السبت، 4 نوفمبر 2017

أيقونات حيّة.. من فلسطين إلى سوريا

أيقونات حيّة.. من فلسطين إلى سوريا

الظلم واحد باختلاف ممارسيه، والدم أحمر لونه باختلاف الضحايا، والحرّ حرّ باختلاف العمر، فحين تتكالب الأكلةُ على قصعتها لا بد من انتفاضة الأحرار؛ لتمنع ظلماً استشرى وامتد وطال الضعفاء فكانت تلك القوة التي أنطقت صغيراً سُلبت منه طفولته.

قذائف متتابعة، وصواريخ ممطرة، وبراميل متفجرة، وقنابل غازية لاذعة، وكيماوي حارق، واعتقالات واقتحامات، وحواجز طيّارة، وهدم للمنازل، وقتل للأطفال، وتعذيب ممنهج بطريقة غوغائية، ظلمٌ فاق الحدود فنطق الصغار نُطق الكبار، معبرين عن أنكم لستم آلهة تُوكِلُون لأنفسكم حق سلب الأرواح.

تربعت فلسطين وسوريا على عرش المظلومين، وتربع الاحتلال الإسرائيلي ونظام الأسد على عرش الظالمين المتعطشين لدماء الأبرياء.

هنا نطقت كلّ من الفلسطينية "جنى جهاد" وشريكتها في الألم السورية "بانا العابد" فكانتا سفراء الطفولة في زمن البندقية، لم تدْرسا الإعلام علماً بل تخرجتا في مدرسة الحرب العنيفة والقاسية؛ حيث اتخذتا من الإعلام رسالةً ومنبراً لردع الظلم والاحتلال والحرب.

2017-10-27-1509114430-7589414-.jpg


الفلسطينية جنى جهاد ذات الـ10 أعوام ابنة بلدة النبي صالح، التي تشهد اقتحامات متكررة واعتقالات طالت الأطفال، قررت أن تدافع عن قريتها وأصدقائها الشهداء من خلال كاميرا هاتفها المحمول التي توثق من خلاله جرائم الاحتلال وتبثها عبر الإنترنت.

تحمل معها هاتفها وجرأتها وتنطلق متحديةً المخاطر مشاركةً في مسيرات المقاومة الشعبية ضد الاستيطان، تقاريرها المصورة كانت شاهداً على عدوان الاحتلال وعنجهيته.

رغم الخطر الذي تتعرض له جنى خلال احتكاكها مع جنود الاحتلال، فإنها تصر على الوفاء بوعدها لأصدقائها الشهداء مكملةً درب المصاعب.

باللغتين العربية والإنكليزية استطاعت جنى التأثير على قاعدة كبيرة من الجماهير التي تتابعها حول العالم عبر صفحتها على الفيسبوك https://www.facebook.com/Janna.Jihad/ وتنقل لها ما يجري في فلسطين من ظلم إسرائيلي غَفل عنه العالم.

في رسالتها الإعلامية تسعى جنى إلى الانتصار لشعبها وقضيتها وجعلها قضية عالمية مؤثرة على الرأي العام العالمي.

وتنافس فلسطين في ألمها ووجعها سوريا التي أوجعتها حرب الأسد منذ عام 2011، الأمر الذي أنطق الطفولة فما كان من الطفلة بانا العابد صاحبة الـ8 أعوام إلا أن تنطلق بتغريداتها الجريئة من تحت أنقاض مدينة حلب عبر حسابها على تويتر@AlabedBana ‏ ‏.

2017-10-27-1509114487-2371473-.jpg


بانا التي قضت جلّ عمرها في الحرب بدأت بتوثيق ما يحدث في مدينتها، تلك الجثث التي رأتها جعلتها رسول الطفولة السورية مطالبةً بالسلام والأمن الذي طالما حلمت به.

نجحت بانا في جعل قضيتها قضية رأي عام عالمي من خلال استخدامها للغتين العربية والإنكليزية في جميع خطاباتها وكُتبها التي خاطبت فيها العالم أجمع لنصرة اللاجئين والمشردين والثكالى والجرحى والأيتام.

مستعينة بوالدتها مُدَرِسة اللغة الإنكليزية تمكنت من إصدار كتابها الذي وثّقت فيه الأحداث الجارية في بلادها مخاطبة العالم أجمع ومتحدثةً بلسان الأطفال.

وقد حمل كتابها عنوان Dear World: A Syrian Girl's Story of War and Plea for Peace، فيما قد لاقى كتابها إقبالاً مميزاً من قِبَل القراء خلال حفل توقيعه الذي جرى في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في واشنطن، الأمر الذي يعطي مؤشراً على حدوث استجابة من قِبل العالم لرسائلها وهذا ما يأمله الجميع.

2017-10-27-1509114557-341627-.jpg


تمكنت تلك الأيقونة الحيّة من الخروج من سوريا والوصول إلى تركيا، وما زالت منبراً فاعلاً في تحريك قضية السوريين من أجل إنهاء الحرب وديمومة الأمن.

الحروب لعنة تصيب البلاد فتحيلها جهنم وتقضي على أرواح كانت تُزيّنُ تلك البلاد وتُبقيها جنة، وببقاء الحروب تبقى المقاومة وحتى الطفل يتكلم معترضاً.

جنى وبانا كانتا نموذجين من نماذج مقاومة الحروب والاحتلال وبهما تبقى البلاد نابضةً حيّة تسعى نحو الحرية والنصر.

صور
الأيقونة الفلسطينية جنى جهاد برفقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان:

2017-10-27-1509114631-2895072-.jpg

الأيقونة السورية بانا العابد برفقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان:

2017-10-27-1509114698-1059169-.jpg






ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/somaya-abdullah/-_13879_b_18398804.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات