بين نار الانتظار ومرارة الضريبة، هناك أمهات ثَكلى وشباب شَاب، وصغار هلعوا وكبار جزعوا، يتهامسون فيما بينهم هل نكفر بها أم نتمدد مع تطلعاتها؟
نعم هي رياح الوطن ثورة يناير/كانون الثاني نتذكرها جيداً، فهي ذكرى مؤلمة للبعض، وشرف في صدور آخرين لم يقنطوا من عطاء الثورات، لكنهم في شتات بين الرضا والسخط، ولكل منهم أسبابه.
أحلام في الفضاء
منذ سبع سنوات من الآن كان هناك آمال في الفضاء الافتراضي، قررت النزول إلى أرض الواقع، وعندما استقرت في فناء ميدان التحرير وسط القاهرة، شَكلت هذه الأحلام لوحة فنية بسواعد أبنائها تُعرف بـ"عيش، حرية، عدالة اجتماعية".
ثمانية عشر يوماً حدث فيها الكثير والكثير في كل محافظات مصر، وبلغ عدد ضحايا الثورة المصرية نحو 846 شهيداً، وفق إحصاء رسمي، لكن تقارير حقوقية محلية أفادت بسقوط حوالي ألف شهيد في جميع أنحاء مصر.
واستحوذت الأيام الأربعة الأولى من الثورة على النصيب الأكبر من الشهداء؛ نظراً لشدة البطش الأمني آنذاك، لم ينضب دم الشهداء على الأرض في الميادين إلا وكان شاب مصر على استعداد كامل لمواصلة اللوحة الفنية بدمائهم في سبيل حريتهم وأحلامهم، ولم يترددوا حتى ُكلِّلَت دماؤهم الزكية بـ"رحيل مبارك".
أحلام لم تكتمل
نضج الشاب ولم تنضج ثورته، على أحرّ من الجمر انتظر شاب يناير جزءاً ولو بسيطاً مما دفعوه مقدماً في ثورتهم، لم ينتظروا درهماً ولا ديناراً، فقط كانوا ينتظرون شجرة الحرية التي رواها أصدقاؤهم في الميدان بدمائهم الزكية، لُجم حماس الشباب بما يُعرف بالمسار الطبيعي للديمقراطية، فكان دستوراً ثم انتخابات رئاسية، ثم المؤسسية.
تكالبت المؤسسية على الحرية بطرق قانونية وغير قانونية فضلاً عن أعداء الحرية، الذين كانوا كالذيول المتشعبة في كل أطراف الدولة تطرق على أوتارِ الثورة بهدوء حتى تنقطع أو يكفر بها كل من آمَن بها، فكان "انقلاب 2013" على ما حققته أهم مبادئ الثورة ألا وهي مدنية وشرعية الدولة التي كانت طريقها إلى التمكين المدني بقيادة الرئيس محمد مرسي: الذي خرج الملايين في الميادين للاحتفال بقدومه بعد الثورة.
وأصبح السؤال: هل لم يكن للثورة قائد من البداية يتعقب خطاها؟!
لكن هيهات كان الشاب بالمرصاد هم أصحاب تلك الثورة، جاد الشاب من جديد بالدماء في الميادين (رابعة - النهضة - وغيرهما) حفاظاً على ما بدا لهم من خيوط الحرية.
بين الرضا والسخط
في ذكراها السابعة تباينت آراء حول متفائل بنتائج الثورة، ويرى أنها حققت ما لم يكن ليتحقق إلا بثورة، وبين متشائم يرى أن ما حققته الثورة في أيامها الأولى تم التراجع عنه وخسرته الثورة بسبب سياسات الحكم القائمة، غير مدركين أنه تم التآمر عليها، وأصبحت تُتهم بالعمالة، لكن إذا تطرقنا إلى الواقع نسرده كالتالي:
آلاف الشاب في المعتقلات، أمهات ثَكلى، ونخبة منفية، وشعب بسيط أرهقه الحكم العسكري على مدار عقود يرتكن إلى جملة "خدنا إيه من الثورة؟" هو محق صادق في نيته، وليس في تخوين الثورة.
أما عن الآخر فهو مدرك جيداً أن الذين يخرجون في مقدمة الصفوف، أو مؤخرتها في شوارع وميادين المدن الثائرة من أجل المطالبة بحق الكرامة، لا يبالون بأنفسهم، ولا يكترثون لحياتِهم، إنهم مُضحّون فقط لأجل الآخرين، وما زالت الثورة مستمرة.
نعم هي رياح الوطن ثورة يناير/كانون الثاني نتذكرها جيداً، فهي ذكرى مؤلمة للبعض، وشرف في صدور آخرين لم يقنطوا من عطاء الثورات، لكنهم في شتات بين الرضا والسخط، ولكل منهم أسبابه.
أحلام في الفضاء
منذ سبع سنوات من الآن كان هناك آمال في الفضاء الافتراضي، قررت النزول إلى أرض الواقع، وعندما استقرت في فناء ميدان التحرير وسط القاهرة، شَكلت هذه الأحلام لوحة فنية بسواعد أبنائها تُعرف بـ"عيش، حرية، عدالة اجتماعية".
ثمانية عشر يوماً حدث فيها الكثير والكثير في كل محافظات مصر، وبلغ عدد ضحايا الثورة المصرية نحو 846 شهيداً، وفق إحصاء رسمي، لكن تقارير حقوقية محلية أفادت بسقوط حوالي ألف شهيد في جميع أنحاء مصر.
واستحوذت الأيام الأربعة الأولى من الثورة على النصيب الأكبر من الشهداء؛ نظراً لشدة البطش الأمني آنذاك، لم ينضب دم الشهداء على الأرض في الميادين إلا وكان شاب مصر على استعداد كامل لمواصلة اللوحة الفنية بدمائهم في سبيل حريتهم وأحلامهم، ولم يترددوا حتى ُكلِّلَت دماؤهم الزكية بـ"رحيل مبارك".
أحلام لم تكتمل
نضج الشاب ولم تنضج ثورته، على أحرّ من الجمر انتظر شاب يناير جزءاً ولو بسيطاً مما دفعوه مقدماً في ثورتهم، لم ينتظروا درهماً ولا ديناراً، فقط كانوا ينتظرون شجرة الحرية التي رواها أصدقاؤهم في الميدان بدمائهم الزكية، لُجم حماس الشباب بما يُعرف بالمسار الطبيعي للديمقراطية، فكان دستوراً ثم انتخابات رئاسية، ثم المؤسسية.
تكالبت المؤسسية على الحرية بطرق قانونية وغير قانونية فضلاً عن أعداء الحرية، الذين كانوا كالذيول المتشعبة في كل أطراف الدولة تطرق على أوتارِ الثورة بهدوء حتى تنقطع أو يكفر بها كل من آمَن بها، فكان "انقلاب 2013" على ما حققته أهم مبادئ الثورة ألا وهي مدنية وشرعية الدولة التي كانت طريقها إلى التمكين المدني بقيادة الرئيس محمد مرسي: الذي خرج الملايين في الميادين للاحتفال بقدومه بعد الثورة.
وأصبح السؤال: هل لم يكن للثورة قائد من البداية يتعقب خطاها؟!
لكن هيهات كان الشاب بالمرصاد هم أصحاب تلك الثورة، جاد الشاب من جديد بالدماء في الميادين (رابعة - النهضة - وغيرهما) حفاظاً على ما بدا لهم من خيوط الحرية.
بين الرضا والسخط
في ذكراها السابعة تباينت آراء حول متفائل بنتائج الثورة، ويرى أنها حققت ما لم يكن ليتحقق إلا بثورة، وبين متشائم يرى أن ما حققته الثورة في أيامها الأولى تم التراجع عنه وخسرته الثورة بسبب سياسات الحكم القائمة، غير مدركين أنه تم التآمر عليها، وأصبحت تُتهم بالعمالة، لكن إذا تطرقنا إلى الواقع نسرده كالتالي:
آلاف الشاب في المعتقلات، أمهات ثَكلى، ونخبة منفية، وشعب بسيط أرهقه الحكم العسكري على مدار عقود يرتكن إلى جملة "خدنا إيه من الثورة؟" هو محق صادق في نيته، وليس في تخوين الثورة.
أما عن الآخر فهو مدرك جيداً أن الذين يخرجون في مقدمة الصفوف، أو مؤخرتها في شوارع وميادين المدن الثائرة من أجل المطالبة بحق الكرامة، لا يبالون بأنفسهم، ولا يكترثون لحياتِهم، إنهم مُضحّون فقط لأجل الآخرين، وما زالت الثورة مستمرة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/ibrahim-afifi-gaafar/-_14810_b_19095292.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات