السبت، 19 أغسطس 2017

الهند.. مأساة نزوح

الهند.. مأساة نزوح

كثيرة هي الشعوب التي صفّقت للمستعمر، باركت خطواته، ودعت له بالسداد والتوفيق، عن حسن نية نابع عن جهل عن تخلف مفاده الأمر الواقع، والعنعنة هنا لا قيمة لها، من حيث التواتر ونقولات الثقات.

وكثير هم الساسة الذين باعوا أوطانهم رخيصة، رهبةً من عصا، وطمعاً في مغنم ومجد آفل، عن سوء نية لا يخلو من جهل أيضاً.

المشترك هو الجهل إذاً والمختلف هو النوايا، والمحصلة واحدة، وتلك إشارة لمن ألقى السمع وهو شهيد، وعبرة لأولي الألباب، وتذكرة لمن يعقلون.

الشعوب الجاهلة هي مَن منحت النيابة للساسة اللصوص، والساسة بدورهم وكّلوا المحتل لإدارة شؤون البلاد، والمحتل ردّ الأمر لشعبه في دولته الاستعمارية المتعلمة، وخلُصت النتيجة ختاماً، دعوهم في جهالتهم يعمهون، وحققوا مصالح دولتكم بعيداً عن المتخلفين.

تلك سُنة قد خلت، وتاريخ مكرر، وناموس ثابت لا مبدل لقوانينه؛ كانت الهند أمةً واحدةً، قبل أن يقسمها تشرشل بأيدي الهنود أنفسهم.. حرب أهلية، وصراع ديني وطائفي دموي، أرادت بريطانيا ظاهراً حلحلته، والإبقاء على هند واحدة، وجمع الفرقاء على كلمة سواء، من أجل الوفاق الوطني، والوحدة الوطنية، وهند مدنية حرة يحكمها الحب قبل القانون.

أمّا خفية فخريطة الهند الجديدة المقسمة كانت جاهزة مسبقاً، وولدت باكستان، بعد مليون قتيل من الهندوس والسيخ والمسلمين، في أكبر هجرة جماعية شهدها التاريخ.

يومها تبسمت الهند فرحاً بالاستقلال، وأضحى تاريخه عيداً يحتفى به، استقلال عن بريطانيا، وانقسام عن نفسها، وأي جهالة تلك، بعدما صوّروا لهم أن السبيل الوحيد لوقف شلال الدم هو الانفصال.

أنهار من الدم ساهمت بريطانيا في جريانها، مغذية كل كراهية وبغضاء بين أبناء الأمة الواحدة، فرقتهم شيعاً وأعداء، لتحكمهم، وبعدما تنافروا متخاصمين، قالت للعالم إنها تسعى لوحدتهم، وجمع شتاتهم، وهذه مخادعة يفقهها كل ذي لبّ، ما عدا الجاهلين المحتلة أراضيهم.




ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/mohammed-zeinuba/story_b_17705950.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات