في شهر رمضان من كل عام، تشهد مواقف "باب مكة والكيلو عشرة" بجدة ازحاماً لافتاً من المواطنين والمقيمين، منهمكين في جدال مع أحد الكدادين، للحصول على سعر أقل، لقاء إيصالهم إلى مكة.
وقد تعارف السعوديون على تسمية هذه المهنة بـ"الكِدادَة"، من الكد على السيارة طلباً للرزق، وبعضهم يُعرِّفها بـ"مهنة من لا مهنة له".، حيث تقف سيارات النقل الخاصة هذه عادة في مناطق معروفة في المدينة، وينادي صاحب كل سيارة بوجهته التي سيسافر إليها، حتى يكتمل نصاب الرُّكاب، فينطلق بهم إلى المكان المقصود بعد أن اتفق معهم على مبلغ مُعيَّن.
ذلك المنظر قد يتلاشى في العام المقبل، حيث من المتوقع تدشين قطار الحرمين، منهياً بذلك عقوداً طويلة، ساد فيها الكداد طريق خط جدة-مكة، ذهاباً وإياباً ،حاملاً معه المعتمرين وقاصدي مكة على متن سيارته الخاصة.
وداعاً كيلو عشرة
بعد سبع سنوات من العمل على خط جدة-مكة، ذهاباً وإياباً، يستعد أحمد الزهراني، وهو شاب سعودي، للتخلي عن مهنته كسائق أجرة (كداد)، محتفياً بنجاحه في دفع كامل أقساط سيارته الجديدة، من خلال أجره اليومي الذي بلغ متوسطه أكثر من 350 ريالاً (100 دولار).
إلا أن هناك سبباً آخر دفع أحمد إلى تلك الخطوة، وهو قرب تدشين قطار الحرمين، القادر على إنهاء دوره، فتلك التطورات في وسائل النقل الحديثة تعد كفيلة لاعتزال مهنته التي عمل فيها قرابة الخمس سنوات.
فبحسب أحمد الزهراني، يفضل العديد من المعتمرين، خاصة من الجنسيات الآسيوية، الذهاب إلى مكة عبر الكدادين، نظراً لقلة المبلغ الذي سيتقاضاه السائق، إلا أن هناك سبباً آخر يدفع المعتمرين إلى الاعتماد على الكداد للذهاب إلى مكة، وهو سرعة قطع مسافة الطريق، فالحافلات تقطع طريق مكة جدة في حدود الساعة تقريباً، في حين يمكن للكداد قطع المسافة في زمن وجيز (بما يقارب النصف ساعة).
ويضيف أحمد لـــ"هاف بوست عربي": "لاشك أنها مهنة مربحة، فإذا كنت عاطلاً عن العمل، فيمكنك شراء سيارة جديدة بنظام القسط الشهري، والوقوف في منطقة باب مكة أو كيلو عشرة، حينها ستجد من يقصدونك للذهاب إلى مكة، مقابل 50 ريالاً للفرد الواحد (10 دولارات)، وفي شهر رمضان يمكنك نقل الراكب إلى مكة مقابل سبعين ريالاً (حوالي 20 دولاراً)، وتبلغ حمولة السيارة أربعة أشخاص، وبذلك يمكنك أن تنهي يومك بأكثر من ألف ريال على الأقل (200 دولار)".
وهو الأمر ذاته، الذي يؤكده حسن باشطيح، وهو شاب سعودي عمل كداداً لمدة 3 سنوات، حيث قال لــ"هاف بوست عربي": سيقبل العديد من قاصدي مكة على قطار حرمين، فهو يوفر خدمة نقلهم إلى مكة، وبصورة أكثر حداثة، ومن الصعب أن تتوقع، بعد تدشين القطار، نفس الإيرادات التي تنهمر على الكدادين قبل تدشين القطار".
اتهامات لاحقت الكداداين
لم يكن الكدادون مرتاحين في مهنتهم تماماً، بل كانت وسائل الإعلام تتهمهم دوماً بنقل الحجاج المخالفين لأنظمة الحج، حيث يشتهر الكدادون بأنهم أعرف الناس بمسالك الطرق الجبلية، أي البعيدة عن أنظار رجال الأمن. إضافة إلى ذلك، فإن تحميل الركاب عبر سيارات خصوصية يعد مخالفاً للقانون، ويعقب صاحب تلك المخالفة بحجز المركبة مدة 15 يوماً، وغرامة مالية قدرها 300 ريال كحد أدنى، وتزداد العقوبة في حال تكرار المخالفة.
وكان المتحدث الإعلامي بمصلحة مرور محافظة جدة العقيد زيد الحمزي قد أكد أن هناك حملات مكثفة ومستمرة لضبط جميع المخالفات المرورية، ومنها مخالفات تحميل الركاب بسيارات خاصة، وغير مصرح لها بنقل الركاب ويستخدمها أصحابها كسيارات أجرة.
وشدد الحمزي بأن هذا الفعل مخالف للأنظمة المرورية، وكل من يقوم بذلك يطبق النظام في حقه وهو حجز المركبة مدة 15 يوماً، وغرامة مالية قدرها 300 ريال كحد أدنى، وتزداد العقوبة في حال تكرار المخالفة، ولفت الحمزي إلى أنهم يرسلون دوريات للمرور في موقف البلد وموقف كيلو عشرة.
القطار المنتظر
جاء قطار الحرمين، ليحمل معه صورة حديثة تتناسب مع النمط الحديث للمواصلات التي تفتقدها السعودية منذ تأسيسها، فالقطار، المزمع تدشينه مطلع العام المقبل، سيربط بين المدينتين المقدستين (مكة المكرمة والمدينة المنورة) مروراً بجدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية لخدمة الحجاج والمعتمرين والمواطنين والمقيمين.
ويشتمل مسار القطار على 5 محطات للركاب، ويقطع المسافة بسرعة عالية تقدر بـ 300 كلم في الساعة، فيما تقدر الطاقة الاستيعابية للمشروع 60 مليون راكب سنوياً، محطة مكة المكرمة من المنتظر أن تستوعب 19500 مسافر في الساعة الواحدة قدوماً ومغادرة من المحطة، إضافة إلى احتضانها مركزاً حديثاً للنقل بالأجرة والحافلات من وإلى الحرم المكي وجاهزة للارتباط بشبكة مترو مكة عند إنشائها.
وقد تعارف السعوديون على تسمية هذه المهنة بـ"الكِدادَة"، من الكد على السيارة طلباً للرزق، وبعضهم يُعرِّفها بـ"مهنة من لا مهنة له".، حيث تقف سيارات النقل الخاصة هذه عادة في مناطق معروفة في المدينة، وينادي صاحب كل سيارة بوجهته التي سيسافر إليها، حتى يكتمل نصاب الرُّكاب، فينطلق بهم إلى المكان المقصود بعد أن اتفق معهم على مبلغ مُعيَّن.
ذلك المنظر قد يتلاشى في العام المقبل، حيث من المتوقع تدشين قطار الحرمين، منهياً بذلك عقوداً طويلة، ساد فيها الكداد طريق خط جدة-مكة، ذهاباً وإياباً ،حاملاً معه المعتمرين وقاصدي مكة على متن سيارته الخاصة.
وداعاً كيلو عشرة
بعد سبع سنوات من العمل على خط جدة-مكة، ذهاباً وإياباً، يستعد أحمد الزهراني، وهو شاب سعودي، للتخلي عن مهنته كسائق أجرة (كداد)، محتفياً بنجاحه في دفع كامل أقساط سيارته الجديدة، من خلال أجره اليومي الذي بلغ متوسطه أكثر من 350 ريالاً (100 دولار).
إلا أن هناك سبباً آخر دفع أحمد إلى تلك الخطوة، وهو قرب تدشين قطار الحرمين، القادر على إنهاء دوره، فتلك التطورات في وسائل النقل الحديثة تعد كفيلة لاعتزال مهنته التي عمل فيها قرابة الخمس سنوات.
فبحسب أحمد الزهراني، يفضل العديد من المعتمرين، خاصة من الجنسيات الآسيوية، الذهاب إلى مكة عبر الكدادين، نظراً لقلة المبلغ الذي سيتقاضاه السائق، إلا أن هناك سبباً آخر يدفع المعتمرين إلى الاعتماد على الكداد للذهاب إلى مكة، وهو سرعة قطع مسافة الطريق، فالحافلات تقطع طريق مكة جدة في حدود الساعة تقريباً، في حين يمكن للكداد قطع المسافة في زمن وجيز (بما يقارب النصف ساعة).
ويضيف أحمد لـــ"هاف بوست عربي": "لاشك أنها مهنة مربحة، فإذا كنت عاطلاً عن العمل، فيمكنك شراء سيارة جديدة بنظام القسط الشهري، والوقوف في منطقة باب مكة أو كيلو عشرة، حينها ستجد من يقصدونك للذهاب إلى مكة، مقابل 50 ريالاً للفرد الواحد (10 دولارات)، وفي شهر رمضان يمكنك نقل الراكب إلى مكة مقابل سبعين ريالاً (حوالي 20 دولاراً)، وتبلغ حمولة السيارة أربعة أشخاص، وبذلك يمكنك أن تنهي يومك بأكثر من ألف ريال على الأقل (200 دولار)".
وهو الأمر ذاته، الذي يؤكده حسن باشطيح، وهو شاب سعودي عمل كداداً لمدة 3 سنوات، حيث قال لــ"هاف بوست عربي": سيقبل العديد من قاصدي مكة على قطار حرمين، فهو يوفر خدمة نقلهم إلى مكة، وبصورة أكثر حداثة، ومن الصعب أن تتوقع، بعد تدشين القطار، نفس الإيرادات التي تنهمر على الكدادين قبل تدشين القطار".
اتهامات لاحقت الكداداين
لم يكن الكدادون مرتاحين في مهنتهم تماماً، بل كانت وسائل الإعلام تتهمهم دوماً بنقل الحجاج المخالفين لأنظمة الحج، حيث يشتهر الكدادون بأنهم أعرف الناس بمسالك الطرق الجبلية، أي البعيدة عن أنظار رجال الأمن. إضافة إلى ذلك، فإن تحميل الركاب عبر سيارات خصوصية يعد مخالفاً للقانون، ويعقب صاحب تلك المخالفة بحجز المركبة مدة 15 يوماً، وغرامة مالية قدرها 300 ريال كحد أدنى، وتزداد العقوبة في حال تكرار المخالفة.
وكان المتحدث الإعلامي بمصلحة مرور محافظة جدة العقيد زيد الحمزي قد أكد أن هناك حملات مكثفة ومستمرة لضبط جميع المخالفات المرورية، ومنها مخالفات تحميل الركاب بسيارات خاصة، وغير مصرح لها بنقل الركاب ويستخدمها أصحابها كسيارات أجرة.
وشدد الحمزي بأن هذا الفعل مخالف للأنظمة المرورية، وكل من يقوم بذلك يطبق النظام في حقه وهو حجز المركبة مدة 15 يوماً، وغرامة مالية قدرها 300 ريال كحد أدنى، وتزداد العقوبة في حال تكرار المخالفة، ولفت الحمزي إلى أنهم يرسلون دوريات للمرور في موقف البلد وموقف كيلو عشرة.
القطار المنتظر
جاء قطار الحرمين، ليحمل معه صورة حديثة تتناسب مع النمط الحديث للمواصلات التي تفتقدها السعودية منذ تأسيسها، فالقطار، المزمع تدشينه مطلع العام المقبل، سيربط بين المدينتين المقدستين (مكة المكرمة والمدينة المنورة) مروراً بجدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية لخدمة الحجاج والمعتمرين والمواطنين والمقيمين.
ويشتمل مسار القطار على 5 محطات للركاب، ويقطع المسافة بسرعة عالية تقدر بـ 300 كلم في الساعة، فيما تقدر الطاقة الاستيعابية للمشروع 60 مليون راكب سنوياً، محطة مكة المكرمة من المنتظر أن تستوعب 19500 مسافر في الساعة الواحدة قدوماً ومغادرة من المحطة، إضافة إلى احتضانها مركزاً حديثاً للنقل بالأجرة والحافلات من وإلى الحرم المكي وجاهزة للارتباط بشبكة مترو مكة عند إنشائها.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/11/26/story_n_18655480.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات