حين نتذكر أن أمراً ما يجب علينا فعلُهُ في أقرب وقتٍ ودون أي تردد، فذلك يعني أنه مُهِمٌّ لا يمكن تفويتُهُ أو التغافل عنه.. هذا بالضبط ما ينطبق على ممارسة القراءة في ديننا الإسلامي الحنيف، لم يُوحَ إلى رسول الله شيءٌ ولا أُلْقِيَ عليه كلام من السماء قبل هذه الكلمة العظيمة "اِقْرَأْ"، كررها عليه أمينُ الوحي جبريل ثلاثاً حتى يُبنَى عليها أساس الحياة كلها.. إنها القراءة.. أول واجبٍ على الإنسان.
من وحي هذه الرسالة الباهرة، كانت مبادرة ثُلَّة من الشباب الجزائريين حين أسَّسوا دار نشرٍ بمعاييرَ عصريةٍ ترفض التقليد، وتأبَى ذلك الجمود القديم الذي كسا عملية النشر في بلادنا، وخلال وقتٍ قصير من إطلاق هذه اللَّمَّة الشبابية الرائعة توالت التفاعلات والمتابعات لأعمال هذه الدار الناشئة التي حملت اسماً جميلاً هو "الجزائر تقرأ".
أجلْ.. إنها دار نشرٍ وُلِدت بوسائل محدودةٍ، لكن بإرادة غير محدودة، كانت الفكرةُ المُشْرِقةُ هي حاديَ الأرواح إلى عالَم القراءة.. وعلى صفحات الفيسبوك بات الاستقطاب الشبابيُّ ينزِعُ إلى كلِّ ما تنشره هذه الدار التي وجدوا فيها مسكناً لهم وبيتاً آهلاً بما كانوا يفتقدونه من قبلُ في دور النشر التقليدية، وقد كان العامل الوحيد الذي أحدث التغيير في هذه التجربة هو عامل "التواصل" بين جهة النشر وبين القارئ.. وهذا العنصر هو أهمُّ محرِّكٍ لعملية القراءة بين مختلِف الطبقات؛ لأنه إذا كانت وظيفة دور النشر هي مجرد الطباعة وتصفيف الكتب في الرفوف، فهذا لن يكون له أي تأثير في القارئ الذي يتطلَّبُ استثارةً نوعية حتى يتعرف على جديد المطبوعات، ومن ناحية أخرى حتى يعرف الناشر ما يطلب القارئ، فعملية التواصل تتضمن ركنين أساسيين:
1- تعريف القارئ بجديد النشر والطباعة.
2- معرفة ما يطلبه القارئ من كُتُبٍ.
لذا لمستُ من خلال متابعتي للتفاعل اليومي في صفحة "الجزائر تقرأ" وحتى من خلال مجموعتها؛ لمستُ أن تجربة هذه الدار قد أحدثت متنفَّساً كبيراً للشباب القارئ بصفة خاصة وللقراء الجزائريين بصفة عامة، يطلبون فيه ما يريدونه من كُتُب قديمة أو جديدة، ويتابعون فيه جديد أعمال الكاتب الذي يحبُّونه، ويتعرَّفون على الأقلام الشبابية التي دخلت عالَم الكتابات الروائية أو الشعرية أو القصصية، ويستفيدون من برامج ثقافية مهمة وممتعة، كعملية "تبادل الكتب" التي شهِدتْ نُسَخاً عديدة منه عبر كثير من ولايات الوطن، ويشاركون في مسابقات كتابية أو مسابقات قراءة مصغرة، وستكون هناك حسب مخطط "الجزائر تقرأ" تنظيمٌ لملتقياتٍ ثقافية تفاعلية يشارك فيها القُرَّاءُ الشبابُ ويتكلمون في قضاياهم ويناقشون مشاكل تخصُّ الكتابات الشابَّة وعملية توزيع ونشر الكتب وغيرها من القضايا.
هذه التجربة الرائدة -بكل معنى الكلمة- هي تحدٍّ فعليٌّ وثورةٌ حقيقية في عالم النشر في جزائرنا، خاصة حين ندرك أنها وُجدت بسواعد مجموعة طيبة من الشباب لا يتلقَّون من الدعم إلا الشيء القليل.
وخلال كتابتي لهذه التدوينة، يُحضِّر القائمون على هذه الدار مجموعة عناوين جديدة مُعدَّة للنشر ستكون حاضرةً في الطبعة القادمة للمعرض الدولي للكتاب بمدينة الجزائر العاصمة بدءاً من (25 أكتوبر/تشرين الأول حتى 5 نوفمبر/تشرين الثاني)، وسيتِمُّ تنظيم فعاليات ثقافية في صالون الكتاب حينها لزيادة التفاعل بين الشباب القارئ ودار "الجزائر تقرأ".
هذه المبادرة الناشئة أتوقع لها في نظرة استشرافية أن تكون أيقونة الثقافة في الجزائر خلال الخمس سنوات القادمة على الأكثر، وستتربَّع على عرش التفاعل الثقافي بكل مكوناته (الكتابة، النشر، التوزيع)، وهذا الكلام أسجِّلُهُ ليس من باب التفاؤل المحض، ولكن من خلال متابعتي لنشاط هذه الدار ونسبة استهدافها للقارئ وردِّ فعل الوسط الثقافي الشعبي كَمّاً ونوعاً.
من وحي هذه الرسالة الباهرة، كانت مبادرة ثُلَّة من الشباب الجزائريين حين أسَّسوا دار نشرٍ بمعاييرَ عصريةٍ ترفض التقليد، وتأبَى ذلك الجمود القديم الذي كسا عملية النشر في بلادنا، وخلال وقتٍ قصير من إطلاق هذه اللَّمَّة الشبابية الرائعة توالت التفاعلات والمتابعات لأعمال هذه الدار الناشئة التي حملت اسماً جميلاً هو "الجزائر تقرأ".
أجلْ.. إنها دار نشرٍ وُلِدت بوسائل محدودةٍ، لكن بإرادة غير محدودة، كانت الفكرةُ المُشْرِقةُ هي حاديَ الأرواح إلى عالَم القراءة.. وعلى صفحات الفيسبوك بات الاستقطاب الشبابيُّ ينزِعُ إلى كلِّ ما تنشره هذه الدار التي وجدوا فيها مسكناً لهم وبيتاً آهلاً بما كانوا يفتقدونه من قبلُ في دور النشر التقليدية، وقد كان العامل الوحيد الذي أحدث التغيير في هذه التجربة هو عامل "التواصل" بين جهة النشر وبين القارئ.. وهذا العنصر هو أهمُّ محرِّكٍ لعملية القراءة بين مختلِف الطبقات؛ لأنه إذا كانت وظيفة دور النشر هي مجرد الطباعة وتصفيف الكتب في الرفوف، فهذا لن يكون له أي تأثير في القارئ الذي يتطلَّبُ استثارةً نوعية حتى يتعرف على جديد المطبوعات، ومن ناحية أخرى حتى يعرف الناشر ما يطلب القارئ، فعملية التواصل تتضمن ركنين أساسيين:
1- تعريف القارئ بجديد النشر والطباعة.
2- معرفة ما يطلبه القارئ من كُتُبٍ.
لذا لمستُ من خلال متابعتي للتفاعل اليومي في صفحة "الجزائر تقرأ" وحتى من خلال مجموعتها؛ لمستُ أن تجربة هذه الدار قد أحدثت متنفَّساً كبيراً للشباب القارئ بصفة خاصة وللقراء الجزائريين بصفة عامة، يطلبون فيه ما يريدونه من كُتُب قديمة أو جديدة، ويتابعون فيه جديد أعمال الكاتب الذي يحبُّونه، ويتعرَّفون على الأقلام الشبابية التي دخلت عالَم الكتابات الروائية أو الشعرية أو القصصية، ويستفيدون من برامج ثقافية مهمة وممتعة، كعملية "تبادل الكتب" التي شهِدتْ نُسَخاً عديدة منه عبر كثير من ولايات الوطن، ويشاركون في مسابقات كتابية أو مسابقات قراءة مصغرة، وستكون هناك حسب مخطط "الجزائر تقرأ" تنظيمٌ لملتقياتٍ ثقافية تفاعلية يشارك فيها القُرَّاءُ الشبابُ ويتكلمون في قضاياهم ويناقشون مشاكل تخصُّ الكتابات الشابَّة وعملية توزيع ونشر الكتب وغيرها من القضايا.
هذه التجربة الرائدة -بكل معنى الكلمة- هي تحدٍّ فعليٌّ وثورةٌ حقيقية في عالم النشر في جزائرنا، خاصة حين ندرك أنها وُجدت بسواعد مجموعة طيبة من الشباب لا يتلقَّون من الدعم إلا الشيء القليل.
وخلال كتابتي لهذه التدوينة، يُحضِّر القائمون على هذه الدار مجموعة عناوين جديدة مُعدَّة للنشر ستكون حاضرةً في الطبعة القادمة للمعرض الدولي للكتاب بمدينة الجزائر العاصمة بدءاً من (25 أكتوبر/تشرين الأول حتى 5 نوفمبر/تشرين الثاني)، وسيتِمُّ تنظيم فعاليات ثقافية في صالون الكتاب حينها لزيادة التفاعل بين الشباب القارئ ودار "الجزائر تقرأ".
هذه المبادرة الناشئة أتوقع لها في نظرة استشرافية أن تكون أيقونة الثقافة في الجزائر خلال الخمس سنوات القادمة على الأكثر، وستتربَّع على عرش التفاعل الثقافي بكل مكوناته (الكتابة، النشر، التوزيع)، وهذا الكلام أسجِّلُهُ ليس من باب التفاؤل المحض، ولكن من خلال متابعتي لنشاط هذه الدار ونسبة استهدافها للقارئ وردِّ فعل الوسط الثقافي الشعبي كَمّاً ونوعاً.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/tayeb-mohammed-sayad/story_b_18050198.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات