السبت، 26 أغسطس 2017

الشغف.. السعادة.. العمل

الشغف.. السعادة.. العمل

What is your passion?
في الآونة الأخيرة، سمعنا كثيراً عن شغفك، أو كيف تحوُّل حياتك من كائن روتيني بحت إلى إنسان يحب ما يعمل وليس يعمل ما يحب، والفرق واضح جداً بين الاثنين؛ فالأولى من اختيارك، أي إنك قد اخترت عملك بنفسك وبكامل حريتك، والثانية هو أنك أُجبرت على العمل ثم لم تجد أمامك سوى أن تحبه (إن أحببته أصلاً).

وقبل البدء، ما معنى الشغف؟ هو الميل النفسي لشيء معين (الحب الشديد). وهنا نتحدث عن العمل، والشغف له علاقة بالسعادة، فإن كنت شغوفاً بعملك الذي تقضي فيه ما يقرب من نصف عمرك فستصبح سعيداً، والسعادة هي التي ستبعدك عن التوتر والاكتئاب والأمراض النفسية.

سنتحدث عن أمثلة من حياتنا:
المثال الأول: إنسان بلا هدف، ساقه مكتب التنسيق إلى حيث لا يريد، أو ساقته إرادة أبويه إلى تحقيق أحلامهما، التي فشلا في أن يحققاها، وحتى لا يخسرهما رضخ وأكمل حياته على هوى الآخرين، ثم تخرَّج ليكمل حياته على الوتيرة نفسها، وهذا الشخص يتحول من كونه إنساناً كانت له أحلام وطموحات إلى آلة؛ فتصبح الحياة عبئاً عليه، وهو أيضاً عبء عليها، يكره حتى الاستيقاظ من النوم ليذهب للعمل، ويكره كل ما يحيط به، يكره عالمه بالكامل.

المثال الثاني: إنسان نشأ في بيئة مختلفة بعقل واعٍ وخطوات مدروسة ورأي سديد، واختار حياته على هواه وساعده الآخرون على ذلك، فعمل ما يحب فأبدع وتألَّق وأحب حياته، على الرغم من أنه يمكن أن يكون زميل المثال الأول في مكان العمل نفسه.

المثال الثالث: إنسان بلا هدف أو وجهة، وأقصى طموحاته في الحياة هو أن يعيش كما تعيش؛ يأكل ويشرب وينام بلا جديد! وهذا الصنف من الناس ثابت في كل الأمثلة أنهم الغافلون، الذين لا يفكرون؛ إنهم هم الأسوأ على الإطلاق.

أي من هذه الأمثلة هو ما سنتحدث عنه؟ إنه المثال الأول؛ لأنه "يستحق الشفقة".
هذا الشخص هو هدفنا؛ لأنه يمثل السواد الأعظم.. لذلك، سنجمل الكلام في نقاط؛ كي نساعد هذه الفئة التي يمكن أن تكون مركز إنتاج ونهضة دول.

هذا ليس معناه أن نقول له: دعك من حياتك التي مضت، ولكن سنعود به إلى الماضي، نعود به إلى حيث طفولته، إلى حيث أحلامه.

أولاً: بسؤالٍ غاية في البساطة: ماذا كنت تحب أن تفعل؟ ما هي هواياتك؟
ويمكن أن يستحضر ورقةً وقلماً ويبدأ بالتسجيل؛ لأن في هذه اللحظة بالذات ستتسارع إلى ذهنه الأفكار، فعليه أن يكتب كل شيء؛ حتى يتم تنقيتها بعد ذلك.

ثانياً: ممارسة مجلس الإبداع
كعمل لوحة ملصقات ولصق عليها النوايا التي تضمرها، وماذا تحب أن تفعل، وتقوم بلصق تلك الأشياء؛ للفت انتباه عقلك وتحفيزه، وذلك بصورة غير مباشرة بازدياد الوعي والعاطفة.

ثالثاً: عمل قائمة بالناس الذين تريد أن تصبح مثلهم، والتعرف على حياتهم وكيف وصلوا إلى ما هم عليه الآن؛ حتى تتلافى المشكلات التي وقعوا فيها وتتجاوزها.

رابعاً: البدء في عمل ما تحب حتى دون تخطيط
لأن انتظارك عمل خطة قد يستغرق عمرك كله، فلتبدأ خطوة خطوة ولو من دون عمل خطة متكاملة، لكن هذا لا يعني أن تتهور.

خامساً: جرِّب شيئاً جديداً
إن وجدت عقلك مسترخياً قد أفقدته الحياةُ الروتينيةُ الإبداعَ، فلتحفِّزه بتجربة شيء جديد، ربما لن تعرف أن شغفك هو الكتابة إن لم تكتب، ولن تعرف أنك مصور جيد إن لم تصور.. إلخ، لذلك جرِّب شيئاً جديداً.

سادساً: حاوِل التفكير في الممكن ليكون
بمعنى: إن كان شغفك أن تصعد إلى القمر، فهذا حلم وليس شغفاً، إنما الشغف ما هو ممكن وجائز ويحقق لك السعادة.

خذ قراراً لجعل نفسك أكثر سعادة؛ اقرأ، تطوَّع، ساعد الآخرين، اعمل ما تحب، وتعلَّم وعلِّم، جدِّد صداقاتك، نوِّع اختياراتك، اكسر مخاوفك، ثق بذاتك، واعلم أنك "محور الكون".
مع خالص تحياتي..





ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/zeinab-salama-mohamed-/-_12968_b_17756582.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات