الاثنين، 2 أكتوبر 2017

الأشباح والحكومات العربية.. قواسم مشتركة بينهما

الأشباح والحكومات العربية.. قواسم مشتركة بينهما

منذ ما انطلقت السينما وأفلام الرعب من قمقمها، حتى بدأت تدور في فلك قد يتغير مداره من وقت لآخر، ورسخ الكثير من صفات الأشباح والأرواح الشيطانية، خاصة في البيوت المسكونة، وهذا الترسيخ نستطيع أن نستنبط منه بعض القواسم المشتركة بين عالمهم وتعاملهم مع البشر وعالمنا العربي، تحديداً الحكومات العربية.

1- ضحيتهما فقيرة
بالتأكيد، الروح الشيطانية لن تنزل على أهل بيت من الأغنياء؛ لأنهم يستطيعون أن يرحلوا عنه متى أرادوا ويسكنون في غيره، وفي هذه الحالة ستكون رحلة الروح الشيطانية محفوفة بالمخاطر من بيت إلى بيت إلى بيت، لكن إذا ما كانت عائلة فقيرة أو متوسطة اشترت بكل ما تملك هذا البيت ولا تستطيع أن تغيره، فيمكثون فيه مرغَمين وسط كل ألاعيبهم الشيطانية..
كذلك الحكومات العربية، لكنها قد تُفقر الشعوب بنفسها، الشياطين لا تملك ذلك.

2- ضحيتهما جاهلة
هذا الكرسي الذي يتحطم في الهواء كيف حدث هذا؟! لا أحد يدري، لا أحد يملك السلطة في عينيه لترى الشيطان "محسن بيك" أو شيطان الأعمال "أبو العز" يفعل كل هذه الأفاعيل في البيت، قد يدمر أي شيء، قد يأخذ أي شيء، حتى لو كان بشراً، لا أحد يستطيع رؤيته أو منعه.

3- كلاهما يستخدم الأوهام
إن الأوهام تلعب دوراً هاماً مع الشياطين، يجب أن تظهر الضحية بمظهر المجنون لا يصدق، فلو صرخ بأن الرجل الذي مات في هذا البيت من عشرين عاماً يخنقه ويريد قتله، لما صدقه أحد؛ بل لقالوا إن هذا الرجل مجنون يستحق أسوأ من البيت الذي يعيش فيه، ويجب أن يذهب إلى سرايا المجانين، فيرجع لبيته صاغراً ويتحمل كل همزات وغمزات الشياطين المعشعشة في بيته، فهذا أفضل من سرايا المجانين، آلة ضخ الأوهام.


4- خداع لجان تفتيش الكنيسة الكاثوليكية
بالطبع، ستستنجد العائلة المذعورة من أقرب كنيسة لديها، لن يصدقوا هذا بالطبع، لكنهم سيأتون مرغَمين من إلحاح العائلة، يدخل القس البيت ويجول فيه، هنا يظهر الفرق بين الروح الشيطانية الغبية والذكية.

فالغبية ستواجه القس وتخيفه؛ ظناً أنه لن يعود إلى هنا ثانيةً ولتفرض سطوتها وهيبتها أمام سكان البيت، عندها سيخرج القس غارقاً في عَرقه يلهث، يقول إن البيت به شيء لا يريحه، وهنا أكبر خطأ؛ لأنه سيجلب غزو الكنيسة بكامله له.

أما الذكية منها، فستنسحب بهدوء وتخفي كل آثار وجودها في البيت وقت وجود القس؛ لأنهم لا يريدون مواجهة القس ومن معه، على الأقل في هذه المرحلة، وهذا سيؤكد النقطة السابقة "استخدام الأوهام".

5- في وقت المواجهة تُظهر وجهها الأقبح
لهم أوجه قبيحة كثيرة تُظهرها أمام كل تمرد وآخر، لكن عند المواجهة الحقيقية وعندما تقترب نهايتها، تأخذ نيرون مثالاً لها، ويكون "أنا أو الفوضى" جملة يحتذى بها.

فأولاً توصد الأبواب أمام كل هرب وكل استغاثة من الداخل، وتحاصرهم في ممرات محدودة موصدة كالجرذان ثم تصطادهم واحداً تلو الآخر.

ثانياً: تقطع الاتصال بالعالم الخارجي، هناك العزل المادي بالتأكيد، لكنه ليس كافياً مع التطور التكنولوجي، فستهرع الأم إلى الهاتف الأرضي فلا تجد حرارة به، وتطلب الفتاة رقماً بهاتفها الجوال فلا تجد شبكة، أنتم محاصَرون فلا جدوى مما تفعلون؛ إما أن تذعنوا وإما أن نفتك بكم دون أن يشعر بكم أحد.

ثالثاً: تزيد جرعة الأوهام، إنها الذروة لكل نافثي الأوهام بين أركان البيت النجسة، بالطبع من يقف خارج البيت لن يسمع أصوات العائلة الصارخة، سيسمع صوت العصافير المغردة ويرى فقط الحديقة الجميلة المزهرة أمام المنزل.

6- تحب تقديس الذات
عندما تستكين الضحايا للشيطان، يُلزمون أن يؤدوا لهم الطقوس السحرية مصحوبة بالتعاويذ والطلاسم، ولا بد أن تذكر اسم الشيطان بكل تجليل احتراماً، الرفيقة لاما، الأخ الأكبر لوسيفر؛ حتى يتفضل بالنزول عليهم وإحلال قوته وسلطانه في المكان، هذا بالطبع ليس لأن الشيطان يريد السلطة؛ ذلك لأن العائلة طلبت منه بكل خضوع ذلك.

الفارق الوحيد الذي أراه بين الأشباح والحكومات العربية، هي أن الأشباح تجيد اللاتينية، أما الحكومات العربية فلا تجيدها غالباً.

من كل ما سردناه هنا، أستطيع أن أستنتج استنتاجاً جد خطير، أن أجساد الحكومات العربية تتلبس أرواح الشياطين، فليكن الله في عونها.




ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/hassan-elshawaf/story_b_18083006.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات