مقالي هذا ليس دفاعاً عن بني أمية وخلافتهم، فأنا لا أملك شرف الدفاع عنهم، ومن أكون أنا لأدافع عن هذه الدولة العظيمة التي وصل بها الإسلام من الهند إلى فرنسا، وإنما هي محاولة لرد الظلم عن هذه الدولة التي قدمت الكثير للإسلام والمسلمين.
مُعظم الكتابات المعاصرة -وهي كثيرة- التي تناولت هذا العصر، اتخذت موقِفاً مُعادِياً للأمويين، معتمدة في ذلك على روايات خُصُومِهم، أو آراء ذوي الهوى والميول من المؤرخين، فجاء تاريخ خلفائهم وولاتهم مشوَّهاً، يشُوبُهُ كثيرٌ من الزَّيْف والتحريف، والبعد عن حقائق التاريخ.
لئن كان بعض الأمويين عادى الإسلام في البداية، وتأخر إسلامهم إلا أنهم لَمَّـا أسلموا عام الفتح، أظهروا مِن حُسنِ البلاء في الفتوحات، وقاموا بأدوار بارزة في رفع راية التوحيد، وأبدوا من الحب لدين الله، والجهاد في سبيله، ما لفت إليهم الأنظار، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسند إلى كثير منهم أجلَّ الأعمال وأخطرها، وكذلك فعل الخلفاء الراشدون الثلاثة من بعده.
ومع أن الإسلام يجُبُّ ما قبله، إلا أن بعض ذوي الأهواء لا يريد أن يفهم ذلك، ولا يكُفُّونَ عن ذِكرِ المواقف السيئة لبني أمية، التي كانت قبل إسلامهم، وكأن القوم ما أسلموا، وما جاهدوا في الله حق جهاده!
ويشهد لِفضلِهم -على الجُملة- قوله صلى الله عليه وسلم: "خيرُ القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" رواه البخاري ومسلم.
وأن الرسولَ -صلى الله عليه وسلم- كان كثيرٌ مِنْ عُمَّالِهِ في البلدان من بني أميَّة، وكذا عمالُ أبي بكر وعمال عمر وعثمان وماتوا وهم عنهُمْ راضون.
بل هم بنو عمومة النبي صلى الله عليه وسلم، ويجتَمِعُون مع النبي صلى الله عليه وسلم في نسب واحد وجدٍّ واحد فكلهم من قريش وفضل قريش على غيرهم ظاهر.
ويشهدُ لفضل بني أميَّة على العموم، قول الله تعالى: "ولينصُرَنَّ اللهُ من يَنْصُرُهُ إنَّ اللهَ لقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ في الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وآتَوْا الزَّكَاةَ وأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عن المُنْكَرِ وللهِِ عَاقِبَةُ الأُمُور"، فالله -عز وجل- قد مكَّنَ لبني أُمَيَّةَ في الأرض، وبدَّلَ خوفَهُم أمناً، ونَصَرهم في جِهادهم، حتى فتحوا مشارقَ الأرض ومغاربها، من "كاشغر" على حدود الصين في الشرق، إلى الأندلس وجنوب فرنساً في الغرب، ومِن بحرِ قزوين في الشَّمَال، إلى المحيط الهندي في الجنوب.
يقول وقال ابن كثير في تاريخه (9|104): "فكانت سوق الجهاد قائمة في بني أمية ليس لهم شغل إلا ذلك، قد علت كلمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وبرها وبحرها، وقد أذلوا الكفر وأهله، وامتلأت قلوب المشركين من المسلمين رعباً، لا يتوجه المسلمون إلى قطر من الأقطار إلا أخذوه، وكان في عساكرهم وجيوشهم في الغزو الصالحون والأولياء والعلماء من كبار التابعين، في كل جيش منهم شرذمة عظيمة ينصر الله بهم دينه".
بني أمية دخلوا في صراع سياسي مع آل البيت، منذ مقتل عثمان رضي الله عنه، فمالت عواطف كثيرٍ من المسلمين إلى آل البيت؛ نظراً لمكانتهم في نفوس الناس.
وعَمَّقَ هذا الشُّعُور ما تعرض له بعض أفراد آل البيت من المآسي، مما خلق شعوراً يكاد يكون عاماً، بالكراهية للأُمَويِّين؛ حيثُ لم يكن مِن السهل على أي مسلم، مهما كان مذهبه واتجاهه السياسي، أن يرضى عن حادث مقتل الحسين -رضي الله عنه- ذلك الحادث الذي شَغَلَ حيزاً كبيراً في كتب المؤرخين، وأساء إلى سُمعَةِ الدولة الأموية.
كذلك كثرةُ أعداء بني أُمَيَّة، من الخوارج، ومن الحاقدين عليهم، والطامعين في الحكم.
وفوق ذلك: الموالي مِن الفُرس، الذين لم ينسوا زوال دولتهم على أيدي العرب، فصبوا جام غضبهم على الأمويين، واتهموهم بالتعصب ضدهم، فتجمَّعت كُلُّ هذه العناصر الموتورة، وكان لكل منها شُعراء وخطباء، ونقلة للأخبار ورواة، وراحت تبثُّ الشائعات في جوانب العالم الإسلامي، وتُضَخِّمُ الأخطاء الصغيرة، وتفتعل الأكاذيب، وتلفِّق الروايات عن العصر الأموي ورجاله.
كما شارك دعاةُ بني العباس -إبان المرحلة السرية لدعوتهم، والتحضير للثورة على الدَّولة الأموية- في هذا التَّيَّار، وأخذوا يُرَكِّزُون على تشويه سُمعةِ الخلفاء والولاة؛ ليخلقوا رأياً عاماً معادياً للدَّولة، وقد نجحوا في ذلك نجاحاً كبيراً.
ظَلَّت هذه الأخبار والشائعات يتردَّدُ صَدَاها على أَلسِنةِ الناس، حتى بدأ عصرُ التَّدوين، فدَوَّنَ المُؤَرِّخُونَ كُلَّ ما وَصَلَ إلى سَمْعِهم، وسواء أكان حقاً أم باطلاً. وكان مِن سُوءِ حَظِّ الأُمويين أنَّ تاريخهم دُوِّن في عصر خصومهم العباسيين.
وقد لَعِبَتِ الخُصُومةُ -التي بلغت حَدَّ استئصال شأفة الأمويين، ونبش قبورهم- دورها في تشويه هذا التاريخ، وطمس معالمه.
قال الدكتور محمد السيد الوكيل، في مقدمة كتابه "الأمويون بين الشرق والغرب" (1|8): إنَّ الدَّولةَ الأُموية التي فتحت بلاد الهند والسند، حتى وصلت حدود الصين شرقاً، وواصلت فتوحاتها في المغرب العربي، بل وجاوزته إلى أوروبا، حتى فتحت الأندلس، ووصلت جنوب فرنسا، هذه الدولة، لا يُمْكِن أن تَسْلَمَ مِن ألسنة المستشرقين والمستغربين على حَدٍّ سواء؛ لأن هذه الفتوحات المُذْهِلَة، أَوْرَثَتِ الأعداءَ حِقْداً لم يستطيعوا إخفاءَهُ، ولم يقدروا على تجاوزه، بل ظلُّوا يجترُّونه قروناً طويلة، حتى واتتهم الفرصة، بإصابة الدولة الإسلامية بالشيخوخة، التي تُصِيبُ الأمم دائماً من غير تفريق، فانقضُّوا عليها وهي تحتضر؛ ليأخُذُوا منها ثأرهم، وهي على فراش الموت.
لقد أدَّت تلك العوامل مجتمعة إلى تشويه كثير من جوانب التاريخ السياسي لعصر بني أمية، وتزييف عديد من حقائقه، وتلفيق الشائعات والأباطيل، وما زال روافض هذا الزمان يلعنون بني أمية على منابرهم في كل وقت وآن ويتهمونهم بأبشع التهم وينكلون لهم اسوأ تنكيل، مما زاد من هذا اللغط وهذا التشويش، بدون عودة لقراءة ودراسة عادلة في تاريخهم، فعامة الرافضة يتلقون بألسنتهم ما يقوله أأمتهم ويبثونه هنا وهناك؛ لذلك كثر الحديث عن بني أمية ونفث كرههم في النفوس وتصويرهم ونعتهم بأبشع الأوصاف.
ومَهْمَا قال الحاقِدُون عن الأمويين، ومهما أثاروا الزوابع والعواصف من حولهم، فإن تاريخهم حقبةٌ مُشْرِقَةٌ مِن أحقاب التاريخ الفذ. وسيرى الدَّارِسُ لهذه الحقبة: ما نشَرُوهُ مِن الحضارة، وما خلَّفُوهُ وراءَهُم من النظم، وما أنجبوا من القيادات، التي ساقت جيوشهم من نصر إلى نصر، حتى دان لهم أكثرُ مِن نصفِ الأرض المعروفة في تلك الفترة من الزمان.
وأختم مقالي بقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
بنو أمية للأنباء ما فتحوا ** وللأحاديث ما سادوا وما دانوا
كانوا ملوكاً سرير الشرق تحتهم ** فهل سألت سرير الغرب ما كانوا
لولا دمشق لما كانت طليطلة ** ولا زهت ببني العباس بغدان
مُعظم الكتابات المعاصرة -وهي كثيرة- التي تناولت هذا العصر، اتخذت موقِفاً مُعادِياً للأمويين، معتمدة في ذلك على روايات خُصُومِهم، أو آراء ذوي الهوى والميول من المؤرخين، فجاء تاريخ خلفائهم وولاتهم مشوَّهاً، يشُوبُهُ كثيرٌ من الزَّيْف والتحريف، والبعد عن حقائق التاريخ.
لئن كان بعض الأمويين عادى الإسلام في البداية، وتأخر إسلامهم إلا أنهم لَمَّـا أسلموا عام الفتح، أظهروا مِن حُسنِ البلاء في الفتوحات، وقاموا بأدوار بارزة في رفع راية التوحيد، وأبدوا من الحب لدين الله، والجهاد في سبيله، ما لفت إليهم الأنظار، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسند إلى كثير منهم أجلَّ الأعمال وأخطرها، وكذلك فعل الخلفاء الراشدون الثلاثة من بعده.
ومع أن الإسلام يجُبُّ ما قبله، إلا أن بعض ذوي الأهواء لا يريد أن يفهم ذلك، ولا يكُفُّونَ عن ذِكرِ المواقف السيئة لبني أمية، التي كانت قبل إسلامهم، وكأن القوم ما أسلموا، وما جاهدوا في الله حق جهاده!
ويشهد لِفضلِهم -على الجُملة- قوله صلى الله عليه وسلم: "خيرُ القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" رواه البخاري ومسلم.
وأن الرسولَ -صلى الله عليه وسلم- كان كثيرٌ مِنْ عُمَّالِهِ في البلدان من بني أميَّة، وكذا عمالُ أبي بكر وعمال عمر وعثمان وماتوا وهم عنهُمْ راضون.
بل هم بنو عمومة النبي صلى الله عليه وسلم، ويجتَمِعُون مع النبي صلى الله عليه وسلم في نسب واحد وجدٍّ واحد فكلهم من قريش وفضل قريش على غيرهم ظاهر.
ويشهدُ لفضل بني أميَّة على العموم، قول الله تعالى: "ولينصُرَنَّ اللهُ من يَنْصُرُهُ إنَّ اللهَ لقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ في الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وآتَوْا الزَّكَاةَ وأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عن المُنْكَرِ وللهِِ عَاقِبَةُ الأُمُور"، فالله -عز وجل- قد مكَّنَ لبني أُمَيَّةَ في الأرض، وبدَّلَ خوفَهُم أمناً، ونَصَرهم في جِهادهم، حتى فتحوا مشارقَ الأرض ومغاربها، من "كاشغر" على حدود الصين في الشرق، إلى الأندلس وجنوب فرنساً في الغرب، ومِن بحرِ قزوين في الشَّمَال، إلى المحيط الهندي في الجنوب.
يقول وقال ابن كثير في تاريخه (9|104): "فكانت سوق الجهاد قائمة في بني أمية ليس لهم شغل إلا ذلك، قد علت كلمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وبرها وبحرها، وقد أذلوا الكفر وأهله، وامتلأت قلوب المشركين من المسلمين رعباً، لا يتوجه المسلمون إلى قطر من الأقطار إلا أخذوه، وكان في عساكرهم وجيوشهم في الغزو الصالحون والأولياء والعلماء من كبار التابعين، في كل جيش منهم شرذمة عظيمة ينصر الله بهم دينه".
بني أمية دخلوا في صراع سياسي مع آل البيت، منذ مقتل عثمان رضي الله عنه، فمالت عواطف كثيرٍ من المسلمين إلى آل البيت؛ نظراً لمكانتهم في نفوس الناس.
وعَمَّقَ هذا الشُّعُور ما تعرض له بعض أفراد آل البيت من المآسي، مما خلق شعوراً يكاد يكون عاماً، بالكراهية للأُمَويِّين؛ حيثُ لم يكن مِن السهل على أي مسلم، مهما كان مذهبه واتجاهه السياسي، أن يرضى عن حادث مقتل الحسين -رضي الله عنه- ذلك الحادث الذي شَغَلَ حيزاً كبيراً في كتب المؤرخين، وأساء إلى سُمعَةِ الدولة الأموية.
كذلك كثرةُ أعداء بني أُمَيَّة، من الخوارج، ومن الحاقدين عليهم، والطامعين في الحكم.
وفوق ذلك: الموالي مِن الفُرس، الذين لم ينسوا زوال دولتهم على أيدي العرب، فصبوا جام غضبهم على الأمويين، واتهموهم بالتعصب ضدهم، فتجمَّعت كُلُّ هذه العناصر الموتورة، وكان لكل منها شُعراء وخطباء، ونقلة للأخبار ورواة، وراحت تبثُّ الشائعات في جوانب العالم الإسلامي، وتُضَخِّمُ الأخطاء الصغيرة، وتفتعل الأكاذيب، وتلفِّق الروايات عن العصر الأموي ورجاله.
كما شارك دعاةُ بني العباس -إبان المرحلة السرية لدعوتهم، والتحضير للثورة على الدَّولة الأموية- في هذا التَّيَّار، وأخذوا يُرَكِّزُون على تشويه سُمعةِ الخلفاء والولاة؛ ليخلقوا رأياً عاماً معادياً للدَّولة، وقد نجحوا في ذلك نجاحاً كبيراً.
ظَلَّت هذه الأخبار والشائعات يتردَّدُ صَدَاها على أَلسِنةِ الناس، حتى بدأ عصرُ التَّدوين، فدَوَّنَ المُؤَرِّخُونَ كُلَّ ما وَصَلَ إلى سَمْعِهم، وسواء أكان حقاً أم باطلاً. وكان مِن سُوءِ حَظِّ الأُمويين أنَّ تاريخهم دُوِّن في عصر خصومهم العباسيين.
وقد لَعِبَتِ الخُصُومةُ -التي بلغت حَدَّ استئصال شأفة الأمويين، ونبش قبورهم- دورها في تشويه هذا التاريخ، وطمس معالمه.
قال الدكتور محمد السيد الوكيل، في مقدمة كتابه "الأمويون بين الشرق والغرب" (1|8): إنَّ الدَّولةَ الأُموية التي فتحت بلاد الهند والسند، حتى وصلت حدود الصين شرقاً، وواصلت فتوحاتها في المغرب العربي، بل وجاوزته إلى أوروبا، حتى فتحت الأندلس، ووصلت جنوب فرنسا، هذه الدولة، لا يُمْكِن أن تَسْلَمَ مِن ألسنة المستشرقين والمستغربين على حَدٍّ سواء؛ لأن هذه الفتوحات المُذْهِلَة، أَوْرَثَتِ الأعداءَ حِقْداً لم يستطيعوا إخفاءَهُ، ولم يقدروا على تجاوزه، بل ظلُّوا يجترُّونه قروناً طويلة، حتى واتتهم الفرصة، بإصابة الدولة الإسلامية بالشيخوخة، التي تُصِيبُ الأمم دائماً من غير تفريق، فانقضُّوا عليها وهي تحتضر؛ ليأخُذُوا منها ثأرهم، وهي على فراش الموت.
لقد أدَّت تلك العوامل مجتمعة إلى تشويه كثير من جوانب التاريخ السياسي لعصر بني أمية، وتزييف عديد من حقائقه، وتلفيق الشائعات والأباطيل، وما زال روافض هذا الزمان يلعنون بني أمية على منابرهم في كل وقت وآن ويتهمونهم بأبشع التهم وينكلون لهم اسوأ تنكيل، مما زاد من هذا اللغط وهذا التشويش، بدون عودة لقراءة ودراسة عادلة في تاريخهم، فعامة الرافضة يتلقون بألسنتهم ما يقوله أأمتهم ويبثونه هنا وهناك؛ لذلك كثر الحديث عن بني أمية ونفث كرههم في النفوس وتصويرهم ونعتهم بأبشع الأوصاف.
ومَهْمَا قال الحاقِدُون عن الأمويين، ومهما أثاروا الزوابع والعواصف من حولهم، فإن تاريخهم حقبةٌ مُشْرِقَةٌ مِن أحقاب التاريخ الفذ. وسيرى الدَّارِسُ لهذه الحقبة: ما نشَرُوهُ مِن الحضارة، وما خلَّفُوهُ وراءَهُم من النظم، وما أنجبوا من القيادات، التي ساقت جيوشهم من نصر إلى نصر، حتى دان لهم أكثرُ مِن نصفِ الأرض المعروفة في تلك الفترة من الزمان.
وأختم مقالي بقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
بنو أمية للأنباء ما فتحوا ** وللأحاديث ما سادوا وما دانوا
كانوا ملوكاً سرير الشرق تحتهم ** فهل سألت سرير الغرب ما كانوا
لولا دمشق لما كانت طليطلة ** ولا زهت ببني العباس بغدان
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/shamel-mohamed-helmy/story_b_18095672.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات