الخميس، 2 نوفمبر 2017

الإسلام الوسطي من محمد بن عبدالوهاب إلى شيرين عبدالوهاب!

الإسلام الوسطي من محمد بن عبدالوهاب إلى شيرين عبدالوهاب!

الإسلام دين الوسطية والاعتدال، والوسطية إحدى الخصائص العامة للإسلام، وهي أحد المعالم الأساسية التي ميز الله بها الأمة المحمدية عن غيرها من الأمم، وبهذه الميزة استحقت أمة الإسلام أن تكون شهيدة على الناس من حيث لا تشهد عليها أمة أخرى، كما قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً...) "سورة البقرة: آية 143".

فالإسلام توجه وسطي بين المادة والروح، بحيث لا تغلب إحداهما على الأخرى، والوسطية وسطية بين القوة واللين، قوة تستخدم لتحقيق العدل ولين ليس معه ميوعة، لكن مصطلح الإسلام الوسطي، مصطلح دخيل وليس له أي أصل شرعي، وأنه من اختراع علماء السلطة وعملاء الشرطة، الذين يسعون لتمييع الدين لإرضاء الحكام الطواغيت العملاء، فالإسلام هو الإسلام ليس هناك وسطي، أو متشدد، فالإسلام هو منهج رباني كامل، أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، وأمره بتبليغه، أما أتباع الإسلام الوسطي فيروجون له لتقديم نموذج جديد، يرتدي لباس الإسلام باطلاً، وينادي بكونه الوسطية التي أمر بها الله في مواجهة التشدد، وبذلك تتم إباحة العديد من المحرمات باسم البعد عن التزمت والتشدد، وتقييد العديد من الأوامر الإلهية باسم المصلحة، حتى صار مصطلح الإسلام الوسطي يعني إباحة العري والرقص واللهو والغناء!

وأخيراً ظهر مصطلح الإسلام الوسطي في المملكة العربية السعودية، على يد محمد بن سلمان، ولي العهد، الذي اعتقل العلماء، وزج بهم في السجون والمعتقلات، وزار دولة الكيان الصهيوني، ويسعى للقيام بحملة
تغييرات واسعة في المملكة على المستوى الاجتماعي، كان من أبرزها، السماح للمرأة بقيادة السيارة، بعد أن كان ممنوعاً، وإنشاء هيئة الترفيه، إضافة إلى تهميش دور "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، كما صرح أخيراً في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، بأن السعودية ستعيش حياة طبيعية، وأنه لن يسمح بأن تضيع 30 سنة مقبلة من حياة الشعب بسبب الأفكار المتطرفة، وأن 70% من الشعب السعودي هو أقل من 30 سنة،

وبكل صراحة، لن نضيع 30 سنة أخرى من حياتنا في التعامل مع أفكار متطرفة، سوف ندمرهم اليوم وفوراً، وسننشر الإسلام الوسطي المنفتح على العالم وجميع الأديان، وأننا نسعى لمكافحة الأفكار المتشددة، ونريد أن نعيش حياة طبيعية، حياة تترجم ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة، وقال: إن الأفكار المدمرة بدأت تدخل السعودية في عام 1979، في إطار مشروع صحوة دينية تزامناً مع قيام الثورة الإسلامية في إيران، 1979 الذي اعتبره عاماً مرجعياً بالنسبة للسعودية، بعد وصول الخميني إلى الحكم، وهو أيضاً عام حادث الحرم المكي في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1979، حينما سيطرت مجموعة من المتطرفين على الحرم المكي بقيادة "جهيمان العتيبي"، الذي كان يعمل موظفاً في الحرس الوطني السعودي، ومحمد بن عبد الله القحطاني، أحد تلامذة الشيخ عبد العزيز بن باز، وشقيق زوجة جهيمان العتيبي، حيث أعلن أمام المصلين خروج المهدي المنتظرن ومجدد هذا الدين،

قام جهيمان وأتباعه بمبايعة "المهدي المنتظر" محمد بن عبد الله القحطاني، وطلب من جموع المصلين مبايعته، وأوصد أبواب المسجد الحرام، ووجد المصلّون أنفسهم محاصرين داخل المسجد الحرام، واستطاعت بعدها القوات دخول الحرم المكي وتخليصه من جماعة جهيمان، وسقط على أثر ذلك الكثير من القتلى، ومن بينهم محمد القحطاني نفسه، وهو نفس العام الذي شهد بداية الحرب الأفغانية السوفييتية، التي مثلت ذروة دعم السعودية للمجاهدين الأفغان، والمجاهدين العرب، بتوجيهات صريحة من الولايات المتحدة الأميركية، للسعي لتفتيت الاتحاد السوفييتي، فهل يعلم بن سلمان أن تاريخ المملكة، والتراث العقدي والفكري قبل 1979 كما في الأجوبة النجدية، ليس إلا تاريخ من السلب والنهب والقتل، ولا يمت للاعتدال والوسطية بأي صلة!

والتشدد الوهابي هو الذي جاء بأل سعود إلى سدة الحكم، بناء على التحالف الذي نشأ بين محمد بن سعود حاكم الدرعية، وبين الشيخ محمد بن عبدالوهاب، هذا الاتفاق الذي لا يزال سارياً حتى اليوم، والذي نص على أن يقترن مشروع بن سعود التوسعي في الجزيرة العربية والشام والعراق بنشر الفكر الوهابي السلفي.

وهذا يعني ببساطة شديدة أن نشأة الدولة السعودية ارتبط منذ ولادتها بالفكر الوهابي السلفي المتشدد، والذي يزعم بن سلمان اليوم أنه يحاربه والعودة للإسلام الوسطي، بالحفلات المختلطة، ومشروع نيوم، والترفيه والسياحة والحفلات الغنائية!

وقد تلقف الليبراليون خطاب بن سلمان، وطيروه كل مطار، فقال قائلهم: سوف ندمر كل الأفكار المتطرفة، خطاب مهم وصريح، وفي توقيته المناسب، وقال آخر:
انتهت ما تسمى الصحوة، التي لم تعمل من أجل الوطن، بل لأغراض حزبية أجندتها الظلام، نحن شعب يرمي خلفه التشدد والتطرف، ويرسخ قيم التسامح والتحضر، وقالت ثالثة: هل تعلمون ما هي أكبر سرقة تاريخية مررنا بها؟ إنها سرقة عقولنا "بالصحوة" غير المباركة، واعتبره أحدهم حديثاً قوياً، ورسالة سياسية وصريحة، واعتبر أن مواكبة التنمية توجب عدم مداهنة التطرف، سندمر التطرف بالعلم والاقتصاد والتنمية، لا يمكن مداهنة التطرف واللحاق بركب التنمية، إما هذا أو ذاك، وقال آخر: على الصحويين بعد انهيار أحلامهم، الرحيل إلى تورا بورا عند طالبان، أو إلى قطر عند التفخ وولده، فلم يعد لهم فى بلادنا مكان، ولا قيمة ولا مستقبل!

لذلك يمكننا القول بأن الإسلام الوسطي هو العلمانية التي بشر بها العتيبة مؤخراً، والتطبيع مع الصهاينة، واستبعاد أكثر من ألفى إمام وخطيب، والتنكيل بكل من لم يبارك الإسلام الوسطي الجميل!


ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/ezz-eldin-alkumi/story_b_18446262.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات