ينتابني شعور بالضحك تارةً وشعور بالاستهجان تارةً أخرى وأنا أطالع الصحف والمجلات المصرية، سواء الحكومية منها أو التي تدعي أنها مستقلة، وينتابني شعور بالغيظ والحنق وأنا أطالع مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة ببعض رفقاء الثورة الذين بذلوا من أموالهم وحرياتهم وأمنهم واستقرارهم وصحتهم، وذاقوا لوعة فراق الوطن ومفارقة الأهل والأحبة من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية.
تنتابني تلك المشاعر عندما أقرأ وأسمع تحليلات القوم وتوقعاتهم لانتخابات الرئاسة في مصر التي ستجري في النصف الأول من العام الجاري 2018.
عفواً يا سادة أي انتخابات تلك التي تتحدثون عنها، في ظل حكم عسكري غاشم جاء بانقلاب مقيت على أول تجربة ديمقراطية شهدتها مصر؟ بل وسجن أول رئيس مدني منتخب فيها، اتفق البعض معه واختلف البعض الآخر معه، رآه البعض يصلح لهذا المنصب، ورآه البعض الآخر لا يصلح لهذا المنصب، يراه البعض أنه كان سبباً رئيسياً لما وصل إليه حالنا بسبب ضعفه وعدم حنكته السياسية.
ويراه البعض كان لا يملك من أمره شيئاً، يرى البعض أن عزله كان ضرورياً، ولكن بالآليات التي كان ينص عليها الدستور آنذاك، وليس بانقلاب عسكري دموي كما جرى في صيف 2013، أقول: إن هذا الحكم العسكري الغاشم الغاصب جاء إلى سُدة الحكم بمسرحية هزلية كانت تسمى بانتخابات رئاسية في عام 2014، وذلك في محاولة يائسة من هذا النظام الفاشي أن يعطي لنفسه صبغة شرعية قانونية، ولكن هيهات.. هيهات!
ومع كل أسف وحزن وقع البعض ضحية تلك الانتخابات المشؤومة، وأضفوا عليها صبغة شرعية قانونية لم يكن يحلم بها الجنرال وأنصاره وإعلامه، حين منحوها شرعيةً بالتفاهم حول مرشح كان يدعي الثورية والنضال، وقاموا بإعطائه أصواتهم في تلك الانتخابات، وهو المرشح الكومبارس كما كان يحلو للبعض أن يسميه.
والآن.. وبعد مرور أربع سنوات على تلك المسرحية الهزلية، واكتشاف الجميع جُرم ما اقترفته أيديهم من المشاركة ولو بالتحليل السياسي، أو التصويت للمرشح الذي كان يدعي الثورية يوماً ما، لا يزال البعض يريد أن يعيد الكَرّة مرة أخرى، لكني أقول لهم:
أي انتخابات تلك يا سادة التي تتحدثون عنها وتأملون فيها؟! بينما يقبع أول رئيس مدني وصل إلى سدة الحكم عبر انتخابات حرة ونزيهة في السجن ينتظر الموت ببطء شديد من هول ما يراه من انتهاك لحقوق الإنسان، ومنعه من زيارة أهله، وتزويده بطعام غير لا يصلح للاستهلاك الآدمي، ومنع الأدوية عنه ومنع عرضه على طبيب حتى ولو على نفقته الخاصة إلا بعد عناء شديد، ومواصلة محاكمته في قضايا هزلية ملفّقة، يعلم بذلك أنصار الجنرال ومؤيديه قبل أنصار الرئيس المعزول ومؤيديه.
أي انتخابات تلك يا سادة التي تتحدثون عنها وتخوضون في تفاصيلها، وقد جاءت على جثث وأرواح الآلاف في مصر، أي انتخابات تلك يا سادة التي تتحدثون فيها عن احتمالية فوز هذا المرشح أو ذاك فيها، وعشرات الآلاف من الشباب والفتيات والرجال والنساء بل والأطفال يقضون زهرة أعمارهم في المعتقلات والسجون، يئنّون من وطأة الظلم في وطنهم.
أي انتخابات تلك يا سادة التي تتحدثون عنها، ونتيجتها معروفة سلفاً للقاصي والداني، ومعروف أنها ستزور لصالح الجنرال صاحب القبضة الحديدية والخلفية العسكرية؟!
أي انتخابات تلك يا سادة التي تحللون مؤشراتها ونسبة المشاركة المتوقعة فيها، والكل يرى استخدام البسطاء واستغلالهم فيها تارة بالنقود وتارةً بالتهديد بتعطيل مصالحهم التي جاءوا من أجل قضائها في المصالح الحكومية، إن لم يقوموا بعمل توكيل فيها لمرشح بعينه؟!
أي انتخابات تحدثوننا عنها يا سادة وموظفو المصالح الحكومية يؤمرون أمراً بتوقيع التوكيلات لترشيح الجنرال لهذه الانتخابات الهزلية، وليس لأحد حق الاعتراض على هذا الأمر؟!
أي انتخابات هذه التي شغلتمونا بها، وقد ذهب بعض البسطاء الذين لم يفهموا اللعبة لتحرير توكيلات لمرشحهم في الشهر العقاري؟!
فرفض موظفو الشهر العقاري تمكينهم من تحرير التوكيلات بحجة أن اسم مرشحهم غير موجود.
أي انتخابات تتحدثون عنها يا سادة؟! ولما حاول أحد العسكريين ترشيح نفسه فيها حوكم بتهمةٍ لا ندري ما هي، وحكم عليه بالسجن ست سنوات.
أي انتخابات هذه التي تضيعون أوقاتنا وأوقاتكم فيها، التي ما إن حاول أحد أذناب النظام السابق فيها ترشيح نفسه؟! وهو معروف للقاصي والداني أنه من أعداء ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني، أقول ومع كل هذا، ما إن همَّ بترشيح نفسه إلا وتكالبت عليه الأمم ورُحِّلَ قسراً إلى القاهرة واحتجزته جهة ما، حتى خرج علينا وادعى أنه لم يكن يعلم بواقع الشارع المصري، لكنه الآن أدرك الواقع وقرر عدم الترشح لانتخابات الرئاسة في مصر.
إنني يا سادة لم أحدثكم عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الملايين من المصريين، الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر بمراحل، يئنون من وطأة غلاء الأسعار، ولم أحدثكم يا سادة عن مستوى التعليم المتردي والمتدني لمستويات لم يصلها من قبل، ولم أحدثكم عن مستوى الخدمات الطبية والنقص المتزايد في الأدوية، ولم أحدثكم عن حقوق الإنسان المنتهكة، لم أحدثكم عن الفساد ولا عن تدني المستوى الأخلاقي والتي جرها علينا هذا النظام الفاشي المنقلب.
ثم بعد ذلك كله تحدثوننا عن انتخابات!
من يضمن لي يا سادة أنني عندما أضع صوتي في الصندوق لاختيار مرشح ما، أن صوتي لن يتم تزويره؟
من يضمن لي يا سادة أنكم ستحترمون اختياراتنا، إن فاز مرشح ما ولن تنقلبوا عليه مرة أخرى؟
من يضمن لي يا سادة أمني وأمن أسرتي إن حاولت أن أقنع الناس بمرشح ما، وأحذرهم من فوز الجنرال بفترة رئاسية أخرى؟
من يضمن لي يا سادة أنني سأتمكن من توكيل تحرير لمرشح ما دون أن يكذب عليّ موظفو الشهر العقاري ويقولون لي إن اسم هذا المرشح أو ذاك ليس بموجود؟
أعلم أن إجاباتكم على أسئلتي هي أنه: (لا ضمان تحت حكم العسكر)؛ لذلك أقول لكم: كفّوا عنا ثرثرتكم، إني كفرت بانتخاباتكم المزعومة، وإني لمنتظرٌ لِثورةٍ تقتلع الاستبداد والفساد من جذورهما.
تنتابني تلك المشاعر عندما أقرأ وأسمع تحليلات القوم وتوقعاتهم لانتخابات الرئاسة في مصر التي ستجري في النصف الأول من العام الجاري 2018.
عفواً يا سادة أي انتخابات تلك التي تتحدثون عنها، في ظل حكم عسكري غاشم جاء بانقلاب مقيت على أول تجربة ديمقراطية شهدتها مصر؟ بل وسجن أول رئيس مدني منتخب فيها، اتفق البعض معه واختلف البعض الآخر معه، رآه البعض يصلح لهذا المنصب، ورآه البعض الآخر لا يصلح لهذا المنصب، يراه البعض أنه كان سبباً رئيسياً لما وصل إليه حالنا بسبب ضعفه وعدم حنكته السياسية.
ويراه البعض كان لا يملك من أمره شيئاً، يرى البعض أن عزله كان ضرورياً، ولكن بالآليات التي كان ينص عليها الدستور آنذاك، وليس بانقلاب عسكري دموي كما جرى في صيف 2013، أقول: إن هذا الحكم العسكري الغاشم الغاصب جاء إلى سُدة الحكم بمسرحية هزلية كانت تسمى بانتخابات رئاسية في عام 2014، وذلك في محاولة يائسة من هذا النظام الفاشي أن يعطي لنفسه صبغة شرعية قانونية، ولكن هيهات.. هيهات!
ومع كل أسف وحزن وقع البعض ضحية تلك الانتخابات المشؤومة، وأضفوا عليها صبغة شرعية قانونية لم يكن يحلم بها الجنرال وأنصاره وإعلامه، حين منحوها شرعيةً بالتفاهم حول مرشح كان يدعي الثورية والنضال، وقاموا بإعطائه أصواتهم في تلك الانتخابات، وهو المرشح الكومبارس كما كان يحلو للبعض أن يسميه.
والآن.. وبعد مرور أربع سنوات على تلك المسرحية الهزلية، واكتشاف الجميع جُرم ما اقترفته أيديهم من المشاركة ولو بالتحليل السياسي، أو التصويت للمرشح الذي كان يدعي الثورية يوماً ما، لا يزال البعض يريد أن يعيد الكَرّة مرة أخرى، لكني أقول لهم:
أي انتخابات تلك يا سادة التي تتحدثون عنها وتأملون فيها؟! بينما يقبع أول رئيس مدني وصل إلى سدة الحكم عبر انتخابات حرة ونزيهة في السجن ينتظر الموت ببطء شديد من هول ما يراه من انتهاك لحقوق الإنسان، ومنعه من زيارة أهله، وتزويده بطعام غير لا يصلح للاستهلاك الآدمي، ومنع الأدوية عنه ومنع عرضه على طبيب حتى ولو على نفقته الخاصة إلا بعد عناء شديد، ومواصلة محاكمته في قضايا هزلية ملفّقة، يعلم بذلك أنصار الجنرال ومؤيديه قبل أنصار الرئيس المعزول ومؤيديه.
أي انتخابات تلك يا سادة التي تتحدثون عنها وتخوضون في تفاصيلها، وقد جاءت على جثث وأرواح الآلاف في مصر، أي انتخابات تلك يا سادة التي تتحدثون فيها عن احتمالية فوز هذا المرشح أو ذاك فيها، وعشرات الآلاف من الشباب والفتيات والرجال والنساء بل والأطفال يقضون زهرة أعمارهم في المعتقلات والسجون، يئنّون من وطأة الظلم في وطنهم.
أي انتخابات تلك يا سادة التي تتحدثون عنها، ونتيجتها معروفة سلفاً للقاصي والداني، ومعروف أنها ستزور لصالح الجنرال صاحب القبضة الحديدية والخلفية العسكرية؟!
أي انتخابات تلك يا سادة التي تحللون مؤشراتها ونسبة المشاركة المتوقعة فيها، والكل يرى استخدام البسطاء واستغلالهم فيها تارة بالنقود وتارةً بالتهديد بتعطيل مصالحهم التي جاءوا من أجل قضائها في المصالح الحكومية، إن لم يقوموا بعمل توكيل فيها لمرشح بعينه؟!
أي انتخابات تحدثوننا عنها يا سادة وموظفو المصالح الحكومية يؤمرون أمراً بتوقيع التوكيلات لترشيح الجنرال لهذه الانتخابات الهزلية، وليس لأحد حق الاعتراض على هذا الأمر؟!
أي انتخابات هذه التي شغلتمونا بها، وقد ذهب بعض البسطاء الذين لم يفهموا اللعبة لتحرير توكيلات لمرشحهم في الشهر العقاري؟!
فرفض موظفو الشهر العقاري تمكينهم من تحرير التوكيلات بحجة أن اسم مرشحهم غير موجود.
أي انتخابات تتحدثون عنها يا سادة؟! ولما حاول أحد العسكريين ترشيح نفسه فيها حوكم بتهمةٍ لا ندري ما هي، وحكم عليه بالسجن ست سنوات.
أي انتخابات هذه التي تضيعون أوقاتنا وأوقاتكم فيها، التي ما إن حاول أحد أذناب النظام السابق فيها ترشيح نفسه؟! وهو معروف للقاصي والداني أنه من أعداء ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني، أقول ومع كل هذا، ما إن همَّ بترشيح نفسه إلا وتكالبت عليه الأمم ورُحِّلَ قسراً إلى القاهرة واحتجزته جهة ما، حتى خرج علينا وادعى أنه لم يكن يعلم بواقع الشارع المصري، لكنه الآن أدرك الواقع وقرر عدم الترشح لانتخابات الرئاسة في مصر.
إنني يا سادة لم أحدثكم عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الملايين من المصريين، الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر بمراحل، يئنون من وطأة غلاء الأسعار، ولم أحدثكم يا سادة عن مستوى التعليم المتردي والمتدني لمستويات لم يصلها من قبل، ولم أحدثكم عن مستوى الخدمات الطبية والنقص المتزايد في الأدوية، ولم أحدثكم عن حقوق الإنسان المنتهكة، لم أحدثكم عن الفساد ولا عن تدني المستوى الأخلاقي والتي جرها علينا هذا النظام الفاشي المنقلب.
ثم بعد ذلك كله تحدثوننا عن انتخابات!
من يضمن لي يا سادة أنني عندما أضع صوتي في الصندوق لاختيار مرشح ما، أن صوتي لن يتم تزويره؟
من يضمن لي يا سادة أنكم ستحترمون اختياراتنا، إن فاز مرشح ما ولن تنقلبوا عليه مرة أخرى؟
من يضمن لي يا سادة أمني وأمن أسرتي إن حاولت أن أقنع الناس بمرشح ما، وأحذرهم من فوز الجنرال بفترة رئاسية أخرى؟
من يضمن لي يا سادة أنني سأتمكن من توكيل تحرير لمرشح ما دون أن يكذب عليّ موظفو الشهر العقاري ويقولون لي إن اسم هذا المرشح أو ذاك ليس بموجود؟
أعلم أن إجاباتكم على أسئلتي هي أنه: (لا ضمان تحت حكم العسكر)؛ لذلك أقول لكم: كفّوا عنا ثرثرتكم، إني كفرت بانتخاباتكم المزعومة، وإني لمنتظرٌ لِثورةٍ تقتلع الاستبداد والفساد من جذورهما.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/talha-zakaria-husseini-mohamed/post_16930_b_19243568.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات