الثلاثاء، 1 أغسطس 2017

"الفتح المبين" تحقَّق من "طنجة العالية" التي دخلت التاريخ من أوسع الأبواب

"الفتح المبين" تحقَّق من "طنجة العالية" التي دخلت التاريخ من أوسع الأبواب

قمة الجهل تلك أبداها المغاربة وهم غير مدركين لـ"قيمة" النعمة والشرف الذي نالوه هذه الأيام بأن انطلقت "أوامر" فتح المسجد الأقصى من مدينتهم "طنجة" التي "شرَّفها" العاهل السعودي بأن تكون "المنصة الرئيسية" لتمويه "العدو" قبل الإجهاز عليه بـ"الخطة ب" القاضية إيذاناً بـ"الفتح المبين".

سيذكر التاريخ حتماً أن "طنجة" شاركت في هذا النصر العظيم رغم أنني أخشى أن توثق وتسجل معه "اللامبالاة" الشعبية بهذه المحطة "الناصعة البياض" في التاريخ الحديث.

لحظة أنا هنا لا "أسخر" البتة، وإنما أتماهى وأنسجم مع الخط الرئيسي لوسائل الإعلام السعودية من الصحف اليومية التي صاغت عناوين عريضة تليق بـ"النصر" المحقق على غرار "الأقصى في قلب سلمان"، وبـ"البنط العريض".

يا الله ما أسعدنا إذ بعد كل هذه العقود من الحرمان والجفاء والانكسارات دقت ساعة الحقيقة المنتظرة، حتى موقع "تويتر" غرق تحت وسم بالعنوان السالف الذكر، والحقيقة أن ما "استفزني" أقصد {أسعدني}، أن الكثير من الإعلاميين العرب الذين أحببتهم في طفولتي كشروا عن معدنهم "النفيس" حقاً.

{لا تفهموني غلط}، فالقصد أنهم مع القضية الفلسطينية قلباً وقالباً، لكن المساحة المخصصة لهم في الفضائيات الممولة خليجياً لم تسمح لهم بـ"إبراز" ذلك الجانب، و"الحمد لله" وجدوا الفرصة مواتية في ظل السوشيال ميديا، وتحديداً مع الوسوم التي يعشقها الحكام العرب بالذات.

وللأمانة أعترف أنني أشعر بالحيرة من الإحاطة بهذا الموضوع بالذات؛ لأنه "طويل وعريض"، فكل الفضائيات الرسمية {كنا حقاً نظلمهم ونتجنى عليهم كثيراً} "تفاعلت" مع نصر أهلنا البواسل في القدس {طبعاً برعاية الملك سلمان} حتى "دوزيم" المغربية صاحبة السجل المشرف في "النضال"، وتحديداً "ليلة كل سبت" {شاهدوا سهراتها عن القضايا الرئيسية للأمة}.

أما الإخبارية السعودية بلونها الأخضر الزاهي "المحبب لقلبي" فخصصت تقارير مطولة للحدث، لكن ليست من قلب القدس، وإنما تلت البيانات الصادرة من الديوان الملكي {زي بعضه لطالما المصلحة واحدة} التي "أبلغتنا" بالنتيجة النهائية التي أنعشت الفؤاد والروح.

وقناة العربية طبعاً لم تفوّت الفرصة عبر برنامج "تفاعلكم"، المخصص للوسم الذي ملأ الدنيا وشغل الناس "الأقصى في قلب سلمان" وناقشت التفاعل "الرهيب" من الجيوش الإلكترونية معه {عفواً عفواً} مع الجماهير العربية والسعودية السعيدة بالنصر الكبير.

أما قناة الجزيرة فزاغت عن الطريق، وشككت في تقرير لزياد بركات تلاه السوداني الزبير نايل "والله زمان يا زول.. كلما سمعت هذا الاسم أتذكر سنوات الدراسة الابتدائية بيني وبينكم كنت مخبولاً بالمحطة وأسمائها ليش الكذب}، وأذكى أحمد منصور الطرحَ بتغريدة واضحة المعالم حول محاولة "بعض الحكام العرب سرقة النصر".

لكن الأكثر مصداقيةً بالنسبة لي على الأقل كانت مسنة مقدسية على شاشة "الميادين" حين قالت بالحرف: "مصر والسعودية موكفوش معنا".

الآن سنخلع "الرداء" الذي ارتديناه حين بدأنا كتابة هذه المقالة، ونضع النقط على الحروف ونقول: "عيب" و"بيكفي كذب"، هل مَن يملك المال والإعلام يحق له تزييف الحقائق وتسويق الدجل والعهر بهذا الأسلوب الوضيع؟ على مَن تضحكون يا تُرى؟

للتوضيح فقط: أردت من خلال صياغة الموضوع بتلك الطريقة أن نكشف مجدداً جزءاً بسيطاً من "واقعنا الإعلامي المزري" الرخيص والخسيس للأسف.

تحية إكبار وإجلال لأهلنا في القدس مَن صانوا الوعد والعهد.. أنتم الأمل والشرف الوحيد.


ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/adel-al-ofee/-_12747_b_17628962.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات