معلوم أن الرأي يتكوّن لدى المرء وينمو من خلال المعرفة بالحالة أو القضية أو الظاهرة، والإحاطة بها والاقتناع بظروفها وحيثياتها، واعتناق ما يرتبط بها من حيث الصناعة أو الثقافة أو المعتقد أو الأيديولوجيا.
والرأي أيضاً، يكون عادة عاكساً لشخصية الإنسان دالاً عليها في كثير من الحالات، خصوصاً حين يتعلق الأمر بشخصية عمومية أو علمية ذات حضور في المجتمع، وبوسائط الإعلام المختلفة المتصلة به.
كما أن الرأي يفترض أنه جزء ذاتي من الإنسان العاقل، حاضر فيه، وحيّ به ما دام حياً إلى أن يرحل، إذ يعد بلا شك أحد المعاني الدالة حقيقة على الحياة.
والرأي نوعان، المؤسسي أو الاعتباري: المبني انطلاقاً من نصوص قائمة سارية وقوانين وضوابط، لا يرتبط بالضرورة بالقناعة الشخصية، والذاتي: وهو المتعلق بثقافة المرء ومستواه المعرفي أو العقدي أو غيره.
لكنّ بعضاً من الناس، بل كثيراً من الناس -بكل أسف- يرون في "الرأي" وجهاً آخر للدهاء، فيعمدون إلى إشهار رأي مضاد لما يعتقدون ومخالف تماماً لما يعتنقون تزلفاً لجهة نافذة؛ حتى ينعموا برضاها أو يحظوا بامتيازات ومنافع معينة، وهناك أيضاً مَن يعلنون رأياً مخالفاً لما يؤمنون به -إن كان لهم إيمان أصلاً- ليُجاملوا به جهة ما تحظى بمكانة خاصة في المجتمع، أو لها حظوة خاصة في مجال من المجالات السياسية أو الدينية أو غيرهما؛ لتحصل له بالتالي الفائدة المرجوة مهما كانت ضيقة، أو المنفعة المرغوبة مهما كانت مؤقتة!
هذا "التمثيل" الممتد، الطويل الأمد في الغالب (..)، والذي يجعل هذه الفئة من الناس تحيا ازدواجية غريبة وانفصاماً ملازماً في الشخصية إلى حد أنها تتعايش مع الوضع بشكل طبيعي جداً بلا أدنى حرج أو ارتباك، حتى ليُخَيَّلُ للمحيط من الناس بأنه الصدق والسداد عينُه لصاحبه.
الرأي المضاد هذا لم يعد حصراً على ذوي الحاجة المادية أو المعرفية فحسب، بل إن وجه الدهشة والغرابة والعجب الملازم للظاهرة يتمثل في هذا اللَّبُوس الذي بات متصلاً بالمربّي والأستاذ والمحامي والطبيب والمهندس والفنان.. وغيرهم.
هؤلاء، هم مَن يصنعون الطغاة ويمكنون لهم في السياسة والإدارة والمقاولة والمجتمع؛ ليمارسوا الاستبداد والعدوان والاحتقار وشتى أنواع الإذلال في حق مَن تضطرهم الحياة للعيش معهم أو تحت إمرتهم، وهذا واقع مرير نحياه في مواقع مختلفة تخالف تماماً ذاك الطموح المجتمعي الذي يسعى إليه الشرفاء، ويطمح إليه العقلاء بأن تَسُودَ وتُنَزَّلَ القواعد المنبثقة من المؤسسات.
ثم إن هناك (ربما) بعض "الرأي" النافذ للعقول والقلوب يستعمل يومياً وبشكل متواصل للتغطية على أمراض نفسية خطيرة تستهدف المجتمع برمّته في الكرامة والشرف والسمعة، وتصيبه في الصميم.
هذا الصنف موجود -بكل أسف- في مواضع مختلفة بين الناس، لكنّ هناك من يجد له أسواراً محكمة لا تَطالُهَا الأعين الراصدة، بل يجد التغطية والتزكية من بعض القوى المهيمنة في المجتمع بقوة "السلطة والعلم" مندمجين.
إن شيطان الفساد لا يزال قوياً بفعل "قوة الرأي" (بالمعنى الوارد) واستحكامها بين المستهلكين ممن عقولهم معطَّلة، أو من أصحاب مبدأ تبادُل المصالح، وهذا إن على مستوى الوطن أو الأوطان، أو فيما بين الدول في إطار العلاقات الدولية الهشَّة المعطوبة، للأسف الشديد، بحكم الواقع.
والرأي أيضاً، يكون عادة عاكساً لشخصية الإنسان دالاً عليها في كثير من الحالات، خصوصاً حين يتعلق الأمر بشخصية عمومية أو علمية ذات حضور في المجتمع، وبوسائط الإعلام المختلفة المتصلة به.
كما أن الرأي يفترض أنه جزء ذاتي من الإنسان العاقل، حاضر فيه، وحيّ به ما دام حياً إلى أن يرحل، إذ يعد بلا شك أحد المعاني الدالة حقيقة على الحياة.
والرأي نوعان، المؤسسي أو الاعتباري: المبني انطلاقاً من نصوص قائمة سارية وقوانين وضوابط، لا يرتبط بالضرورة بالقناعة الشخصية، والذاتي: وهو المتعلق بثقافة المرء ومستواه المعرفي أو العقدي أو غيره.
لكنّ بعضاً من الناس، بل كثيراً من الناس -بكل أسف- يرون في "الرأي" وجهاً آخر للدهاء، فيعمدون إلى إشهار رأي مضاد لما يعتقدون ومخالف تماماً لما يعتنقون تزلفاً لجهة نافذة؛ حتى ينعموا برضاها أو يحظوا بامتيازات ومنافع معينة، وهناك أيضاً مَن يعلنون رأياً مخالفاً لما يؤمنون به -إن كان لهم إيمان أصلاً- ليُجاملوا به جهة ما تحظى بمكانة خاصة في المجتمع، أو لها حظوة خاصة في مجال من المجالات السياسية أو الدينية أو غيرهما؛ لتحصل له بالتالي الفائدة المرجوة مهما كانت ضيقة، أو المنفعة المرغوبة مهما كانت مؤقتة!
هذا "التمثيل" الممتد، الطويل الأمد في الغالب (..)، والذي يجعل هذه الفئة من الناس تحيا ازدواجية غريبة وانفصاماً ملازماً في الشخصية إلى حد أنها تتعايش مع الوضع بشكل طبيعي جداً بلا أدنى حرج أو ارتباك، حتى ليُخَيَّلُ للمحيط من الناس بأنه الصدق والسداد عينُه لصاحبه.
الرأي المضاد هذا لم يعد حصراً على ذوي الحاجة المادية أو المعرفية فحسب، بل إن وجه الدهشة والغرابة والعجب الملازم للظاهرة يتمثل في هذا اللَّبُوس الذي بات متصلاً بالمربّي والأستاذ والمحامي والطبيب والمهندس والفنان.. وغيرهم.
هؤلاء، هم مَن يصنعون الطغاة ويمكنون لهم في السياسة والإدارة والمقاولة والمجتمع؛ ليمارسوا الاستبداد والعدوان والاحتقار وشتى أنواع الإذلال في حق مَن تضطرهم الحياة للعيش معهم أو تحت إمرتهم، وهذا واقع مرير نحياه في مواقع مختلفة تخالف تماماً ذاك الطموح المجتمعي الذي يسعى إليه الشرفاء، ويطمح إليه العقلاء بأن تَسُودَ وتُنَزَّلَ القواعد المنبثقة من المؤسسات.
ثم إن هناك (ربما) بعض "الرأي" النافذ للعقول والقلوب يستعمل يومياً وبشكل متواصل للتغطية على أمراض نفسية خطيرة تستهدف المجتمع برمّته في الكرامة والشرف والسمعة، وتصيبه في الصميم.
هذا الصنف موجود -بكل أسف- في مواضع مختلفة بين الناس، لكنّ هناك من يجد له أسواراً محكمة لا تَطالُهَا الأعين الراصدة، بل يجد التغطية والتزكية من بعض القوى المهيمنة في المجتمع بقوة "السلطة والعلم" مندمجين.
إن شيطان الفساد لا يزال قوياً بفعل "قوة الرأي" (بالمعنى الوارد) واستحكامها بين المستهلكين ممن عقولهم معطَّلة، أو من أصحاب مبدأ تبادُل المصالح، وهذا إن على مستوى الوطن أو الأوطان، أو فيما بين الدول في إطار العلاقات الدولية الهشَّة المعطوبة، للأسف الشديد، بحكم الواقع.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/abdellah-mohammed-boukabous/-_15240_b_19372324.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات