الأحد، 18 مارس 2018

الشباب والعزوف السياسي.. بين فقدان الثقة وهشاشة الوضع السياسي بالمغرب

الشباب والعزوف السياسي.. بين فقدان الثقة وهشاشة الوضع السياسي بالمغرب

يعتبر الشباب من أهم الفئات التي يعتمد عليها من قِبَل الدول المتقدمة، سواء في المجال الثقافي والعلمي وحتى السياسي؛ لأن الشباب هو عماد المستقبل، ولا يمكن أن نبني أي مستقبل واعد وزاهر، دون أن نبني شباباً مثقفاً وواعداً قادراً على بناء مستقبله.

ويعتبر العمل السياسي، من بين الحقول الحيوية التي تُعنى بمسألة تدبير الأمور المتعلقة بحياة المواطنين اليومية تدبيراً يضمن احترام جميع الحقوق المرتبطة بحقوق وواجبات المواطنين المتعددة الأبعاد، ولذلك وجدت الأحزاب السياسية باعتبارها هيئات سياسية أوكلت إليها مهمة تأطير المواطنين وتسهيل اندماجهم في الحقل السياسي، ومن ثَم إشراكهم في منظومة تدبير الشأن العام الوطني والترابي.

السياسة والعزوف السياسي، هي من بين الإكراهات التي يعاني منها الشباب المغربي، بحيث هناك عزوف كبير عن الانخراط في العمل السياسي، وحتى الممارسات السياسية، نظراً لعدة أسباب ومُعيقات أخرى.

ومن بين الأسباب الرئيسية التي تجعل الشباب المغربي يبتعد عن الانخراط في العمل السياسي وممارسة السياسة، أولاً عدم الثقة أو فقدان الثقة في الأحزاب السياسية المغربية، بحيث تغلب على عقول الشباب المغاربية نظرية أن الأحزاب السياسية بالمغرب لا تُجدي نفعاً في المجال السياسي، ولا تقدم أي منفعة للشباب في مختلف الأعمار.

نعم، بصفتي شاباً، أتفق مع هذه النظرية التي تجعلني أفقد الثقة في الأحزاب المغربية، نظراً لعدم اهتمام زعماء الأحزاب بهذه الفئة المغربية، والتي هي فئة مهمة كثيراً، كما قلت سابقاً.

ولكن يجب أن نستثمر في هذه الفئة، يجب على زعماء الأحزاب السياسية المغربية أن تجذب الشباب المغربي المثقف؛ لأن لديه طموحاً كبيراً لتحسين العمل السياسي المغربي والرقي به إلى الأفضل، وهذا كله من خلال تنظيم العديد من الورشات والملتقيات والمؤتمرات، التي يمكن من خلالها استقطاب الشباب وحثّهم على الانخراط في الأحزاب السياسية المغربية، وتقديم ملخص شامل لهم عن الوضع السياسي بالمغرب، من خلال دورات تكوينية، والاستمرار على هذا النهج، وسيتم تحقيق هدف مهم وكبير.

كما يجب على الشباب المغربي أن لا يجعلوا فكرة عدم الثقة والعديد من الأفكار الأخرى تسيطر على عقولهم، بل يجب عليهم الانخراط في العمل السياسي، واكتشافه أكثر وأكثر، حتى يتضح لهم بشكل واضح العمل السياسي، ويفهموا بشكل صحيح ما هي السياسة، ونجعل مستقبل السياسي مستقبلاً شبابياً زاهراً بالعمل السياسي الجاد والنافع على هذا البلد الذي يعرف تطوراً ديمقراطياً كبيراً.

والسبب الآخر، هو غياب مدارس التكوين الحزبي داخل أحزابنا السياسية، تعاظم ظاهرة التقارب السياسي والمواطن الموسمي، وكأن للمواطن دوراً مرحلياً صرفاً.

وفي معرض ختام هذا المقال يمكنني الجزم بأن نجاح ورش الإصلاح السياسي لمغرب ما بعد الربيع العربي مقرون باعتماد سياسة التأطير السياسي الحزبي المندمج والقريب من المواطن.




ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/yahy-alaghlid/-_15192_b_19368434.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات