خرجنا إلى هذا العالم لنجد معظم أوطاننا العربية قابعة في وحل الجهل والمشاكل والصّراعات وغياب التّخطيط والعشوائية في شتّى مجالات الحياة، قيل لنا إنّها حالة جديدة نشأت في العقود الأخيرة فقط، قالوا أيضاً إنها حالة أريدت لنا لم يكن لنا رأي ولا شأن فيها، أقنعوا أنفسهم واتخذوه سبباً للتّخاذل والرّكود، وكأنّه عذر قبيح يتحجّجون به ليواروا به خطيئة ما فعلوه ببلادنا.
نشأت فكرة نظريّة المؤامرة بين الأوساط العربية في بدايات القرن الماضي بعد سايكس - بيكو ووعد بلفور وانصياع حكام العرب والمسلمين لأوامر وتعليمات الغرب للحفاظ على مناصبهم ونفوذهم بعد تهاوي الدّولة العثمانية، وانتقلت النّظرية من مجرّد سياسيّة إلى فكريّة واجتماعيّة من جيل إلى جيل حتى بدأ ينبذها جيلنا الحالي، وعاش العرب دور الضّحية معلّقين كلّ مشاكلهم على شمّاعة المؤامرة، وبات الحديث عن المؤامرة والمجادلة فيها وإثباتها أهم من العمل والإخلاص والبناء والتّعمير، حتى صار مقياس وطنية الرّجل بمدى كرهه للغرب وثقافته لا بمدى حبّه لوطنه.
بالتّأكيد من حقّ أيّ شخص أن يعتنق ما يشاء من الأفكار، لكنّ فكراً كهذا يعيق التنمية ويشلّ الطموح ويحبط من عزيمة الشّخص ومن حوله، مما سيكون له بالغ الأثر على مجتمعه، فإذا وُجد عذرٌ لضعف التّقدم فسينعدم الأمل الذي يبقي على طاقتنا وإنتاجيتنا.
فمن الأفضل أن تَترك المؤامرة للمتآمرين وتوفّر مساحة تفكيرك للإبداع والابتكار والتّجديد، بدلاً من السّلبيّة والرّجعية عليك بالانفتاح وأخذ ما ينفعك وترك ما يضرّك، وإن كانت الفكرة قد أخذت منك مأخذاً عظيماً فتذكّر أنّهم إن اجتمعوا على أن يضرّوك لن يضرّوك إلّا بشيء قد كتبه الله عليك.
ما يدعو إلى التّفاؤل أنّ شباب اليوم لا يروقه هذا الفكر الانهزاميّ، ويؤمن أنّنا أساس المشكلة وأساس حلّها، يؤمنون أنّ الله لا يغير ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم، ودليل على ذلك ثورات الربيع العربي التي اندلعت كالبراكين غضباً تناشد الحقوق وتدافع عن الأوطان، فلا أعداء الشّرق ولا عملاء الغرب قادرون على زعزعة إيمانهم وثقتهم في قدرتهم على التّغيير، لم يتطلّب منهم الأمر سوى قليل من تحرير الفكر والاستقلال عن الأجيال المنهزمة قبلهم ونظريّاتهم غير المبرّرة، فاستعادوا الأوطان ولو قليلاً، واستعادوا معها بريق الحياة ورونقها، وجمال الحرّيّة التي ما لبثت أن اختطفت مجدداً.
لا أعتقد أنّ جيلنا سيسامح من قبله لما تركوا عليه البلاد، إن كانوا فعلوه بأنفسهم بسكوتهم على الظّلم والقهر ورضاهم بالقليل وتغاضيهم عن حقوقهم فذنبهم عظيم، وإن كانوا يؤمنون بأنّ الغرب الكافر الشّرير هو سبب نكستهم وضعفهم فذنبهم أعظم وأشدّ جرماً، أَتتركون أوطانكم تُسرق وتُنهب ويُتآمر عليها ثمّ تبكون على اللّبن المسكوب؟ وليتكم تكتفون بذلك، بل تزرعون فكرة المؤامرة وسيادة الغرب في رؤوسنا، كفاكم عبثاً في عقولنا وفي أوطاننا، آن الأوان أن نتسلّم طارة القيادة.
المؤامرة الحقيقية هي ما يسوقه المرء لنفسه من جهل وتخلّف، يقمع عقله ويحجبه عن العالم الخارجيّ، ينغلق على أفكاره حسنة كانت أم خبيثة، واقعيّة أم محض خيال، بنّاءة أم هدّامة، يعلم أن العلم والثقافة سيحرّران عقله، لكنّه يحبّه هكذا خاوياً على عروشه، يأكل وينام ويعمل كسائر الدّوابّ، حياته بلا مغزى لا روح فيها، الرّوتين يخنقه لكنّ الخوف يمنعه من التجديد.
بالتأكيد لن نسمح لهذه المؤامرة ولا غيرها بسرقة ريعان شبابنا، سيكون لنا شأن مع هذه البلاد، سنعيد للوطن رِفعته ومجده وشموخه، سنرسم العربيّ ممشوقاً بهامته من جديد، سيكون ربيع عمر أبنائنا متزامناً مع ربيع الوطن.
نشأت فكرة نظريّة المؤامرة بين الأوساط العربية في بدايات القرن الماضي بعد سايكس - بيكو ووعد بلفور وانصياع حكام العرب والمسلمين لأوامر وتعليمات الغرب للحفاظ على مناصبهم ونفوذهم بعد تهاوي الدّولة العثمانية، وانتقلت النّظرية من مجرّد سياسيّة إلى فكريّة واجتماعيّة من جيل إلى جيل حتى بدأ ينبذها جيلنا الحالي، وعاش العرب دور الضّحية معلّقين كلّ مشاكلهم على شمّاعة المؤامرة، وبات الحديث عن المؤامرة والمجادلة فيها وإثباتها أهم من العمل والإخلاص والبناء والتّعمير، حتى صار مقياس وطنية الرّجل بمدى كرهه للغرب وثقافته لا بمدى حبّه لوطنه.
بالتّأكيد من حقّ أيّ شخص أن يعتنق ما يشاء من الأفكار، لكنّ فكراً كهذا يعيق التنمية ويشلّ الطموح ويحبط من عزيمة الشّخص ومن حوله، مما سيكون له بالغ الأثر على مجتمعه، فإذا وُجد عذرٌ لضعف التّقدم فسينعدم الأمل الذي يبقي على طاقتنا وإنتاجيتنا.
فمن الأفضل أن تَترك المؤامرة للمتآمرين وتوفّر مساحة تفكيرك للإبداع والابتكار والتّجديد، بدلاً من السّلبيّة والرّجعية عليك بالانفتاح وأخذ ما ينفعك وترك ما يضرّك، وإن كانت الفكرة قد أخذت منك مأخذاً عظيماً فتذكّر أنّهم إن اجتمعوا على أن يضرّوك لن يضرّوك إلّا بشيء قد كتبه الله عليك.
ما يدعو إلى التّفاؤل أنّ شباب اليوم لا يروقه هذا الفكر الانهزاميّ، ويؤمن أنّنا أساس المشكلة وأساس حلّها، يؤمنون أنّ الله لا يغير ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم، ودليل على ذلك ثورات الربيع العربي التي اندلعت كالبراكين غضباً تناشد الحقوق وتدافع عن الأوطان، فلا أعداء الشّرق ولا عملاء الغرب قادرون على زعزعة إيمانهم وثقتهم في قدرتهم على التّغيير، لم يتطلّب منهم الأمر سوى قليل من تحرير الفكر والاستقلال عن الأجيال المنهزمة قبلهم ونظريّاتهم غير المبرّرة، فاستعادوا الأوطان ولو قليلاً، واستعادوا معها بريق الحياة ورونقها، وجمال الحرّيّة التي ما لبثت أن اختطفت مجدداً.
لا أعتقد أنّ جيلنا سيسامح من قبله لما تركوا عليه البلاد، إن كانوا فعلوه بأنفسهم بسكوتهم على الظّلم والقهر ورضاهم بالقليل وتغاضيهم عن حقوقهم فذنبهم عظيم، وإن كانوا يؤمنون بأنّ الغرب الكافر الشّرير هو سبب نكستهم وضعفهم فذنبهم أعظم وأشدّ جرماً، أَتتركون أوطانكم تُسرق وتُنهب ويُتآمر عليها ثمّ تبكون على اللّبن المسكوب؟ وليتكم تكتفون بذلك، بل تزرعون فكرة المؤامرة وسيادة الغرب في رؤوسنا، كفاكم عبثاً في عقولنا وفي أوطاننا، آن الأوان أن نتسلّم طارة القيادة.
المؤامرة الحقيقية هي ما يسوقه المرء لنفسه من جهل وتخلّف، يقمع عقله ويحجبه عن العالم الخارجيّ، ينغلق على أفكاره حسنة كانت أم خبيثة، واقعيّة أم محض خيال، بنّاءة أم هدّامة، يعلم أن العلم والثقافة سيحرّران عقله، لكنّه يحبّه هكذا خاوياً على عروشه، يأكل وينام ويعمل كسائر الدّوابّ، حياته بلا مغزى لا روح فيها، الرّوتين يخنقه لكنّ الخوف يمنعه من التجديد.
بالتأكيد لن نسمح لهذه المؤامرة ولا غيرها بسرقة ريعان شبابنا، سيكون لنا شأن مع هذه البلاد، سنعيد للوطن رِفعته ومجده وشموخه، سنرسم العربيّ ممشوقاً بهامته من جديد، سيكون ربيع عمر أبنائنا متزامناً مع ربيع الوطن.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/osama-mohamed-abdelmoneim/-_14809_b_19095202.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات