الخميس، 23 نوفمبر 2017

السعودية اتفقت مع روسيا على إيجاد معارضة بديلة بسوريا لكي تقبل خطة بوتين

السعودية اتفقت مع روسيا على إيجاد معارضة بديلة بسوريا لكي تقبل خطة بوتين

كشف تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن تنسيق سعودي روسي من أجل إعادة هيكلة المعارضة السورية، بما في ذلك إيجاد بديل للهيئة العليا للمفاوضات، لتتأقلم مع الوضع الجديد، وهو بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.

فبعد يومين من لقاء الرئيس السوري بشار الأسد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي، التقت المعارضة السورية المعروفة بتشرذمها في العاصمة السعودية الرياض الأربعاء، 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، من أجل اجتماعٍ يهدف إلى رصّ الصفوف والتوصُّل إلى رؤيةٍ موحدة، قبيل جولةٍ جديدة من المحادثات في جنيف.

وفي وقتٍ يأمن الأسد فيه على منصبه أكثر من أي وقتٍ مضى منذ بداية الحرب، لا تزال المعارضة تعجّ بخلافاتها، وأضعفها تشتُّت حلفائها في صراعاتٍ أخرى.

وقبل ساعاتٍ من اجتماع الرياض، قدَّم قرابة 10 من رموز المعارضة، من بينهم مُنسِّق الهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، استقالاتٍ احتجاجية، مُتَّهمين الآخرين بأنَّهم على استعدادٍ كبير لقبول استمرار حكم الرجل الواحد الذي يعتبرونه طاغيةً غير موثوق.

وتعاني المعارضة السورية منذ فترةٍ طويلة لإثبات ترابطها تحت قيادة مختلطة تتألَّف من أكاديميين، وسياسيين في المنفى، ورجال دين مسلمين، وجهاديين متشددين. وعلى الرغم من وجود مجموعة واسعة من الحلفاء الدوليين (الدول الغربية، ودول الخليج الثرية، وتركيا المجاورة) فلطالما عانت المعارضة من ضعف تسليحها بالمقارنة مع خصومها، وأضعفها كثرة حلفائها، الذين تنازعوا في كثيرٍ من الأحيان على النفوذ.

وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الأربعاء، إنَّ بلاده ستدعم المعارضة السورية للخروج مُوحَّدةً من المباحثات الجارية في العاصمة السعودية، الرياض، وقبيل محادثات السلام في جنيف.

وصرَّح الجبير للصحفيين في الرياض بعد حضوره الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المعارضة السورية، الذي يهدف لتوحيد صفوفها قبيل محادثات السلام في جنيف: "نحن سنكون عوناً ودعماً لهم (المعارضة) في كل ما يحتاجونه، وإن شاء الله نأمل أن يستطيعوا أن يخرجوا من هذا المؤتمر بصفٍّ واحد".

وإليكم نظرة على المعارضة السورية، ومَن يُمثِّلون، ومَن يدعمهم.




مَن هم؟






حين اندلعت الاحتجاجات في سوريا لأول مرة ضد بشار الأسد عام 2011، كانت ثورة عفوية ضد حكم عائلة الأسد، استُلهِمَت إلى حدٍّ كبير من احتجاجات "الربيع العربي" التي كانت تجتاح العالم العربي. وتحولت بعد فترةٍ وجيزة إلى مواجهةٍ عنيفة بعدما فتحت الحكومة النار على المحتجين واعتقلت الآلاف.

بدأ ضُبَّاط الجيش السوري بالانشقاق، وانضموا إلى مُسلَّحين معظمهم من ريف سوريا شكَّلوا لاحقاً نواة الجيش السوري الحر، قوة المعارضة الرئيسية التي تقاتل الأسد منذ منتصف العام 2011.

أصبح الجيش السوري الحر الواجهة الرئيسية للمساعدات الأجنبية، لكنَّه لم يتلقّ قط أسلحة أو ذخائر تمنحه أفضلية كافية على الحكومة السورية. وكانت قيادة الجيش الحر، التي تفتقر إلى هيكلٍ مركزي، عُرضةً للخلافات الداخلية، وتفوَّقت عليه المجموعات الإسلامية التي اجتذبت الدعم من المانحين الخليجيين وتركيا.

وقد فتح ذلك الباب أمام القوى الأجنبية لانتقاء واختيار مجموعاتها ودفع رؤاها الخاصة حول سوريا.




ماذا يُفرِّقهم؟






يمكن أن يُعزى جزءٌ من خلافاتهم إلى داعميهم. في كثيرٍ من الأحيان تنازع الداعمون النفوذ على هيئات المعارضة المختلفة، التي اتخذ بعضها من الرياض مقراً لها، وتمركزت أخرى في قطر. وكانت هناك أيضاً مجموعات معارضة مقرها تركيا.

فكان هناك المجلس الوطني السوري الذي يتَّخذ من إسطنبول مقراً له، وقد تشكَّل في عام 2011. وبعد ذلك بعام، حل الائتلاف الوطني السوري محله، وأتى بممثلين من المجموعات المدنية وحاز دعم الجيش الحر. وحظي الائتلاف باعتراف فرنسا، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والأعضاء الستة بمجلس التعاون الخليجي، و100 دولة أخرى باعتباره "الممثل الشرعي" للشعب السوري. ودعا الائتلاف لإزاحة الأسد وقواته الأمنية، ووافق على حضور محادثات جنيف، في حين قاطعها المجلس الوطني السوري.

واختلف الأكراد السوريون على أي المجموعات ينضمون إليها. ويدعو الحزب الكردي المهيمن الآن، والمدعوم من الولايات المتحدة ويسيطر على نحو 25% من الأراضي السورية، إلى نظامٍ فيدرالي ودُعي لأول مرة إلى محادثاتٍ تستضيفها روسيا.




معارضة الداخل






وهناك المعارضة التي تتخذ من دمشق مقراً لها، وهي حذرة بشأن نفوذ الإسلاميين في مجموعات المعارضة بالمنفى، وكانت مُنتقِدةً للدور القوي الذي لعبته الدول الخليجية. وتتسامح الحكومة مع تلك المعارضة، لكنَّها مع ذلك دعت إلى تغيير النظام.

وقرَّرت روسيا، الداعم الرئيسي للأسد، ومصر، التي حافظت على اتصالاتٍ مع الحكومة السورية، الانضمام إلى المطالبة بتمثيل المعارضة السورية في 2014. فتشكَّلت مجموعة معارضة في القاهرة وضمَّت مسؤولاً حكومياً سابقاً، جهاد مقدسي. وتدعم تلك المجموعة انتقالاً سياسياً في إطار محادثات جنيف التي تقودها الأمم المتحدة.

وفي موسكو، دعمت مجموعة أخرى، ضمَّت هي الأخرى نائب رئيس وزراء سابق وعضواً بالحزب الشيوعي السوري، قدري جميل، دعمت إجراء إصلاحات في ظل قيادة الأسد.





لماذا استقال رئيس الهيئة العليا؟






وفي عام 2015، قرَّرت الرياض تشكيل مظلة جديدة: الهيئة العليا للمفاوضات، بقيادة رياض حجاب، رئيس الوزراء السوري السابق. وتقود الهيئة تمثيل المعارضة السورية في محادثات جنيف اللاحقة، ومثَّلت المعارضة السورية في المحادثات الأمنية التي ترعاها روسيا في العاصمة الكازاخية أستانا.

وصرَّح مساعدون لصحفٍ محلية بأنَّ حجاب باستقالته الإثنين الماضي، 20 نوفمبر/تشرين الثاني، كان يحتج على تخلِّي السعودية عن مطالبات الأسد بالتنحي. وأشارت تقارير إعلامية إلى أنَّ السعودية لم تدعُ الهيئة العليا للمفاوضات إلى اجتماع الرياض 2017.

ومع جولةٍ جديدة من المحاجثات الدولية المُقرَّر عقدها في 28 نوفمبر/تشرين الثاني في جنيف، يبدو أنَّ هيئة معارضة جديدة على وشك الظهور؛ هيئة تجمع كلاً من مجموعات الرياض، وموسكو، والقاهرة معاً.





تحولات القوة






يأتي اجتماع الرياض الأربعاء في الوقت الذي جمَّدت فيه الجهود التي تقودها روسيا إلى حدٍّ كبير خطوط الصراع في سوريا، عن طريق مفاوضاتٍ مكثفة مع تركيا، وإيران، والأردن، والولايات المتحدة على مدار العام.


وقال سوري يتوسَّط بين الأطراف والقوى الخارجية في العاصمة السعودية، إنَّ الأمر يؤول الآن إلى السعودية كي تُقدِّم كتلة معارضة شاملة من أجل المحادثات المقبلة مع الحكومة في جنيف وسوتشي، وترجمة الجمود في المفاوضات السورية إلى تقدُّمٍ دبلوماسي. ولا يمكن تحديد هوية الشخص السوري لأنَّه ليس مُخوَّلاً بالحديث للصحفيين.

وأُحبِطت المحادثات السابقة برفض الهيئة العليا للمفاوضات القبول بمجموعات المعارضة الناتِجة عن القاهرة وموسكو، والتي يُنظَر إليها سلبياً باعتبارها قريبة من الأسد.

وقد سمح ذلك للأسد وروسيا بالمماطلة في المسار الدبلوماسي، على أساس أنَّهما لم يكونا يتفاوضان مع ائتلاف مُمثِّل لأطياف المعارضة، في حين خطيا خطواتٍ كبيرة لسحق المعارضة المسلحة في سوريا.

وقد شاركت روسيا وإيران، اللتان دعمتا الأسد في استعادة السيطرة على نحو نصف البلاد، مع تركيا، إحدى الداعمات الرئيسيات للمعارضة السورية التي تُعَد الآن أكثر قلقاً بشأن النفوذ الكردي المتنامي في شمالي سوريا.


وركَّزت الولايات المتحدة سياستها في سوريا على هزيمة مُسلَّحي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، فتحالفت مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد.

وفي حين تردَّد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في دعمه للمعارضة السورية، أنهى الرئيس دونالد ترامب البرنامج الذي كان يُموِّل المعارضة المعتدلة بعد فحصٍ وتدقيق من جانب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA).





مشاورات بين موسكو والرياض






وتفيد تقارير بأنَّ مؤتمر الرياض قد نُظِّم بعد مشاوراتٍ وثيقة بين موسكو والرياض. وأشاد وزيرالخارجية الروسي سيرغي لافروف باستقالة حجاب باعتبارها "رحيلاً لشخصياتٍ متشدِّدة في المعارضة"، وعبَّر عن أمله في أن تكون عامل توحيد للمعارضة. فقال: "إنَّنا ندعم الجهود السعودية في هذا الاتجاه".

وفي الوقت نفسه، ينظر المعارضون إلى موسكو باعتبارها تحاول إيجاد مسارٍ موازٍ لجنيف، الذي ينص على انتقالٍ سياسي في سوريا.

وأربكت معركةٌ مفاجئة وشرسة أثارتها المعارضة بدعمٍ خارجي محدود خارج العاصمة السورية، الأسبوع الماضي، جيش النظام، وكشفت أنَّ قوات الأسد دون الدعم الخارجي عاجزةٌ بشكلٍ جوهري.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/11/23/story_n_18631576.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات