السبت، 4 نوفمبر 2017

"وعد فلسطين".. الدور المطلوب

"وعد فلسطين".. الدور المطلوب

100 عام مرت على وعد من لا يملك لمن لا يستحق.

100 عام مرت على حدث بدَّل المنطقة العربية وأحوالها وأحداثها.

100 عام مرت على تصريح أثر في العالم الإسلامي كله، وأوجد اتجاهات وأفنى أخرى.

100 عام مرت على 67 كلمة غيًّرت وجه العالم بأسره؛ فكان ما كان، وزال من زال.

100 عام مرت على هبة هجَّرت شعوباً من ديارها، وأحلَّت مكانها شعوباً غيرها.

100 عام مرت على إعلان قضى كلُّ من ارتبط به من قريب أو بعيد؛ لكن بقي شعب توجب عليه تصحيح هذا الخطأ التاريخي بدمائه وآلامه وتشرده.

في يوم الجمعة 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917م، أعطى وزير خارجية بريطانيا "آرثر بلفور" وعداً لـ"ليونيل روتشيلد" بمنح بريطانيا فلسطين وطناً قوميّاً للشعب اليهودي، وجرى بعد ذلك ما جرى من قتل وتهجير وتشريد.

وبمناسبة مرور 100 عام على ذلك الوعد المشؤوم، أشهد بشارات تحرك مختلف، ومنارات أداء فاعل؛ لإعادة الحق إلى أهله، ولإعطاء "وعد فلسطين" وتحقيقه، وليس وعداً آخر هذه المرة.

وإسهاماً في هذا التحرك المُرتجى، أقدم هذه الاقتراحات؛ علَّها تقدم يد العون والمساعدة للدور المطلوب لتحقيق "وعد فلسطين".

والاقتراحات هي:
أولاً: دبلوماسيّاً:
- تكوين وفد من عدد من الفلسطينيين من ذوي الشأن عالميّاً في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية والعلمية والثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية، ويقوم الوفد بجملة زيارات للدول والهيئات العالمية عارضاً القضية، وشارحاً لأبعادها وظروفها وأسبابها، وطالباً دعماً دبلوماسيّاً ومناصرة دولية، على أن يكون التحرك بمنطق الدوائر؛ الدائرة الأكثر تأييداً لنا، فالأقل تأييداً، فالتي تليها، وهكذا.

- إعداد ملف كامل حول القضية يؤصل لوعد بلفور تاريخيّاً وقانونيّاً وسياسيّاً، ويشتمل على الإثباتات التاريخية والقانونية لأحقية الفلسطينيين، ويتم إيصال هذا الملف لدول العالم وللهيئات والمنظمات العالمية.

- التواصل مع المسؤولين والسياسيين والإعلاميين والأحزاب في دول العالم، وشرح القضية لهم، وطلب دعمهم.

ثانياً: قانونيّاً:
ويكون بتحريك الجانب القانوني للقضية، ويكون هذا التحريك القانوني عبر جانبين:

- تشكيل لجنة من القانونيين المختصين بالقانون الدولي، تقوم بدراسة القضية من كافة أبعادها القانونية، وتحديد أفضل الدول التي يسمح قانونها برفع مثل هذه الدعاوى، ووضع الخيارات المتاحة قانوناً؛ ثم يقوم أعضاء اللجنة برفع قضايا دولية ضد بريطانيا ووعدها المشؤوم، وذلك في الدول التي تسمح قوانينها بذلك.

- رفع قضايا جرائم ضد الإنسانية على المتهمين بإعطاء هذا الوعد، بدءاً من رئيس وزراء بريطانيا، وصولاً إلى أعضاء البرلمان في ذلك الوقت، وانتهاء بكل من كان له دور من خارج بريطانيا، وتُشفع هذه القضايا بسجل موثق للمعاناة التي عاناها الشعب الفلسطيني منذ ذلك الوعد.

ثالثاً: إعلاميّاً:
على عاتق الجانب الإعلامي واجب كبير في إعلان رفض وعد بلفور، ولدوره جوانب عدة؛ منها:

- إعداد التقارير والإحصائيات والنشرات الإعلامية "Press Release" والأخبار الحية والمباشرة، وإرسالها إلى وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المختلفة عالمياً.

- التواصل مع الشخصيات الإعلامية المعروفة عالميّاً، ويمكن البدء بالمتعاطفين أولاً؛ ثم يتم الانتقال للآخرين، وإمدادهم بالمعلومات، ودعوتهم لإثارة القضية وتعريف العالم بها.

- الظهور بشكل مكثف في وسائل الإعلام للحديث عن القضية (وفي هذا نحتاج لتكوين مجموعة من الأفراد يتسمون بجاذبية المظهر والمخبر "Presentable"، وبالثقافة العامة، إضافة بالطبع إلى الثقافة حول القضية، وبإتقان لغة أجنبية واحدة على الأقل، إضافة إلى إتقان اللغة العربية الفصحى، وبملَكات سرعة البديهة والذهن الحاضر ومهارات الحوار والنقاش..).

- إعداد وتنفيذ أفلام وثائقية جذابة ووافية عن القضية، وأعني هنا أن تختلف عما هو موجود من حيث: جودة الإنتاج- جاذبية العرض- وأن تكون معاصرة "Up-to-date".

- الاهتمام بالإنترنت عبر القيام بتشييد مواقع إلكترونية متخصصة وموثقة ومتنوعة التغطية (وفي هذا يمكن التفصيل كثيراً).

- الاهتمام بمنصات التواصل الاجتماعي عبر تكوين الحسابات والقيام بحملات موجهة ومركزة وشاملة تغطي القضية معلوماتيّاً، وتغطي العالم جغرافيّاً.

رابعاً: فردياً:
- تثقيف النفس بوعد بلفور خصوصاً، وبالقضية الفلسطينية بشكل أعم، وبأعم من ذلك بالمنطقة العربية وباتفاقية سايكس-بيكو وآثارها وتبعاتها.

- التعريف بالوعد وآثاره وتسليط الضوء عليه، وذلك على صعيدين: شخصي مع من تعرف بدوائره المختلفة، وعام عبر كل الطرق الممكنة، سواء بالنشر في صحف أو مدونات أو عبر منصات التواصل الاجتماعي. (ضرورة الاستفادة من وسائل الإعلام والإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي).

- الحفاظ العقدي واليقيني على حق العودة داخلك؛ مهما طال الزمان، وخلَفتْ أجيالٌ أجيالاً؛ فهذا حق لا يسقط بالتقادم، وتوطين النفس على ذلك يُبقي جذوة العمل له متقدة.

- تربية أولادنا على اليقين بحق العودة، والغرس في قلوبهم وعقولهم آثام وعد بلفور وأضرار الاتفاقيات الدولية على أمتنا؛ سواء كانت اتفاقيات ظهرت كاتفاقية سايكس-بيكو، أو لم تظهر من اجتماعات سرية، غرضها التعدي على أراضينا وحقوقنا، وفي هذا دور الآباء مباشرة وغير مباشرة كأولاد الأخ والأخت والأقارب، ودور المدرسين والمربين ومعلِّمي الأطفال الخير في أي مجال.

نقاط أخيرة:
- هناك بالطبع أفكار تفصيلية أخرى كثيرة يمكن طرحها؛ لكن تم ذكر هذه في هذه العجالة، ويمكن كذلك لأي شخص الإضافة فيها.

- الجانب التفاعلي مهم جدّاً، أن تكسب جمهوراً مؤيداً لا يكفي؛ بل عليك أن تحوله لممثلٍ لك وناطق باسمك.

- عادة ما يكون عدم العلم بالقضية هو العقبة الأولى أمام أية قضية وفي وجه مناصرتها، ولهذا يكون التعريف بأشكالها فرضَ عين وواجباً لا يمكن تجاوزه.

- الاستثماران الدبلوماسي والإعلامي يجب أن يسيرا على التوازي؛ لخلق حالة من الاهتمام على الأصعدة كافة، ولتكوين تيار داعم وضاغط على الأطراف الأخرى كافة على المستويات كافة، وللوصول إلى مبتغانا بإحقاق الحق لفلسطين وأهلها بإذن الله تعالى.

هذه بعض الاقتراحات، وهناك بالتأكيد غيرها كثير، المهم أن نمتلك إرادة الفعل، وأن نوقن تمام اليقين الأكذوبة التي حاولوا سنوات إقناعنا بها وهي أن الاحتلال قدرنا، لا.. فقدرنا هو طرد الاحتلال ومن جاء به، ومن دعمه، ومن نصره، ومن أيَّده، من وعده بأي شيء.. هذا هو قدرنا الحقيقي لو نعلم.

100 عام على "وعد بلفور".. أما حان الوقت لتحقيق "وعد فلسطين"؟

"فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً".



ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/kamal-almasry/story_b_18462106.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات