و"أنا مازلت أرتدي البيجامة تم تشخيصي بالإصابة بعدوى في الصدر"، بهذه الكلمات عبر مراسل صحيفة التايمز البريطانية عن دهشته من انتشار خدمات التوصيل في العاصمة المصرية القاهرة.
يقول بيل ترو في تقرير نشرته صحيفة التايمز البريطانية اليوم الإثنين 28 أغسطس/آب 2017 "دق جرس الباب في شقتي الكائنة بالقاهرة، ووصل فريقٌ طبي مكون من خمسة أفراد، بينهم اثنان يحملان جهاز الأشعة السينية. كنتُ مبكراً ذلك الصباح قد طلبتُ طبيباً من خلال خدمة التوصيل الطبي (طبيبي)".
تولت الطبيبة فحصي على الأريكة، ثم أرسَلَت فريقاً طبياً بعد ظهر ذلك اليوم ليُجرى فحص الأشعة السينية وتحليل الدم في غرفة المعيشة الخاصة بي، وتسلمتُ النتائج في اليوم التالي. وقد أتممتُ تلك الإجراءات برمتها، التي لم تتعد تكلفتها 103 دولارات أميركية (1850 جنيهاً مصرياً)، وجرى تشخيصي بالإصابة بعدوى في الصدر دون أن أغير البيجامة التي أرتديها في المنزل، حسب تعبيره.
ويتابع "سادت ثقافة خدمات التوصيل في مدن مصر منذ أمدٍ طويل، مدفوعةً بالحر الحارق، وتَهدُم البنية التحتية، والطرق المسدودة". بإمكانك أن تحصل على أي شيء تقريباً من خلال خدمة التوصيل، مثل الأدوية، والوثائق، والحلَّاق، أو حتى ابتياع كعكة واحدة. فمعظم المطاعم والصيدليات ومحلات السوبر ماركت والصالونات مزودة برقم خدمة توصيل خاص بها مؤلف من ستة أرقام.
الجانب المظلم لهذه الخدمة المدهشة
ولكن معد التقرير يرى أن "ثمة جانباً مظلماً لترف الحصول على أي شيء من خلال خدمات التوصيل، فأجور العمالة منخفضة للغاية، ويعيش ثلث السكان تحت خط الفقر، وترتفع نسبة بطالة الشباب عن 23%".
وفقد الجنيه المصري أيضاً نصف قيمته خلال العام الماضي بعد أن قررت الحكومة تعويمه. وقد أدى تخفيض قيمة العملة إلى الضغط على الأسر، ولكنه أيضاً أثر بصورةٍ خاصة على تشجيع القطاعات منخفضة التكلفة مثل صناعة الخدمات.
وبالنسبة للكثيرين، أصبح التنقل ذهاباً وإياباً على دراجةٍ بخارية براتب يقل عن 13 دولاراً أميركيا يومياً إحدى السبل الوحيدة لكسب لقمة العيش.
ويطلق على قائدي الدراجات النارية الذين يوصلون الطلبات للمنازل ، تأدباً "الطيارين" أو طياري الدليفري (التوصيل).
ويقول كيكو، الذي يمتلك إمبراطورية من خدمات التوصيل داخل حي جاردن سيتي للطبقة الوسطى: "انتشرت ثقافة خدمات التوصيل في مصر لأسبابٍ شتى".
اعتاد هذا الشاب على العمل في بقالة، حتى ازدادت شعبيته وصار يحتفظ بدفتر خاص بطلبات زبائنه ممن يريدون ابتياع أي شيء، بدءاً من المعجنات إلى الأدوية الطبية، ليجلبها لهم إلى باب المنزل نظير رسوم رمزية.
يعمل كيكو ثماني ساعات يومياً، ويحصل على أجر يومي يتراوح من 4 إلى 6.5 دولار أميركي.
ويقول: "نحو 60% من الزبائن من كبار السن. وهم لا يستطيعون حمل البقالة دائماً"، مضيفاً إنَّ "بعض العائلات الثرية تربي أبناءها وهم على علم بأنَّهم يستطيعون شراء أي شيء".
و لكن ذلك لا يفسر لماذا تُستَخدَم خدمات التوصيل في الأحياء الفقيرة، وبين الأجانب الذين نشأوا على القيام بكل شيء بأنفسهم.
الجن يشارك في التوصيل
ويقتحم رواد الأعمال أيضاً هوس خدمات التوصيل في مصر، إذ توفر تطبيقات الهواتف النقالة، مثل "مام – Mumm" و "زيت زيتون - Zeit Zietoun"، منصات للنساء لكسب لقمة العيش عن طريق خدمة توصيل الأكل المطهو في المنزل.
كما دشنت شبكة فودافون مصر خدمة المساعد الشخصي Red Personal Assistant بتكلفة 1.3 دولار أميركي في الشهر لقضاء مهماتك الخاصة، بما في ذلك ابتياع البقالة، وحجز تذاكر الحافلات، واستخراج الأوراق الرسمية.
أكثر تلك التطبيقات رواجاً على الإطلاق هو تطبيق "إلفز" أو ما يعني "الجِن"، الذي دشنه خمسة من الشباب المصريين في الولايات المتحدة. يمكنك أن تطلب أي شيء من "الجني"، ليوفره لك الفريق الذي يعمل في مصر المكون من 35 فرداً فقط، بتكلفةٍ تكاد لا تذكر.
هذه الشركة، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لسرعة الاستجابة للطلبات، تفعل كل شيء بدءاً من توصيل صندوق فضلات القطط إلى منزلك، إلى إعادة حجز الرحلات الجوية.
أغرب طلب تلقوه
وكان الطلب الأكثر تعقيداً الذي تلقوه من رجلٍ يود التقدم لطلب يد صديقته على شاطئٍ منعزل.
ويقول مؤسس الشركة كريم الساهي: "أراد مائدة عشاء في الماء، وعازفاً للكمان. ونظمنا كل ذلك في البحر الأحمر".
وأوضح الساهي أنَّ خدمات شركته وغيرها من الخدمات المماثلة تلقى رواجاً في بلدانٍ مثل مصر حيث "إنجاز أمور الحياة الطبيعية هو مهمة بحد ذاته". وأضاف: "الحياة صعبة هنا، الأمر يشبه الكابوس، ما يجعل القيام بالمهام الأساسية أمراً صعباً. ويكمن دور "إلفز" في القيام بالمهام الخاصة بك بدلاً عنك، حتى لا تضطر للقيام بها بنفسك".
وعلى ما يبدو، فإنَّ بعض الناس هنا في مصر على أتم استعداد لدفع أي شيء في مقابل ذلك.
يقول بيل ترو في تقرير نشرته صحيفة التايمز البريطانية اليوم الإثنين 28 أغسطس/آب 2017 "دق جرس الباب في شقتي الكائنة بالقاهرة، ووصل فريقٌ طبي مكون من خمسة أفراد، بينهم اثنان يحملان جهاز الأشعة السينية. كنتُ مبكراً ذلك الصباح قد طلبتُ طبيباً من خلال خدمة التوصيل الطبي (طبيبي)".
تولت الطبيبة فحصي على الأريكة، ثم أرسَلَت فريقاً طبياً بعد ظهر ذلك اليوم ليُجرى فحص الأشعة السينية وتحليل الدم في غرفة المعيشة الخاصة بي، وتسلمتُ النتائج في اليوم التالي. وقد أتممتُ تلك الإجراءات برمتها، التي لم تتعد تكلفتها 103 دولارات أميركية (1850 جنيهاً مصرياً)، وجرى تشخيصي بالإصابة بعدوى في الصدر دون أن أغير البيجامة التي أرتديها في المنزل، حسب تعبيره.
ويتابع "سادت ثقافة خدمات التوصيل في مدن مصر منذ أمدٍ طويل، مدفوعةً بالحر الحارق، وتَهدُم البنية التحتية، والطرق المسدودة". بإمكانك أن تحصل على أي شيء تقريباً من خلال خدمة التوصيل، مثل الأدوية، والوثائق، والحلَّاق، أو حتى ابتياع كعكة واحدة. فمعظم المطاعم والصيدليات ومحلات السوبر ماركت والصالونات مزودة برقم خدمة توصيل خاص بها مؤلف من ستة أرقام.
الجانب المظلم لهذه الخدمة المدهشة
ولكن معد التقرير يرى أن "ثمة جانباً مظلماً لترف الحصول على أي شيء من خلال خدمات التوصيل، فأجور العمالة منخفضة للغاية، ويعيش ثلث السكان تحت خط الفقر، وترتفع نسبة بطالة الشباب عن 23%".
وفقد الجنيه المصري أيضاً نصف قيمته خلال العام الماضي بعد أن قررت الحكومة تعويمه. وقد أدى تخفيض قيمة العملة إلى الضغط على الأسر، ولكنه أيضاً أثر بصورةٍ خاصة على تشجيع القطاعات منخفضة التكلفة مثل صناعة الخدمات.
وبالنسبة للكثيرين، أصبح التنقل ذهاباً وإياباً على دراجةٍ بخارية براتب يقل عن 13 دولاراً أميركيا يومياً إحدى السبل الوحيدة لكسب لقمة العيش.
ويطلق على قائدي الدراجات النارية الذين يوصلون الطلبات للمنازل ، تأدباً "الطيارين" أو طياري الدليفري (التوصيل).
ويقول كيكو، الذي يمتلك إمبراطورية من خدمات التوصيل داخل حي جاردن سيتي للطبقة الوسطى: "انتشرت ثقافة خدمات التوصيل في مصر لأسبابٍ شتى".
اعتاد هذا الشاب على العمل في بقالة، حتى ازدادت شعبيته وصار يحتفظ بدفتر خاص بطلبات زبائنه ممن يريدون ابتياع أي شيء، بدءاً من المعجنات إلى الأدوية الطبية، ليجلبها لهم إلى باب المنزل نظير رسوم رمزية.
يعمل كيكو ثماني ساعات يومياً، ويحصل على أجر يومي يتراوح من 4 إلى 6.5 دولار أميركي.
ويقول: "نحو 60% من الزبائن من كبار السن. وهم لا يستطيعون حمل البقالة دائماً"، مضيفاً إنَّ "بعض العائلات الثرية تربي أبناءها وهم على علم بأنَّهم يستطيعون شراء أي شيء".
و لكن ذلك لا يفسر لماذا تُستَخدَم خدمات التوصيل في الأحياء الفقيرة، وبين الأجانب الذين نشأوا على القيام بكل شيء بأنفسهم.
الجن يشارك في التوصيل
ويقتحم رواد الأعمال أيضاً هوس خدمات التوصيل في مصر، إذ توفر تطبيقات الهواتف النقالة، مثل "مام – Mumm" و "زيت زيتون - Zeit Zietoun"، منصات للنساء لكسب لقمة العيش عن طريق خدمة توصيل الأكل المطهو في المنزل.
كما دشنت شبكة فودافون مصر خدمة المساعد الشخصي Red Personal Assistant بتكلفة 1.3 دولار أميركي في الشهر لقضاء مهماتك الخاصة، بما في ذلك ابتياع البقالة، وحجز تذاكر الحافلات، واستخراج الأوراق الرسمية.
أكثر تلك التطبيقات رواجاً على الإطلاق هو تطبيق "إلفز" أو ما يعني "الجِن"، الذي دشنه خمسة من الشباب المصريين في الولايات المتحدة. يمكنك أن تطلب أي شيء من "الجني"، ليوفره لك الفريق الذي يعمل في مصر المكون من 35 فرداً فقط، بتكلفةٍ تكاد لا تذكر.
هذه الشركة، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لسرعة الاستجابة للطلبات، تفعل كل شيء بدءاً من توصيل صندوق فضلات القطط إلى منزلك، إلى إعادة حجز الرحلات الجوية.
أغرب طلب تلقوه
وكان الطلب الأكثر تعقيداً الذي تلقوه من رجلٍ يود التقدم لطلب يد صديقته على شاطئٍ منعزل.
ويقول مؤسس الشركة كريم الساهي: "أراد مائدة عشاء في الماء، وعازفاً للكمان. ونظمنا كل ذلك في البحر الأحمر".
وأوضح الساهي أنَّ خدمات شركته وغيرها من الخدمات المماثلة تلقى رواجاً في بلدانٍ مثل مصر حيث "إنجاز أمور الحياة الطبيعية هو مهمة بحد ذاته". وأضاف: "الحياة صعبة هنا، الأمر يشبه الكابوس، ما يجعل القيام بالمهام الأساسية أمراً صعباً. ويكمن دور "إلفز" في القيام بالمهام الخاصة بك بدلاً عنك، حتى لا تضطر للقيام بها بنفسك".
وعلى ما يبدو، فإنَّ بعض الناس هنا في مصر على أتم استعداد لدفع أي شيء في مقابل ذلك.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/08/28/story_n_17851700.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات