الأربعاء، 1 نوفمبر 2017

جماجم كبار المقاومين الجزائريين تحتفل بذكرى الثورة بمتاحف فرنسا.. وجدل حول مطالب استرجاعها

جماجم كبار المقاومين الجزائريين تحتفل بذكرى الثورة بمتاحف فرنسا.. وجدل حول مطالب استرجاعها

يستحضر الجزائريون يوم 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، الذكرى الـ63 لاندلاع الثورة ضد المستعمر الفرنسي، الذي ظلَّ في الجزائر منذ سنة 1830 حتى 1962.

ولعل ما يهم الجزائريين بعد كل هذه السنوات، أن تعترف فرنسا بجرائمها في حق الآباء والأجداد، وأن تعيد أرشيفهم الذي يوثق لحقائق تاريخية مهمة، مع استرداد جماجم شهداء مقاومين لإعادة دفنها بطريقة كريمة بمقام الإنسانية قبل الحديث عن الأبعاد الشرعية والدينية.

هذه النقطة الأخيرة أي ملف الجماجم، أسال الكثير من الحِبر والجدل، ولم تتحرك فرنسا لفتحه، وإعادة الجماجم إلى ذويهم ووطنهم، رغم حديث الرئيس الفرنسي في حملته الانتخابية بإعادة النظر في تاريخ فرنسا القديم مع المستعمرات.




18 ألف جمجمة





تبحث الجزائر عن استرجاع ما يفوق 18 ألف جمجمة لمواطنين جزائريين قتلوا خلال الفترة الاستعمارية على يد الجنود الفرنسيين، أو بالأحرى قطعت رؤوسهم لترهيب الجزائريين ومنعهم من القيام بأي ثورة ضدهم.

أستاذ التاريخ بجامعة سطيف محمد بن ساعو، أوضح لـ"هاف بوست عربي"، أن هذه الجماجم، هي لمقاومين جزائريين بعد أن قُطعت رؤوسهم من قبل قوات الاحتلال الفرنسي، في الفترة ما بين (1840 - 1850).

وتعد مجزرة واحة الزعاطشة- بلدة ليشانة حالياً في ولاية بسكرة، جنوب الجزائر، حسب ساعو، أبرز الجرائم التي ارتكبت إبان الاستعمار الفرنسي، وتعود وقائعها إلى 26 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1849، عندما هاجم الجنرال الفرنسي هيربيون الواحة، التي كانت معقل الشيخ بوزيان، قائد ثورة الزعاطشة، بقوات بلغ إجماليها 8 آلاف عسكري.

ويعتقد ساعو أن العدد قد يفوق ما صرحت به إدارة متحف الإنسان بباريس سابقاً، إذ قال "الملف ملغم ولا يريدون النبش كثيراً فيه، فرنسا تخشى من قول كل شيء بالتفصيل، لأنه يعكس فترة من سواد تاريخها".

رئيسة الهيئة الجزائرية لمناهضة الفكر الاستعماري، المحامية فاطمة الزهراء بن براهم هي الأخرى تشكك في تلك الأرقام، لكنها في الوقت الراهن تطالب التحرك الفعلي لاسترجاع ما تم اكتشافه بمتحف باريس.

وتقول بن براهم لـ"هاف بوست عربي"، إنهم نادوا منذ سنوات بضرورة تحرك السلطات من أعلى مستوى، "شكَّلنا لجاناً مشتركة بين فاعلين جزائريين وفرنسيين، من أجل الضغط لاسترجاع جماجم وعظام ما يفوق 18000 جزائري بمتاحف باريس".




37 من رموز المقاومة





من بين ما يزيد عن 18 ألف جمجمة مخبأة بمتحف الإنسان بالعاصمة الفرنسية باريس، توصلت الأبحاث إلى اكتشاف هوية 500 جمجمة، منها 37 لرموز المقاومة الجزائرية في تلك الفترة.

وتسعى الهيئة الجزائرية لمناهضة الفكر الاستعماري، على لسان رئيستها المحامية فاطمة الزهراء بن براهم، لاسترجاع جماجم رموز المقاومة، وعددها 37، قبل الحديث عن العدد المتبقي والذي يفوق الـ18 ألفاً.

وتقول بن براهم في هذه النقطة: "سعينا المتواصل تكلَّل بعشرات المراسلات، والدعوات القضائية لبعض عائلات أولئك الرموز، خاصة الشيخ أحمد بوزيان، الذي قاد معركة الزعاطشة عام 1849، وموسى الدرقاوي الذي قتل في نفس المعركة، كما تم التعرف أيضاً على جمجمة شريف بوبغلة".

وكان تقرير بُث على قناة فرانس 24، قد كشف حتى على ترقيم تلك الجماجم التي تعود لقادة ضد المستعمر حينها.

وقال التقرير إن الجمجمة التي تحمل رقم 5940 هي للشهيد الشريف بوبغلة، والجمجمة رقم 5939 هي للمقاوم فيصل حمادي، أما قائد ثورة الزعاطشة أحمد بوزيان فجمجمته تحمل رقم 5941، كما تم التعرف أيضاً على جمجمة موسى الدرقاوي التي تحمل رقم 5942، ومختار الدرقاوي تحت رقم 5944.








أعيدوهم إلى أرض سَقَوها بدمائهم





عموم الجزائريين وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، يطالبون بإعادة رفات وجماجم الشهداء بشتى الطرق، واعتبروها مفخرة المقاومة ضد استعمار عشَّش في وطنهم أكثر من 130 عاماً.

فيما استغرب بعض المعلقين تأخر العملية، وتعقيدها ما دامت الجماجم جزائرية، متهمين السلطات بالتقاعس في هذه القضية.

تعليقات أخرى حرصت على استرجاع الأرشيف الورقي أيضاً من ملفات ورسائل وسجلات تؤرخ لمرحلة مهمة من التاريخ الجزائري.




المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/11/01/story_n_18436640.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات