الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

كلام الحب في الكون

كلام الحب في الكون

إن المحبة في معناها الحقيقي تختلف تماما عن المفهوم السطحي المنتشر الذي لطالما استعمل في نطاق ضيق منحصر قل أن يخرج عن دائرة الإبتذال للأسف .

المحبة يا سادة هي عمود السماوات و الارض و الكون بأسره . وهي الغاية التي بني عليها الكون منذ الخليقة . فكل شيئ مقترن بتأثيراتها و المخلوقات كلها في علاقاتها المتداخلة و المتشعبة تدور في فلك المحبة .

إن اصل كل فعل هو الرغبة و الارادة. بالمحبة هذا يريد هذا . بالمحبة هذا فعل هذا . بالمحبة هذا قال هذا. فلن يتحرك ساكن و لن يسكن متحرك الا بالإرادة .. إلا بالمحبة .
مستثنين من ذلك طبعا حالات الإكراه و الكراهة عامة.
لكن ماذا لو عكسنا الصورة لوهلة ؟ ماذا لو كان ما يدفعنا للفعل و القول و الصنيع هو الاكراه؟ ماذا لو إنحصرنا واقعيا في مجال الإستثناء ؟
ماذا لو كانت خياراتنا تنحصر في السيئ و الأسوء ؟

فبعد سنين من جلد أنفسنا ندرك بمرارة أن المثل العليا و المبادئ السامية التي لطالما لهثنا ورائها ، مجرد شيئ نسعى خلفه .. لا ندركه بل نرجوه فقط .

لكن بعد هذا و ذاك ؛ أليست روح هذه المثل موجودة فينا نحن معشر الخاطئين ؟ أليست الخطيئة جوهر الموضوع و لبه ؟ ألسنا نحن الذين جعلنا لهاته القيم و المثل معنى و غاية ؟

فبعد كل شيئ ما فائدة أن تملك المال إن لم نوجد نحن الفقراء ؟! و ما الفائدة أن تكون طاهرا إن لم نكن نحن المذنبين ؟! و ما الغاية من قوتك و سلطانك إن لم نكن نحن الضعفاء المساكين ؟

ألم يعلم المغتر زيفا أن أخطائنا هي التوازن الطبيعي للكون و أن قيمته ليست في ذاته بل في غيره ؛ فينا نحن..؟
ألم يعلم أن الشر يكمل الخير و أن الأسود هو ما يجعل من الابيض ناصعا ؟ ألم يتمعن في الحديث القدسي (إذا لم تخطئوا أو تذنبوا ليأتين الله بقوم يخطئون فيتوبون) ..؟


الخطأ في الحقيقة ليس اقترافك للذنب .. بل الخطأ نقضك لتوازن الكون و إنكارك لهاته الحقيقة .
الخطأ هو تألهك على العباد فتحاسب هذا و تحاكم هذا .. تطهر هذا و تدنس هذا .. تعد هذا طيبا و هذا خبيثا ..
و تقدح في من تشاء بلا هوان ..!
أوليس تعريف حياة الانسان في معناه الأعم ؛ انها مجموعة من الخيارات التسلسلية .
أوليس كل ما قدر لك مكتوبا . أوليس الرضا أساس الصلاح؟
أوليست نيتك ، طيبة كانت ام سيئة ، أساس الحساب؟
أحسن الظن .. كن حليما.. عش طيبا ؛ تذق طيبا ؛ تمت طيبا ..
فالحب صنيع نواياك .. و عليه ينبني الكون ..


........
ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/jemil-ben-mokhtar-bouzidi/story_b_18815622.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات