"أسقطنا 30 طائرة"، هكذا جاء صوت المذيع المصري أحمد سعيد في البيان الأول لمعركة 5 يونيو/حزيران 1967، من خلف ميكروفون بسيط، وفي شقة عبارة عن حجرتين واستديو واحد بمبنى الإذاعة (القديم) في شارع الشريفين وسط القاهرة، وتلته بيانات أخرى تزيد في عدد الطائرات الإسرائيلية التي أسقطها الجيش المصري، والتقدم الذي حققه على الأرض واقترابه من تل أبيب ليلقى بها في البحر.
قبل هذا التاريخ بسنوات، وتحديداً في 4 يوليو/تموز 1953، انطلق صوت الإذاعي حسنى الحديدي، قائلاً: "هذا صوت العرب، يأتيكم من قلب الأمة العربية، القاهرة"، ليعلن بدء إذاعة "صوت العرب".
في هذه الفترة، كان رئيس الإذاعة الحديثة هو المذيع صالح جودت، إلا أنه لم يبقَ في منصبه إلا شهوراً، وأقيل دون أسباب، وعُيِّن المذيع أحمد سعيد بدلاً منه، ليُكتب لأحمد سعيد و"صوت العرب" تاريخ حتى بعد أكثر من 60 عاماً، بعدما أصبح نموذجاً للإعلام "التحريضي والتضليلي"؛ لإلقائه بيانات حرب يونيو/حزيران 1967.
في الثلاثاء 29 أغسطس/آب 2017، أتمَّ أحمد سعيد 92 عاماً، واحتفلت الإذاعة المصرية بالرجل، فيما لم يحضر أحمد سعيد احتفال الإذاعة به الثلاثاء، وحاول "هاف بوست عربي" الاتصال به، إلا أن أحد المقربين نقل رفضه الحديث لظروفه الصحية.
ويقول أحد المعدِّين في إذاعة صوت العرب: "الأستاذ أحمد سعيد قيمة كبيرة، وهو الأب الروحي لإذاعة صوت العرب، والاحتفال بعيد ميلاده تقليد سنوي؛ احتراماً لما قدمه الرجل". ويضيف المُعدُّ، الذي رفض ذكر اسمه: "عندنا نحتفل بالأستاذ أحمد سعيد، فنحن نحترم أنفسنا؛ فهو من صنع (صوت العرب) و(صوت العرب) هي من صنعتنا".
"كثيرون لا يتذكرون أحمد سعيد إلا بموقفه من هزيمة يونيو/حزيران 1967، والحقيقة أن الرجل له تاريخ طويل بدأ قبل هذا بسنوات"، هكذا تقول نادية حلمي النائبة السابقة لرئيس الإذاعة المصرية، وتضيف: "الرجل كان له بصماته التاريخية على المستوى المهني، وكان صاحب تأثير كبير في الجماهير؛ بسبب صوته الإذاعي الجميل".
تقول نادية: "عدد كبير من مستمعي الوطن العربي كانوا يطلقون على الراديو (علبة أحمد سعيد)، وهذا يكشف ارتباطهم الوجداني به".
وتتابع: "أضف إلى ذلك، ما طلبته الحكومة البريطانية من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1965، برفع اسم أحمد سعيد من قائمة الوفد المصري المسافر إلى لندن؛ لاعتراض مجلس العموم البريطاني عليه، بتهمة تحريضه على قتل الجنود البريطانيين في عدن"، وتشير كذلك إلى استهداف محطات إرسال "صوت القاهرة" بمنطقة أبو زعبل في أثناء العدوان الثلاثي على مصر في 1956.
فيما يقول الإعلامي والكاتب الصحفي محمد الخولي، الذي عمل معدّاً بـ"صوت العرب" في فترة رئاسة أحمد سعيد لها، لـ"هاف بوست عربي": "هذا الرجل (أحمد سعيد) تعرَّض لظلم تاريخي كبير، رغم أنه واحد من أهم المذيعين في الوطن العربي، وصاحب مدرسة حقيقية في الإعلام العربي".
ويضيف الخولي أنه، "لم يكن للعرب قبل (صوت العرب)، التي أسسها أحمد سعيد، صوتٌ في الإذاعة؛ لذلك كانت (صوت العرب) هي صوت لكل العرب، الصوت القومي العروبي الوحيد في هذا الوقت، الذي يساند الحركات التحررية ويساعد الثوار في الجزائر واليمن وغيرها".
قبل هذا التاريخ بسنوات، وتحديداً في 4 يوليو/تموز 1953، انطلق صوت الإذاعي حسنى الحديدي، قائلاً: "هذا صوت العرب، يأتيكم من قلب الأمة العربية، القاهرة"، ليعلن بدء إذاعة "صوت العرب".
في هذه الفترة، كان رئيس الإذاعة الحديثة هو المذيع صالح جودت، إلا أنه لم يبقَ في منصبه إلا شهوراً، وأقيل دون أسباب، وعُيِّن المذيع أحمد سعيد بدلاً منه، ليُكتب لأحمد سعيد و"صوت العرب" تاريخ حتى بعد أكثر من 60 عاماً، بعدما أصبح نموذجاً للإعلام "التحريضي والتضليلي"؛ لإلقائه بيانات حرب يونيو/حزيران 1967.
في الثلاثاء 29 أغسطس/آب 2017، أتمَّ أحمد سعيد 92 عاماً، واحتفلت الإذاعة المصرية بالرجل، فيما لم يحضر أحمد سعيد احتفال الإذاعة به الثلاثاء، وحاول "هاف بوست عربي" الاتصال به، إلا أن أحد المقربين نقل رفضه الحديث لظروفه الصحية.
ويقول أحد المعدِّين في إذاعة صوت العرب: "الأستاذ أحمد سعيد قيمة كبيرة، وهو الأب الروحي لإذاعة صوت العرب، والاحتفال بعيد ميلاده تقليد سنوي؛ احتراماً لما قدمه الرجل". ويضيف المُعدُّ، الذي رفض ذكر اسمه: "عندنا نحتفل بالأستاذ أحمد سعيد، فنحن نحترم أنفسنا؛ فهو من صنع (صوت العرب) و(صوت العرب) هي من صنعتنا".
لماذا تحتفل الإذاعة المصرية بأحمد سعيد؟
"كثيرون لا يتذكرون أحمد سعيد إلا بموقفه من هزيمة يونيو/حزيران 1967، والحقيقة أن الرجل له تاريخ طويل بدأ قبل هذا بسنوات"، هكذا تقول نادية حلمي النائبة السابقة لرئيس الإذاعة المصرية، وتضيف: "الرجل كان له بصماته التاريخية على المستوى المهني، وكان صاحب تأثير كبير في الجماهير؛ بسبب صوته الإذاعي الجميل".
تقول نادية: "عدد كبير من مستمعي الوطن العربي كانوا يطلقون على الراديو (علبة أحمد سعيد)، وهذا يكشف ارتباطهم الوجداني به".
وتتابع: "أضف إلى ذلك، ما طلبته الحكومة البريطانية من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1965، برفع اسم أحمد سعيد من قائمة الوفد المصري المسافر إلى لندن؛ لاعتراض مجلس العموم البريطاني عليه، بتهمة تحريضه على قتل الجنود البريطانيين في عدن"، وتشير كذلك إلى استهداف محطات إرسال "صوت القاهرة" بمنطقة أبو زعبل في أثناء العدوان الثلاثي على مصر في 1956.
فيما يقول الإعلامي والكاتب الصحفي محمد الخولي، الذي عمل معدّاً بـ"صوت العرب" في فترة رئاسة أحمد سعيد لها، لـ"هاف بوست عربي": "هذا الرجل (أحمد سعيد) تعرَّض لظلم تاريخي كبير، رغم أنه واحد من أهم المذيعين في الوطن العربي، وصاحب مدرسة حقيقية في الإعلام العربي".
ويضيف الخولي أنه، "لم يكن للعرب قبل (صوت العرب)، التي أسسها أحمد سعيد، صوتٌ في الإذاعة؛ لذلك كانت (صوت العرب) هي صوت لكل العرب، الصوت القومي العروبي الوحيد في هذا الوقت، الذي يساند الحركات التحررية ويساعد الثوار في الجزائر واليمن وغيرها".
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/08/31/story_n_17867746.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات