منذُ ما يقارب ثلاث سنوات، والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، تقصفان الأراضي اليمنية، وتحتلان أجواءها وموانئها، بحجة محاربة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، ولو أن نواياها كانت صادقة وسليمة، في دعم ومساندة اليمنيين كما زعمت، لكانتا قد أنهتا تلك الحرب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من بدئها، أو لنقل في النصف الأول من العام الأول على أقل تقدير.
ثلاث سنوات وطيران تلكما الدولتين، يستبيح الأرض، ويقصف المُدن والقرى، ويهدم المباني، ويُدمِّر المنشآت الصناعية والتجارية، ويقتُل الناس في الأسواق برابعة النهار، كما يضربُ صالات الأعراس على رؤوس الموجودين فيها، فأهلكَ الحرث والنسل، وزرع الخوف في كل اتجاه، أينما ذهبت داخل اليمن.
ثلاث سنوات من الكذب والخداع على الشعب اليمني، من قِبَل جيرانه، الذين زعموا أنهم ما جاءوا إلا لنجدته، ومن قبل حُكومته المتواطئة، التي ارتضت لنفسها أن تكون مُجرد عِير يُمتطى عليها، وبعد سنوات من التضليل والسَّفه من قِبل الجميع، أصبح لزاماً عليَّ التحلي بقدر كبير من الجُرأة والشجاعة، للاعتذار لشعبي الكريم ولقارئي العزيز؛ فقد كنتُ واحداً من أولئك البُلهاء والسُّذج -أو لنقل "الطيبين" زيادة عن اللزوم، كما هي السمة الغالبة لليمنيين، حتى لا أجلد ذاتي بقسوة- الذين تم تضليلهم والتدليس عليهم.
فقد سخَّرتُ قلمي طويلاً لدعم تحالف "عاصفة الحزم" التي انقلبت وهماً كاذباً، بعد أن حققت مكاسبها في إعادة اليمن 100 عام إلى الوراء، وبعد أن اطمأنت إلى أنه لن تقوم له قائمة في الأعوام المائة القادمة.
لم تكتف حكومة المملكة العربية السعودية -التي يُفترض أنها أخت "شقيقة" لليمنين- بقتلهم داخل الأراضي اليمنية وحسب، ولكنها أصرَّت -ولا تزال- على قتلهم كذلك داخل أراضيها، فبعد أن أوهمتهم بأنها قد فتحت لهم أبوابها، واستقبلتهم بأحضانها، ها هي اليوم تبذل كل جهد لتطردهم من أراضيها، عبر فرض المزيد والمزيد عليهم من الرسوم الإجبارية الظالمة، التي لا يستطيعون تحمُّلها، فيما رئيسهم "خيال المأتم" يقبع تحت الإقامة الجبرية بلا حول ولا قوة، وحكومتهم مشغولة بجمع الصدقات، وتقاسم الغنائم والهبات، وسرقة مواد الإغاثة، ومثل هذه القضايا لا تعنيها.
على اليمنيين قاطبة أن يتحركوا في كل مكان، لرفض تلك القرارات الجائرة، بحق إخوانهم المغتربين والمقيمين داخل المملكة، وألا يركنوا إلى حكومتهم، المُعتقلة داخل سراديب الوهم، والمنفية خلف أسوار الهوان والذُّل، فهي فاقدة للأهلية وللشرعية معاً، وفاقد الشيء لا يعطيه.
عليهم أن يُشعلوا مواقع التواصل الاجتماعي بالتغريدات والهاشتاغات الرافضة لتلك القرارات، وأن يبعثوا برسائل الاحتجاج للمنظمات الدولية، ولكل المؤسسات والهيئات ذات الصلة بحقوق الإنسان، وأن يخلقوا من قضيتهم رأياً عاماً، يمنياً وعربياً وإقليمياً ودولياً.
عليهم ألا يكلُّوا أو يمَلُّوا، حتى تستجيب الحكومة السعودية لأصواتهم، وترضخ لاستثناء اليمنيين من تلك القرارات الجائرة بحقهم، وأنا على يقين بأنها ستستجيب لمطلبهم حتماً؛ بل وستُرغَم على ذلك قسراً، تحت وطأة الضغوط عليها، فهي اليوم تعيش أوضاعاً صعبة لا تُحسد عليها، فكل العيون مُتجهة صوبها، وغالبية الأصوات تنتقد سياساتها، وخصوصاً فيما يتعلق بالملف اليمني تحديداً، وعلى اليمنيين أن يستغلوا هذه الثغرة جيداً.
يجب ألا يكون المغترب اليمني في المملكة السعودية هو الضحية الأولى للسياسات الرَّعناء للأمير الشاب، تحت ذريعة الإصلاحات داخل بلده، كما لا يتوجب عليه أن يتحمل فاتورة تلك الإصلاحات التي لا علاقة له بها، ويكفيه ظُلماً وجوراً، ما قد حلَّ بدياره وببلده من خراب ودمار، جرَّاء تلك السياسات الخرقاء، التي تُركت للصبية وللمراهقين سياسياً، داخل أبوظبي والرياض.
على الأمير الشاب، والحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان، أن يتخلى عن طيشه وعن ألعابه الصبيانية، وأن يأخذ العبرة مما يجري اليوم داخل الأراضي الإيرانية، فسياسة القمع للمعارضين له، والاعتقالات اليومية للأمراء والعلماء وأصحاب الرأي وقادة الفكر داخل المملكة، لن تجدي نفعاً، كما أنها لم تكن مجدية مع دكتاتوريين كُثر قبله، في بلدان عربية مختلفة.
كرة الثلج داخل المملكة العربية السعودية يزداد تدحرجها يوماً بعد يوم، بفضل برامج الإصلاح للأمير المُتحمس حد التهوُّر، ولا ندري في أي قَعر عميق قد تسقط، وأخشى أن تخطَفَها الطير، أو تهوي بها الريح في مكان سحيق.
ثلاث سنوات وطيران تلكما الدولتين، يستبيح الأرض، ويقصف المُدن والقرى، ويهدم المباني، ويُدمِّر المنشآت الصناعية والتجارية، ويقتُل الناس في الأسواق برابعة النهار، كما يضربُ صالات الأعراس على رؤوس الموجودين فيها، فأهلكَ الحرث والنسل، وزرع الخوف في كل اتجاه، أينما ذهبت داخل اليمن.
ثلاث سنوات من الكذب والخداع على الشعب اليمني، من قِبَل جيرانه، الذين زعموا أنهم ما جاءوا إلا لنجدته، ومن قبل حُكومته المتواطئة، التي ارتضت لنفسها أن تكون مُجرد عِير يُمتطى عليها، وبعد سنوات من التضليل والسَّفه من قِبل الجميع، أصبح لزاماً عليَّ التحلي بقدر كبير من الجُرأة والشجاعة، للاعتذار لشعبي الكريم ولقارئي العزيز؛ فقد كنتُ واحداً من أولئك البُلهاء والسُّذج -أو لنقل "الطيبين" زيادة عن اللزوم، كما هي السمة الغالبة لليمنيين، حتى لا أجلد ذاتي بقسوة- الذين تم تضليلهم والتدليس عليهم.
فقد سخَّرتُ قلمي طويلاً لدعم تحالف "عاصفة الحزم" التي انقلبت وهماً كاذباً، بعد أن حققت مكاسبها في إعادة اليمن 100 عام إلى الوراء، وبعد أن اطمأنت إلى أنه لن تقوم له قائمة في الأعوام المائة القادمة.
لم تكتف حكومة المملكة العربية السعودية -التي يُفترض أنها أخت "شقيقة" لليمنين- بقتلهم داخل الأراضي اليمنية وحسب، ولكنها أصرَّت -ولا تزال- على قتلهم كذلك داخل أراضيها، فبعد أن أوهمتهم بأنها قد فتحت لهم أبوابها، واستقبلتهم بأحضانها، ها هي اليوم تبذل كل جهد لتطردهم من أراضيها، عبر فرض المزيد والمزيد عليهم من الرسوم الإجبارية الظالمة، التي لا يستطيعون تحمُّلها، فيما رئيسهم "خيال المأتم" يقبع تحت الإقامة الجبرية بلا حول ولا قوة، وحكومتهم مشغولة بجمع الصدقات، وتقاسم الغنائم والهبات، وسرقة مواد الإغاثة، ومثل هذه القضايا لا تعنيها.
على اليمنيين قاطبة أن يتحركوا في كل مكان، لرفض تلك القرارات الجائرة، بحق إخوانهم المغتربين والمقيمين داخل المملكة، وألا يركنوا إلى حكومتهم، المُعتقلة داخل سراديب الوهم، والمنفية خلف أسوار الهوان والذُّل، فهي فاقدة للأهلية وللشرعية معاً، وفاقد الشيء لا يعطيه.
عليهم أن يُشعلوا مواقع التواصل الاجتماعي بالتغريدات والهاشتاغات الرافضة لتلك القرارات، وأن يبعثوا برسائل الاحتجاج للمنظمات الدولية، ولكل المؤسسات والهيئات ذات الصلة بحقوق الإنسان، وأن يخلقوا من قضيتهم رأياً عاماً، يمنياً وعربياً وإقليمياً ودولياً.
عليهم ألا يكلُّوا أو يمَلُّوا، حتى تستجيب الحكومة السعودية لأصواتهم، وترضخ لاستثناء اليمنيين من تلك القرارات الجائرة بحقهم، وأنا على يقين بأنها ستستجيب لمطلبهم حتماً؛ بل وستُرغَم على ذلك قسراً، تحت وطأة الضغوط عليها، فهي اليوم تعيش أوضاعاً صعبة لا تُحسد عليها، فكل العيون مُتجهة صوبها، وغالبية الأصوات تنتقد سياساتها، وخصوصاً فيما يتعلق بالملف اليمني تحديداً، وعلى اليمنيين أن يستغلوا هذه الثغرة جيداً.
يجب ألا يكون المغترب اليمني في المملكة السعودية هو الضحية الأولى للسياسات الرَّعناء للأمير الشاب، تحت ذريعة الإصلاحات داخل بلده، كما لا يتوجب عليه أن يتحمل فاتورة تلك الإصلاحات التي لا علاقة له بها، ويكفيه ظُلماً وجوراً، ما قد حلَّ بدياره وببلده من خراب ودمار، جرَّاء تلك السياسات الخرقاء، التي تُركت للصبية وللمراهقين سياسياً، داخل أبوظبي والرياض.
على الأمير الشاب، والحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان، أن يتخلى عن طيشه وعن ألعابه الصبيانية، وأن يأخذ العبرة مما يجري اليوم داخل الأراضي الإيرانية، فسياسة القمع للمعارضين له، والاعتقالات اليومية للأمراء والعلماء وأصحاب الرأي وقادة الفكر داخل المملكة، لن تجدي نفعاً، كما أنها لم تكن مجدية مع دكتاتوريين كُثر قبله، في بلدان عربية مختلفة.
كرة الثلج داخل المملكة العربية السعودية يزداد تدحرجها يوماً بعد يوم، بفضل برامج الإصلاح للأمير المُتحمس حد التهوُّر، ولا ندري في أي قَعر عميق قد تسقط، وأخشى أن تخطَفَها الطير، أو تهوي بها الريح في مكان سحيق.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/habeb-al-azzi/-_14624_b_18957388.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات