"الشيطان والآنسة بريم" رواية قصيرة لا تتعدى 188 صفحة، للروائي البرازيلي الشهير "باولو كويلو"، صدرت أول طبعة منها في عام 2000، تُناقش الرواية الصراع الفلسفي الميتافيزيقي الأزلي بين الخير والشر داخل النفس البشرية، والمتكرر يومياً في حياتنا، منذ أن هبط آدم من الجنة إلى الأرض.
الخير أم الشر؟
تحاول تلك الرواية الإجابة عن تساؤلات تؤرقنا كثيراً حتى يومنا هذا، فهل الخير متأصل في النفس البشرية، أم أن جميعنا أشرار إذا توفرت الظروف المواتية لذلك؟ هل نحن أخيار لأننا لم نتعرض للاختبار بعد؟ هل ما يمنعنا من سرقة أو قتل بعضنا البعض هو الجبن والخوف من العقاب أو رفض المجتمع أم لأننا أخيار؟
جاءت رواية "الشيطان والآنسة بريم" ختاماً مناسباً لثلاثية روايات "اليوم السابع"، مثلما سمَّاها باولو كويلو، وهي روايات يتعرَّض فيها المجتمع لفتنة ما، لمدة سبعة أيام متتالية، ويرصد فيها تفاعل المجتمع مع تلك الفتنة، كانت أولى روايات الثلاثية (على نهر بييدرا هناك جلست فبكيت) عام 1995، فكانت المواجهة فيها مع سلطة "الحب"، أتبعها بالرواية الثانية في عام 1998 "فيرونيكا تقرر أن تموت"، التي يتحدث فيها عن "الموت"، والثالثة "الشيطان والآنسة بريم" التي يواجه فيها المجتمع الشيطان، مصطحباً معه "سلطة المال/ الذهب".
تاجر السلاح
تدور أحداث الرواية في قرية نائية، تربض بين الجبال والطبيعة الساحرة، لم تجتحها الحضارة بعد، تُدعى "بيسكوس"، معظم أهلها من المسيحيين، إلا أنهم يؤمنون بالتقاليد والخرافات الراسخة يتوارثونها من الحضارة السلتية القديمة، يفِد إلى القرية رجل غريب، نعرف فيما بعد أنه تاجر سلاح شرعي، فقد زوجته وابنته في حادث إرهابي، يُقيم في القرية لمدة أسبوع، ويلتقي النادلة "الآنسة شانتال بريم" ويعرض عليها عرضاً مفزعاً قائلاً: "أمامك سبيكة ذهب.. أخبرتك مكان دفنها.. وأمامك أيضاً 10 سبائك ذهبية أخرى سأخبئها في مكان آخر.. لك أن تسرقي السبيكة بشرط واحد، أن تؤدي دورك في اللعبة بإبلاغ أهل قريتك الصغيرة بما رأيته.. وأن تلك العشر سبائك الذهبية من حقهم.. إذا ما خالفوا إحدى الشرائع الإلهية.. عليهم أن يقتلوا واحداً منهم خلال الستة أيام القادمة التي أقضيها هنا.. وقتها في اليوم السابع سيصبح من حقهم الذهب كله.. فقط بمقتل أحدهم خلال الأسبوع.. أمامكم فرصة لتغيير مستقبلكم للأحسن.. فقط بمخالفة الشرائع السماوية.. إذا ما مات أحدهم وسرقت سبيكة الذهب عندها أثبت لنفسي أن البشرية كلها شرور.. إذا لم تسرق السبيكة، ولكن إن تم قتل أحد السكان.. أو العكس سأفترض أن الصراع بين الخير والشر الأبدي قائم.. وسينتهي بفوز أحدهم".
تقضي بريم ليلتها الأولى في حضور طاغٍ للخير، فلا ترغب في أن تخبر قريتها بهذا العرض أو تزجّ بنفسها في تلك اللعبة، لكنها في اليوم التالي يتنازعها الخير والشر، في الليلة الثالثة تخبر أفراد قريتها الصغيرة.
يحتدم الصراع بين الخير والشر، ما بين الشياطين والملائكة، يستعرض أهل القرية ماضيهم، وأساطيرهم السلتية في محاولة منهم لتحديد مصيرهم، تتنازعهم أطماعهم، ويغريهم بريق الذهب الذي سيبدل مصائرهم، يجتمعون على قتل "العجوز برتا"، تخرج القرية في مشهد جنائزي كئيب، يضعونها على مذبح سيلتي قديم، لكن تعترضهم الآنسة "بريم"، ويعودون أدراجهم دون أن يرتكبوا تلك الجريمة الحمقاء. يعطي "الغريب" سبائك الذهب للآنسة "بريم" ويرحل.
شخصيات معقدة
أجاد كويلو في "الشيطان والآنسة بريم" نسج العديد من القصص عن الاختيار، والطمع والشر، والخوف من العقاب.
كذلك أضفى لمسة محبَّبة من الواقعية السحرية في شخصية "العجوز برتا"، التي تتحدث مع زوجها المتوفَّى، ورأت الشيطان قادماً للقرية. وشهدت الصراع بين الخير والشر. كما أنه أجاد في رسم الشخصيات وصراعاتها الشخصية، وكان شديد الدقة والروعة في رسم شخصية الكاهن، الذي آمن أن الناس يلجأون للتوبة والإصلاح بعد الذنب، فلا بد للخطيئة أن تُرتكب حتى يدفع الشعور بالذنب أصحابها للتوبة، فطريق الخير يبدأ من الشر مثلما يدعي.
في النهاية قد تتفق مع ما يطرحه باولو كويلو في هذه الرواية أو تختلف معه، إلا أنها ستدفعك حتماً للكثير من التفكير، وسوف تورثك الكثير من الأسئلة التي ربما لا تجيب عنها، وتمنحك قطرات من الحكمة لفهم نفسك وفهم النفس البشرية "فقصة شخص واحد هي قصة البشرية كلها".
الخير أم الشر؟
تحاول تلك الرواية الإجابة عن تساؤلات تؤرقنا كثيراً حتى يومنا هذا، فهل الخير متأصل في النفس البشرية، أم أن جميعنا أشرار إذا توفرت الظروف المواتية لذلك؟ هل نحن أخيار لأننا لم نتعرض للاختبار بعد؟ هل ما يمنعنا من سرقة أو قتل بعضنا البعض هو الجبن والخوف من العقاب أو رفض المجتمع أم لأننا أخيار؟
جاءت رواية "الشيطان والآنسة بريم" ختاماً مناسباً لثلاثية روايات "اليوم السابع"، مثلما سمَّاها باولو كويلو، وهي روايات يتعرَّض فيها المجتمع لفتنة ما، لمدة سبعة أيام متتالية، ويرصد فيها تفاعل المجتمع مع تلك الفتنة، كانت أولى روايات الثلاثية (على نهر بييدرا هناك جلست فبكيت) عام 1995، فكانت المواجهة فيها مع سلطة "الحب"، أتبعها بالرواية الثانية في عام 1998 "فيرونيكا تقرر أن تموت"، التي يتحدث فيها عن "الموت"، والثالثة "الشيطان والآنسة بريم" التي يواجه فيها المجتمع الشيطان، مصطحباً معه "سلطة المال/ الذهب".
تاجر السلاح
تدور أحداث الرواية في قرية نائية، تربض بين الجبال والطبيعة الساحرة، لم تجتحها الحضارة بعد، تُدعى "بيسكوس"، معظم أهلها من المسيحيين، إلا أنهم يؤمنون بالتقاليد والخرافات الراسخة يتوارثونها من الحضارة السلتية القديمة، يفِد إلى القرية رجل غريب، نعرف فيما بعد أنه تاجر سلاح شرعي، فقد زوجته وابنته في حادث إرهابي، يُقيم في القرية لمدة أسبوع، ويلتقي النادلة "الآنسة شانتال بريم" ويعرض عليها عرضاً مفزعاً قائلاً: "أمامك سبيكة ذهب.. أخبرتك مكان دفنها.. وأمامك أيضاً 10 سبائك ذهبية أخرى سأخبئها في مكان آخر.. لك أن تسرقي السبيكة بشرط واحد، أن تؤدي دورك في اللعبة بإبلاغ أهل قريتك الصغيرة بما رأيته.. وأن تلك العشر سبائك الذهبية من حقهم.. إذا ما خالفوا إحدى الشرائع الإلهية.. عليهم أن يقتلوا واحداً منهم خلال الستة أيام القادمة التي أقضيها هنا.. وقتها في اليوم السابع سيصبح من حقهم الذهب كله.. فقط بمقتل أحدهم خلال الأسبوع.. أمامكم فرصة لتغيير مستقبلكم للأحسن.. فقط بمخالفة الشرائع السماوية.. إذا ما مات أحدهم وسرقت سبيكة الذهب عندها أثبت لنفسي أن البشرية كلها شرور.. إذا لم تسرق السبيكة، ولكن إن تم قتل أحد السكان.. أو العكس سأفترض أن الصراع بين الخير والشر الأبدي قائم.. وسينتهي بفوز أحدهم".
تقضي بريم ليلتها الأولى في حضور طاغٍ للخير، فلا ترغب في أن تخبر قريتها بهذا العرض أو تزجّ بنفسها في تلك اللعبة، لكنها في اليوم التالي يتنازعها الخير والشر، في الليلة الثالثة تخبر أفراد قريتها الصغيرة.
يحتدم الصراع بين الخير والشر، ما بين الشياطين والملائكة، يستعرض أهل القرية ماضيهم، وأساطيرهم السلتية في محاولة منهم لتحديد مصيرهم، تتنازعهم أطماعهم، ويغريهم بريق الذهب الذي سيبدل مصائرهم، يجتمعون على قتل "العجوز برتا"، تخرج القرية في مشهد جنائزي كئيب، يضعونها على مذبح سيلتي قديم، لكن تعترضهم الآنسة "بريم"، ويعودون أدراجهم دون أن يرتكبوا تلك الجريمة الحمقاء. يعطي "الغريب" سبائك الذهب للآنسة "بريم" ويرحل.
شخصيات معقدة
أجاد كويلو في "الشيطان والآنسة بريم" نسج العديد من القصص عن الاختيار، والطمع والشر، والخوف من العقاب.
كذلك أضفى لمسة محبَّبة من الواقعية السحرية في شخصية "العجوز برتا"، التي تتحدث مع زوجها المتوفَّى، ورأت الشيطان قادماً للقرية. وشهدت الصراع بين الخير والشر. كما أنه أجاد في رسم الشخصيات وصراعاتها الشخصية، وكان شديد الدقة والروعة في رسم شخصية الكاهن، الذي آمن أن الناس يلجأون للتوبة والإصلاح بعد الذنب، فلا بد للخطيئة أن تُرتكب حتى يدفع الشعور بالذنب أصحابها للتوبة، فطريق الخير يبدأ من الشر مثلما يدعي.
في النهاية قد تتفق مع ما يطرحه باولو كويلو في هذه الرواية أو تختلف معه، إلا أنها ستدفعك حتماً للكثير من التفكير، وسوف تورثك الكثير من الأسئلة التي ربما لا تجيب عنها، وتمنحك قطرات من الحكمة لفهم نفسك وفهم النفس البشرية "فقصة شخص واحد هي قصة البشرية كلها".
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/10/24/story_n_18345306.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات