"الإسلام دين عنف وخراب ودمار" هذه الجملة نسمعها كثيراً فى السنوات الأخيرة فى دول كثيرة من العالم، مصحوبة بصخب إعلامي منفر من الإسلام والمسلمين، ومؤججاً لنيران الفتنة والانتقام، وكل هذا بدعوى ظاهرها محاربة الإرهاب وباطنها محاربة الإنسانية، لمصلحة بعض الأطراف الحاكمة فى العالم؛ لفرض سيطرتها أو زيادة فرص التوسع لديها فى حماية شبح الإرهاب.
ولكن يا عزيزى مسلماً كنت أو مسيحياً أو يهودياً أو ملحداً، سأعتبر معك الآن أنني لا ديني وخارج الأربعة آلاف ديانة الموجودة على الأرض واقف بجانبك فى زاوية مختلفة لنرى الصورة كاملة، وأشرح لك تفاصيلها، وأترك لك فى النهاية الحكم بالعدل دون عواطف.
النبي محمد هو إنسان، بشر، شأنه شأن كل البشر، جاءته فكرة تسمى "الدين الإسلامي"، هذه الفكرة تستطيع انتشال مجتمعه من ظلمات الليل الملعون الذي كان يحيط به، ويخرجه إلى النور فيعيش الناس بضوابط تنظم العلاقة بينهم، ويتوقفوا عن وأد البنات في المهد، وعن استعباد البشر وعن التسكع سكارى في الشوارع، وعن البلطجة على المارة وفرض الإتاوة على الأسواق، نعم كل هذا كان فى مكة فى ذلك الوقت، وهذا هو المناخ الذي ظهر فيه النبي محمد إن كنت لا تعلم، أراد النبي محمد الإباحة بهذه الفكرة لأهل بلده، فآمن بها من آمن،
ورفضها من رفض، لم ينكر النبي محمد حق الطرفين في تصرفهما، وقال لهم: "لكم دينكم ولي دين"، ولكن الرافضين للفكرة لم يعترفوا بهذا الحق، وكالوا له من الظلم أرطالاً متنوعة، ووصفوه بما ليس فيه وهم يعلمون أنهم كاذبون، وصبوا العذاب صباً على كل من آمن بهذه الفكرة، وحاولوا إجبار كل المؤمنين بها على التراجع، فهناك من صمد أمام التعذيب حتى مات وهو مؤمن بها، وهناك أيضاً من تراجع عنها تحت التعذيب، وفي آخر زاوية من الصورة يا عزيزي يوجد من يؤمن بها في داخله، ولكنه لا يستطيع البوح بذلك خشية التعذيب.
هل اكتفى أهل قريش بذلك؟ لا، بل انتهجوا منهجاً فى عذابهم تجاه المسلمين وكل من له صلة بهم حتى وصل بهم الأمر إلى حصار عائلة النبي محمد كاملة، مسلمين وغير مسلمين بين جبلين ومنع الجميع من البيع والشراء لهم أو منهم ومن الزواج أيضاً لهم أو منهم حتى ماتت الأطفال فى مهدها بالجوع والجفاف، استمر هذا التعذيب الممنهج والاضطهاد البربري لمدة 13 عاماً، ولم يرد النبي محمد على كل هذه الاعتداءات باعتداء واحد على الأقل؛ لرد الظلم عن نفسه وعن المؤمنين به، وكتب التاريخ شاهدة على ذلك، هل اكتفوا أيضاً بذلك؟
لا يا عزيزي.. لم يكتفوا بعد، ولكن النبي محمد بعد كل ما لاقاه من إيذاء من أهل قريش ترك لهم البلد بأكمله وهاجر هو والمؤمنون به إلى "المدينة المنورة"، واتخذ منها وطناً بعيداً عن مكة وأهلها، ولكنهم أيضاً لم يتركوه لشأنه، وحاربوه أكثر من مرة حتى جاءت أول معركة فاصلة بين المسلمين وأهل قريش وحلفائهم معركة "بدر الكبرى"، التي كانت في محيط بئر بدر.
الجدير بالذكر أن بئر بدر تقع على بعد 343 كيلومتراً عن مكة معقل القرشيين، بينما يبعد 143 كيلومتراً فقط عن المدينة المنورة، فقال النبي محمد للمقاتلين: "كتب عليكم القتال وهو كره لكم"، بمعنى أن القتال شيء يبغضونه، لكنه فرض عليهم لرد الظلم عن أنفسهم، كان عدد المقاتلين المسلمين في هذه المعركة 300 مقاتل أو أكثر قليلاً، بينما عدد مقاتلي القرشيين كان ألف مقاتل، ولكن المسلمين انتصروا عليهم، وقتلوا قائدهم "عمرو بن هشام"، ولكن أيضاً أعداء المسلمين لم يكتفوا بذلك.
واستمرت المعارك بينهم حتى جاءت المعركة الفاصلة الثانية "معركة أحد"، وهي وقعت في جنوب جبل أُحد القريب جداً من المدينة المنورة، وكان سببها الأساسي هو رغبة المهزومين في بدر الانتقام من المسلمين، فقرروا مهاجمة المسلمين في المدينة المنورة، وكان ذلك في العام الثالث من هجرة النبي، أي بعد عام واحد من معركة بدر الكبرى، وحدث خطأ فى أحد جبهات القتال المسلمة فتحول انتصار المسلمين إلى انتصار للقرشيين، فعاد النبي محمد بجيشه إلى المدينة المنورة واكتفى بذلك، ولكن القرشيين وحلفاءهم لم يكتفوا بذلك،
وهاجموه أكثر من مرة حتى وصل المطاف بالجميع إلى "معركة الخندق" التي كادت تكون نهاية المسلمين، حيث جمع القرشيون جيوشاً من عدة قبائل عربية وأصحاب ديانات مختلفة المعروفة باسم "جيوش الأحزاب" وذهبوا إلى المدينة المنورة من دون أن يخبروا النبي محمد أنهم سيحاربونه وهم متفقون فيما بينهم على إبادة المسلمين، ولم يعلم النبي محمد بنيتهم للحرب إلا وهم في الطريق إلى المدينة المنورة وقد اقتربوا منها، فسأل أصحابه وقال: "أشيروا علي أيها الناس"، بمعنى ماذا يتوجب علينا فعله؛ لكي نحمي بلدنا من الاعتداء ونرد الظلم عنا، في حين أن عدد مقاتلي جيوش الأحزاب قدر بعشرة آلاف مقاتل، فقال "سلمان الفارسي": كنا في أرض فارس إذا حوصرنا خندقنا.
فاتفق الجميع على حفر خندق حول المدينة المنورة وبين الجبال تحديداً حتى لا يستطيع أحد دخول المدينة المنورة، وظلت المدينة محاصرة حوالى ثلاثة أسابيع تقريباً مما ألحق الأذى والجوع والمرض بأهلها جميعاً مسلمين وغير مسلمين ، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين على جيوش الأحزاب؛ حيث تعرضت الجيوش لريح باردة شديدة أصابت العديد منهم، وتفرق شملهم وفك الحصار عن المدينة المنورة، ثم بعد كل ما فعلوه هذا عقد النبي محمد معهم صلحاً، والمعروف بـ"صلح الحديبية" حقناً للدماء وليس خاشياً قوتهم، أملاً فى العمار وليس خوفاً من خرابهم، واتفق الطرفان على أن هذا الصلح هو حماية للجميع وإسقاط أي بند منه هو نقض للصلح كله، ولكنهم سرعان ما نقضوا الصلح، حيث غارت قبيلة بني بكر ليلاً على قبيلة خزاعة التي كانت في أمن النبي محمد، وقتلوا منهم رجالاً وتناشوا وسرقوا، وقد أعانتهم فى ذلك قبيلة قريش، ومن هذه النقطة بدأ المسلمون فى مقاتلة أعدائهم باستمرار دون اللجوء إلى الصلح.
هذه هى الصورة الكاملة يا عزيزي من غالبية زواياها في سرد مبسط لأهم الأحداث، وعليك الآن أن تجاوب نفسك على جميع الأسئلة، هل النبي محمد ليس من حقه أن يعبر عن فكره ورأيه بكامل حريته؟ هل حرية الرأي والفكر والإبداع التي يطالب بها هؤلاء ليلاً نهاراً في منصاتهم لها معايير مختلفة بين فئة وأخرى؟ وهل المسلمون ليس من حقهم أن يعتقدوا بما يختارونه ويعبدوا ما يعبدونه؟ هل المسلمون هم الذين بدأوا هذا الصراع التاريخي الضخم؟ وإذا كان غير المسلمين هم من بدأوه، لماذا يطالبون المسلمين فقط بوقف الصراع وهم ليسوا متحكمين في زمامه؟ ولماذا لم يجرؤ أحد على مطالبة الطرف الآخر بوقف الصراع؟! أطالبك فقط بأن تنحي عواطفك جانباً إذا كنت مسلماً أو غير مسلم، واحكم فقط بالعدل وكن منصفاً في حكمك، واجعل ضميرك فقط هو الرقيب عليك، وأهيب أيضاً بكل حكومات وشعوب العالم، أن توظفوا منصاتكم الإعلامية لخدمة الإنسانية ووقف بث الضغينة والكراهية والفتنة بين الناس والشعوب، أملاً فى عالم يملأه السلام ويسوده التعاون.
ولكن يا عزيزى مسلماً كنت أو مسيحياً أو يهودياً أو ملحداً، سأعتبر معك الآن أنني لا ديني وخارج الأربعة آلاف ديانة الموجودة على الأرض واقف بجانبك فى زاوية مختلفة لنرى الصورة كاملة، وأشرح لك تفاصيلها، وأترك لك فى النهاية الحكم بالعدل دون عواطف.
النبي محمد هو إنسان، بشر، شأنه شأن كل البشر، جاءته فكرة تسمى "الدين الإسلامي"، هذه الفكرة تستطيع انتشال مجتمعه من ظلمات الليل الملعون الذي كان يحيط به، ويخرجه إلى النور فيعيش الناس بضوابط تنظم العلاقة بينهم، ويتوقفوا عن وأد البنات في المهد، وعن استعباد البشر وعن التسكع سكارى في الشوارع، وعن البلطجة على المارة وفرض الإتاوة على الأسواق، نعم كل هذا كان فى مكة فى ذلك الوقت، وهذا هو المناخ الذي ظهر فيه النبي محمد إن كنت لا تعلم، أراد النبي محمد الإباحة بهذه الفكرة لأهل بلده، فآمن بها من آمن،
ورفضها من رفض، لم ينكر النبي محمد حق الطرفين في تصرفهما، وقال لهم: "لكم دينكم ولي دين"، ولكن الرافضين للفكرة لم يعترفوا بهذا الحق، وكالوا له من الظلم أرطالاً متنوعة، ووصفوه بما ليس فيه وهم يعلمون أنهم كاذبون، وصبوا العذاب صباً على كل من آمن بهذه الفكرة، وحاولوا إجبار كل المؤمنين بها على التراجع، فهناك من صمد أمام التعذيب حتى مات وهو مؤمن بها، وهناك أيضاً من تراجع عنها تحت التعذيب، وفي آخر زاوية من الصورة يا عزيزي يوجد من يؤمن بها في داخله، ولكنه لا يستطيع البوح بذلك خشية التعذيب.
هل اكتفى أهل قريش بذلك؟ لا، بل انتهجوا منهجاً فى عذابهم تجاه المسلمين وكل من له صلة بهم حتى وصل بهم الأمر إلى حصار عائلة النبي محمد كاملة، مسلمين وغير مسلمين بين جبلين ومنع الجميع من البيع والشراء لهم أو منهم ومن الزواج أيضاً لهم أو منهم حتى ماتت الأطفال فى مهدها بالجوع والجفاف، استمر هذا التعذيب الممنهج والاضطهاد البربري لمدة 13 عاماً، ولم يرد النبي محمد على كل هذه الاعتداءات باعتداء واحد على الأقل؛ لرد الظلم عن نفسه وعن المؤمنين به، وكتب التاريخ شاهدة على ذلك، هل اكتفوا أيضاً بذلك؟
لا يا عزيزي.. لم يكتفوا بعد، ولكن النبي محمد بعد كل ما لاقاه من إيذاء من أهل قريش ترك لهم البلد بأكمله وهاجر هو والمؤمنون به إلى "المدينة المنورة"، واتخذ منها وطناً بعيداً عن مكة وأهلها، ولكنهم أيضاً لم يتركوه لشأنه، وحاربوه أكثر من مرة حتى جاءت أول معركة فاصلة بين المسلمين وأهل قريش وحلفائهم معركة "بدر الكبرى"، التي كانت في محيط بئر بدر.
الجدير بالذكر أن بئر بدر تقع على بعد 343 كيلومتراً عن مكة معقل القرشيين، بينما يبعد 143 كيلومتراً فقط عن المدينة المنورة، فقال النبي محمد للمقاتلين: "كتب عليكم القتال وهو كره لكم"، بمعنى أن القتال شيء يبغضونه، لكنه فرض عليهم لرد الظلم عن أنفسهم، كان عدد المقاتلين المسلمين في هذه المعركة 300 مقاتل أو أكثر قليلاً، بينما عدد مقاتلي القرشيين كان ألف مقاتل، ولكن المسلمين انتصروا عليهم، وقتلوا قائدهم "عمرو بن هشام"، ولكن أيضاً أعداء المسلمين لم يكتفوا بذلك.
واستمرت المعارك بينهم حتى جاءت المعركة الفاصلة الثانية "معركة أحد"، وهي وقعت في جنوب جبل أُحد القريب جداً من المدينة المنورة، وكان سببها الأساسي هو رغبة المهزومين في بدر الانتقام من المسلمين، فقرروا مهاجمة المسلمين في المدينة المنورة، وكان ذلك في العام الثالث من هجرة النبي، أي بعد عام واحد من معركة بدر الكبرى، وحدث خطأ فى أحد جبهات القتال المسلمة فتحول انتصار المسلمين إلى انتصار للقرشيين، فعاد النبي محمد بجيشه إلى المدينة المنورة واكتفى بذلك، ولكن القرشيين وحلفاءهم لم يكتفوا بذلك،
وهاجموه أكثر من مرة حتى وصل المطاف بالجميع إلى "معركة الخندق" التي كادت تكون نهاية المسلمين، حيث جمع القرشيون جيوشاً من عدة قبائل عربية وأصحاب ديانات مختلفة المعروفة باسم "جيوش الأحزاب" وذهبوا إلى المدينة المنورة من دون أن يخبروا النبي محمد أنهم سيحاربونه وهم متفقون فيما بينهم على إبادة المسلمين، ولم يعلم النبي محمد بنيتهم للحرب إلا وهم في الطريق إلى المدينة المنورة وقد اقتربوا منها، فسأل أصحابه وقال: "أشيروا علي أيها الناس"، بمعنى ماذا يتوجب علينا فعله؛ لكي نحمي بلدنا من الاعتداء ونرد الظلم عنا، في حين أن عدد مقاتلي جيوش الأحزاب قدر بعشرة آلاف مقاتل، فقال "سلمان الفارسي": كنا في أرض فارس إذا حوصرنا خندقنا.
فاتفق الجميع على حفر خندق حول المدينة المنورة وبين الجبال تحديداً حتى لا يستطيع أحد دخول المدينة المنورة، وظلت المدينة محاصرة حوالى ثلاثة أسابيع تقريباً مما ألحق الأذى والجوع والمرض بأهلها جميعاً مسلمين وغير مسلمين ، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين على جيوش الأحزاب؛ حيث تعرضت الجيوش لريح باردة شديدة أصابت العديد منهم، وتفرق شملهم وفك الحصار عن المدينة المنورة، ثم بعد كل ما فعلوه هذا عقد النبي محمد معهم صلحاً، والمعروف بـ"صلح الحديبية" حقناً للدماء وليس خاشياً قوتهم، أملاً فى العمار وليس خوفاً من خرابهم، واتفق الطرفان على أن هذا الصلح هو حماية للجميع وإسقاط أي بند منه هو نقض للصلح كله، ولكنهم سرعان ما نقضوا الصلح، حيث غارت قبيلة بني بكر ليلاً على قبيلة خزاعة التي كانت في أمن النبي محمد، وقتلوا منهم رجالاً وتناشوا وسرقوا، وقد أعانتهم فى ذلك قبيلة قريش، ومن هذه النقطة بدأ المسلمون فى مقاتلة أعدائهم باستمرار دون اللجوء إلى الصلح.
هذه هى الصورة الكاملة يا عزيزي من غالبية زواياها في سرد مبسط لأهم الأحداث، وعليك الآن أن تجاوب نفسك على جميع الأسئلة، هل النبي محمد ليس من حقه أن يعبر عن فكره ورأيه بكامل حريته؟ هل حرية الرأي والفكر والإبداع التي يطالب بها هؤلاء ليلاً نهاراً في منصاتهم لها معايير مختلفة بين فئة وأخرى؟ وهل المسلمون ليس من حقهم أن يعتقدوا بما يختارونه ويعبدوا ما يعبدونه؟ هل المسلمون هم الذين بدأوا هذا الصراع التاريخي الضخم؟ وإذا كان غير المسلمين هم من بدأوه، لماذا يطالبون المسلمين فقط بوقف الصراع وهم ليسوا متحكمين في زمامه؟ ولماذا لم يجرؤ أحد على مطالبة الطرف الآخر بوقف الصراع؟! أطالبك فقط بأن تنحي عواطفك جانباً إذا كنت مسلماً أو غير مسلم، واحكم فقط بالعدل وكن منصفاً في حكمك، واجعل ضميرك فقط هو الرقيب عليك، وأهيب أيضاً بكل حكومات وشعوب العالم، أن توظفوا منصاتكم الإعلامية لخدمة الإنسانية ووقف بث الضغينة والكراهية والفتنة بين الناس والشعوب، أملاً فى عالم يملأه السلام ويسوده التعاون.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/mahmoud-aboelfetouh/story_b_17822102.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات