إن أي سلوك يصدر عن الإنسان وراءه مسبب له، وهو ما يسمى (الدافع) وراء السلوك. وهذا الدافع يهدف دائمًا لإشباع حاجة نفسية لدى الإنسان؛ فإما يجلب لصاحبه منفعة، أو يدفع عنه ضرر.
وتبعًا للعلوم السلوكيّة فإن السلوك ينبع في الأصل من فكرة أو معتقد لدى الإنسان.
لذلك إذا أردت تغيير سلوكٍ ما، عليك بتغيير الفكرة وراء هذا السلوك؛ وإذا أردت زراعة سلوكٍ ما، ازرع أولًا فكرة تولّد هذا السلوك وتحركه.
فالأفكار تتحول إلى قيم، والقيم تتحول إلى معتقدات، والمعتقدات تتَرجم في نفس الإنسان إلى مشاعر، والمشاعر تصنع وتولّد السلوك.
عقل الإنسان به نظامين من التفكير يتحكمان في جميع سلوكياته منذ الولادة وحتى الممات. يطلق العلماء على أحدهما (النظام التلقائي) أو (اللاواعي)، بينما الآخر يسمى (النظام الواعي) أو (المُتحَكَّم به).
(النظام الواعي) هو ذلك الجزء من العقل المسؤل عن التفكير العقلاني المنظم، ويساعدنا في معالجة الأنشطة العقلية؛ مثل البحث عن الأسباب، وإرجاع المواقف للأسس المنطقيّة، وتعلم مهارات جديدة. وهذا الجزء لا يتم اكتمال نموّه إلا بعد العقد الثاني من عمر الإنسان.
أمّا الجزء الآخر "النظام التلقائي" فهو ذلك الجزء من العقل الذي يستجيب للمشاعر والأحاسيس، وينتج ردود أفعالنا اليومية دون تفكير. مثل ردود أفعالنا تجاه مواقف الخطر.
ألم يحدث قبلا أن تعرضت لخطرٍ ما. ووجدت جسدك يتصرف بشكل تلقائي قبل أن تفكر أنت في رد الفعل المناسب!!
هذا هو النظام التلقائي أو اللاواعي في عقلك، والذي أنتج سلوكك هذا عندما شعر بالخطر/ التهديد.
وبالمثل يحرك هذا النظام الكثير من سلوكياتنا معتمدًا على الأحاسيس والمشاعر فقط، حتى وإن كانت غير صحيحة.
وتبدو لنا القرارات والأحكام التي تصدر في تلك الحالات حقيقية ومنطقية، لأنها تكون سريعة وقوية ومدعمة بمشاعر وأحاسيس أثّرت في نفوسنا.
وبما أن السلوك وراءه فكرة؛ فما يهم هنا في زراعة السلوكيات الإيجابية، هو الجزء الذي يتحكم في مشاعرنا ومعتقداتنا في العقل وهو (النظام التلقائي/ اللاواعي).
إن السلوكيات الإيجابية التي تدوم تعتمد على بناء وتطوير الهوية الأخلاقية الداخلية للطفل. فإن أدرك الطفل هويته الأخلاقية وآمن بها، ستنبع السلوكيات الإيجابية من داخله وبدافع ذاتي منه، حتى في غياب الأب والأم.
وبالتالي فإن ما نهدف له في عملية زراعة السلوكيات هو؛ مساعدة الطفل على بناء هوية أخلاقية، وتطوير نظام انضباط ذاتي داخله يحرك سلوكياته، ويطور قدرته على تأجيل المتعة الوقتية وتحمل إحباط ومشقة الانتظار في مقابل تحقيق متعة أكبر، وهي توافق سلوكياته مع هويته الأخلاقية.
مثلما ظهر في أواخر عام 1960 عند إجراء (اختبار المارشملّو) على مجموعة من الأطفال.
1. حدد السلوك: حدّد بدقة السلوك الذي تريد زراعته في ابنك. صغه لنفسك أولا على شكل هدف واضح ومحدد، فكثير من حديث الآباء يكون عامًّا شاملا لا يصلح لزراعة السلوكيات.
فلا تقل مثلا: أريد أن يكون ابني جيدا أو مهذبًا، بل كن أكثر تحديدًا ووضوحًا وقل أريد أن أزرع في ابني سلوك الاهتمام بالنظافة الشخصية (على سبيل المثال).
تحديد السلوك بدقة ووضوح يسهّل على ابنك استيعابه، كما أنه يسهّل عليك متابعته وقياسه.
2. قدّم السلوك لابنك وعرّفه عليه: وهنا عليك أن تكون أكثر تحديدًا ودقّة. فكثير من الآباء يتخيلون أن أبنائهم يفهمون التفاصيل الدقيقة للمسميات بمجرد تعريفهم بها، وهذا غير صحيح. الأطفال يحتاجون شرح مفصل وفي أوقات مختلفة.
فسّر السلوك لابنك واشرح معناه بالتفصيل.
3. قسّم السلوك إلى خطوات صغيرة: حوّل السلوك الذي تريد زراعته في طفلك إلى خطوات محددة وبسيطة، ليسهل عليه اتباعها وتطبيقها بالتدريج.
4. اربط السلوك بقيمة/ معتقد: تحدث مع ابنك عن فوائد السلوك وايجابياته. اشرح له تأثير السلوك على الأسرة ثم على المجتمع ككل.
تحدث مع زوجتك/ زوجك أو أصدقائك عن هذا السلوك في وجود طفلك.
اجعله يستشعر قيمته الذاتية عند القيام بهذا السلوك.
5. علمهم عن ضبط المشاعر والذكاء العاطفي: الطفل الذي يستطيع التعامل مع مشاعر القلق والإحباط والغضب بشكل صحي وسليم، يستطيع التحكم في سلوكياته وضبطها بسهولة ودون موجّه خارجي معظم الوقت.
فإذا ربيت طفلا منضبطا عاطفيًّا يعرف كيف يدير مشاعره، فإنك تربي طفلًا منضبطًا سلوكيا يعرف كيف يدير رغباته واحتياجاته.
6. علمهم مراعاة مشاعر الآخرين: فهذا يعتبر من دعائم بناء هوية أخلاقية قوية لدى الطفل كما أثبتت مجموعة هامة من الدراسات.
فعندما يدرك الطفل أن لأفعاله وسلوكياته تأثير على كل من حوله، يصبح أكثر رغبة وقدرة على ضبطها.
7. ابنِ لديه مهارات حل المشكلات: أحد المسببات الرئيسية للسلوكيات غير المنضبطة لدى الطفل، هي المشاعر السلبية وما تولّده من مشاكل لا يعرف الطفل كيف يحلها أو يتعامل معها، ومن ثم يلجأ للسلوك السلبي تبعا لما يشعر به. فإذا تعلم الطفل مهارات حل المشكلات استطاع التصرف بشكل أفضل وحل ما يواجهه ويشعر به.
اجعل الطفل يتخذ قرارات ويتحمل مسؤوليتها. ابدأ بقرارات صغيرة مثل اختيار ملابسه بنفسه واختيار ما يأكله، ثم انتقل لقرارات أكبر مثل أين نتنزه اليوم.
شجعه على تكرار المحاولات. اجعل المحاولة أسلوب تعامل لدى الطفل. قد يستغرق هذا منك وقتًا أطول في أداء المهام، لكنه يفيد الطفل كثيرا في بناء منظومته السلوكية.
8. مرنهم على الصبر: حتى نحن الكبار لا نحب الانتظار، لكنه يعد من أهم الأدوات التي نعلمها لأبنائنا ليستطيعوا ضبط سلوكياتهم.
لا بأس من تأجيل تلبية طلباتهم بعض الوقت وجعلهم ينتظرون. هذا يعلمهم أن الصبر صعب لكن نتائجه جيدة.
ناقشهم فيما يشعرون به أثناء فترة الانتظار، وتحدث معهم عن ضيقهم، وتعاطف معه.
امدح قوتهم في التحمل والانتظار واشكرهم على ذلك.
اشركهم في أنشطة تمرن على الصبر والانتظار، مثل: حل الألغاز، وزراعة النباتات ومراقبتها وهي تنمو ...إلخ.
9. العب معهم كثيرا: حوّل السلوك الذي تريد تعليمه لابنك إلى لعبة، ومثلّه معه في مواقف تخيلية.
كل لحظة يقضيها الطفل في اللعب التفاعلي مع شخص بالغ، هي فرصة أكبر لتعلم القواعد والحدود والانضباط الذاتي. هكذا أثبتت تجارب علم النفس منذ سنوات طويلة، وكانت هذه التجارب هي بداية تحوّل اللعب التفاعلي كأداة أساسية وهامة في تعديل سلوكيات الأطفال، واكسابهم السلوكيات الإيجابية (في الروضات والعيادات والمراكز التعليمية).
10. كن قدوة ومثل أعلى: اجعل السلوك الذي تريد زراعته في ابنك هو محور تركيز البيت والأسرة بأكملها في الفترة التي تعلمه فيها هذا السلوك.
عادة ما يشعر الأطفال أنهم فقط من عليه اتباع السلوكيات الجيدة، وهذا يخلق داخلهم مقاومة ورفض لاتباع هذا السلوك.
التزم أنت بالسلوك محل التعليم وأظهر هذا الالتزام أمام طفلك.
ناقشه في كيفية تطبيقك له؛ وأخبره الصعوبات التي واجهتك أثناء التطبيق، وكيف أمكنك التغلب عليها.
هذا سيساعده كثيرا في الإيمان بقدرته هو أيضا على الالتزام بهذا السلوك.
بعد أن تتبع تلك الخطوات عند زراعة/ تعديل أي سلوك لدى طفلك، عليك الانتظار والصبر. أنت تزرع الآن لكن الحصاد له موسم محدد لا تستطيع جني الثمار قبله.
وأثناء فترة الانتظار، يمكنك تقديم الدعم اللازم لاكتمال عملية الزراعة بنجاح، عن طريق:
سلوك + انتباه = المزيد من هذا السلوك
بتلك المعادلة البسيطة نستطيع فهم كيف تزيد سلوكيات أبنائنا غير الجيدة، وتتناقص سلوكياتهم الجيدة عادة.
فمن أقوى وسائل دعم وتطوير السلوك الإيجابي لدى الطفل هو الانتباه له حين يقوم بهذا السلوك؛ حتى وإن لم يطبق السلوك كاملا وقام فقط بخطوة أو اثنتين من هذا السلوك، عليك بالانتباه لهذا الجزء الصغير وشكره عليه.
تعزيز السلوك الإيجابي يساعد على تطوره واستمراره. صف ما فعله ابنك له، حتى ينتبه ويركز على التفاصيل الجيدة التي قام بها، وكافئه على ما فعل.
ماذا لو حاول ابنك القيام بالسلوك الذي زرعته به لكنه لم ينجح؟!!
ألا يستحق منك الشكر!!
بالطبع يستحق. فهو قد فكر وحرّك رغبته ووّجه سلوكه، لكنه لم يوَّفق إليه هذه المرة.
لكن كل هذا المجهود يستحق المدح والثناء.
مدحك محاولاته سيولد عنده الرغبة بالاستمرار في المحاولة حتى الوصول لتحقيق هدفه.
سيحتاج منك ابنك في البداية إلى التذكير بقيمة السلوك، وتكرار فوائده بأشكال وطرق مختلفة. والتذكير بخطوات السلوك مرة أخرى حتى تثبت لديه.
فقط تذكر أن كثرة التكرار دون رغبة من الطفل أو اهتمام بالسماع لن تؤتي ثمارها. يجب أن تكون لديه الرغبة في التذكر، وأنت فقط تساعده على ذلك.
وفي النهاية فإن زراعة السلوكيات عملية تمر بالعديد من المراحل، بداية بالفكرة وانتهاءًا بتشكُّل السلوك.
وتعليم الأطفال ضبط سلوكياتهم بأنفسهم لن يتم بين عشيةٍ وضحاها، ولن يحتاج مجهود قليل.
فعليكم كآباء بالصبر والثبات على الأساليب المقترحة، وعدم تعجل النتائج.
وتذكروا أيضًا أنهم مازالوا أطفالا، وجزء كبير من عملية تعلمهم ونضجهم يتم عن طريق ارتكاب الأخطاء والتعلم منها، فعليكم تقبل أخطائهم وعثراتهم والصبر عليهم.
وتبعًا للعلوم السلوكيّة فإن السلوك ينبع في الأصل من فكرة أو معتقد لدى الإنسان.
لذلك إذا أردت تغيير سلوكٍ ما، عليك بتغيير الفكرة وراء هذا السلوك؛ وإذا أردت زراعة سلوكٍ ما، ازرع أولًا فكرة تولّد هذا السلوك وتحركه.
فالأفكار تتحول إلى قيم، والقيم تتحول إلى معتقدات، والمعتقدات تتَرجم في نفس الإنسان إلى مشاعر، والمشاعر تصنع وتولّد السلوك.
إذن كيف نتحكم في الأفكار التي نزرعها في عقول أبنائنا، لتقود وتوجّه سلوكياتهم فيما بعد؟!
عقل الإنسان به نظامين من التفكير يتحكمان في جميع سلوكياته منذ الولادة وحتى الممات. يطلق العلماء على أحدهما (النظام التلقائي) أو (اللاواعي)، بينما الآخر يسمى (النظام الواعي) أو (المُتحَكَّم به).
(النظام الواعي) هو ذلك الجزء من العقل المسؤل عن التفكير العقلاني المنظم، ويساعدنا في معالجة الأنشطة العقلية؛ مثل البحث عن الأسباب، وإرجاع المواقف للأسس المنطقيّة، وتعلم مهارات جديدة. وهذا الجزء لا يتم اكتمال نموّه إلا بعد العقد الثاني من عمر الإنسان.
أمّا الجزء الآخر "النظام التلقائي" فهو ذلك الجزء من العقل الذي يستجيب للمشاعر والأحاسيس، وينتج ردود أفعالنا اليومية دون تفكير. مثل ردود أفعالنا تجاه مواقف الخطر.
ألم يحدث قبلا أن تعرضت لخطرٍ ما. ووجدت جسدك يتصرف بشكل تلقائي قبل أن تفكر أنت في رد الفعل المناسب!!
هذا هو النظام التلقائي أو اللاواعي في عقلك، والذي أنتج سلوكك هذا عندما شعر بالخطر/ التهديد.
وبالمثل يحرك هذا النظام الكثير من سلوكياتنا معتمدًا على الأحاسيس والمشاعر فقط، حتى وإن كانت غير صحيحة.
وتبدو لنا القرارات والأحكام التي تصدر في تلك الحالات حقيقية ومنطقية، لأنها تكون سريعة وقوية ومدعمة بمشاعر وأحاسيس أثّرت في نفوسنا.
وبما أن السلوك وراءه فكرة؛ فما يهم هنا في زراعة السلوكيات الإيجابية، هو الجزء الذي يتحكم في مشاعرنا ومعتقداتنا في العقل وهو (النظام التلقائي/ اللاواعي).
فكيف تؤثر في النظام اللاواعي في عقل الطفل؟!
وكيف تبرمجه ليدفع ويحرك سلوكياته بشكل إيجابي؟!
وكيف تجعل الطفل يقاوم السلوكيات السلبية ويمتنع عنها؟!
إن السلوكيات الإيجابية التي تدوم تعتمد على بناء وتطوير الهوية الأخلاقية الداخلية للطفل. فإن أدرك الطفل هويته الأخلاقية وآمن بها، ستنبع السلوكيات الإيجابية من داخله وبدافع ذاتي منه، حتى في غياب الأب والأم.
وبالتالي فإن ما نهدف له في عملية زراعة السلوكيات هو؛ مساعدة الطفل على بناء هوية أخلاقية، وتطوير نظام انضباط ذاتي داخله يحرك سلوكياته، ويطور قدرته على تأجيل المتعة الوقتية وتحمل إحباط ومشقة الانتظار في مقابل تحقيق متعة أكبر، وهي توافق سلوكياته مع هويته الأخلاقية.
مثلما ظهر في أواخر عام 1960 عند إجراء (اختبار المارشملّو) على مجموعة من الأطفال.
وفيما يلي مجموعة خطوات ممنهجة لكي يبني الآباء هوية أخلاقية قوية لدى أطفالهم، تطور بدورها لديهم نظام انضباط ذاتي يحرك السلوكيات الإيجابية، ويقاوم السلوكيات السلبية:
1. حدد السلوك: حدّد بدقة السلوك الذي تريد زراعته في ابنك. صغه لنفسك أولا على شكل هدف واضح ومحدد، فكثير من حديث الآباء يكون عامًّا شاملا لا يصلح لزراعة السلوكيات.
فلا تقل مثلا: أريد أن يكون ابني جيدا أو مهذبًا، بل كن أكثر تحديدًا ووضوحًا وقل أريد أن أزرع في ابني سلوك الاهتمام بالنظافة الشخصية (على سبيل المثال).
تحديد السلوك بدقة ووضوح يسهّل على ابنك استيعابه، كما أنه يسهّل عليك متابعته وقياسه.
2. قدّم السلوك لابنك وعرّفه عليه: وهنا عليك أن تكون أكثر تحديدًا ودقّة. فكثير من الآباء يتخيلون أن أبنائهم يفهمون التفاصيل الدقيقة للمسميات بمجرد تعريفهم بها، وهذا غير صحيح. الأطفال يحتاجون شرح مفصل وفي أوقات مختلفة.
فسّر السلوك لابنك واشرح معناه بالتفصيل.
3. قسّم السلوك إلى خطوات صغيرة: حوّل السلوك الذي تريد زراعته في طفلك إلى خطوات محددة وبسيطة، ليسهل عليه اتباعها وتطبيقها بالتدريج.
4. اربط السلوك بقيمة/ معتقد: تحدث مع ابنك عن فوائد السلوك وايجابياته. اشرح له تأثير السلوك على الأسرة ثم على المجتمع ككل.
تحدث مع زوجتك/ زوجك أو أصدقائك عن هذا السلوك في وجود طفلك.
اجعله يستشعر قيمته الذاتية عند القيام بهذا السلوك.
5. علمهم عن ضبط المشاعر والذكاء العاطفي: الطفل الذي يستطيع التعامل مع مشاعر القلق والإحباط والغضب بشكل صحي وسليم، يستطيع التحكم في سلوكياته وضبطها بسهولة ودون موجّه خارجي معظم الوقت.
فإذا ربيت طفلا منضبطا عاطفيًّا يعرف كيف يدير مشاعره، فإنك تربي طفلًا منضبطًا سلوكيا يعرف كيف يدير رغباته واحتياجاته.
6. علمهم مراعاة مشاعر الآخرين: فهذا يعتبر من دعائم بناء هوية أخلاقية قوية لدى الطفل كما أثبتت مجموعة هامة من الدراسات.
فعندما يدرك الطفل أن لأفعاله وسلوكياته تأثير على كل من حوله، يصبح أكثر رغبة وقدرة على ضبطها.
7. ابنِ لديه مهارات حل المشكلات: أحد المسببات الرئيسية للسلوكيات غير المنضبطة لدى الطفل، هي المشاعر السلبية وما تولّده من مشاكل لا يعرف الطفل كيف يحلها أو يتعامل معها، ومن ثم يلجأ للسلوك السلبي تبعا لما يشعر به. فإذا تعلم الطفل مهارات حل المشكلات استطاع التصرف بشكل أفضل وحل ما يواجهه ويشعر به.
اجعل الطفل يتخذ قرارات ويتحمل مسؤوليتها. ابدأ بقرارات صغيرة مثل اختيار ملابسه بنفسه واختيار ما يأكله، ثم انتقل لقرارات أكبر مثل أين نتنزه اليوم.
شجعه على تكرار المحاولات. اجعل المحاولة أسلوب تعامل لدى الطفل. قد يستغرق هذا منك وقتًا أطول في أداء المهام، لكنه يفيد الطفل كثيرا في بناء منظومته السلوكية.
8. مرنهم على الصبر: حتى نحن الكبار لا نحب الانتظار، لكنه يعد من أهم الأدوات التي نعلمها لأبنائنا ليستطيعوا ضبط سلوكياتهم.
لا بأس من تأجيل تلبية طلباتهم بعض الوقت وجعلهم ينتظرون. هذا يعلمهم أن الصبر صعب لكن نتائجه جيدة.
ناقشهم فيما يشعرون به أثناء فترة الانتظار، وتحدث معهم عن ضيقهم، وتعاطف معه.
امدح قوتهم في التحمل والانتظار واشكرهم على ذلك.
اشركهم في أنشطة تمرن على الصبر والانتظار، مثل: حل الألغاز، وزراعة النباتات ومراقبتها وهي تنمو ...إلخ.
9. العب معهم كثيرا: حوّل السلوك الذي تريد تعليمه لابنك إلى لعبة، ومثلّه معه في مواقف تخيلية.
كل لحظة يقضيها الطفل في اللعب التفاعلي مع شخص بالغ، هي فرصة أكبر لتعلم القواعد والحدود والانضباط الذاتي. هكذا أثبتت تجارب علم النفس منذ سنوات طويلة، وكانت هذه التجارب هي بداية تحوّل اللعب التفاعلي كأداة أساسية وهامة في تعديل سلوكيات الأطفال، واكسابهم السلوكيات الإيجابية (في الروضات والعيادات والمراكز التعليمية).
10. كن قدوة ومثل أعلى: اجعل السلوك الذي تريد زراعته في ابنك هو محور تركيز البيت والأسرة بأكملها في الفترة التي تعلمه فيها هذا السلوك.
عادة ما يشعر الأطفال أنهم فقط من عليه اتباع السلوكيات الجيدة، وهذا يخلق داخلهم مقاومة ورفض لاتباع هذا السلوك.
التزم أنت بالسلوك محل التعليم وأظهر هذا الالتزام أمام طفلك.
ناقشه في كيفية تطبيقك له؛ وأخبره الصعوبات التي واجهتك أثناء التطبيق، وكيف أمكنك التغلب عليها.
هذا سيساعده كثيرا في الإيمان بقدرته هو أيضا على الالتزام بهذا السلوك.
بعد أن تتبع تلك الخطوات عند زراعة/ تعديل أي سلوك لدى طفلك، عليك الانتظار والصبر. أنت تزرع الآن لكن الحصاد له موسم محدد لا تستطيع جني الثمار قبله.
وأثناء فترة الانتظار، يمكنك تقديم الدعم اللازم لاكتمال عملية الزراعة بنجاح، عن طريق:
الانتباه:
سلوك + انتباه = المزيد من هذا السلوك
بتلك المعادلة البسيطة نستطيع فهم كيف تزيد سلوكيات أبنائنا غير الجيدة، وتتناقص سلوكياتهم الجيدة عادة.
فمن أقوى وسائل دعم وتطوير السلوك الإيجابي لدى الطفل هو الانتباه له حين يقوم بهذا السلوك؛ حتى وإن لم يطبق السلوك كاملا وقام فقط بخطوة أو اثنتين من هذا السلوك، عليك بالانتباه لهذا الجزء الصغير وشكره عليه.
تعزيز السلوك الإيجابي يساعد على تطوره واستمراره. صف ما فعله ابنك له، حتى ينتبه ويركز على التفاصيل الجيدة التي قام بها، وكافئه على ما فعل.
مدح المحاولات:
ماذا لو حاول ابنك القيام بالسلوك الذي زرعته به لكنه لم ينجح؟!!
ألا يستحق منك الشكر!!
بالطبع يستحق. فهو قد فكر وحرّك رغبته ووّجه سلوكه، لكنه لم يوَّفق إليه هذه المرة.
لكن كل هذا المجهود يستحق المدح والثناء.
مدحك محاولاته سيولد عنده الرغبة بالاستمرار في المحاولة حتى الوصول لتحقيق هدفه.
التذكير:
سيحتاج منك ابنك في البداية إلى التذكير بقيمة السلوك، وتكرار فوائده بأشكال وطرق مختلفة. والتذكير بخطوات السلوك مرة أخرى حتى تثبت لديه.
فقط تذكر أن كثرة التكرار دون رغبة من الطفل أو اهتمام بالسماع لن تؤتي ثمارها. يجب أن تكون لديه الرغبة في التذكر، وأنت فقط تساعده على ذلك.
وفي النهاية فإن زراعة السلوكيات عملية تمر بالعديد من المراحل، بداية بالفكرة وانتهاءًا بتشكُّل السلوك.
وتعليم الأطفال ضبط سلوكياتهم بأنفسهم لن يتم بين عشيةٍ وضحاها، ولن يحتاج مجهود قليل.
فعليكم كآباء بالصبر والثبات على الأساليب المقترحة، وعدم تعجل النتائج.
وتذكروا أيضًا أنهم مازالوا أطفالا، وجزء كبير من عملية تعلمهم ونضجهم يتم عن طريق ارتكاب الأخطاء والتعلم منها، فعليكم تقبل أخطائهم وعثراتهم والصبر عليهم.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/11/26/story_n_18608888.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات