الخميس، 8 فبراير 2018

صناديق مجهولة تصلهما من أمازون ولا يعرفان مصدرها.. زوجان يشعران بالخوف بعد استقبالهما طروداً لم يطلباها!

صناديق مجهولة تصلهما من أمازون ولا يعرفان مصدرها.. زوجان يشعران بالخوف بعد استقبالهما طروداً لم يطلباها!

كان أول المنتجات التي تصل للزوجين، مروحة بلاستيكية -تُوصَّل بمنفذ الـ"USB" في الحاسوب وشاحن الهاتف والذي يُستخدَم أيضاً كمُدفِّئ لليد، وذلك ي في أكتوبر/تشرين الأول 2017.

وتتذكَّر كيلي غاليفان (68 عاماً)، رؤية صندوق من شركة أمازون مُرسَل إلى زوجها أمام منزلهما في بلدة أكتون بولاية ماساتشوستس الأميركية. حملت الصندوق إلى الداخل، وفتحته وفكَّت اللفة التي كانت موجودة حول "الأداة التكنولوجية"، وفق ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

وتتذكَّر أنَّها سألت زوجها البالغ 70 عاماً: "لِمَ طلبت هذا؟". لكنَّ مايك غاليفان لم يطلبه. وكان سهلاً على الزوجين أن ينسيا أمر هذا الطرد الغامض، إلى أن بدأت الكثير من الطرود الأخرى في الوصول.



أكثر من 20 صندوقاً!





أُرسِل أكثر من 20 صندوقاً إلى المنزل، جميعها معنونة بعنوان مايك، ولا تحوي اسم المُرسِل أو فواتير أو إيصالات. وبدأت الأدوات في التراكم بزاوية من منزلهما، وضمَّت شواحن هواتف، وكابلات USB، وغطاء بلاستيكياً خارجياً للتلفزيون، ومكنسة كهربائية لتنظيف الكمبيوتر، وجهازاً لضبط الرطوبة في المكان يُشغَّل عبر توصيلة USB، ومايكروفون يعمل بالبلوتوث، ومصابيح خيمة، وكشافات عالية الكثافة، وطوق كلب قابلاً للشحن. وقالت كيلي إنَّ آخر هذه المنتجات جاء الخميس 1 فبراير/شباط 2018.

وفي حين لم يدفع الزوجان تكلفة أي منتج، فإنَّهما يشعران بالخشية حيال إمكانية ربط اسميهما بنوعٍ ما من أنواع الاحتيال.

قالت كيلي: "في البداية، كان الأمر نوعاً ما غريباً، ثُمَّ أصبح نوعاً ما مخيفاً. لا نريد هذه الأشياء؛ بعضها لا فائدة منه، وبعضها الآخر أشياء جيدة للغاية. لكنَّنا لا نريد هذه الأشياء وحسب، إنَّه شعورٌ غير مريح، بأن نستمر في الحصول على هذه الأشياء".

وليست عائلة كيلي ومايك غاليفان، وكلاهما ممرض رعايةٍ متقاعد، هي أول عائلة تستقبل هذه الأنواع من الطرود.

إذ ظلَّت صناديق مجهولة من طرود شركة أمازون تصل إلى العديد من اتحادات الجامعات الكندية. وقال شون ويسكر، نائب رئيس شؤون الطلاب باتحاد طلاب جامعة ريجاينا، إنَّ محتوى تلك الصناديق -التي ضمَّت كل شيءٍ من أغطية (كفرات) أجهزة الآيبود إلى الألعاب الجنسية- مثيرة للحيرة. وصرَّح لهيئة الإذاعة الكندية (CBC)، قائلاً بأنَّ فريقه اضطر إلى الانتقال من حجرة إلى حجرة في المكتب ليسألوا الطلبة بصورة غير لافتة إن كانوا طلبوا هذه المنتجات.

وقال: "الأسئلة التي تجول في أذهاننا هي: هل سيتوقف هذا؟ ولِم تأتينا هذه الطرود؟!".



هل هي مزحة؟





أضاف ويسكر: "كان تخميننا الأول أنَّ ذلك ربما كان خدعة متقنة من إحدى جامعاتنا الشريكة، لكن هذا يبدو كثيراً جداً من المال لإنفاقه على هذه المزحة المتقنة".

وقال مايك وكيلي غاليفان إنَّهما تواصلا مع أمازون وأخبراها بما أمكنهما قوله حول الطرود؛ فقالا إنَّهما يتسلّمان الطرود من شخصٍ ما في شاحنة بيضاء، ويبدو أنَّ عنوان الرد أو الإرجاع هو عنوان أحد مخازن أمازون في مدينة ليكسينغتون بولاية كنتاكي. وتمكَّن ممثلٌ عن الشركة، عبر الرمز الشريطي لأحد الطرود، من استنتاج أنَّ تكلفة المنتجات دُفِعَت عبر بطاقة هدايا. وقِيل لعائلة غاليفان إنَّ شركة أمازون ستُحقِّق في لأمر، لكن لم يتلقَّ رداً من حينها.

ولم تتمكن صحيفة واشنطن بوست من التوصل لمتحدثٍ باسم أمازون على الفور؛ من أجل التعليق. وقال ممثلٌ عن الشركة لشون مورفي، الصحفي بصحيفة بوسطن غلوب والذي كان أول من تواصل مع عائلة غاليفان، التصريحات التالية:

قالت أمازون: "إنَّنا نحقق في الاستفسارات الواردة من المستخدمين الذين تلقوا طروداً غير مرغوبة؛ لأنَّ هذا ينتهك سياساتنا. ونحن نحذف البائعين الذين ينتهكون سياساتنا، ونوقف المدفوعات، ونعمل مع جهات إنفاذ القانون لاتخاذ الإجراء الملائم".

وقالت أمازون لاحقاً: "لدى أمازون العديد من إجراءات المراجعة لمراقبة حسابات المستهلك والتعاملات، ولديها أنظمة مُصمَّمة لتحديد ومنع الأنشطة المريبة".

وتابعت: "في الوقت الذي تصبح فيه الجهات السيئة أكثر ذكاءً، نصبح نحن أيضاً أذكى. إنَّ أمازون تعمل باستمرار على الابتكار لحماية تجربة المستهلك".



هذه هي الخدعة!





وقال خبيران عملا سابقاً في أمازون، لمورفي، إنَّ هناك -على الأرجح- بائع مجهول يحاول زيادة عرض منتجاته على الإنترنت بعمل حساب بريد إلكتروني مزيف، ربما استُخدِم بعد ذلك لإنشاء حساب على أمازون. ثُمَّ اشترى البائع المنتج عبر بطاقة الهدايا وأرسله إلى شخصٍ ما عشوائياً، مثل عائلة غاليفان، وفقاً لما ذكره مورفي. وبمجرد شحن المنتج، يمكن للبائع -الذي يُعتبَر الآن "مشترياً مُتحقَّقاً منه"- حينها كتابة تقييم إيجابي عن المنتج عبر البريد المزيف. فعادةً ما تعرض أمازون المنتجات التي تحصل على تقييم مرتفع.

وقال مايك غاليفان: "المزيد من التقييمات الجيدة تُظهِر أنَّك تقوم بعملٍ أفضل، وعليه يرتقي اسمك إلى أعلى القائمة. ولو وصل بائعٌ ما إلى الصفحة الأولى في أمازون بدلاً من الصفحة العاشرة، فإنَّ فرصه في البيع ستتحسن".

عائلة غاليفان غير متأكدة من الفترة التي ستستمر في تلقي الطرود خلالها. وقد استُقبِلت بعض السلع بالترحاب؛ إذ قال مايك إنَّه يعتزم استخدام الكشاف عالي الكثافة وسماعات الأذن اللاسلكية التي تعمل عبر البلوتوث. وقالت كيلي إنَّ أدوات أخرى، مثل "الشيء الصغير الذي تضعه حول هاتفك الخلوي ليضيء المنطقة التي تريد أن تلتقط فيها صورة سيلفي"، سيجري التبرع بها.

ولا يشعر الثنائي بالقلق كثيراً من تدفق المنتجات عليهما، لكنَّهما قلقان بالأساس حيال خصوصيتهما.

فقال مايك: "تحصل على أمور كثيرة لا تريدها، ويمكن أن يتسبَّب هذا في الإزعاج الممزوج بالإذعان للأمر والاستسلام له، لكن الأمر المزعج حقاً هو أنَّ اسمي وبياناتي بحوزة أحدهم".





المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/02/08/story_n_19183620.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات