العادات الحسنة اكتسابها صعب.. لكنها تجعل الحياة أسهل!
العادات السيئة اكتسابها سهل.. لكنها تجعل الحياة أصعب!
لكن ليه معظم العادات السيئة اكتسابها سهل ومعظم العادات الحسنة اكتسابها صعب؟
الإجابة تكمن فيما يسمى العائد المستحب Reward، أي عادة سواء كانت حسنة أو سيئة لها 3 مكونات أساسية:
(خلينا ناخد عادة شرب النسكافيه/الشاي الصبح كمثال)
1 - المحفز/المؤشر Cue/Trigger.. وده الحاجة اللي بتديك إشارة لبدء فعل العادة.. زي إنك توصل الشركة الصبح.
2 - الفعل نفسه Routine.. وده سلوك العادة.. زي إنك تدخل مطبخ الشركة وتعمل لنفسك كوباية النسكافيه أو الشاي وتشربه.
3 - العائد المستحب Reward.. العائد اللي بتحصل عليه من فعل العادة.. زي الطعم اللذيذ وشعور الفوقان اللي بتحس بيه لما تشرب النسكافيه أو الشاي.
أي عادة هتلاقيها بتتكون من التلات عناصر دول.. معرفة ده مهم جداً في محاولة اكتساب العادات الحسنة أو التخلص من العادات السيئة.
قلنا إن سهولة اكتساب العادات السيئة وصعوبة اكتساب العادة الحسنة يكمن في طبيعة العائد المُستحب.
العادات السيئة العائد المستحب منها بيكون لحظي ومحسوس بشكل مادي.. أي تحصل عليه بمجرد فعل العادة، زي الطعم اللذيذ اللي بتشعر بيه لما تشرب النسكافيه أو تاكل الشيكولاتة أو أي وجبة دسمة.. بينما العائد المستحب من العادات الحسنة عادة بيكون مؤجل وبعيد المدى، زي الصحة الجسدية اللي بتحصل عليها بعد المحافظة على الأكل الصحي والرياضة لفترة طويلة من الزمن.
ما يزيد الأمر سوءاً إن العائد "غير" المستحب من العادات السيئة مؤجل وبعيد المدى، زي انهيار الصحة والأمراض الناتج عن عادة التدخين مثلاً..
بينما العائد "غير" المُستحب من العادات الحسنة بيكون لحظي.. زي التعب الجسدي من ممارسة الرياضة مثلاً.
وهنا هقتطف -من الذاكرة- مقطع كان بيتكرر كتير في الكتاب الرائع The Slight Edge يوضح هذه المشكلة.. يقول المؤلف:
"لو أكلت ساندوتش البرجر الدسم اللذيذ هذا هل ستصاب بالسمنة بعدها مباشرة؟..أكيد لا!.. ماذا لو قاومت رغبتك ولم تأكله.. هل سيصبح جسدك صحياً ووزنك مثالياً في نفس اللحظة؟.. أيضاً لا!
وماذا لو قرأت 10 صفحات من هذا الكتاب المفيد.. هل ستصبح مثقفاً وتزداد مهاراتك بعدها مباشرة؟.. بالتأكيد لا.. وماذا لو لم تقرأ وذهبت لمُشاهدة فيلم مُسلٍّ.. هل ستصبح جاهلاً في نفس اللحظة؟.. أيضاً لا!".
إذن، لا الفعل السيئ سيضرك كثيراً بشكل لحظي.. ولا الفعل الحسن سينفعك كثيراً بشكل لحظي.. بينما الفعل السيئ قد يمنحك بعض المتعة بشكل لحظي.. والفعل الحسن سيكلفك بعض التعب بشكل لحظي!
ولأن الإنسان عجول بطبعه.. فينظر للمتعة القريبة وينسى المُتعة البعيدة!
لكن المأساة تكمن في التكرار.. ما سُميت "العادة" بهذا الاسم إلا لأنها تتكرر وتُعاد.. تكرار الفعل الحسن يضمن لك النهاية السعيدة وإن كانت بعيدة.. وتكرار الفعل السيئ يضمن لك النهاية البائسة التي لا مفر منها!
والحل؟
في نقطتين
1 - خالف طبيعتك!
ربنا قال: "خلق الإنسان من عَجَل.." - سورة الأنبياء.
وقال أيضاً: ".. وكان الإنسان عجولاً" - سورة الإسراء.
لكنه سبحانه في عشرات الآيات الأخرى يطالبك ويأمرك بالصبر!!.. أي أنه يأمرك بما هو خلاف طبيعتك البشرية!.. مثلما خلق الله الرجال بطبيعتهم يميلون للجمال الأنثوي ثم أمرهم بغض البصر.. ما يميز الإنسان عن الحيوان أنه يستطيع بالعقل والحكمة أن يختار ما بين المتعة القريبة والمصلحة البعيدة.. لو صبرت فستحصل على العائد المستحب الدائم والأهم والأفضل!
لكنك قد تسأل: ألن تصبح الحياة مملة وصعبة عندما أتجاهل إشباع رغباتي الوقتية وأصبر على تعب الأفعال الحسنة بشكل دائم؟.. الإجابة باختصار: لا.. لن تكون الحياة صعبة أو مملة.. أما الإجابة بالتفصيل تجدها في النقطة الثانية!
2 - اعلم أن التعب الذي تجده في محاولة اكتساب العادات الحسنة يكون في البداية فقط... لكنك لو صبرت على صعوبة البدايات فإن التعب يختفي ويظهر العائد المستحب.. وقتها يكون الاستمرار في العادة الحسنة متعة في حد ذاته.
دعني أوضح بمثال:
الرياضة الصباحية مثلاً.. إن حاولت أن تجعلها عادة فإنك ستواجه التعب والإرهاق في البداية.. عقلك سيركز فقط على التعب والمشقة التي تشعر بها للحفاظ على العادة.. وسيتجاهل في البداية العائد الجيد الذي هو نشاط ذهني وبدني تشعر به في باقي اليوم.. لأن من طبيعة الإنسان أيضاً أن يركز على السيئ الذي يصيبه وإن كان قليلاً وينسى الخير وإن كان كثيراً.
لكن مع الاستمرار سيتكيف جسدك وعقلك على التعب ويقل الشعور به.. ويبدأ في ملاحظة العائد المستحب من نشاط ذهني وبدني ناتج عن ممارسة الرياضة صباحاً.. وقتها ستصبح ممارسة الرياضة متعة ويتبدل العائد اللحظي لها من عائد غير مستحب (التعب).. إلى عائد مستحب (نشاط ذهني وبدني).
اسأل شخصاً يكون محافظاً على الرياضة الصباحية لفترة طويلة وهي عنده عادة ثابتة.. هذا الشخص يمكنه أن يدفع المال حتى لا يحرمه أحد من هذه العادة!.. بينما البعض الآخر قد يدفع المال حتى لا يجبره أحد على هذه العادة! لأنه لا يرى فيها سوى التعب، ويظن أن تعب البدايات دائم ومستمر، وهذا غير صحيح.
لذلك نعيد أول سطرين!
العادات الحسنة اكتسابها صعب.. لكنها تجعل الحياة أسهل!
العادات السيئة اكتسابها سهل.. لكنها تجعل الحياة أصعب!
العادات السيئة اكتسابها سهل.. لكنها تجعل الحياة أصعب!
لكن ليه معظم العادات السيئة اكتسابها سهل ومعظم العادات الحسنة اكتسابها صعب؟
الإجابة تكمن فيما يسمى العائد المستحب Reward، أي عادة سواء كانت حسنة أو سيئة لها 3 مكونات أساسية:
(خلينا ناخد عادة شرب النسكافيه/الشاي الصبح كمثال)
1 - المحفز/المؤشر Cue/Trigger.. وده الحاجة اللي بتديك إشارة لبدء فعل العادة.. زي إنك توصل الشركة الصبح.
2 - الفعل نفسه Routine.. وده سلوك العادة.. زي إنك تدخل مطبخ الشركة وتعمل لنفسك كوباية النسكافيه أو الشاي وتشربه.
3 - العائد المستحب Reward.. العائد اللي بتحصل عليه من فعل العادة.. زي الطعم اللذيذ وشعور الفوقان اللي بتحس بيه لما تشرب النسكافيه أو الشاي.
أي عادة هتلاقيها بتتكون من التلات عناصر دول.. معرفة ده مهم جداً في محاولة اكتساب العادات الحسنة أو التخلص من العادات السيئة.
قلنا إن سهولة اكتساب العادات السيئة وصعوبة اكتساب العادة الحسنة يكمن في طبيعة العائد المُستحب.
العادات السيئة العائد المستحب منها بيكون لحظي ومحسوس بشكل مادي.. أي تحصل عليه بمجرد فعل العادة، زي الطعم اللذيذ اللي بتشعر بيه لما تشرب النسكافيه أو تاكل الشيكولاتة أو أي وجبة دسمة.. بينما العائد المستحب من العادات الحسنة عادة بيكون مؤجل وبعيد المدى، زي الصحة الجسدية اللي بتحصل عليها بعد المحافظة على الأكل الصحي والرياضة لفترة طويلة من الزمن.
ما يزيد الأمر سوءاً إن العائد "غير" المستحب من العادات السيئة مؤجل وبعيد المدى، زي انهيار الصحة والأمراض الناتج عن عادة التدخين مثلاً..
بينما العائد "غير" المُستحب من العادات الحسنة بيكون لحظي.. زي التعب الجسدي من ممارسة الرياضة مثلاً.
وهنا هقتطف -من الذاكرة- مقطع كان بيتكرر كتير في الكتاب الرائع The Slight Edge يوضح هذه المشكلة.. يقول المؤلف:
"لو أكلت ساندوتش البرجر الدسم اللذيذ هذا هل ستصاب بالسمنة بعدها مباشرة؟..أكيد لا!.. ماذا لو قاومت رغبتك ولم تأكله.. هل سيصبح جسدك صحياً ووزنك مثالياً في نفس اللحظة؟.. أيضاً لا!
وماذا لو قرأت 10 صفحات من هذا الكتاب المفيد.. هل ستصبح مثقفاً وتزداد مهاراتك بعدها مباشرة؟.. بالتأكيد لا.. وماذا لو لم تقرأ وذهبت لمُشاهدة فيلم مُسلٍّ.. هل ستصبح جاهلاً في نفس اللحظة؟.. أيضاً لا!".
إذن، لا الفعل السيئ سيضرك كثيراً بشكل لحظي.. ولا الفعل الحسن سينفعك كثيراً بشكل لحظي.. بينما الفعل السيئ قد يمنحك بعض المتعة بشكل لحظي.. والفعل الحسن سيكلفك بعض التعب بشكل لحظي!
ولأن الإنسان عجول بطبعه.. فينظر للمتعة القريبة وينسى المُتعة البعيدة!
لكن المأساة تكمن في التكرار.. ما سُميت "العادة" بهذا الاسم إلا لأنها تتكرر وتُعاد.. تكرار الفعل الحسن يضمن لك النهاية السعيدة وإن كانت بعيدة.. وتكرار الفعل السيئ يضمن لك النهاية البائسة التي لا مفر منها!
والحل؟
في نقطتين
1 - خالف طبيعتك!
ربنا قال: "خلق الإنسان من عَجَل.." - سورة الأنبياء.
وقال أيضاً: ".. وكان الإنسان عجولاً" - سورة الإسراء.
لكنه سبحانه في عشرات الآيات الأخرى يطالبك ويأمرك بالصبر!!.. أي أنه يأمرك بما هو خلاف طبيعتك البشرية!.. مثلما خلق الله الرجال بطبيعتهم يميلون للجمال الأنثوي ثم أمرهم بغض البصر.. ما يميز الإنسان عن الحيوان أنه يستطيع بالعقل والحكمة أن يختار ما بين المتعة القريبة والمصلحة البعيدة.. لو صبرت فستحصل على العائد المستحب الدائم والأهم والأفضل!
لكنك قد تسأل: ألن تصبح الحياة مملة وصعبة عندما أتجاهل إشباع رغباتي الوقتية وأصبر على تعب الأفعال الحسنة بشكل دائم؟.. الإجابة باختصار: لا.. لن تكون الحياة صعبة أو مملة.. أما الإجابة بالتفصيل تجدها في النقطة الثانية!
2 - اعلم أن التعب الذي تجده في محاولة اكتساب العادات الحسنة يكون في البداية فقط... لكنك لو صبرت على صعوبة البدايات فإن التعب يختفي ويظهر العائد المستحب.. وقتها يكون الاستمرار في العادة الحسنة متعة في حد ذاته.
دعني أوضح بمثال:
الرياضة الصباحية مثلاً.. إن حاولت أن تجعلها عادة فإنك ستواجه التعب والإرهاق في البداية.. عقلك سيركز فقط على التعب والمشقة التي تشعر بها للحفاظ على العادة.. وسيتجاهل في البداية العائد الجيد الذي هو نشاط ذهني وبدني تشعر به في باقي اليوم.. لأن من طبيعة الإنسان أيضاً أن يركز على السيئ الذي يصيبه وإن كان قليلاً وينسى الخير وإن كان كثيراً.
لكن مع الاستمرار سيتكيف جسدك وعقلك على التعب ويقل الشعور به.. ويبدأ في ملاحظة العائد المستحب من نشاط ذهني وبدني ناتج عن ممارسة الرياضة صباحاً.. وقتها ستصبح ممارسة الرياضة متعة ويتبدل العائد اللحظي لها من عائد غير مستحب (التعب).. إلى عائد مستحب (نشاط ذهني وبدني).
اسأل شخصاً يكون محافظاً على الرياضة الصباحية لفترة طويلة وهي عنده عادة ثابتة.. هذا الشخص يمكنه أن يدفع المال حتى لا يحرمه أحد من هذه العادة!.. بينما البعض الآخر قد يدفع المال حتى لا يجبره أحد على هذه العادة! لأنه لا يرى فيها سوى التعب، ويظن أن تعب البدايات دائم ومستمر، وهذا غير صحيح.
لذلك نعيد أول سطرين!
العادات الحسنة اكتسابها صعب.. لكنها تجعل الحياة أسهل!
العادات السيئة اكتسابها سهل.. لكنها تجعل الحياة أصعب!
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/ali-muhammad-ali/story_b_17647552.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات