الجمعة، 9 فبراير 2018

"فوق مدرستي كمين"!.. صراع الجيش والمسلحين على الأبنية التعليمية في سيناء

"فوق مدرستي كمين"!.. صراع الجيش والمسلحين على الأبنية التعليمية في سيناء




خلال الأعوام الأربعة الماضية، فقدت منطقة جنوب مدينة الشيخ زويد جميع مدارسها الأساسية والأزهرية. فمنذ النصف الثاني من 2013، بدأ قصف المدارس من قِبل الجيش المصري. ومنذ ذلك الحين، استمر استهداف المدارس بين قوات الجيش ومسلحي ولاية سيناء التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية".

"فوق مدرستي كمين للجيش، لكني لا أخاف عندما يفتشني الضابط".. بهذه العبارة تحدثت "آية" عن مدرستها، مدرسة جرادة للتعليم الأساسي، التي يتمركز على سطحها كمين الجيش المعروف بكمين جرادة على الطريق الدولي (العريش -الشيخ زويد).

تعيش "آية"، التي تدرس بالصف السادس الابتدائي، في منطقة الوادي الأخضر التابعة لمدينة الشيخ زويد، وهي قرية صغيرة لم يبقَ فيها إلا عائلات قليلة بعد أن اعتُقل كثيرون من أهلها، ونزح منهم آخرون.





الطريق إلى المدرسة وسط المدرعات





طريق الطفلة "آية" إلى المدرسة يومياً يكون وسط المدرعات والكمائن. "كنا نشعر بالرعب كثيراً عندما كانت تُطلَق النيران من فوق سطح المدرسة". تؤكد أم "آية" كلام ابنتها، قائلةً: "أحاول أن أمنع ابنتي من الذهاب إلى المدرسة معظم أيام الدراسة".





aya_sinai


الطفلة آية لا تخشى الذهاب إلى المدرسة، لكن أمها قررت أن عدم استمرارها في التعليم أكثر أمانًا





"هدى"، زميلة "آية" وصديقتها، والتي تصغرها بعام واحد، تدرس أيضاً في مدرسة جرادة، وتقول إن قوات الجيش وضعت قانوناً لتفتيش الطالبات في أثناء دخول المدرسة.

لكنّ كلاً من "هدى" و"آية" تتفق على أن آليات الجيش والمدرعات والمدفعية المتمركزة على بوابة المدرسة لم تُشعرهن بالأمان؛ لا داخل المدرسة ولا خارجها.

القلق الذي يعتري "آية" و"هدى" مبرر للغاية. فكمائن الجيش التي تستقر بالقرب من المدارس قد تهدد حياة الطلاب والطالبات؛ ففي شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2016، قتلت قوات الجيش، المتمركزة أمام مدرسة الزهور بالعريش، الطفلة ندى أبو الأقرع، التي كانت تدرس بالصف السادس الابتدائي، بُعيد إطلاق القوات النار بشكل عشوائي تجاه من اشتبهت في كونهم مسلحين.

التلاميذ ليسوا المتضررين الوحيدين، فالمدرسون يعانون كذلك. تقول أسماء، وهي معلِّمة لمادة الرياضيات بإحدى مدارس رفح الابتدائية، إنها تشعر بـ"الإذلال" كلما ذهبت إلى المدرسة التي تعمل بها 3 أيام أسبوعياً.

"كنا نستاء من كمائن الجيش، وبعدها جاء تنظيم الدولة بكمائنه، لم يبقَ لنا إلا أن نترك المدارس للجيش والمسلحين".

مسلحو تنظيم الدولة كانوا قد استوقفوا حافلة دراسية في أثناء العام الدراسي الماضي وأمروا المعلِّمات بارتداء "اللباس الشرعي" في أثناء انتقالهم من العريش إلى رفح باعتبار أن رفح تابعة لـ"الدولة الإسلامية". تقول أسماء: "أخبرونا بأنهم لن يسمحوا لنا بدخول مناطق (الدولة الإسلامية) إذا ما وضعنا عطوراً أو مساحيق تجميل!".

معلِّمون آخرون يضطرون أحياناً إلى العودة من دون الوصول إلى مدارسهم؛ بسبب إغلاق الطرق الموصلة بين العريش ورفح ساعات طويلة.





المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/02/09/story_n_19195636.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات