرة ومعتمة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/mohamed-naguib-/post_15314_b_17320098.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات