الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

لاجئون يستأجرون منزل طفولة ترامب وسوري يحتلُّ غرفة نومه.. كيف وصلوا إلى بيت الرئيس الذي يطردهم؟

لاجئون يستأجرون منزل طفولة ترامب وسوري يحتلُّ غرفة نومه.. كيف وصلوا إلى بيت الرئيس الذي يطردهم؟

اللاجئون أصبحوا يعيشون في عقر دار دونالد ترامب ورغم أنفه.. الرئيس الذي بنى شعبيته على أساس العداء لهم والتعهد بطردهم.

فقد أصبح هنّاك نزلاء جدد بمنزل طفولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مدينة نيويورك في عطلة الأسبوع الماضي.

واللافت للنظر في الأمر هو أنهم من اللاجئين الذين شاركوا قصصهم كطريقة للفت الانتباه إلى أزمة اللاجئين، بينما تنعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع بحضور ترامب.

وبحسب ما نقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية، 18 سبتمبر/أيلول 2017، أصبح المنزل المكون من ثلاثة طوابق على طراز العمارة التيودورية بمدينة كوينز، والذي بناه فريد والد الرئيس ترامب في عام 1940، متاحاً للإيجار عبر موقع Airbnb، وبإمكان أي شخص الإقامة فيه نظير مبلغ 725 دولاراً أميركياً في الليلة الواحدة، وقد تم بيعه في مزاد إلى مشترٍ مجهول في مارس/آذار بمبلغ 2.14 مليون دولار أميركي، وكانت هذه هي ثاني مرّة يُطرح خلالها في مزاد.

وقد استأجرت منظمة "أوكسفام" الدولية لمكافحة الفقر المنزل يوم السبت 16 سبتمبر/أيلول 2017، ودعت أربعة لاجئين للحديث مع الصحفيين.

ويمكن أن ينظر ترامب لهذه الخطوة على أنها مكيدة صغيرة لإغاظته أو تشكل بالنسبة له رسالة تقلل من مناهضته للاجئين.

ويشار إلى أن إدارة الرئيس الجمهوري قد أصدرت قراراً بحظر السفر إلى الولايات المتحدة على مواطني ستة بلدان ذات أغلبية مسلمة وعلى كل اللاجئين.

وبعد تحديات قضائية عديدة، سمحت المحكمة العليا بالبلاد، خلال الأسبوع الماضي، بأن تظل تلك السياسة التقييدية على اللاجئين مؤقتة، ومن المقرر أن يستمع القضاة إلى الحجج المتعلّقة بالحظر في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2017.




ما هي الرسالة؟





وقالت شانون سكريبنر، المديرة بالنيابة لإدارة الشؤون الإنسانية لدى منظمة أوكسفام أميركا "نحن أردنا أن نبعث برسالة قوية إلى ترامب وزعماء العالم، بأن عليهم حتماً فعل المزيد للترحيب باللاجئين".
وقد عاش ترامب في المنزل الكائن في شارع تصطف الأشجار على جانبيه بمساكن العائلة الواحدة حتّى بلغ سن الرابعة، وحينها انتقلت عائلته إلى منزل آخر بناه والده في مكان قريب.



هذا كان شعورهم!





وفي غرفة النوم بالطابق العلوي، كانت هناك الفتاة الصومالية إيمان علي، البالغة من العمر 22 عاماً، التي نظرت حولها وعلى الأرض الخشبية ذات اللون الداكن، وعلى نسخة من كتاب ترامب الذي وُضِع على طاولة مجاورة بعنوان: فن الصفقة، وتساءلت عن ساكِن المنزل السابق.

إذ قالت إيمان بوجه مبتسم محاط بالحجاب ذي اللون الرمادي "إن معرفة أن ترامب كان هنا في سن الرابعة يجعلني أفكر بشأن المكان الذي كنت فيه عندما كنت في الرابعة من عمري".
وأضافت "نحن جميعاً تربيّنا صغاراً على أن نكون مواطنين مُنتجين لديهم كل هذه الأحلام والآمال".

وكانت إيمان في الثالثة من عمرها عندما وصلت الولايات المتحدة من اليمن، التي فرّ والداها إليها عندما اندلعت الحرب في بلدهم الأصلي، الصومال، وقالت إيمان إنها تذكرت ترامب كشخصية تقدم محتويات ترفيهية في عرض "The Celebrity Apprentice"، ولكنها غيّرت رأيها لاحقاً.

وأضافت قائلة "كان شيئاً صادماً ومؤلماً أن يصبح شخصٌ ما يتحدّث على نحو صريح ضد مجتمعي رئيساً للولايات المتحدة، لأنني بذلت الكثير في هذا البلد".



غرفة نومه





وفي الدور السفلي، كان هناك غسّان الشحادة، وهو لاجئ سوري يبلغ من العمر 41 عاماً وصل إلى الولايات المتحدة بصحبة زوجته وأبنائه الثلاثة في عام 2012، وقد جلس في غرفة بها أسرّة ذات طابقين، وعلامة على الحائط تقول إن هذه كانت على الأرجح غرفة نوم ترامب في طفولته.

وقال "قبل أن يبدأ النزاع في سوريا، كانت لدينا أحلام بالمجيء إلى أميركا"، وأضاف "بالنسبة لنا، صار الحلم حقيقة".

وقال غسّان إن حياته قد تبدّلت عندما وقّع ترامب قرار الحظر ومنع الناس من سوريا وخمس دول أخرى من دخول الولايات المتحدة.

وأضاف "كانت لديّ أحلام بأن أحصل على البطاقة الخضراء، وأصير قادراً على زيارة بلدي". وتابع: "منذ أن انتُخِب ترامب لا أجرؤ، لا أجرؤ على مغادرة هذا البلد ولا أستطيع العودة".

ونظر غسّان إلى خارج النافذة في الساحة الأمامية، وفكّر في ما كان سيقوله للرئيس. ثم قال: "سأنصحه أن يتذكّر، أن يفكّر فيما كان يشعر به عندما كان ينام في تلك الغرفة".

وأضاف: "إن استطاع العيش في تناغم مع من كان عليه في طفولته، بكل التعاطف والرحمة اللذين عند الأطفال، فسأقول حينها إنه رجل عظيم".


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/09/19/story_n_18039452.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات