لنتخيل أن هناك مجموعة من المخلوقات الفضائية التي دأبت على مراقبة سكان الأرض في صمت، قبل أن يقرروا أن البشر لا يستحقون التمتع بالهواء المحيط بهم لأنهم لا يقدرون قيمته ولا يحافظون على جودته، ما يدفع هؤلاء الفضائيين إلى إنزال عقوبة غريبة على البشر في أثمن ما يملكون!.
لقد قرروا حرمان البشر من الهواء بجميع مكوناته، وسحب على الغلاف الجوي للأرض بتكنولوجيتهم المتقدمة.
ًإلا أنهم سرعان ما يتراجعون عن قرارهم بعد ثلاثين ثانية فقط من دخول قرارهم حيز التنفيذ، قبل أن يكتشفوا أن تلك المدة الوجيزة قد تسببت في نتائج لم تكن في الحسبان.
فما الذي حدث يا ترى للبشر بعد أن تعرضوا لهذه التجربة لنصف دقيقة فقط؟، هذا ما سنتعرف إليه معاً في هذه الرحلة الفانتازية التي ستقودنا للتعرف على عدة حقائق علمية عن أهمية هذا الغاز عديم اللون والرائحة.
لنتصور أن الهواء قد اختفى بينما كنت ترتدي ملابسك استعداداً للذهاب إلى العمل أو الجامعة: لن تحتاج أكثر من لحظات لتكتشف أنك تختنق دون سبب واضح، حيث أنك ستجد نفسك محاولاً استنشاق شيء غير موجود أساساً، وخلال محاولاتك اليائسة للتنفس ستلاحظ شيئاً صادماً.. لقد أصبح لون السماء أسود!
نعم، فالغلاف الجوي الذي سحبه الفضائيون هو المسؤول عن منح السماء لونها الأزرق، واختفاؤه يعني تحول لون السماء إلى الأسود الداكن، أي تماماً كاللون الذي يظهر في الصور التي تلتقط في الفضاء.
تحت وقع الصدمة الطبيعي أنك ستحاول الصراخ وربما البحث عن المساعدة، لكنك سرعان ما ستتفاجأ بأمر لم تكن لتتصوره، حيث ستجد نفسك غير قادر على أن تصرخ أو على أن تصدر أي صوت.
وسرعان ما ستنتبه أنك غير قادر بدورك على سماع أي صوت يذكر، ما عدا صوت دقات قلبك المتسارعة بسبب الذعر الذي تعيشه، وهو أمر طبيعي باعتبار أن الصوت يحتاج لوسيط لينقله، وباختفاء هذا الوسيط فإنه من غير الممكن إصدار أو استقبال أي صوت خارجي، ولذا سينتقل صوت قلبك لأذنيك فقط عبر جسمك، لكنك طبعاً لن تدرك كل ذلك، لأنك لا تعلم ما الذي يحدث بالضبط.
ستتوقف للحظة محاولاً إدراك ما يحدث، ربما ستظن أنها نهاية العالم، وربما ستغلق عينيك استسلاماً لمصيرك في الوقت الذي لا تتمكن فيه من التوقف عن محاولة التنفس، قبل أن تشعر بوخز خفيف على لسانك ومعظم أجزاء جسدك، نعم، إن لعابك وعرق جسدك يتبخران! وذلك بسبب الانخفاض الشديد للضغط الذي تسبب فيه اختفاء الهواء، حيث أن اختفاءه قد تسبب في تحول ما يحيط بك إلى فراغ حرفياً.
يعني اختفاء الهواء بالطبع اختفاء الأوكسجين كذلك، ما يعني أنك ستبدأ بالشعور بالدوار وفقدان القدرة على الرؤية الواضحة، ولكن يكفي الحديث قليلاً عما يحدث لجسد الإنسان لننتقل إلى اكتشاف ما الذي يحدث في الخارج.
سيتسبب اختفاء الهواء في تبخر مياه المحيطات والبحار والأنهار والبحيرات وسيتمكن البشر المتواجدون في هذه المناطق من مشاهدة المياه تتبخر أمام أعينهم.
لكن هناك كارثة أخرى تنتظر الأشخاص المتواجدين خارج بيوتهم خلال هذه اللحظات.
هؤلاء في الحقيقة أسوأ حظاً من غيرهم، وذلك لأن احتمالية موتهم أكبر بكثير، لا لشيء سيحدث في أجسامهم بل لأمر أبسط من ذلك، إذ أنهم قد يفاجأون بسقوط أجسام لم تكن في الحسبان على رؤوسهم، حيث أن اختفاء الهواء يعني بالضرورة سقوط ملايين الطيور التي تحلق حول العالم، بالإضافة إلى آلاف الطائرات التي سيسقط عدد منها بسبب تحليقها على علو منخفض.
أما الطائرات التي تحلق على علو مرتفع جداً، والتي ستتجنب على الأرجح التحطم في ظرف هذه الفترة القصيرة (ثلاثين ثانية)، فإنها قد تسقط بسبب عامل آخر، هو احتمال تحطم نوافذها أو هياكلها بسبب تباين الضغط المرتفع داخل الطائرات وبين الفراغ الموجود خارجها نتيجة سحب الهواء.
معً مرور الوقت، وقبل بضع ثوان من عودة الهواء مرة أخرى، سيبدأ جسم الإنسان بالانتفاخ نظراً لأن جميع الغازات والسوائل الموجودة بالجسم -كما لو أننا نتواجد في الفضاء، ودون أية حماية تذكر- تبدأ على التوالي بالتبخر ومحاولة الإخراج من الجسم بأية طريقة متسببة في التقيؤ والتبول اللإرادي في الوقت ذاته.
بالإضافة إلى ذلك ستنفجر طبلة الأذن بسبب الانخفاض الشديد للضغط، وهو ما يحدث كذلك للرئتين في حالة كانتا لا تزالان تحتفظان بأي هواء، بينما سيحترق جلد أولئك الذين لم تسقط عليهم طيور كبيرة ولا طائرات لأنهم يتعرضون لأشعة الشمس بشكل مباشر ودون أي حماية طبيعية تذكر بعد اختفاء الغلاف الجوي.
تنتهي الثلاثون ثانية ويعفو الفضائيون عن البشر، لكن هذا لا يعني عودة كل شيء إلى طبيعته، فهل سيكون قد فات الآوان؟
سيكون هناك مئات الملايين من البشر بحاجة إلى الرعاية الطبية، وعلى رأسهم الأطفال والشيوخ الذين قد يفقدون حياتهم بسبب التغييرات السريعة والكارثية التي طرأت على أجسادهم، لكن ليس بسبب الاختناق على الأرجح.
فثلاثون ثانية دون تنفس غير كافية لحسن الحظ للتسبب في الوفاة لأغلب الناس، إذا علمنا أن الإنسان العادي سيفارق الحياة بعد ما يقارب ثلاث دقائق دون أوكسجين.
ولكن سيعاني البشر من آثار ظاهرة Ebullism، وهي محاولة السوائل الخروج من الجسم جراء انخفاض الضغط متسببة في انتفاخ الجسد وفي التقيؤ والتبول اللإرادي.
ويمكن إنقاذ المصاب الذي تعرض لهذه الحالة إذا تمكن من العودة إلى مكان ذي ضغط مناسب في الوقت المناسب (بين دقيقة ودقيقتين كحد أقصى).
لكن المشكلة الأكبر لن تكون في الاختناق الذي قد ينجو منه الأشخاص العاديون غير أنهم سيكونون معرضين بشكل خاص لفقدان البصر بسبب نقص الأكسجين أو الشلل (باعتبار أن حرمان الدماغ من الأكسجين قد يعرض الإنسان للشلل)، مع عدم إمكانية حصولهم على أي رعاية طبية تذكر، وذلك لأن الأطباء نفسهم، كما ذكرنا سابقاً، سيكونون محتاجين لهذه الرعاية.
فهل نحتاج إلى هذا الدرس الافتراضي القاسي من الفضائيين المتخيلين لنعرف قيمة المورد الأهم على هذا الكوكب أم نواصل تدميره بسلوكياتنا غير المسؤولة؟ .
لقد قرروا حرمان البشر من الهواء بجميع مكوناته، وسحب على الغلاف الجوي للأرض بتكنولوجيتهم المتقدمة.
ًإلا أنهم سرعان ما يتراجعون عن قرارهم بعد ثلاثين ثانية فقط من دخول قرارهم حيز التنفيذ، قبل أن يكتشفوا أن تلك المدة الوجيزة قد تسببت في نتائج لم تكن في الحسبان.
فما الذي حدث يا ترى للبشر بعد أن تعرضوا لهذه التجربة لنصف دقيقة فقط؟، هذا ما سنتعرف إليه معاً في هذه الرحلة الفانتازية التي ستقودنا للتعرف على عدة حقائق علمية عن أهمية هذا الغاز عديم اللون والرائحة.
الصدمة!.. ما الذي يحدث للسماء؟
لنتصور أن الهواء قد اختفى بينما كنت ترتدي ملابسك استعداداً للذهاب إلى العمل أو الجامعة: لن تحتاج أكثر من لحظات لتكتشف أنك تختنق دون سبب واضح، حيث أنك ستجد نفسك محاولاً استنشاق شيء غير موجود أساساً، وخلال محاولاتك اليائسة للتنفس ستلاحظ شيئاً صادماً.. لقد أصبح لون السماء أسود!
نعم، فالغلاف الجوي الذي سحبه الفضائيون هو المسؤول عن منح السماء لونها الأزرق، واختفاؤه يعني تحول لون السماء إلى الأسود الداكن، أي تماماً كاللون الذي يظهر في الصور التي تلتقط في الفضاء.
لا تحاول الصراخ
تحت وقع الصدمة الطبيعي أنك ستحاول الصراخ وربما البحث عن المساعدة، لكنك سرعان ما ستتفاجأ بأمر لم تكن لتتصوره، حيث ستجد نفسك غير قادر على أن تصرخ أو على أن تصدر أي صوت.
وسرعان ما ستنتبه أنك غير قادر بدورك على سماع أي صوت يذكر، ما عدا صوت دقات قلبك المتسارعة بسبب الذعر الذي تعيشه، وهو أمر طبيعي باعتبار أن الصوت يحتاج لوسيط لينقله، وباختفاء هذا الوسيط فإنه من غير الممكن إصدار أو استقبال أي صوت خارجي، ولذا سينتقل صوت قلبك لأذنيك فقط عبر جسمك، لكنك طبعاً لن تدرك كل ذلك، لأنك لا تعلم ما الذي يحدث بالضبط.
ستتوقف للحظة محاولاً إدراك ما يحدث، ربما ستظن أنها نهاية العالم، وربما ستغلق عينيك استسلاماً لمصيرك في الوقت الذي لا تتمكن فيه من التوقف عن محاولة التنفس، قبل أن تشعر بوخز خفيف على لسانك ومعظم أجزاء جسدك، نعم، إن لعابك وعرق جسدك يتبخران! وذلك بسبب الانخفاض الشديد للضغط الذي تسبب فيه اختفاء الهواء، حيث أن اختفاءه قد تسبب في تحول ما يحيط بك إلى فراغ حرفياً.
إنها تمطر طيوراً
يعني اختفاء الهواء بالطبع اختفاء الأوكسجين كذلك، ما يعني أنك ستبدأ بالشعور بالدوار وفقدان القدرة على الرؤية الواضحة، ولكن يكفي الحديث قليلاً عما يحدث لجسد الإنسان لننتقل إلى اكتشاف ما الذي يحدث في الخارج.
سيتسبب اختفاء الهواء في تبخر مياه المحيطات والبحار والأنهار والبحيرات وسيتمكن البشر المتواجدون في هذه المناطق من مشاهدة المياه تتبخر أمام أعينهم.
لكن هناك كارثة أخرى تنتظر الأشخاص المتواجدين خارج بيوتهم خلال هذه اللحظات.
هؤلاء في الحقيقة أسوأ حظاً من غيرهم، وذلك لأن احتمالية موتهم أكبر بكثير، لا لشيء سيحدث في أجسامهم بل لأمر أبسط من ذلك، إذ أنهم قد يفاجأون بسقوط أجسام لم تكن في الحسبان على رؤوسهم، حيث أن اختفاء الهواء يعني بالضرورة سقوط ملايين الطيور التي تحلق حول العالم، بالإضافة إلى آلاف الطائرات التي سيسقط عدد منها بسبب تحليقها على علو منخفض.
أما الطائرات التي تحلق على علو مرتفع جداً، والتي ستتجنب على الأرجح التحطم في ظرف هذه الفترة القصيرة (ثلاثين ثانية)، فإنها قد تسقط بسبب عامل آخر، هو احتمال تحطم نوافذها أو هياكلها بسبب تباين الضغط المرتفع داخل الطائرات وبين الفراغ الموجود خارجها نتيجة سحب الهواء.
الأسوأ سيحدث قبل نهاية المدة
معً مرور الوقت، وقبل بضع ثوان من عودة الهواء مرة أخرى، سيبدأ جسم الإنسان بالانتفاخ نظراً لأن جميع الغازات والسوائل الموجودة بالجسم -كما لو أننا نتواجد في الفضاء، ودون أية حماية تذكر- تبدأ على التوالي بالتبخر ومحاولة الإخراج من الجسم بأية طريقة متسببة في التقيؤ والتبول اللإرادي في الوقت ذاته.
بالإضافة إلى ذلك ستنفجر طبلة الأذن بسبب الانخفاض الشديد للضغط، وهو ما يحدث كذلك للرئتين في حالة كانتا لا تزالان تحتفظان بأي هواء، بينما سيحترق جلد أولئك الذين لم تسقط عليهم طيور كبيرة ولا طائرات لأنهم يتعرضون لأشعة الشمس بشكل مباشر ودون أي حماية طبيعية تذكر بعد اختفاء الغلاف الجوي.
ماذا سيحدث بعد عودة الهواء، هل سيكون قد فات الآوان!؟
تنتهي الثلاثون ثانية ويعفو الفضائيون عن البشر، لكن هذا لا يعني عودة كل شيء إلى طبيعته، فهل سيكون قد فات الآوان؟
سيكون هناك مئات الملايين من البشر بحاجة إلى الرعاية الطبية، وعلى رأسهم الأطفال والشيوخ الذين قد يفقدون حياتهم بسبب التغييرات السريعة والكارثية التي طرأت على أجسادهم، لكن ليس بسبب الاختناق على الأرجح.
فثلاثون ثانية دون تنفس غير كافية لحسن الحظ للتسبب في الوفاة لأغلب الناس، إذا علمنا أن الإنسان العادي سيفارق الحياة بعد ما يقارب ثلاث دقائق دون أوكسجين.
ولكن سيعاني البشر من آثار ظاهرة Ebullism، وهي محاولة السوائل الخروج من الجسم جراء انخفاض الضغط متسببة في انتفاخ الجسد وفي التقيؤ والتبول اللإرادي.
ويمكن إنقاذ المصاب الذي تعرض لهذه الحالة إذا تمكن من العودة إلى مكان ذي ضغط مناسب في الوقت المناسب (بين دقيقة ودقيقتين كحد أقصى).
لكن المشكلة الأكبر لن تكون في الاختناق الذي قد ينجو منه الأشخاص العاديون غير أنهم سيكونون معرضين بشكل خاص لفقدان البصر بسبب نقص الأكسجين أو الشلل (باعتبار أن حرمان الدماغ من الأكسجين قد يعرض الإنسان للشلل)، مع عدم إمكانية حصولهم على أي رعاية طبية تذكر، وذلك لأن الأطباء نفسهم، كما ذكرنا سابقاً، سيكونون محتاجين لهذه الرعاية.
فهل نحتاج إلى هذا الدرس الافتراضي القاسي من الفضائيين المتخيلين لنعرف قيمة المورد الأهم على هذا الكوكب أم نواصل تدميره بسلوكياتنا غير المسؤولة؟ .
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/03/03/story_n_19363740.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات